(وبالاسناد) يرفعه عن جعفر بن محمد الصادق (ع) قال مر بامرأة بمنى تبكى وحولها صبيان يبكون فقال لها يا امة الله ما يبكيك قالت يا عبدالله ان لي صبية أيتام وكانت لي بقرة ما تت وقد كانت لنا كالام الشفيقة نعمل عليها ونأكل منها وقد بقيت بعدها مقطوعا بي وبأولادى لاحيلة لنا عليها فقال يا امة الله اتحبين ان احييها فألهمها الله تعالى قالت نعم يا عبدالله قال فتنحى عنها وصلى ركعتين ثم رفع يده هنيئة وحرك شفتيه ثم قام فمر بالبقرة فنخسها نخسة برجله وقال لها قومى بأذن الله تعالى فاستوت قائمة بأذن الله تعالى على الارض فلما نظرت الامرأة إلى البقرة قامت وصاحت واعجباه من تكون يا عبدالله قال فجاء الناس فاختلط بينهم ومضى (ع).
(وبالاسناد) يرفعه إلى ابى وايل قال مشيت خلف عمر بن الخطاب فبينا ان امشي اذ اسرع في مشيه فقلت له على مشيتك يا ابا حفص فالتفت
[174]
إلى مغضبا وقال او ما ترى الرجل خلفي ثكلتك امك اما ترى علي بن ابى طالب، فقال يا ابا حفص هذا اخو الرسول واول من آمن وصدق به وشقيقه قال لا تقل هذا يا ابا وايل لا ام لك فوالله لا يخرج رعبه من قلبي ابدا قلت ولم ذلك يا ابا حفص قال والله لقد رأيته يوم احد يدخل بنفسه في جمع المشركين كما يدخل الاسد بنفسه في زرية الغنم فيقتل منها ويخلى ما يشاء فما زال ذلك دأبه حتى افضى الينا ونحن منهزمون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ثابت فلما وصل الينا قال لنا ويلكم اترغبون بأنفسكم عن رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن بايعتموه فقلت له من بين القوم يا ابا الحسن أن الشجاع قد ينهزم وان الكرة تمحو الفرة فما زلت اخدعه حتى انصرف بوجهه عني يا ابا وابل والله لا يخرج رعبه من ابدا.
(وبالاسناد) يرفعه إلى الثقاة الذين كتبوا الاخبار انهم وضح لهم فيما وجدوا وبان لهم من اسماء اميرالمؤمنين (ع) ثلثمائة اسم في القرآن منها مارواه بالاسناد الصحيح عن ابن مسعود قوله تعالى وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم وقوله تعالى وجعلنا لهم لسان صدق عليا وقوله تعالى واجعل لي لسان صدق في الآخرين وقوله تعالى ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه وقوله تعالى انما انت منذ ولكم قوم هاد فالمنذر رسول الله صلى الله عليه وآله والهادى علي بن ابي طالب (ع) وقوله تعالى (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد فالبينة محمد والشاهد علي (ع) وقوله تعالى أن علينا للهدى وان علينا للاخرة والاولى) وقوله تعالى (أن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقوله تعالى ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين جنب الله علي بن ابي طالب (ع) وقوله تعالى وكل شئ احصيناه في امام مبين معناه علي (ع) وقوله تعالى انك لمن المرسلين على صراط مستقيم وقوله تعالى ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم معناه
[175]
عن حب علي بن ابي طالب وقد ذكروا اسماء كثيرة لانطيل بذكرها هنا وهي اشهر من ان تخفى واكثر من ثلثمائة اسم وما بينها ههنا ولكن نذكر القابة وكناه، كنيته: ابوالحسن وابوالحسين وابوشبر وابوتراب وابو النورين والقابه اميرالمؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وقامع المارقين وصالح المؤمنين والصديق الاعظم والفاروق الاكبر وقسيم الجنة والنار والوصي واولى الخليقة وقاضى الدين ومنجز الوعد والمنحة الكبرى وحيدرة الورى وصاحب اللواء والذائد عن الحوض وامير الانس والجان والذاب عن النسوان الانزع البطين والاشرف المكين وكاشف الكرب ويعسوب الدين وباب حطة وباب التقادم وحجة الخصام ودابة الارض وصاحب العصا وفاضل القضا وفاضل الفضلا وسفينة النجاة، المنهج الواضح والمحجة البيضاء وقصد السبيل.
وقد روى عن النبى انه قال لعلي سبعة عشر اسما فقال ابن عباس اخبرنا ما هي يا رسول الله؟ فقال: اسمه عند العرب علي، وعند امه حيدرة، وفي التوراة اليا، وفي الانجيل بريا، وفي الزبور قريا، وعند الروم بظرسيا وعند الفرس نيروز، وعند العجم شميا، وعند الديلم فريقيا، وعند الكرور شيعيا، وعند الزبح حيم، وعند الحبشة تبير، وعند الترك حميرا، وعند الارمن كركر، وعند المؤمنين السحاب، وعند الكافرين الموت الاحمر، وعند المسلمين وعد، وعند المنافقين وعيد، وعندى طاهر مطهر، وهو جنب الله ونفس الله ويمين الله عزوجل قوله ويحذركم الله نفسه، وقوله بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء.
(وبالاسناد) يرفعه إلى علي بن موسى الرضا يرفعه إلى النسب الطاهر الزكي إلى سيد الشهداء الحسين بن على (ع) قال قال لي ابي قال اخي رسول الله صلى الله عليه وآله من سره أن يلقي الله تعالى مقبلا عليه غير معرض عنه فليوال عليا ومن سره أن يلقي الله تعالى وهو عنه راض فليوال ابنه الحسن (ع) ومن احب أن يلقي الله تعالى وهو لا خوف عليه فليوال ابنه الحسين (ع) ومن احب أن يلقي الله وهو يمحص عنه ذنوبه فليوال على ابن الحسين (ع) السجاد ومن احب ان يلقي الله وهو قرير عين فليوال محمد الباقر عليه السلام ومن احب ان يلقي الله وهو خفيف الظهر فليوال جعفر الصادق عليه السلام ومن احب أن يلقى الله وهو طاهر مطهر فليوال موسى الكاظم عليه السلام ومن احب أن يلقى الله وهو ضاحك مستبشر فليوال علي بن موسى الرضا عليه السلام ومن احب أن يلقي الله وقد رفعت درجاته وبدلت سيئاته حسنات فليوال محمد الجواد (ع) ومن احب أن يحاسبه الله حسابا يسيرا فليوال على الهادى ومن احب ان يلقى الله وهو
[167]
من الفائزين فليوال الحسن العسكرى ومن احب ان يلقي الله وقد كمل ايمانه وحسن اسلامه فليوال الحجة صاحب الزمان القائم المنتظر المهدى م ح م د بن الحسن فهؤلاء مصابيح الدجى وائمة الهدى واعلام التقى فمن احبهم وتولاهم كنت ضامنا له على الله الجنة.
