السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
- نكمل ..
* قوم لوط عليه السلام , والفساد السائد آنذاك في المجتمع , والعذاب الذي أنزله الله عليهم عندما انغمسوا في سيئاتهم وخطاياهم ..
- فما الهدف إذاً من إرسال الله سبحانه وتعالى للأنبياء عليهم السلام , أليس لهداية الناس وإصلاح أخلاقهم وإقامة العدل بينهم ..
- فهاهو النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يقول ..
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ..
- وعليه نجد إن الأرض والمجتمعات تحيا بإحياء العدل وتموت بانتشار الظلم والفساد ..
- يقول الشاعر ..
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
** والآن نقف على زماننا هذا , ومجتمعاتنا لاسيما الإسلامية , ألسنا نرى اضمحلال للأخلاق الحسنة , فهذه نفوسنا ممتلئة بالحسد والغيرة والحقد والغرور والكبر , وهانحن نرى في كل بقعة من بقاع الأرض ضياعاً لحقوق الآخرين والتعدي عليها ..
- وما أكثرها مشاهد عدم تأدية حقوق الآخرين ..
** فظلم الحاكم للرعية , وظلم الأبناء للوالدين , وظلم الأخوة لبعضهم البعض , وظلـــم الكثيريـــن
( ممن يظنون أنفسهم أعلى شأناً من الآخرين ) للفقراء والمساكين وعدم تأدية حقوقهم من خمس وزكاة , وظلم , وظلم .... الخ
- وعليه نقول أين حقوق الرعية ؟ أين حقوق الوالدين ؟ أين حقوق الأهل ؟ أين حقوق الأصدقاء ؟ أين حقوق الجيران ؟ أين حقوق الفقراء ؟ أين الحقوق ؟
- أهملنا جميع الحقوق لإهمالنا وغفلتنا عن تعاليم ديننا .. ولا يمكننا أيضاً إغفال الأمور الأخرى المساعدة في نشوء مثل هذه الغفلة , كالتربية كما ذكرنا سابقا ( في مسألة الابتعاد عن الله عز وجل ) , والقوى المؤثرة الأخرى ..
- قال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ..
( ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة ؟ العفو عمن ظلمك , وأن تصل من قطعك , والإحسان إلى من أساء إليك , وإعطاء من حرمك , وفي التباغض الحالقة , لا أعني حالقة الشعر , ولكن حالقة الدين ) ..
- فلماذا هذا الإهمال ؟! ونحن نمتلك ثروات حقيقية تثري نفوسنا وعالمنا ومجتمعاتنا ..
* فالقرآن الكريم , وتعاليم الرسول ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) وأهل البيت ( عليهم السلام ) , المحتوية على كنوز حقيقية مثل رسالة الحقوق , والصحيفة السجادية ( للإمـــام علي السجـــــــاد " عليــه السلام " ) , وغيرها الكثير من مثل هذه الكنوز ..
** ولكن إنسان اليوم يخال نفسه بأنه في غنى عنها ..
- فلنرجع إلى نفوسنا ونحاسبها على ما اقترفته من أخطاء ..
- يقول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ..
( لا يكون العبد مؤمناً حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه والسيد عبده ) ..
- وقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ..
( ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنة استزاد الله تعالى وإن عمل سيئــــــــــة استغفر الله تعالى منها وتاب إليه ) ..
- يقول الإمام علي ( عليه السلام ) ..
( من حاسب نفسه وقف على عيوبه وأحاط بذنوبه واستقال الذنوب وأصلح العيوب ) ..
** فنحن نعلم إن لحسن الخُلق آثار طيبة على النفس , وعلى المحيط من حولنا , وجزاء الآخرة ..
- قال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ..
( من حسن خلقه كثر محبوه وآنست النفوس به ) ..
- وعن كيفية المحاسبة , فهاهو إمامنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يجمل لنا النقاط التي تتم فيها محاسبة النفس ..
** سئل الإمام علي (ع) عن كيفية محاسبة النفس ، فقال ..
( إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه وقال .. يا نفس إن هذا يوم مضى عليك لا يعود أبداً ، والله سائلك عنه فيما أفنيته ، فما الذي عملت فيه ؟ أذكرت الله أم حمدتيه ؟ أقضيت حق أخ مؤمن ؟ أنفست كربته ؟ أحفظتيه بظهر الغيب في أهله وولده ؟ أحفظتيه بعد الموت في مخلفيه ؟ أكففت عن غيبة مؤمن بفضل جاهك ؟ أأعنت مسلماً ؟ ما الذي ضيعت فيه ؟ ثم قال .. فيذكر مــا كـان منه ، فإن ذكر أنه جرى منه خيـر حمد الله عز وجل وكبره على توفيقه ، وإن ذكر معصية أو تقصيراً ، استغفر الله عز وجل وعزم على ترك معاودته ) ..
** أخيراً .. إن من كان حسن الأخلاق , كان حسن الأفعال ..
*** ونختم بجزء من دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ..
( اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَبَلِّغْ بِإِيمانِي أَكْمَلَ الإيمانِ وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ اليَقِينِ وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إِلى أَحْسَنِ النِّيَّاتِ وَبِعَمَلِي إِلى أَحْسَنِ الأعْمالِ ، اللّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتِي وَصَحِّحْ بِما عِنْدَكَ يَقِينِي وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ ما فَسَدَ مِنِّي ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاكْفِنِي ما يَشْغَلُنِي الاِهْتمامُ بِهِ وَاسْتَعْمِلْنِي بِما تَسْأَلُنِي غَدا عَنْهُ وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيما خَلَقْتَنِي لَهُ ، وَأغْنِنِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِكَ وَلا تَفْتِنِّي بِالَّنَظِر وَأَعِزَّنِي وَلا تَبْتَلِيَنِي بِالكِبْرِ وَعَبِّدْنِي لَكَ وَلا تُفْسِدْ عِبادَتِي بِالعُجْبِ وَأَجْرِ لِلْناسِ عَلى يَدَيَّ الخَيْرَ وَلا تَمْحَقْهُ بِالمَنِّ وَهَبْ لِي مَعالِي الأخْلاقِ وَاعْصِمْنِي مِنَ الفَخْرِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلا تَرْفَعْنِي فِي النَّاسِ دَرَجَةً إِلا حطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَها وَلا تُحْدِثْ لِي عِزّا ظاهِرا إِلا أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً باطِنَةً عِنْدَ نَفْسِي بِقَدَرِها )..
**************
- الأخوة والأخوات الكرام , بارك الله بكم , وجعلنا وإياكم من أنصار قائم آل محمد ..