الصدوق باسناده عن حسين بن عمرو، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن أشد من زبر الحديد، إن زبر الحديد إذا دخل النار تغير وإن المؤمن لو قتل ثم نشر ثم قتل لم يتغير قلبه.
عن صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا قدر لم يأخذ أكثر مما له.
الحسين بن سعيد رفع الى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا تقدر الخلائق على كنه صفة الله عز وجل فكذلك لا تقدر على كنه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله، وكما لا تقدر على كنه صفة الرسول كذلك لا تقدر على كنه صفة الامام، وكما لا تقدر على كنه صفة الامام كذلك لا يقدرون على كنه صفة المؤمن.
الاسكافي رفعه الى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يحتوي على مائة وثلاث خصال: فعل وعمل ونية وباطن ظاهر. فقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: يا رسول الله ما يكون المائة وثلاث خصال ؟ فقال: يا علي من صفات المؤمن أن يكون جوال الفكر جوهري الذكر، كثيرا علمه عظيما حلمه، جميل المنازعة كريم المراجعة، أوسع الناس صدرا وأذلهم نفسا، ضحكه تبسما واجتماعه تعلما، مذكر الغافل معلم الجاهل، لا يؤذي من يؤذيه ولا يخوض فيما لا يعنيه، ولا يشمت بمصيبة ولا يذكر أحدا بغيبة، بريا من الحرمات واقفا عند الشبهات، كثير العطاء قليل الأدنى، عونا للغريب وأبا لليتيم، بشره في وجهه وخوفه في قلبه، مستبشرا بفقره، أحلى من الشهد وأصلد من الصلد، لا يكشف سرا ولا يهتك سترا، لطيف الجهات حلو المشاهدة، كثير العبادة حسن الوقار، لين الجانب طويل الصمت، حليما إذا جهل عليه صبورا على من أساء إليه، يجل الكبير ويرحم الصغير، أمينا على الأمانات بعيد من الخيانات، إلفه التقي وخلقه الحياء، كثير الحذر قليل الزلل، حركاته أدب وكلامه عجب، مقيل العثرة ولا يتبع العورة، وقورا صبورا رضيا شكورا، قليل الكلام صدوق اللسان، برا مصونا حليما رفيقا عفيفا شريفا. لا لعان ولا نمام ولا كذاب ولا مغتاب، ولا سباب ولا حسود ولا بخيل، هشاشا بششا، لا حساس ولا جساس، يطلب من الأمور أعلاها ومن الأخلاق أسناها، مشمولا لحفظ الله، مؤيدا بتوفيق الله، ذا قوة ولين وعزمة في يقين، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، صبور في الشدائد لا يجور ولا يعتدي ولا يأتي بما يشتهي. الفقر شعاره والصبر ثاره، قليل المؤونة كثير المعونة، كثير الصيام طويل القيام، قليل المنام قلبه تقي وعمله زكي، إذا قدر عفا وإذا وعد وفى يصوم رغبا ويصلي رهبا، ويحسن في عمله كأنه ينظر إليه، غض الطرف سخي الكف، لا يرد سائلا ولا يبخل بنائل، متواصلا إلى الاخوان مترادفا للأحسان، يزن كلامه ويخرس لسانه، لا يغرق في بغضه ولا يهلك في محبته، لا يقبل الباطل من صديقه ولا يرد الحق من عدوه، لا يتعلم إلا ليعلم ولا يعلم إلا ليعمل. قليلا حقده كثيرا شكره، يطلب النهار معيشته ويبكي الليل على خطيئته، إن سلك مع أهل الدنيا كان أكيسهم وإن سلك مع أهل الاخرة كان أورعهم، لا يرضى في كسبه بشبهة ولا يعمل في دينه برخصة، يعطف على أخيه بزلته ويرعى ما مضى من قديم صحبته.
في صلابة المؤمن: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن حواري عيسى عليه السلام كانوا شيعته وإن شيعتنا حواريونا، وما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا وإنما قال عيسى عليه السلام فلا والله ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه، وشيعتنا والله، لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله صلى الله عليه وآله ينصرونا ويقاتلون دوننا ويرحقون ويعذبون ويشردون في البلدان، جزاهم الله عنا خيرا. وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: والله، لو ضربت خيشوم محبينا بالسيف ما أبغضونا ووالله، لو أدنيت إلى مبغضينا وحثوت لهم من المال ما أحبونا.
عن قتيبة الأعشى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عاديتم فينا الاباء والأبناء والأزواج وثوابكم على الله عز وجل، أما إن أحوج ما تكونون إذا بلغت الأنفس إلى هذه - وأومأ بيده الى حلقه -.
الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: خذ الحكمة أنى كانت فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن.
عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما شهد رجل على رجل بكفر قط إلا باء به أحدهما، إن كان شهد (به) على كافر صدق وإن كان مؤمناً رجع الكفر عليه، فإياكم والطعن على المؤمنين.