(وبالاسناد) يرفعه عنهم (ع) قال أن ثورا قتل حمارا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وكان في جماعة من اصحابه منهم ابوبكر وعمر والزبير وسلمان وحذيفة فالتفت النبي صلى الله عليه وآله إلى ابي بكر وقال يا ابابكر اقض بينهم قال بأى شئ تحكم بين الدواب ثم قال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله بهيمة قتلت بهيمة فما عليها شئ قال فالتفت إلى عمر فقال يا عمر احكم بينهم قال بأى شئ احكم بين الذواب فالتفت إلى علي (ع) وقال يا ابا الحسن احكم بينهم فقال اجل يا رسول الله ان كان الثور دخل على الحمار في مستراحة فلا ضمان على صاحب الثور وان كان الحمار دخل على الثور في مستراحه فلا ضمان على صاحب الثور فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله يده إلى السماء وقال الحمد لله الذى لم يخرجنى من الدنيا حتى رأيتك تقضى بقضاء النبيين.
(وبالاسناد) يرفعه صعصة بن صوحان انه قال أمطرت المدينة مطرا شديدا ثم صحت فخرج النبي صلى الله عليه وآله إلى صحرائها ومعه ابوبكر فلما خرجا وإذا بعلي مقبل فلما رآه النبى صلى الله عليه وآله قال مرحبا بالحبيب القريب ثم تلا هذه الآية (وهدوا إلى صراط العزيز الحميد) انت يا علي منهم ثم رفع رأسه إلى السماء واومى بيده إلى الهواء واذا برمانة تهوى اليه من السماء أشد بياضا من الثلج واحلى من العسل واطيب رائحة من المسك فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله ومصها حتى روى ثم ناولها لعلي عليه السلام ومصها حتى روى ثم التفت إلى ابي بكر وقال يا ابابكر لولا ان طعام اهل الجنة لا يأكله الا نبى او وصي نبى لاطعمناك فان طعام الجنة لا يأكله أهل ال؟؟؟؟؟.
(وبالاسناد) يرفعه إلى ابي الحمراء انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما
[168]
أسر بي إلى السماء رأيت مكتوبا على قائمة العرش انا الله لا إله أنا فأعبده وحدى خلقت جنة عدن بيدى محمد صفوتي من خلقى ايدته بعلى ونصرته به.
(وبالاسناد) يرفعه إلى عبدالله بن مسعود وابن عباس انهما قالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول اعطانى الله عزوجل خمسا واعطى عليا مثلها اعطاني جوامع الكلم واعطانى العلم وجعلني نبيا وجعله وصيا واعطاني الكوثر وواعطاه السلسبيل واعطاني الوحى واعطاه الالهام واسرى بى اليه وفتح لعلى (ع) ابواب السماء حتى نظرت اليه قال ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلنا له فداك ابي وامى يا رسول الله ما يبكيك قال يابن عباس اول ما كلمني به ربي عزوجل قال يا محمد انظر إلى ما تحتك فنظرت واذا بالحجب قد اخترقت وابواب السماء قد فتحت حتى نظرت إلى على وهو رافع رأسه إلى السماء فكلمني وكلمته فقال يا رسول الله اخبرني بما قال اني جعلت عليا وصيك وخليفتك من بعدك فاعلمه بذلك فعند ذلك امرالله الملائكة فحططت رأسي إلى على (ع) واعلمته بما قال لي ربي فسجد لله عزوجل وقال (ع) قد قبلت ذلك فعند ذلك امر الله الملائكة ان تسلم على على ففعلت فرد عليهم السلام وجعلت الملائكة يتباشرون ثم ما مررت بصف من الملائكة الا وهم يهنوني ويقولون يا محمد والذى بعثك بالحق نبيا لقد دخل السرور علينا بأبن عمك ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم فقلت يا جبرئيل مالي أرى حملة العرش قد نكسوا رؤسهم قال يا محمد لم يبق في السموات ملك الاوسلم على على (ع) الاحملة العرش فاستأذنت الله عزوجل في المنظر الاعلى (ع) فأذن لهم لينظروا إلى على (ع) قال فلما هبطت إلى الارض جعلت اعلمه بذلك وهو يخبرني به فعلمت انى ما وطئت موطئا الا قد كشف له حتى نظر اليه فعند ذلك قال ابن عباس يا رسول الله احب ان توصيني بشئ قال يا ابن عباس اعلم ان الله عزوجل لا يتقبل من احد حسنة حتى يسأله عن حب على بن ابي طالب (ع) وهو اعلم بذلك فان كان من
[169]
اهل ولايته قبل عمله على ما كان فيه وان لم يكن من اهل ولايته فمن يسأل عن شئ حتى يؤمر به إلى النار لاشد غضبا على مبغضي على ممن زعم ان لله ولدا يابن عباس لو ان الملائكة والانبياء والمرسلين اجتمعوا على بغضه لعذبهم الله تعالى في جهنم وما كانوا ليفعلوا قلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله فكيف يبغضونه قال يابن عباس يأتون قوم يذكرون انهم من امتي لم يجعل الله تعالى لهم في الاسلام نصيبا يفضلون غيره عليه فوالذي بعثنى بالحق نبيا ما خلق الله نبيا اكرم على الله منى ولا وصيا على الله من علي (ع) (قال ابن عباس) فلم أزل له محبا كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله.
(وبالاسناد) يرفعه إلى ابن عباس انه قال لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة أتيت اليه وسلمت عليه وقلت له ما تأمرنى به يا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا ابن عباس خالف من خالف عليا ولا تكن لهم وليا قلت يا رسول الله لم لا تأمر الناس يترك مخالفته قال فبكى حتى اغمى عليه ثم أفاق وقال يابن عباس سبق فيهم علم ربي فوالله لا يخرج احد من الدنيا وقد خالفه وانكر حقة حتى يغير الله خلقه يابن عباس إذا أردت ان تلقي الله تعالى وهو عنك راض فاسلك طريقة علي ومل معه حيث مال وارض به اماما وعاد من عاداه ووال من والاه ولا يداخلك فيه شك فان اليسير من الشك فيه كفر.
(و بالاسناد) يرفعه إلى عائشة انها قالت كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر عليا فقال يا عائشة لم يكن قط في الدنيا احد احب إلى الله منه واحب إلى منه ومن زوجته فاطمة ابنتي ومن ولديه الحسن والحسين عليهما السلام يا عائشة تعلمين أى شئ رأيت لابنتى فاطمة ولبعلها قالت لا فاخبرنى يا رسول الله قال يا عائشة ان ابنتى سيدة نساء العالمين وان بعلها لا يقاس با حد من الناس وان ولديه الحسن والحسين هما ريحانتاى في الدنيا والآخرة يا عائشة انا وفاطمة والحسن والحسين وابن عمي علي في غرقة
[170]
من درة بيضاء اساسها من رحمة الله تعالى واطرافها من عفو الله تعالى ورضوانه وهي تحت عرش الله تعالى وبين علي وبين نور الله باب ينظر إلى الله وينظر الله الية وعلى رأسه تاج قد اضاء نوره ما بين المشرق والمغرب وهو برفل في حلتين حمراوين يا عائشة خلقت ذرية محبينا من طينة تحت العرش وخلقت ذرية مبغضينا من طينة الخبال وهي في جهنم.
