|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 44479
|
الإنتساب : Oct 2009
|
المشاركات : 557
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
يوسف علي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 23-12-2009 الساعة : 04:31 AM
- 10 -
تركت الخلق طرا في هواك*** وأيتمت العيال لكي ألقاك
فلو قطعتني في الحب إربا*** لما مال الفؤاد إلى سواك
فخذ ما شئت يا مولاي مني*** أنا القربان وجهني نداك
أتيتك يا إلهي عند وعدي*** منيبا علني أحظى رضاك
أنا المشتاق للقيا فخذني*** وهل لي منية إلا لقاك
أقدم كل ما عندي فداء ***و مالي رغبة إلافداك
سلكت الكرب و الأهوال دربا ***و جئت ملبيا أخطو خطاك
وطلقت الحياة بساكنيها ***وعفت الأهل ملتمسا قراك
تعهدت الوفاء بكل دين*** ودينك يوم عاشورا أتاك
فهذي أخوتي صرعى ضحايا ***و أولادي قرابين هناك
وهذا طفلي الظامي ذبيحا*** فهل وفيت ياربي علاك؟
وهذي نسوتي حسرى سبايا*** تحملت البلايا من عداك
يموت أحبتي و جميع قومي ***و يبقى الدين يرفل في هداك
إن الإسلام قبل واقعة كربلاء ليس هو الإسلام بعد واقعة كربلاء. فبعد واقعة كربلاء وجب البحث عن أي إسلام وعن أي روح . فالحسين غدا معيارا للموقف الصحيح وللسنة المحمدية. وهذا مغزى أن يكون الإسلام حسيني البقاء. ذلك أن لا شيء بعد نهضة الحسين يمنح للإسلام عنفوانه غير الحسين. وبغير الحسين فقد الإسلام جلاله وجماله وكل حماسه. فالذين يريدون قتل الإسلام لا يسعهم إلا قتل الحسين في النفوس. وهيهات: كذب الموت فالحسين لم يمت. لقد تعلمت من الحسين ونهضته دروسا جمة وإن كان ما في نهضته ليس يحتويه وعاء. لقد أدركت أن الحرية جوهر الكائن. منها قوله: فكونوا أحرارا في دنياكم إن كنتم عربا كما تزعمون. ومنها أدركت أن من لم يحفظ محمدا في أولاده كيف يحفظه في سنته. ومنها من لم يتشيع للحسين بعد معرفة الحسين والوقوف على مأساته فحتما في قلبه ظلمة وفي عقله لوثة. ومنها أدركت أن من جن من شيعته في التعبير عن مأساته فذلك عنوان شرف لا يضاهيه شرف. هو جنان عاشوراء ـ بفتح الجيم ـ وجنانها ـ بكسره ـ وجنونها أيضا. في الأول نتساءل عن دور الحدث في تحريك هذا الانفعال الجماعي الذي لم يجد في التاريخ حدودا. وإن بات التعبير عن الشعائر الحسينية قد بات يكرر نفسه إلا أن للحسين حرارة تتدفق من داخل الطقس المكرور لتعانق الجنان معانقة جديدة تستأنف تجارب جديدة في أسفار الروح والعقل إلى حيث لا يمسكها إلا الرحمن. فللحسين حرارة في قلوب المؤمنين إلى يوم القيامة لن تبرد أبدا. وفي الثاني هو ما جناه الفكر والعقل من هذه الثورة التاريخية العظمى التي جعلت بحق : الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء. وفي الثالثة هو جنون الظاهرة بما يعني أن حب الحسين وحده الحب الذي فاق كل هيام وبلغ حد الجنون وكسر كل الحدود. فكان أن أظهر ولا يزال يظهر كل يوم القوة الكامنة في هذا الحدث الذي لم تبله الأزمان ولا أنهكته الحقب والآماد. فكان حقا : كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء. ليس المجنون من جنه حب الحسين، بل المجنون من فاتته نعمة حب الحسين. الانجنان بحب الحسين كمال العقل.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع
|
|
|
|
|