علي عليه السلام ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله
وهناك أحاديث لها طرق عديدة ، تؤيد نزول هذه الآية في علي بن أبي طالب دون غيره من المؤمنين ، وهي الأحاديث التي فيها بيان ولايته على المسلمين من بعد النبي صلى الله عليه وآله ، ومنها قوله عليه السلام : عن عمر بن حصين قال :
" جهز رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم جيشا استعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في السرية فأصاب جارية ، فأنكروا عليه . وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : إذا بعثنا - أي أمرنا بالرجوع - رسول
الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أخبرناه ما صنع ( وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر يبدأون برسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ) ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، ألم تر أن علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ؟ ! فأعرض عنه
رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . ثم قام الثاني وقال مثل ذلك . ثم الثالث فقال مقالته ، ثم الرابع فقال مثل ما قالوا . . فأقبل النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، والغضب يبصر في وجهه ، فقال :
" ما تريدون من علي ؟ ! إن عليا مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي " ( 1 ) .
وعن البراء بن عازب ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في سفر ، فنزلنا في غدير خم ، فنودي الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم تحت شجرتين ، فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى . فأخذ بيد علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] فقال : " من كنت مولاه ، فعلي مولاه .اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : " هنيئا لك يا ابن أبي طالب ! أصبحت وأمسيت مولى كلمؤمن ومؤمنة " ( 2 ) .
وقال وهب بن حمزة : سافرت مع علي فرأيت منه جفاء ، فقلت لئن رجعت لأشكونه ، فرجعت فذكرت عليا لرسول الله فنلت منه ، فقال : " لا تقولن هذا لعلي ، فإنه وليكم بعدي " ( 3 ) .
1 - الخصائص العلوية للإمام النسائي ص 23 ، المستدرك 3 : 110 - 111 كتاب معرفة الصحابة ،
مسند أحمد 5 : 632 ، كنز العمال 6 : 400 .
2 - مسند أحمد بن حنبل 4 : 281 ، حديث البراء بن عازب .
3 - كنز العمال للمتقي الهندي 6 : 155 ، الإصابة لابن حجر العسقلاني 9 : 319 / 579 .
مع الشكر والإحترام لك أخي سيف نايف على هذا الطرح المفيد