(وبالاسناد) يرفعه إلى انس ابن مالك انه قال وفد الاسقف البحرانى على عمر بن الخطاب لاجل ادائه الجزية فدعاه عمر إلى الاسلام فقال له الاسقف انتم تقولون ان الله جنة عرضها السموات والارض فأين
[150]
تكون النار قال فسكت عمر ولم يرد جوابا فقال له الجماعة الحاضرين اجبه ياامير المؤمنين حتى لايطعن في الاسلام قال فاطرق خجلا من الجماعة الحاضرين ساعة لاير جوابا فأذا بباب المسجد رجل قد سده بمنكبيه فتأملوه وإذا به عيبة علم النبوة علي بن ابي طالب (ع) قد دخل قال فضج الناس عند رؤيته فقام عمر بن الخطاب والجماعة على اقدامهم وقال يامولاى أين كنت عن هذا الاسقف الذي قد علانا منه الكلام اخبره يا مولانا قبل أن يرتد الاسلام فأنت بدر التمام ومصباح الظلام وابن عم رسول الانام فقال الامام علي (ع) ماتقول يااسقف قال يافتى انتم تقولون أن الجنة عرضها كعرض السماوات والارض فأين تكون النار قال له الامام إذا جاء الليل أين يكون النهار فقال له الاسقف من انت يافتى دعنى حتى أسأل هذا الفظ الغليظ إنبئني ياعمر عن أرض طلعت عليها الشمس ساعة ولم تطلع مرة أخرى قال عمر أعفنى عن هذا واسئل علي بن ابى طالب (ع) ثم قال اخبره ياأبا الحسن فقال علي (ع) هي ارض البحر التي فلقها الله لموسى حتى عبر هو وجنوده فوقعت الشمس عليها تلك الساعة ولم تطلع قبل ولا بعد وانطبق البحر على فرعون وجنوده فقال الاسقف صدقت يافتى قومه وسيد عشيرته اخبرنى عن شئ هو في أهل الدنيا تأخذ الناس منه مهما اخذوا فلا ينقص بل يزداد قال علي (ع) هو القرآن والعلوم فقال صدقت اخبرنى عن اول رسول ارسله الله لامن الجن ولا من الانس فقال عليه السلام ذلك الغراب الذى بعثه الله لما تعالى قتل قابيل هابيل اخاة فبقى متحيرا لا يعلم مايصنع به فعند ذلك بعث غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يوارى سوأة أخيه قال صدقت يافتى فقد بقى لي مسألة واحدة أريد أن يخبرنى عنها هذا واومأ بيده إلى عمر فقال يا عمراخبرنى اين هو الله قال فغضب عند ذلك وامسك ولم يرد جوابا قال فالتفت الامام (ع) وقال لا يغضب ياأبا حفص حتى لايقول انك قد عجزت فقال فاخبره أنت ياأبا
[151]
الحسن فعبد ذلك قال الامام كنت عند رسول الله إذ قبل اليه ملك فسلم فرد عليه السلام فقال أين كنت قال عند ربى فوق سبع سموات قال ثم اقبل ملك آخر فقال أين كنت قال كنت عند ربى في تخوم الارض السابعة السفلى ثم اقبل ملك ثالث فقال أين كنت قال كنت عند ربي في مطلع الشمس ثم جاء ملك آخر فقال أين كنت قال كنت عند ربى في مغرب الشمس فان الله لايخلو منه مكان ولا هو شئ ولا على شئ ولا من شئ وسع كرسيه السموات والارض ليس كمثله شئ وهو السميع البصير لا يعزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر يعلم مافي السموات ومافي الارض مايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر إلا هو معهم اينما كانوا، قال فلما سمع الاسقف قوله قال له مد يدك فانى اشهد أن الا إله إلا ألله وان محمدا رسول الله وانك خليفة الله في ارضه ووصي رسوله وان هذا الجالس الغليظ الكفل الحبنطي ليس لهذا المكان بأهل وانما أنت أهله فتبشم الامام (ع).
(وبالاسناد يرفعه إلى المقداد بن الاسود الكندي صلى الله عليه وآله قال كنا مع سيدنا رسول الله وهو متعلق باسناد الكعبة وهو يقول اللهم اعضدني واشدد أزري وأشرح صدرى وارفع ذكري فنزل عليه جبرئيل عليه السلام وقال اقرأ يامحمد قال وما قرأ قال اقرأ (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذى انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك) مع علي بن أبي طالب صهرك فقرأها النبي صلى الله عليه وآله واثبتها عبدالله بن مسعود في مصحفه فاسقطها عثمان بن عفان حين وحد المصاحف.
(وبالاسناد) يرفعه إلى ابن عباس (رض) انه قال رسول الله يدخل الجنة من أمتى سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب ثم التفت إلى علي (ع) وقال هم شيعتك وأنت امامهم.
[152]
(وبالاسناد) يرفعه إلى عمر بن الخطاب انه قال اعطى لعلي بن ابي طالب (ع) خمس خصال فلو كان لي واحدة منها لكان احب لي من الدنيا والآخرة قالوا وماهي ياعمر قال تزوجه بفاطمة عليها السلام وفتح بابه إلى المسجد حين سدت ابوابنا وانقضاض الكواكب في حجرته وقول رسول الله صلى الله عليه وآله له يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار يفتح الله تعالى على يديه بالنصر وقوله صلى الله عليه وآله له أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا انه لانبى بعدى كنت ارجو ان تكون في من ذلك واحدة.
* وبالاسناد * يرفعه إلى ابن مسعود انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد الله فأوحى الله تعالى اليه حمدتني عبدى وعزتي وجلالي لولا عباد أريد ان اختلقهم من ظهرك لما خلقتك فأرفع رأسك ياآدم انظر فرفع رأسه فرأى في العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله نبي الرحمة وعلي امير المؤمنين مقيم الحجة فمن عرف حقه زكا وطاب ومن انكر حقه كفر وخاب اقسمت على نفسي وبعزتي وجلالي انى ادخل الجنة من اطاعه وان عصاني وآليت على نفسي ان ادخل النار من عصاه وان اطاعني.
