|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50367
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 299
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
د. حامد العطية
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 21-10-2013 الساعة : 12:06 AM
السيد عمار البديري
بعد التحية
من المؤسف اصرارك على الإسلوب الاستفزازي الذي نهجته في تعليقك الأول، ومهما بلغ الاستفزاز من حدة فهو لن يصرف أذهان القراء المحترمين عن الحقائق الماثلة للعيان والأدلة الناصعة والمنطق السليم، لذلك الواجب الابتعاد عن الاستفزاز والتشنج وغيرها من مظاهر انعدام أو ضعف الموضوعية العلمية في التفكير والنقاش.
تبدأ تعليقك الثاني بالعبارة التالية: (لست بصدد الدفاع عن اخيك او مناصرتك او تانيبك)ولنتوقف عند كلمة (تأنيبك) فهل هي كلمة مهذبة تخاطب بها شخص لا تعرفه وليس بينك وبينه عداوة؟ والتأنيب يصدرعادة من الأقوى والأعلى مكانة إلى الأدنى، إذ يؤنب الابوان أبنائهم، كما قد يؤنب المعلم طلابه وخاصة الصغار منهم، وكذلك الرئيس مرؤوسيه وإن كان ذلك مستهجناً ومرفوضاً في أدبيات وممارسات الإدارة الحديثة، لذلك قد يستدل من هذه الكلمة شعورك بعظمة نفسك وعلوها على الناس فأنت تعطي الحق لنفسك بتأنيب الآخرين على اختياراتهم الخاصة بحياتهم الشخصية وتضع نفسك فوق البشر العاديين.
بعد هذه الإهانة تتحفنا بالموقف التالي: (ولكن يحز في النفس شخص مثلك يرمي اخيه بالمرتد في مواقع عامه ان كنت تريد وجه الله فممكن ان تعلنها بينك وبين ربك وهو السميع العليم) ويبدو لي بأن أشد ما أزعجك هو إعلان البراءة، وتشترط أن تكون بيني وبين الله لتعتبرها خالصة لوجه الله، ولو قرأت الآية الكريمة التي استشهدت بها في إعلان البراءة لتبين لك بأن (إبراهيم والذين معه قالوا لقومهم إنا براء منكم)، أي أن البراءة كانت علنية وليست سرية كما تفضلها، كما أنت تطعن في حكمة الله ، إذ أعلن في القرآن الكريم عن براءة النبي إبراهيم من أبيه وقومه، وكان الأجدر بالله في رأيك أن يبقيها طي الكتمان، ولعلك تعتبر كشف القرآن الكريم لخيانة أمرأتي نوح ولوط افتضاحاً لهذين الرسولين الكريمين، واستطراداً على ذلك أنت كما يبدو لا ترضى عن سورة المسد لأنها تتوعد عم الرسول الأعظم بالنار.
إن استنكارك إعلاني البراءة متوافق تماماً مع القبلية وأعرافها وتقاليدها، والتي تؤكد على نصرة الأخ وإن كان على باطل وابن العم وإن كان معتدياً، وتدعو لكتمان اخطاء وانحرافات الأقرباء تجنباً للافتضاح وما يجره من عار وتلطيخ لسمعة القبيلة أو العائلة. ونجد أمثلة كثيرة على إلتزام سكان جنوب العراق بهذا العرف القبلي المقيت والتصرف بمقتضاه، ومنها سكوتهم المشين على تفشي الأحزاب الملحدة والمعادية للدين، ومنذ أربعينيات القرن الماضي شهدت حواضر وأرياف جنوب العراق انتشاراً مخزياً للحزب الشيوعي، بلغ ذروته بعد الانقلاب العسكري في 1958م وتأسيس العهد الجمهوري، وبعد انحسار المد الشيوعي حل محله المد القومي ثم البعثي، وشهدت كل مراحل التاريخ الحديث للمنطقة وسكانها وحتى اليوم تفشي مختلف أنماط الفساد والانحلال الأخلاقي والظلم الاجتماعي المتمثل في الإدمان على الخمور والقمار والزنا واللواط بين الكثيرين في المجتمع من دون أن ينهاهم أحد عن اقتراف هذه المنكرات العظيمة، والسبب في ذلك هو أن هؤلاء هم أباء وأخوان وابناء وأقارب القبليين الذين قد لا يقبلون بإنحرافاتهم العقائدية والأخلاقية لكنهم لا يتبرؤون منهم أو يقاطعونهم بسببها، ويبدو بأن القبلي العراقي يجد صعوبة بالغة اليوم حتى وإن كان متديناً ان يحكم على أخيه الشيوعي بالكفر والإلحاد وهو يجاهر بذلك، ويجد الذرائع والأعذار الواهية لأبيه الذي انتسب لحزب البعث الطاغوتي ووشى بالغير، ويترحم على ابن عمه الهالك في حرب صدام العدوانية على إيران، ويسميه شهيداً خلافاً لحقيقة كونه هلك وهو يقاتل في صف الفئة الباغية، ولا يجد غضاضة اليوم في دفع واستلام الرشى، لأنه هو وأمثاله على دين القبلية لا الإسلام كما وصفتهم في مقالات عدة من قبل.
