|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.69 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
melika
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 21-11-2007 الساعة : 10:40 PM
حكم الإمام الرضا ( علیه السلام )
لیس فی تاریخ الأدباء والحكماء كتاریخ أهل البیت ( علیهم السلام ) ، حیث إنّهم أثروا العالم الإسلامی والإنسانی بروائع آدابهم وحكمهم ، ومن عظیم قدرها وإبداعها وروعتها یكتبها الناس أحیاناً بماء الذهب ثمّ یحتفظون بها .
والإنسان مفطور على حبّ العلم والأدب والحكمة ، وكلّما كانت الحكم رصینة ورائعة كلّما انشدّ إلیها أكثر ، ولهذا رأى الناس فی روائع نهج البلاغة للإمام علی ( علیه السلام ) ما یغنیهم عن الرجوع لغیره من الحكماء ، كسقراط وبزرجمهر وهلّم جرّاً .
ولا غرابة أن یكون للأئمّة من أهل البیت ( علیهم السلام ) هذه الجواهر الثمینة فی الأدب ، والروائع العظیمة فی الحكمة ، وهم خرّیجو مدرسة الثورة ، وربائب الرسالة والوحی .
ومن هذه الأنوار العلویة والأزهار الهاشمیة ، نور أضاء سناه وعلاه ، وتضوع مسكه وشذاه ، نور الإمام الرضا ( علیه السلام ) وعطره وطیبه وزهره .
وإلیك بعض الروائع الأدبیة والحكمیة من أقواله ( علیه السلام ) :
1ـ سأله رجل عن قول الله عزّ وجل : ( ومن یتوكّل على الله فهو حسبه ) ؟
فقال ( علیه السلام ) : ( التوكّل درجات منها : أن تثق به فی أمرك كلّه ، فما فعل بك كنت راضیاً ، وتعلم أنّه لم یأتك خیراً ونظراً ، وتعلم أنّ الحكم فی ذلك له ، فتوكّل علیه بتفویض ذلك إلیه ، ومن ذلك الإیمان بغیوب الله التی لم یحط علمك بها ، فوكّلت علمها إلیه وإلى أمنائه علیها ، ووثقت به فیها ، وفی غیرها ) .
2ـ سئل عن حدّ التوكل ؟ فقال ( علیه السلام ) : ( أن لا تخاف أحداً إلاّ الله ) .
ومقصود الإمام ( علیه السلام ) بالتوكّل هنا ، هو التسلیم لأمر الله والرضا بقضائه .
3ـ سأله أحمد بن نجم عن العجب الذی یفسد العمل ؟
فقال ( علیه السلام ) : ( العجب درجات منها : أن یزین للعبد سوء عمله فیراه حسناً فیعجبه ، ویحسب أنّه یحسن صنعاً ، ومنها : أن یؤمن العبد بربّه فیمنّ على الله ، ولله المنّة فیه ... ) .
4ـ قال ( علیه السلام ) : ( خمس من لم تكن فیه فلا ترجوه لشیء من الدنیا والآخرة : من لم تعرف الوثاقة فی أرومته ، والكرم فی طباعه ، والرصانة فی خلقه ، والنبل فی نفسه ، والمخافة لربّه ) .
5ـ سئل عن السفلة ؟ فقال ( علیه السلام ) : ( من كان له شیء یلهیه من الله ) .
6ـ قال ( علیه السلام ) : ( إنّ الله یبغض القیل والقال ، وإضاعة المال وكثرة السؤال ) .
7ـ قال ( علیه السلام ) : ( التودّد إلى الناس نصف العقل ) .
8ـ قال ( علیه السلام ) : ( لا یتم عقل امرئ مسلم حتّى تكون فیه عشر خصال : الخیر منه مأمول ، والشرّ منه مأمون ، یستكثر قلیل الخیر من غیره ، ویستقل كثیر الخیر من نفسه ، لا یسأم من طلب الحوائج إلیه ، ولا یملّ من طلب العلم طول دهره ، الفقر فی الله أحبّ إلیه من الغنى ، والذلّ فی الله أحبّ إلیه من العزّ مع غیره ، والخمول عنده أشهى من الشهرة ) .
ثمّ قال ( علیه السلام ) : ( العاشرة ) ، قیل له : ما هی ؟
قال ( علیه السلام ) : ( لا یرى أحداً إلاّ قال : هو خیر منّی واتقى ) .
9ـ قال ( علیه السلام ) : ( إنّما الناس رجلان ، رجل خیر منه واتقى ، ورجل شرّ منه وأدنى ، فإذا لقی الذی هو شرّ منه وأدنى قال : لعلّ خیر هذا باطن ، وهو خیر له ، وخیری ظاهر ، وهو شرّ لی ، وإذا رأى الذی هو خیر منه وأتقى ، تواضع له لیلحق به ، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده ، وطاب خیره ، وحسن ذكره ، وساد أهل زمانه ) .
10ـ قال ( علیه السلام ) : ( الصمت باب من أبواب الحكمة ... إنّ الصمت یكسب المحبّة ، إنّه دلیل على كل خیر ) .
11ـ قال ( علیه السلام ) : ( صدیق كل امرئ عقله ، وعدّوه جهله ) .
12ـ قال ( علیه السلام ) : ( من أخلاق الأنبیاء التنظیف ) .
13ـ قال ( علیه السلام ) : ( صاحب النعمة یجب أن یوسّع على عیاله ) .