(وبالاسناد) يرفعه إلى سالم بن ابي جعدة انه قال حضرت مجلس انس ابن مالك بالبصرة وهو يحدث فقام اليه رجل من القوم فقال يا صاحب رسول الله ما هذه النمشة التي اراها بك فأني حدثني ابى عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال البرص والجذام لا يبلوالله تعالى به مؤمنا قال فعند ذلك اطرق انس بن مالك إلى الارض وعيناه تذر فان بالدمع ثم قال دعوة العبد الصالح علي بن ابي طالب عليه السلام نفذت في فعند ذلك قام الناس من حوله وقصدوه وقالوا يا انس حدثنا ما كان السبب فقال لهم الهوامن هذا فقالوا لابدان تخبرنا بذلك فقال اجلسوا مواضعكم واسمعوا مني حديثا كان هو السبب لدعوة على (ع) اعلموا ان النبي صلى الله عليه وآله كان قد اهدى اليه بساط شعر من قرية كذا وكذا من قرى المشرق يقال لها هندف فأرسلني رسول الله إلى ابي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبدالرحمن بن عوف الزهري فأتيته بهم وعنده اخوه وابن عمه علي بن ابى طالب (ع) ابسط بساط واجلس حتى تخبرنى بما يكون ثم قال يا علي قل يا ريح احملينا
[165]
قال فقال الامام على (ع) يا ريح احملينا فاذا نحن في الهواء فقال سيروا على بركة الله قال فسرنا ماشاء الله تعالى ثم قال يا ريح ضعينا فوضعتنا فقال اتدرون اين انتم فقلنا الله ورسوله ووليه اعلم فقال هؤلاء اصحاب الكهف والرقيم الذين كانوا من آيات الله عجبا قوموا بنا يا اصحاب رسول الله حتى نسلم عليهم فعند ذلك قام ابوبكر وعمر وقالا السلام عليكم يا اهل الكهف والرقيم فلم يجبهما احد قال فقام طلحة والزبير فقالا السلام عليكم يا اصحاب الكهف والرقيم قال فلم يجبهما احد قال انس فقمث انا وعبدالرحمن بن عوف وقلت انا انس خادم رسول الله (ع) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا اصحاب الكهف والرقيم فلم يجيبنا احد قال فعند ذلك قام الامام عليه السلام وقال السلام عليكم يا اصحاب الكهف والرقيم الذين كانوا من آيات الله عجبا فقالوا وعليك السلام يا وصي رسول الله ورحمة الله وبركاته فقال يا اصحاب الكهف لم لا رددتم على اصحاب رسول الله فقالوا بأجمعهم با خليفة رسول الله اثنا فتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدى وليس معنا اذن ان نرد السلام الا إلى نبي او وصي نبي فأنت خاتم النبيين وانت سيد الوصيين ثم قال اسمعتم يا اصحاب رسول الله قالوا نعم يا اميرالمؤمنين (ع) قال فخذوا مواضعكم واقعدوا في مجالسكم قال فقعدنا في مجالسنا ثم قال يا ريح احملينا فحملتنا فسرنا ما شاء الله إلى ان غربت الشمس ثم قال يا ريح ضعينا فأذا نحن في روضة كالزعفران ليس بها حسيس ولا انيس نباتها القيصوم والشيح وليس فيها ماء فقلنا يا اميرالمؤمنين دنت الصلاة وليس عندنا ماء نتوضأ به فقام وجاء إلى موضع من تلك الارض فرفس برجله فنبعت عين ماء عذب فقال دونكم وما طلبتم ولولا طلبتكم لجاء جبرئيل (ع) بماء من الجنة قال فتوضأنا به وصلينا ووقف يصلي (ع) إلى ان انتصف الليل ثم قال خذوا مواضعكم ستدركون الصلاة مع رسول الله او بعضها ثم قال يا ريح احملينا فأذا نحن في الهواء ثم سرنا ما شاء الله فأذا نحن بمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد صلى
[166]
صلاة الغداة ركعة واحدة فقضينا ما كان قد سبقنا بها رسول الله ثم التفت الينا وقال لي يا انس تحدثني ام انا احدثك بما وقع من المشاهدة التي شاهدتها انت قلت بل من فيك احلى يا رسول الله قال فابتد أنا الحديث من اوله إلى آخره كأنه كان معنا قال يا انس تشهد لابن عمي بها اذا استشهدك بها قلت نعم يا رسول الله قال فلما ولى ابوبكر الخلافة أتى علي (ع) إلى وكنت حاضرا عند ابى بكر والناس حوله فقال يا انس الست تشهد لي بفضيلة البساط ويوم الجب فقلت له يا علي قد نسبت لكبرى فعندها قال لي يا انس ان كنت كتمته مداهنة بعد وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لك فرماك ببياض في وجهك ولظى في جوفك وعمي في عينيك فما قمت من مقاى حتى برصت وعميت وانا الآن لا اقدر على الصيام في شهر رمضان ولا غيره لان الزاد لا يبقى في جوفي ولم يزل على ذلك حتى مات بالبصرة.
* وبالاسناد * يرفعه إلى جابر بن عبدالله الانصارى * رض * قال كنا جلوسا عند رسول الله * ص * إذ ورد علينا اعرابي اشعث الحال عليه ثياب رثة الفقر ظاهر بين عينيه ومعه عياله فلما دخل المسجد سلم على النبي صلى الله عليه وآله وانشد يقول:
اتيــتك والعذارى تبكي برنة *** وقد ذهلت ام الصبي عن الطفـل
واخــت وبنتان وام كبيـرة *** وقد كدت من فقرى اخالط في عقلى
وقد مسني ضر وعري وفاقة *** وليـس لنا مـال يمـر ولا يحـلي
ولسـنا نـرى الا اليك فرارنا *** وايـن مفـر الناس إلا إلى الرسل
قال لما سمع النبى * ص * كلامه بكى بكاءا شديدا ثم قال لاصحابه
[149]
معاشر الناس ان الله ساق اليكم ثوابا وقاد اليكم اجرا والجزاء من الله غرف في الجنة تضاهي غرف ابراهيم الخليل * ع * من منكم يواسي هذا الفقير قال لم يجبه احد وكان في ناحية المسجد على بن ابي طالب * ع * يصلى ركعات تطوعا وكان قائما فأومأ بيده إلى الاعرابي فدنا منه فدفع الخاتم من يده اليه وهو في صلاته فأخذه الاعرابي وانصرف وقد احسن من قال:
لي خمسة ترتجى بحبهم ال *** دنيا ويرجى من قبلهم الدين
يأمـن بين الانام تابعـهم *** لانهـم في الـورى ميامين
ثم ان النبى صلى الله عليه وآله غشيه الوحي إذهبط عليه جبرئيل (ع) ونادى السلام عليك يامحمد ربك يقرئك السلام ويقول لك اقرأ * انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون * فعند ذلك قام النبى قائما وقال معاشر المسلمين ايكم اليوم عمل خيرا حتى جعله الله ولي كل مؤمن ومؤمنة قالوا يا رسول الله مافينا من عمل اليوم خيرا سوي ابن عمك علي بن ابي طالب (ع) فانه تصدق على الاعرابى بخاتمه وهو في صلاته فقال النبي صلى الله عليه وآله وجبت الولاية لابن عمي علي بن ابي طالب (ع) ثم قرأ عليهم الآية قال فتصدق الناس على الاعرابى ذلك اليوم بخمسمائة خاتم فاخذها الاعرابي وولى ولقد احسن من يقول:
