بعد لحظه تفكر -- وبمساعده الامام علي عليه السلام -- تستطيع ان تصل للسبب
قال مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام : (لو لم تتخاذلون عن مر الحق، ولم تهنوا عن توهين الباطل، لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم، ولم يقوى لمن قوي عليكم! هيهات هيهات! لا يدفع الضيم الذليل! ولا يدرك الحق إلا بالجد والصبر).
(( ايها الناس ان الله جل ذكره , ما خلق العباد الا ليعرفوه , فاذا عرفوه عبدوه , فاذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه ,
فقال له رجل:
يا ابن رسول الله بابي انت وامي فما معرفة الله ....؟
قال:
معرفة اهل كل زمان امامهم الذي يجب عليهم طاعته))
وكما جاء في الحديث القدسي المشهور:
(( كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف))
النبي الاكرم واله الاطهار (صلى الله عليه واله وسلم )
المحقق للعبادة على حقيقتها
و
الحاصل على المعرفة في غايتها
وان الكون خلق من اجل الانسان والجان, وهما خلقا من اجل العبادة , واصل العبادة والتوجه الى الله تعالى يتوقف على معرفة المعبود,
فكذلك المعرفة المتنامية المتزايدة متوقفة على العبادة, والمحقق لتلك العبادة على حقيقتها والحاصل على المعرفة في غايتها هو النبي محمد واله الاطهار (صلى الله عليه واله وسلم), ما بزغ نجم وطلع نهار.
بقاء الكون من بقاء الامام
فحتى يبقى الكون لابد ان يبقى الامام عليه السلام
فهو المحقق للغاية من الوجود,
ولو خلت الارض منه (صلوات الله عليه وسلامه) لساخت الارض باهلها ومن هنا جاءت الروايات التي تؤكد هذه الحقيقة اليقينية
عن ابي حمزة الثمالي عن ابي عبدالله عليه السلام:
(( قال: قلت له اتبقى الارض بغير امام ...؟
قال :لو تبقى الارض بغير امام لساخت )).
وعن محمد بن فضيل عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال :
(( قلت له اتبقى الارض بغير امام ...؟
فقال: لا
قلت: فانا نروي عن ابي عبدالله عليه السلام ,انها لا تبقى بغير امام الا ان يسخط الله على اهل الارض او على العباد
فقال : لا تبقى اذا لساخت )).
عن الامام ابي جعفر عليه السلام قال:
( لو ان الامام رفع من الارض ساعة, لماجت باهلها كما يموج البحر باهله)
بوجود الامام تتحقق العبادة الحقيقية
قال العلامة المجلسي في البحار ج25 ص93:
ثبت في الاخبار المستفيضة انهم – النبي الاكرم و ائمة اهل البيت-
العلل الغائية لإيجاد الخلق , و لا يحقق هذه الغاية بوجودها , الا الامام (عليه السلام )
, فان عبادتنا صورية وليست عبادة حقيقية ,
يمكن ان تقاس بعبادته (عليه السلام)
لان العبادة خضوع القلب والعقل والخيال والوهم وكل الجوارح ,
وهذا لا يتحقق منا ,
فبوجوده – أي الامام - تتحقق العبادة الحقيقية فتتحقق غاية الخلق , وكذلك معرفتنا , لا تحقق الغاية من الخلق , وعندما لا يوجد على الارض من يحقق هذه الغاية , عندئذ يكون البقاء للكون عبثيا , والله سبحانه منزه عنه تعالى الله عن ذلك علوا كبير
سؤال شغلنا جميعا فهو واقع حال مستشري بهذه الارض تعاني منه شعوب العالم كله -- فكم مره سألنا انفسنا لم نحن مُبتلون بالجور --- لم نحن مُبتلون بالغلاء --- لم نحن مبتلون بمختلف انواع الاوبئه ---- لم نحن مبتلون بموت الفجأه
* قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : يأتي زمان علي أمتي يحبون خمس وينسون خمس : يحبون الدنيا وينسون الآخرة، يحبون المال وينسون الحساب، يحبون المخلوق وينسون الخالق، يحبون القصور وينسون القبور، يحبون المعصية وينسون التوبة.. فإن كان الأمر كذلك، ابتلاهم الله بالغلاء والوباء وموت الفجأة وجور الحكام.