وللاستدلال على صواب موقفي سأضرب لك مثلاً، فلو كان أخوك لا سمح الله ملحداً يكفر بالله ويدعو للإباحية وهو يكتم عقيدته ويخفي سلوكياته المنحرفة ولا يعرف بها سوى أفراد عائلته وأراد أخوك الزواج فهل ستذهب إلى رب العائلة التي ينوي أخوك الزواج منها وتكشف لهم حقيقة إلحاد أخيك أم تكتم عنهم وغيرهم ذلك؟ إن الواجب الإنساني والأخلاقي قبل الديني يحتم عليك ابلاغ الآخرين بهذه الحقيقة، والتهاون في ذلك من أعظم المنكرات لما يجره من ظلم وانحراف، وكم من زوجة جنوبية فرض عليها زوجها السكير تهيئة مائدة للخمر؟ في حوار مطول مع أحد الملحدين على صفحات موقع آخر قبل سنين قلت له بأن لك مطلق الحرية في أن تؤمن أو تكفر، كما بين الله لنا في قرآنه العظيم، وهو ما أوردته في بيان برائتي لكنك تعمدت إغفاله، ولكن كل الملحدين مطالبون بمراجعة إدارات الأحوال المدنية لتصحيح سجلاتهم وشطب كلمة الإسلام من حقل الديانة في سجلاتهم وهوياتهم وإلا فهم يظلمون الآخرين، لأن من حق الغير أن يكونوا على بينة لاختيار ما يرونه مناسباً، من دون المساس بحرية الجميع في العقيدة.
تريد معرفة الأسباب التي يبرر بها المرتد ارتداده، وقد بينت لك ما رواه لي عن قصة ارتداده، وإذا كنت لا تصدقني فعليك الاتصال به، فهو يدعي بأنه شاهد تمثالاً لقديس يرفع أصابع يده مشيراً له بعلامة التثليث، وعد ذلك معجزة خاصة به، ومن المحزن أن الكثيرين مثله في العراق مصابون أيضاً بعقدة "المخلص"، وهي ضرب من ضروب جنون العظمة الناتج عن الشعور بالنقص والضعة، وهؤلاء يرون أنفسهم مختارين من القوى الغيبية لأداء دور استثنائي في المجتمع، وأسوء حالات هذا الاضطراب النفسي هو اعتقاد البعض منهم بأنهم "مخلصون" خلقوا لتخليص البشرية من العقائد والسلوكيات المنحرفة وهدايتهم إلى الصواب.
ورد في تعليقك ما يلي: (فلا ارى عاقلا ليس له دين يقبل ان يكون مسلما لدين واجهته الوهابيه والمقتدائيه والسلوكيه وغيرها من التسميات) بدءاً أنا اعترف بجهلي بـ"المقتدائية والسلوكيه" ولعل المقصود بالمقتدائية هو السيد مقتدى الصدر، وهو رجل دين، يتبعه تيار سياسي، كان له موقف يحمد عليه من الاحتلال الأجنبي ودافع تنظيمه بضراوة عن الشيعة وحمى شيعة بغداد من هجمات الإرهابيين التكفيريين، وحسب معلوماتي المتواضعة لا يدعي المرجعية أو يدعو لاتباع منهج خاص ضمن التشيع، ومن المؤسف بانك تختزل الإسلام العظيم بمذهب الوهابية المنحرف، وتدعي بأن الوهابية واجهة لهذا الدين، والدين منها ومن انحرافاتها وسلوكياتها براء، والمؤلم هو أنك ترى وجود الوهابية بحد ذاته مبرراً كافياً لنفور من ليس له دين من الإسلام، والصحيح هو أن العاقل من يتحرى حقيقة الإسلام وجوهره الخالص من مصادره الأصلية ويتوصل بالتالي إلى الاقتناع بصوابه ومثاليته وهيمنته على كل الأديان.