انـا مولى الخمسة نزلــت فيـهم السور
اهل طه وهل أتى فاقرأوا واعرفوا الخير
والطواسين بعدها والحوامـــيم والزمر
انا مولى لهؤلاء وعـدو لمــن كفـر
قال جابر ابن عبدالله الانصاري * رض * كنت انا ومعاوية بن ابي سفيان بالشام فبينما نحن ذات يوم اذ نظرنا إلى شيخ وهو مقبل من صدر البرية من ناحية العراق فقال معاوية عرجوا بنا إلى هذا الشيخ لنسأله من أين أقبل والى أين يريد وكان عند معاوية ابوالاعور السلمي وولدا معاوية خالد ويزيد وعمر بن العاص قال فعرجنا اليه فقال له معاوية من أين أقبلت ياشيخ واين تريد فلم يجبه الشيخ فقال عمرو بن العاص لم لا لاتجيب امير المؤمنين فقال الشيخ ان الله جعل التحية غير هذه فقال معاوية صدقت ياشيخ واخطأنا واحسنت واسأنا السلام عليك قال وعليك السلام فقال معاوية ما اسمك يا شيخ فقال اسمي معاذ بن جبل وكان ذلك الشيخ طاعنا في السن بيده شئ من الحديد ووسطه مشدود بشريط من ليف المقل وعليه كساء قد سقطت لحمته وبقيت سداته وقد بانت شراسيف خديه وقد غطت حواجبه عينيه فقال معاوية ياشيخ من اين اقبلت والى أين تريد قال الشيخ اتيت من العراق اريد بيت المقدس قال معاوية كيف تركت العراق قال على الخير والبركة والاتفاق لعلك اتيت من الكوفة من الغرى قال الشيخ وما الغرى قال معاوية الذى فيه ابوتراب قال الشيخ من تعنى بذلك ومن هو ابو تراب قال علي بن ابي طالب قال له الشيخ ارغم الله انفك ورض الله فاك ولعن الله امك واباك ولم لا تقول الامام العادل والغيث الهاطل يعسوب الدين وقاتل المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين سيف الله المسلول وابن عم الرسول وزوج البتول تاج الفقهاء وكنز الفقراء وخامس اهل العباء والليث الغالب ابوالحسنين على بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام فعندها قال معاوية ياشيخ انى أرى لحمك ودمك قد خالط لحم على بن ابي طالب ودمه فلو مات على ما انت فاعل قال لا اتهم في ففده ربى واجلل في
[78]
بعده حزنى واعلم ان الله لايميت سيدى وامامى حتى يجعل من ولده حجة قائمة إلى يوم القيامة فقال ياشيخ هل تركت من بعدك امرءا تفتخر به قال وكيف لا وقد تركت الفرس الاشقر والحجر المدور والمنهاج لمن اراد المعراج قال عمرو بن العاص لعله لا يعرفك ياامير المؤمنين فسأله معاوية فقال له ياشيخ هل تعرفنى قال من أنت فقال انا معاوية انا الشجرة الزكية والفروع العلية انا سيد بني أمية فقال له الشيخ بل انت اللعين ابن اللعين على لسان نبيه في كتابه المبين ان الله قال في قوله تعالى والشجرة الملعونة في القرآن والشجرة الخبيثه والعروق المخبثة الخسيسة الذى ظلم نفسه وربه وقال فيه نبيه الخلافة محرمة على آل ابى سفيان الزنيم ابن آكلة الاكباد الفاشى ظلمه في العباد فعندها اغتاظ معاوية وحنق عليه فرد يده إلى قائم سيفه وهم بقتل الشيخ ثم قال لولا العفو احسن لاخذت رأسك ثم قال له أرأيت لو كنت فاعلا ذلك قال الشيخ اذا والله افوز بالسعاده وتفوز انت بالشقاوة وقد قتل من هو شر منك من هو خير منى فقال معاوية ومن ذلك قال الشيخ عثمان نفى أباذر وضربه حتى مات وهو خير مني وعثمان شر منك قال معاوية ياشيخ هل كنت حاضرا يوم الدار قال ومايوم الدار قال معاوية يوم قتل علي عثمان فقال الشيخ بالله ما قتله ولو فعل ذلك لاعتلاه باسياف حداد وسواعد شداد وكان يكون في ذلك مطيعا لله ولرسوله قال معاوية يا شيخ هل حضرت يوم صفين قال وما غبت عنها قال كيف كنت فيها قال الشيخ أيتمت منك اطفالا وأرملت منك نسوانا كنت كالليث اضرب بالسيف تارة وبالرمح اخرى قال معاوية هل ضربتني شئ قط قال الشيخ ضربتك بثلاثة وسبعين سهما فانا صاحب السهمين اللذين وقعا في بردتك وصاحب السهمين اللذين وقعا في مسجدك وصاحب السهمين اللذين وقعا في عضديك ولو
[79]
كشفت الآن لاريك مكانهما فقال معاوية للشيخ هل حضرت يوم الجمل قال وما يوم الجمل قال معاوية يوم قاتلت عائشة عليا قال وما غبت عنه قال معاوية ياشيخ الحق مع علي أم مع عائشة قال الشيخ بل مع علي قال معاوية ياشيخ ألم يقل الله وازواجه امهاتهم وقال النبي صلى الله عليه وآله هي أم المؤمنين قال الشيخ ألم يقل الله تعالى يانساء النبي إلى قوله وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى وقال النبي صلى الله عليه وآله انت يا علي خليفتى على نسائي واهلي وطلاقهن بيدك أفتراها خالفت الله تعالى في ذلك عاصية الله ورسوله خارجة من بيتها وهي في ذلك سفكت دماء المسلمين واذهبت اموالهم فلعنة الله على القوم الظالمين وهي كأمرأة في توح النار ولبئس مثوى الكافرين قال معاوية يا شيخ ما جعلت لنا شئيا نحج به عليك فمتى ظلمت الامة وطفيت عنهم قناديل الرحمة قال لما صرت اميرها وعمرو بن العاص وزيرها قال فاستلقى معاوية على قفاه من الضحك وهو على ظهر فرسه فقال يا شيخ هل لك من شئ تقطع به لسانك قال ما عندك قال عشرون ناقة حمراء حملة عسلا وبرا وسمنا وعشرة آلاف درهم تنفقها على عيالك وتستعين بها على زمانك قال الشيخ لست أقبلها قال ولم ذلك قال الشيخ لاني سمعت رسول الله يقول درهم حلال خير من الف درهم حرام قال معاوية لان اقمت معي في دمشق لاضربن عنقك قال ما انا بمقيم معك فيها قال معاوية ولم ذلك قال الشيخ لان الله تعالى يقول ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون وانت اول ظالم وآخر ظالم ثم توجه الشيخ إلى بيت المقدس وهذا آخر الحديث
[80]