14ـ قال ( علیه السلام ) : ( إذا ذكرت الرجل وهو حاضر فكنّه ، وإذا كان غائباً فسمّه ) .
15ـ قال ( علیه السلام ) : ( یأتی على الناس زمان العافیة ، فیه عشرة أجزاء تسعة منها فی اعتزال الناس ، وواحد فی الصمت ) .
16ـ قال ( علیه السلام ) : ( من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن خاف أمن ، ومن اعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم ، وصدیق الجاهل فی تعب ، وأفضل المال ما وقی به العرض ، وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه ، والمؤمن إذا غضب لم یخرجه غضبه من حق ، وإذا رضی لم یدخله رضاه فی باطل ، وإذا قدر لم یأخذ أكثر من حقّه ) .
17ـ قال ( علیه السلام ) : ( من كثرت محاسنه مدح بها ، واستغنى عن التمدّح بذكرها ) .
18ـ قال ( علیه السلام ) : ( من لم یتابع رأیك فی صلاحه فلا تصغ إلى رأیه ، ومن طلب الأمر من وجهه لم یزل ومن زلّ لم تخذله الحیلة ) .
19ـ قال ( علیه السلام ) : ( إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً ، ونشاطاً وفتوراً ، فإذا أقبلت تبصّرت وفهمت ، وإذا أدبرت كلّت وملّت ، فخذوها عند إقبالها ونشاطها ، واتركوها عند إدبارها وفتورها ) .
20ـ قال ( علیه السلام ) : ( صاحب السلطان بالحذر ، والصدیق بالتواضع ، والعدو بالتحرّز ، والعامّة بالبِشر ) .
21ـ قال ( علیه السلام ) : ( الأجل آفة العمل ، والبر غنیمة الحازم ، والتفریط مصیبة ذی القدرة ، والبخل یمزّق العرض ، والحب داعی المكاره ، وأجلّ الخلائق وأكرمها اصطناع المعروف ، وإغاثة الملهوف ، وتحقیق أمل الآمل ، وتصدیق رجاء الراجی ، والاستكثار من الأصدقاء فی الحیاة ، والباكین بعد الوفاة ) .
22ـ قال ( علیه السلام ) : ( أحسن الظن بالله ، فإنّ من حسن ظنّه بالله كان الله عند حسن ظنّه ، ومن رضی بالقلیل من الرزق قبل منه الیسیر من العمل ، ومن رضی بالیسیر من الحلال خفّت مؤونته ونعم أهله وبصّره الله داء الدنیا ودواءها ، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام ) .
23ـ قال ( علیه السلام ) : ( لیس لبخیل راحة ، ولا لحسود لذّة ، ولا لملول وفاء ، ولا لكذوب مروءة ) .
24ـ قال ( علیه السلام ) : ( إنّ الذی یطلب من فضل یكفّ به عیاله أعظم من المجاهدین فی سبیل الله ) .
25ـ سئل عن خیار العباد ؟ فقال : ( الذین إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءوا استغفروا ، وإذا أعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا ، وإذا غضبوا غفروا ) .
26ـ قیل له : كیف أصبحت ؟ فقال ( علیه السلام ) : ( أصبحت بأجل منقوص ، وعمل محفوظ ، والموت فی رقابنا ، والنار من ورائنا ، ولا ندری ما یُفعل بنا ) .
27ـ قال ( علیه السلام ) : ( لا یجمع المال إلاّ بخصال خمس : بخل شدید ، وأمل طویل ، وحرص غالب ، وقطیعة الرحم ، وإیثار الدنیا على الآخرة ) .
28ـ قال علی بن شعیب : دخلت على أبی الحسن الرضا ، فقال لی : ( یا علی من أحسن الناس معاشاً ؟ ) .
قلت : أنت یا سیدی أعلم به منّی .
فقال ( علیه السلام ) : ( من حسن معاش غیره فی معاشه ) .
ثمّ قال : ( یا علی من أسوأ الناس معاشاً ؟ ) .
قلت : أنت أعلم .
قال ( علیه السلام ) : ( من لم یعش غیره فی معاشه ) .
ثمّ قال ( علیه السلام ) : ( یا علی ! أحسنوا جوار النعم ن فإنّها وحشیة ما نأت عن قوم فعادت إلیهم ، یا علی ! إنّ شرّ الناس من منع رفده ، وأكل وحده ، وجلد عبده ) .
29ـ قال ( علیه السلام ) : ( عونك للضعیف أفضل من الصدقة ) .
30ـ قال ( علیه السلام ) : ( لا یستكمل عبد حقیقة الإیمان حتّى تكون فیه خصال ثلاث : التفقّه فی الدین ، وحسن التقدیر فی المعیشة ، والصبر على الرزایا ) .
31ـ قال ( علیه السلام ) : ( كفاك ممّن یرید نصحك بالنمیمة ما یجد من سوء الحساب فی العاقبة ) .
32ـ قال ( علیه السلام ) فی تعزیة الحسن بن سهل : ( التهنئة بآجل الثواب خیر من التعزیة بعاجل المصیبة ) .
هذا غیض من فیض ، وقطرة من بحر هذا الإمام العظیم ، الذی ملأ الدنیا علماً وحكمة ، وفاض علیها ندىً وأدباً وكرماً .
وخیر زاد لنا أن نعبّ من معین هذه الحكم الصافیة ، ونزوّد بها فنكثر من التجمّل بأخلاقها لیوم لا ینفع مال ولا بنون ، إلاّ من أتى الله بقلب سلیم .
|
|
|
|
|