عَتْبي عَليك .......
من البحر البسيط
عَـتْبـيْ عَلـيـكَ ’ فـَهـلْ تَـستــقبـلُ الـعَــتَـبـا....
أم أنَّ كـأسَ عـِتـاب الــودِّ قـد سُـكِـبا
مـالـي أراكَ تـجاهَـلْتَ الـمَـدى ’ دَنـفاً ....
ورُحتَ تَـبني على أعتابِـكَ الحُـجُبا
مـالـي أرى روضةَ الاشعـارِقد حَـزُنـَتْ ....
والـتـَـيهُ في قَـصبـاتِ السَبقِ قد رَكبا
عَـتْـبيْ عليكَ ’ فقد هُـدّتْ قـوائِــمُـهـا ....
تـركـتَ فـي دَفّـّـتَـيــهــا الـهَمَ والنَـصَبـا
هل صـرتَ كـالبحــرِ ’ فـي جـزرٍ يـرافقنا ....
وعِند مَــدٍّ ’ يَــرانـا بَـيـتَـنـا خَـربِـا
أم إنّـك الـنــور في الـعَـليـاء مُــنبثقٌ ....
حاكتْ سَـوامِـقُـكَ الـجــوزاءَ والشُـهُـبـا
أم أنـَّك الـمــاردُ السحــريُ فـي زمـنٍ ....
مَـتى أراد إلـى مـصـبـاحِـهِ إنـقَـلـبـا
لا لَستُ أعجَـبُ فـالـدنـيـا مُـفــارَقَــةٌ ....
على عُـجــابِ اللـيـالـي تَـنــثِـرُ الـعَجـَبـا
تـَجاهَـلَـتْـنـي مسـاحـاتي فَـقُـلتُ لـها ....
كـونـي كِــتـابــاً فـصـارتْ كــُلـهـا كُــتُـبــا
هـذا يَـراعـي بُـراقُ الشـِعــرِ خـادمُــهُ....
متى أراد اصطِـحـابَ الـوحي لَـصْطَحَـبـا
مـا جـئـتـُك الآن نَـظـمَ الـشِعـرِ أجـهلـهُ ....
حتى يـُعلِّـمـنـي مَـن يَـكــتُبُ الـيـَـبَــبـا
مـاجِـئـتُـك الآن أستـجـدي ليصفعني ....
كـفّي فيـصـنَـعُ مِـنـي الـحـِدْجَ والـقُــتُـبـا
مِن قَـبـلِ عشريـن والأوزانُ مَـلـحَمَـتي....
مُـذ كـنـتُ طِفــلاً مَـضَغتُ الـشِـعرَ والأدبا
كم مِـن عَـصيٍّ مِـن الـلأوزانِ أسـجـنهُ ....
فـإن أتـى سَـبـبـاً أتْـبـعـتُـهُ سَــــبَـبـا
وِلــْدتُ والـشِعــرُ مـخــزونٌ بِـــأرْوِقَـتـي ....
قد كُـنـتُ أُمّــاً لـَـه والآن صـرتُ أَبـــا
لايَـنقـصُ الـحرفُ فـي عَـينيَّ مــرتبةً ....
ولا يَــزيــدُ إذا مـــــا زدتَـــهُ رُتــَبـــا
تـأتـي الـقـــوافـي طَـوعاً لـَو نَـظـرتُ لـهـا ....
والـشِـعـرُ طـَوعي إذا جــاذَبــْـتـهُ إنـجَذبـا
لـي والـقـوافـي صـولاتٌ أجــولُ بـِـهـا ....
مَـتى أردتُ أنـــالُ الـفــــوزَ والـلــَقَـبـا
أنـا الـعـراقُ وقـولُ الشعــرِ مِـلـئ فَمـي ....
دَمٌ عـَـلاهُ دُخـــانٌ يَــنـْـفُثُ الـعَـطَبـا
أنـا العـراقُ مـُلـوكُ الأرضِ تَـسجدُ لـي ....
سَـلِ الأساطيـنَ تَـخشى مِـقــوَلـي الـذَرِبــا
أنــا الـعــراقُ وأرضي تَستـفـيـضُ هُـدىً ....
غَطّـت نـبـوّاتُـــهـا الأعــجــامَ والـعَـرَبـا
أنــا الـعــــراقيُ والـــتـأريــخُ يـعـــــرِفُـنـي ....
والشِـعـرُ لـي فـي ذُرى عَـلـيـائِــهِ إنــتَـسَبـا
أنــا الـعـراقيُ كـيفَ الـنـورُ يَـجـهَـلُنـي ....
والـنـورُ صِنـوي ومنـي ضــوءَهُ اكــتَسبـا
مَـهـدُ الحضـاراتِ أرضي يَـستــَلــذُ بهـا ....
كُـلُ الـنَـيـيّـنَ مَن ضحّى ومَن صُـلِــبـا
كُـتـّابُــهــا أنــبـيــاءُ الشعــرِ فـي لُــغَـــــةٍ ....
لَــن تَــرتَـضي الـشعــرَحَـتى تَـقـتَـنـي ذَهَـبـا
الثاني من رجب الأصم
ابو ياسر الكعبي
|