(وفي ذكر اللوح المحفوظ الذى نزل به جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله ما ينفع للمستبصرين) وهو محذوف الاسانيد يرفع إلى أبي بصير (رض) روى أبوبصير عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق * ع * عن محمد الباقر * ع * انه قال لجابر ان لي اليك اجة متى يخف عليك ان اخلوبك فاسئلك عنها فقال له جابر أى الازمنة أحببته يا مولاي فخلا به ابوجعفر * ع * فقال له يا جابر اخبرني عن اللوح الذى رأيته في يد أمي فاطمة * ع * وما اخبرتك به امى أنه كان في اللوح مكتوبا قال جابر أشهد بالله اني دخلت على امك فاطمة في حال حياة رسول الله * ص * اهنيها بولادة الحسين * ع * فرأيت في يدها لوحا أخضر فظننت انه زمرد ورأيته مكتوبا بالنور الابيض فقلت بأبي أنت وأمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح قالت أهداه الله تعالى إلى رسوله * ص * فيه اسم أبي واسم بعلي وأسماء ولدى وذكر الاوصياء من ولدى فأعطانيه أبي ليبشرني بذلك قال فقلت لها أرينيه يا ابنة رسول الله فاعطته اياى ونسخته فقال ابوجعفر * ع * يا جابر هل لك ان تعرضه على قال نعم يا ابن رسول الله فأنت أحق به منى قال ابوجفعر فمشينا إلى منزل جابر * ره * قال ابوجعفر فاخرج لي صحيفة من رق فيها ما هذه صورته (بسم الله الرحمن الرحيم) هذا كتا ب من الله العزيز الرحيم إلى محمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الامين من عند رب العالمين عظم يا محمد اسمائي واشكر نعمائى ولا تجحد آلائي انا الله لا إله إلا انا فمن رجال فضل غيرى وخاف غير عذابي اعذبه عذابا لا أعرف به احدا من خلقي إياى فاعبده وعلي فتوكل اني لم ابعث نبيا وكملت ايامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا واني فضلتك على الانبياء وفضلت وصيك على الاوصياء واكرمته بشبليك وسبطيك الحسن والحسين خازني وحيي واكرمت حسينا بالشهادة وختمت له بالسعادة فهو أفضل من
[114]
استشهد في وأرفع الشهداء عندى درجة وجعلت الكلمة التامة معه والحجة البالغة عنده وبعترته أثيب واعاقب اولهم علي بن الحسين زين العابدين وزين اوليائى الماضين عليهم صلواتى اجمعين فهم حبلي الممدود الذى يخفهم رسولي لوجود الكتاب معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا على رسولي في اليوم المعهود وذلك يوم مشهود).
(وروى انس بن مالك قال سمعت اذناي ان رسول الله * ص * يقول في علي بن أبى طالب * ع * عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة حب على (وعن ابن عباس * رض * انه كان رسول الله * ص * في بيته فغدا علي بن أبي طالب * ع * وكان يحب ان لا يسبقه أحد إلى رسول الله * ص * فدخل وإذا النبي في صحن داره وإذا رأسه الكريم في حجر دحية بن خليفة الكلبي فقال له علي * ع * كيف اصبح رسول الله فقال بخير يا أخا رسول الله فقال (ع) جزاك الله تعالى عنا خيرا أهل البيت فقال له دحية الكلبي اني احبك ولك عندى فرحة ازفها اليك أنت أميرالمؤمنين وقائد الغر المحجلين انت سيد ولد بنى آدم ما خلا النبيين والمرسلين لواء الحمد بيدك يوم القيامة انت وشيعتك مع محمد وحزبه تزفون زفا زفا وقد افلح من والاك وخسر من تخلى عنك فمحب محمد محبك ومبغضك لن تناله الشفاعة من محمد ادن مني يا صفوة الله فانت أحق بأخيك مني قال فأخذ رأس رسول الله صلى الله عليه وآله في حجرة فاستيقظ النبي صلى الله عليه وآله وقال ما هذه الهمهمة فاخبره بالحديث فقال صلى الله عليه وآله يا علي لم يكن دحية الكلبي بل هو جبرئيل سماك بما سماك به الله عزوجل وقد أمر ان تكون محبتك في قلوب المؤمنين وبغضك في قلوب الكافرين.
(وبالاسناد يرفعه إلى ابن عباس) انه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الغداة واستند إلى محرابه والناس حوله منهم المقداد وحذيفة وابوذر وسلمان الفارسي واذا اصوات عالية قد ملات المسامع فعند ذلك قال صلى الله عليه وآله يا حذيفة يا سلمان انظروا ما لخبر قال فخرجنا فاذا هما ينفر وهم على رواحلهم وهم اربعون رجلا بأيديهم الرماح الخطية وعلى رؤس الرماح اسنة من العقيق الاحمر وعلى كل واحد منهم بدنة من اللؤلؤ على رؤسهم قلانس مرصعة بالدر والجوؤ يقدمهم غلام لا نبات بعارضيه كأنه فلقة قمر وهم
[160]
ينادون الحذار الحذار البدار يا آل محمد المختار المنعوت في الاقطار (قال حذيفة) فاخبرت النبي صلى الله عليه وآله بذلك فقال يا حذيفة انطلق إلى حجرة كاشف الكروب وعبد علام الغيوب الليث الهئمور واللسان الشكور والهزبر الغيور والبطل الجسور العالم الصبور الذى جرى اسمه في التوراة والانجيل والفرقان والزبور انطلق إلى حجرة ابنتى فاطمة رأتني ببعلها علي بن ابي طالب عليه السلام قالت فمضيت واذا به قد تلقانى وقال يا حذيفة قد جئت تخبرنى عن قوم انا عالم بهم منذ خلقوا ومنذ ولدوا وفي أي شئ جاؤا فقال حذيفة زادك الله تعالى يا مولاى علما وفهمائم أقبل (ع) إلى المسجد والقوم محدقون برسول الله صلى الله عليه وآله فلما رأوا الامام (ع) نهضوا قياما على اقدامهم فقال لهم النبى صلى الله عليه وآله كونوا على مجالسكم فقعدوا فلما استقر بهم المجلس قام الغلام الامرد قائما دون اصحابه وقال ايها الناس ايكم الراهب اذ اسدل الظلام أيكم المنزه من عبادة الاوثان والاصنام أيكم الساتر عورات النسوان أيكم الشاكر لما اولاه الرحمان أيكم الصابر يوم الضرب والطعان أيكم منكس الاقران والفرسان ايكم اخو محمد صلى الله عليه وآله معدن الايمان ايكم وصيه الذى نصر به دينه على ساير الاديان ايكم على بن ابي طالب (ع) فعند ذلك قال النبي صلى الله عليه وآله يا على اجب الغلام الذي هو في وصفك علام وقم بحاجته فقال علي (ع) ادن منى يا غلام اني اعطيك سؤالك والمرام واشفيك من الاسقام ولآلام بعون الله العلام فأنطق بحاجتك فأنى ابلغك امنيتك ليعلم المسلمون انى سفينة النجاة وعصا موسى والكلمة الكبرى والنبأ العظيم والصراط المستقيم فقال الغلام ان معى اخا لى وكان مولعا بالصيد فخرج في بعض ايامه متصيدا معارضته بقرات وحش عشر فرمى احداهن فقتلها فانفلج من نصه في الوقت والحال وقل كلامه حتى لا يكلمنا إلا بالايمان قد بلغنا ان صاحبكم يدفع عنه ما يجدو ما قد نزل به فان شفى صاحبكم علته آمنا به ففينا النجدة واليأس والقوة والشدة والمراس ولنا الخيول والابل والفضة
[161]