ثم تكتب (نحن نعيش الظلالة بكل معانيها ونتبع الظن في امورنا وان الظن ليس الحقيقه انما يصيب ويخطا فالامه بعد رسول الله ص انقلبت وهذا معروف ولا داعي للخوض به وبعد نهاية اخر امام وهوالحسن العسكري ع تعيش حالة انتظار وظلالة لقضاء الله اعلم به) وأظنك تقصد الضلالة [ضل بمعنى حاد وانحرف عن الطريق القويم] لا الظلالة [والظل هو خيال الإنسان أو الاشياء] وأنت بهذا الموقف تعمم من دون استثناء بأن الأمة انقلبت وضلت بعد الرسول الأعظم وتهمل دور الائمة وغيرهم في حفظ تعاليم الدين، ثم تذكر بأن اخر إمام هو الحسن العسكري عليه السلام وبذلك تنفي إمامة الإمام المهدي وما دمت ترى بأن هذا الضلال سيستمر حتى يقضي الله أمراً فأنت تحكم بأن لا فائدة من القرآن الكريم والأحاديث والفقه في هداية الناس، كما أن القول بانحراف وضلال المسلمين عن دينهم يعني ادعاءك معرفة الدين القويم، وعليك واجب أن تهدينا إلى ذلك وأن لا تكتفي بالحكم علينا بالضلال.
وأقتبس من تعليقك ما يلي: (فكلمة مرتد وخرج عن المله وناصبي ورافضي كلمات يستعملها الجهال في العراق الجريح) وها أنت تهينني مرة أخرى وتلحقني بالجهال، وكنت أظن بأن الاهانات الشخصية ممنوعة في هذا الموقع المحترم وبأن العلماء أو المتعلمين من أمثال جنابك يحاذرون من توجيه هذه النعوت المسيئة، ولعلمك أول ما يتعلمه طلاب الجامعات في دراستهم أهمية المصطلحات أو المفاهيم، إذ لكل حقل من حقول المعرفة مصطلحات متداولة بين المختصين ولها تعاريف متفق عليها بدرجة أو أخرى، وقد يساء استعمالها من قبل غير المختصين ولكن دعوتك لإلغاء مصطلحات مثل الارتداد والنصب مناهضة لأصول تكوين وتداول المعرفة الدينية، فالارتداد ليست مسبة بحد ذاتها وإنما هو مصطلح يطلق على من يترك الإسلام إلى دين اخر أو لا دين، وهو باعث لمشاعر سلبية ضد المرتد لدى المتدينين لذا يستهجنه المرتدون ومناصروهم.
نستنتج من كلامك المطول عن الأملاك أن أملاك الغالبية العظمى من العراقيين حرام، لأن معظم أملاك الشيعة هي أما زراعية أو مصدرها من الزراعة، فقد كانت الزراعة وحتى منتصف القرن الماضي المصدر الرئيسي للثروة في العراق، واعتمد نشاط التجارة بالدرجة الرئيسية على المنتوجات الزراعية، والواجب عليك قبل اصدار التعميمات الجزافية المتجنية على طريقة استحواذ ملاك الأراضي على املاكهم الاطلاع على الحقائق المنشورة حول تاريخ الملكية الزراعية في العراق، وبما أنك ترى بأن أملاك الشيعة من رجال دين ورؤساء قبائل وغيرهم حرام فما هو العلاج الذي تقترحه؟ الاستيلاء عليها وإعادة توزيعها على الطريقة الشيوعية مثلاً؟ ومن أعجب ما قرأته من أرائك ما يلي: (اما المؤمن فيرى ماتراه الناس من املاك واطيان يراه سراب في سراب) وهي كما يبدو دعوة عامة للتصوف والزهد، وبالتالي يتوقف العمل والانتاج والاصلاح والتطوير، ولن يمر وقت طويل حتى ينقرض المسلمون بالجوع والمرض والتخلف.
أنت مبالغ جداً في تقديرك لثروات رؤساء القبائل وعوائلهم، ومعظمهم اليوم من أصحاب الدخول المحدودة، ولولا الوظيفة أو التقاعد لافتقر الكثيرون منهم، وفي أواسط التسعينات دفع ضيق ذات اليد بأحد شيوخ قبيلة معروفة في الديوانية، ولا تخفى على جنابك، إلى الموافقة على تزويج ابنته من شاب عراقي يقطن سورية من دون تحري لأخلاق هذا الشاب، وكنت يومها أسكن في سورية، وقام هذا الشيخ الفقير باصطحاب ابنته حتى الحدود بين الأردن وسورية وسلمها لعائلة الشاب واستلم منهم مهرها والبالغ ألف دولار فقط، وتركها لمصيرها المجهول.
أتعرف من هو أصبر الخلق؟ لا ليس أيوب بل النبي نوح عليه السلام لأنه مكث بين قومه يدعوهم إلى الإيمان ألفاً إلا خمسين عاماً ثم أعلن لربه يأسه من هدايتهم ودعا عليهم، أما صبري أنا فهو أقل من ذرة من صبر هذا النبي العظيم لذلك فلن أرد على تعليقاتك بعد اليوم لأنه بصراحة لا طائل من ذلك.
د. حامد العطية
|
|
|
|
|