والذهب والمضارب العالية ونحن سبعون الف فارس بخيول جياد وسواعد شداد ونحن بقايا قوم عاد فعند ذلك قال اميرالمؤمنين (ع) اين أخوك يا عجاج بن الجلال ابن ابى الغضب بن سعد بن المقنع بن عملاق بن ذهل بن صعب العادى قال فلما الغلام نسبه قال ها هو في هودج سيأتى مع جماعة منا يا مولاى ان شفيت علته رجعنا عن عبادة الاوثان واتبعنا ابن عمك صاحب البردة والقضيب والحسام قال فبينا هم في الكلام واذا قد اقبلت امرأة عجوز بجنب محمل على جمل فابركته بباب المسجد فقال الغلام جاء اخى يافتى فنهض اميرالمؤمنين (ع) ودنا من المحمل فاذا فيه غلام له وجه صبيح ففتح عينه ونظر إلى وجه على المرتضى فبكى وقال بلسان ضعيف وقلب حزين اليكم المشتكى والملتجأ يا اهل العبا فقال علي (ع) لا بأس عليك بعد اليوم ثم نادى ايها الناس اخرجوا الليلة إلى البقيع فسترون من علي عجبا قال حذيفة بن اليمان فأجتمع الناس في البقيع من العصر إلى ان هدأ الليل فخرج اليهم اميرالمؤمنين (ع) ومعه ذوالفقار وقال اتبعونى حتى اريكم عجبا فتبعوه فاذا هو بنارين متفرقتين نار قليلة ونار كثيرة فدخل عليه السلام في النار القليلة وقلبها على النار الكثيرة (قال حذيفة) فسمعت زمجرة كزمجرة الرعد فقلب النار بعضها على بعض ثم دخل فيها ونحن بالبعد عنه وقد تداخلنا الرعب من كثرة زمجرة النار ونحن ننظر ما يصنع بالنار ولم يزل كذلك إلى ان اسفر الصبح ثم خمدت النار ثم طلع منها وقد كنا قد ايسنا منه فوصل الينا وبيده رأس ذروته احدى عشر اصبعا له عين واحدة في جبهته وهو ماسك بشعره وله شعر مثل شعر الدب فقلنا له عين الله تعالى عليك ثم اتى به إلى المحمل الذى فيه الغلام وقال قلما يأذن الله تعالى يا غلام فما بقى عليك باس فنهض الغلام ويداه صحيحتان ورجلان سليمتان فأنكب على رجل الامام (ع) يقبلها وهو يقول مد يدك فأنا اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله وانك ولي الله وناصر
[162]
دينه ثم اسلم القوم الذين كانوا معه قال فبقى الناس متحيرين لايتكلمون وقد بهتوا لما راوا الرأس وخلقته فألتفت (ع) وقال يا ايها الناس هذا راس عمرو بن الاخبل بن الاقيس بن ابليس اللعين وكان في أثني عشر الف فبلق من الجن وهو الذي فعل بالغلام ما شاهدتموه فضربتهم بسيفي هذا وقاتلتهم بقلبى هذا فماتوا كلهم بأسم الله الذى كان في عصا موسى بن عمران الذى ضرب البحر فانفلق أثنى عشر فريقا فأعتصموا بطاعة الله وطاعة رسوله ترشدوا.
(وبالاسناد) يرفعه إلى محمد بن على الباقر عليه السلام انه قال سئل جابر بن عبدالله الانصاري عن على بن ابى طالب (ع) قال ذلك والله اميرالمؤمنين ومخزي المنافقين وبوار الكافرين وسبب الله على القاسطين والناكثين والمارقين ولقد سمعت بأذنى رسول الله صلى الله عليه وآله يقول على بعدى خير البشر فمن شك فيه فقد كفر.
(وبالاسناد) يرفعه الحسين العسكر عن النسب الطاهر إلى الحسين انه قال كنت مع ابي على بن ابي طالب (ع) يوما على الصفا واذا هو بدراج على وجه الارض في الصفا فوقف مولاي بازائه فقال السلام عليك أيها الدراج فأجابه يقول وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا اميرالمؤمنين فقال له اميرالمؤمنين ايها الدراج ما تصنع في هذا المكان فقال يا اميرالمؤمنين انا في هذا المكان منذ اربعمائة عام أسبح الله تعالى واقدسه واحمده واهلله واكبره واعبده حق عبادته فقال عليه السلام ان هذا الصفا لا مطعم فيه ولا مشرب فمن اين مطعمك ومشربك فقال له يا مولاي وحق من بعث ابن عمك بالحق نبيا وجلك وصيا اني كلما جعت دعوت الله لشيعتك ومحبيك فاشبع واذا عطشت دعوت الله على مبغضيك وظالميك فأروي:
ايها السـائـل عما دونه النجم العلى
خير خلق الله مـن بعد النبيين علي -
[163]
هكــذا اخبـرنا عن ربـه الهادي النبي
ان ما اسـتخيرت عنه واضح الامر جلي
وبه فاز المـــوالي وبه ضـل الغوي
لم يمل عنه وعــن أبنائه الا الشـقي
(و بالاسناد) عن أنس بن مالك انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اتبعوا الشمس حتى تغرب فاذا غربت فاتبعوا الزهرة حتى تغرب فاذا غربت فاتبعوا الفرقدين قيل يا رسول الله وما الشمس والزهرة وما الفرقدان قال صلى الله عليه وآله الشمس انا والقمر على والزهرة ابنتي والفرقدان الحسن والحسين (وبالاسناد) يرفعه إلى سلمان الفارسي (رض) انه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الصبح فلما سلم قام وقال اين ابن عمى على والذي يقضي دينى وينجز عدتى فأجابه لبيك لبيك يا رسول الله ها انا بين يديك قال يا على اتريدان اعرفك بفضلك من الله عزوجل فقال نعم يا حبيبى فقال يا على اخرج إلى صحن المسجد فأذا طلعت الشمس فكلمها حتى تكلمك قال سلمان فخرج على (ع) إلى صحن المسجد فلما طلعت الشمس قال لها السلام عليك ايتها الشمس قالت وعليك السلام يا اول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شئ عليم قال فضجت الصحابة فأجمعهم وقالوا يا رسول الله بالامس تقول لنا الاول والاخر صفات الله تعالى قال نعم تلك صفات الله وهو الله وحده لا شريك له يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير قالوا فما لنا سمعنا الشمس تقول لعلي هذا الكلام اصار علي ربا يعهد فقال استغفر الله لا حول ولا قوة الا بالله لكل مقام مقالا فاستغفروا الله وتوبوا اليه اما قولها يا اول فهو اول من آمن بي وصدقنى واما قولها يا آخر فهو والله آخر من يواربني ويلحدني واما قولها يا ظاهر فهو والله اظهر دين الله بالسيف واما قولها يا باطن فهو والله باطن لعلمي واما قولها يا من هو بكل شئ عليم فوعزة ربي ما علمنى ربى شيئا الا علمته عليا وانه
[164]
بطرق السماء اعرف منه بطرق الارض ثم قال يا على ادخل وافتخر فدخل وهو ينشد ويقول:
انا للحرب اليها وبنفسي اصـطليها *** نعمة من خالق العرش بها قد خصنيها
وانا مخمد نار الحرب في يوم اجبها *** ولي السبقة في الاسلام طفلا ووجيها
لي الفضل على الناس بزوجي وبنيها *** ثم فخــري برسول الله اذزوجنيها
فأذا انزل ربي آية علمنيـــــها *** ولقد اورثنـى الـعلم وقد صرت فقيها
(وبالاسناد) يرفعه إلى ابي سعيد الخدرى انه قال قال رسول الله بني الاسلام على شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان والحج إلى بيت الله الحرام والجهاد وولاية على ابن ابي طالب قال الراوي قلت لابي سعيد ما اظن القوم الا هلكوا اذ تركوا الولاية قال فما يصنع ابوسيعد اذا هلكوا.
(ومما روى من فضائله (ع): من حديث المقدسى ما يغني سامعه عما سواه وهو ما حكي لنا انه كان رجل من اهل بيت المقدس ورد إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وهو حسن الثياب مليح الصورة فزار حجرة النبي صلى الله عليه وآله وقصد المسجد ولم يزل ملازما له مشتغلا بالعبادة صائم النهار قائم الليل وذلك في زمان عمر بن الخطاب حتى رؤى أعبد الخلق والخلق يتمنون ان يكونوا مثله وكان يأتى اليه ويسأله حاجة فيقول المقدسي الحاجة إلى الله تعالى ولم يزل على ذلك حتى عزم الناس على الحج فجاء المقدسى إلى عمر وقال له يا ابا حفص قد عزمت على الحج ومعي وديعة احب ان تستودعها مني إلى حين عودي من الحج فقال له عمر هات الوديعة فأحضر حقة من عاج عليها قفل من حديد مختوم بخاتم الشاب فتسمله عمر وخرج الشاب مع الوفد وخرج عمر معه إلى الوفد وقال للمتقدم على الوفد اوصيك
[108]
بهذا الشاب وعليك به خيرا فرجع عمر وكان في الوفد امرأة من الانصار مازالت تلاحظ المقدسي وتنزل بقربه حيث نزل فلما كان في بعض الايام دنت منه وقالت يا شاب اني ارق لهذا الجسم الناعم المترف كيف بلبس الصوف فقال لها هذا جسم يأكله الدود ومصيره التراب هذا له كثير فقالت انى اغار على هذا الوجه المضئ كيف تشعثه الشمس فقال لها ياهذه اتقى الله وكفى فقد اشغلنى كلامك عن عبادة ربى فقالت له لي اليك حاجة فان قضيتها فلا كلام وان لم تقضها لي فما انا بتاركتك حتى تقضيها لي فقال لها ما حاجتك قالت حاجتى ان تواقعنى فزجرها وخوفها من الله تعالى فلم يردها ذلك وقالت والله لئن لم تفعل ما امرتك به لارمينك بداهية من دواهي النساء ومكرهن لا ننجوا منها فلم يلتفت ولم يعبأ بكلامهما فلما كان في بعض الليالي وقد سهر اكثر ليلته من عبادة ربه ثم رقد في آخر الليل وغلب عليه النوم فاتته وتحت رأسه مزادة فيها زاده فانزعتها من تحت رأسه وطرحت فيها كيسا فيه خمسمائة دينار ثم عادت بها إلى تحت رأسه فلما ثور الوفد قامت الملعونة وقالت يالله وياللوافد ويا وفدالله امرأة مسكينة وقد سرقت نفقتها ومالي إلا الله وانتم فحبس المتقدم الوفد وامر رجالا من الانصار والمهاجرين ان يفتشوا رجال الانصار والمهاجرين ففتشوا الفريقين فلم يجدوا شيئا ولم يبق من الوفد احد إلا وفتش رحله ولم يبق إلا المقدسي فاخبروا متقدم الوفد بذلك فقال يا مقدم ماضركم لو فتشتموه فله اسوة بالمهاجرين والانصار ومايدريكم ان يكون ظاهره مليحا وباطنة قبيحا ولم تزل الامرأة حتى حملتهم على تفتيش رحله فقصده جماعة من الوفد وهو قائم يصلي فلما رآهم اقبل عليهم وقال لهم ما بالكم وما خبركم قالوا هذه الامرأة الانصارية ذكرت انها قد سرق لها نفقة كانت معها وقد فتشنا رجال الوفد باسرها ونحن لا نتقدم إلى رحلك إلا اذنك لما سبق من وصية عمر بن الخطاب فيما يعود اليك فقال يا قوم ما يضرنى ذاك فتشوا ما احببتم وهو واثق من نفسه فأول ما نفضوا المزادة
[109]
التي فيها زاده وقع منها الهميان فصاحت الملعونة الله اكبر هذا والله كيسي ومائي وهو كذا دينار وفيه عقد لؤلؤ ووزنه كذا وكذا مثقالا فاختبروه فوجدوه كما قالت الملعونة فمالوا عليه بالضرب الموجع والسب والشتم وهو لا يجيب جوابا فسلسوه وقادوه راجلا إلى مكة فقال لهم يا وفدالله بحق هذا البيت إلا ما تصدقتم علي وتركتموني اقضى الحج واشهدالله تعالى ورسوله بأني اذا قضيت الحج عدت اليكم وتركت يدي في ايديكم فأوقع الله الرحمة في قلوبهم فاطلقوه فلما قضى مناسك الحج وما وجب عليه من الفرائض عاد إلى القوم وقال لهم ها انا عدت اليكم فافعلوا بي ما تريدون فقال بعضهم لبعض لو اراد المفارقة لما عاد اليكم اتركوه فتركوه فرجع الوفد طالبا مدينة الرسول صلى الله عليه وآله فاعوز تلك الملعونة زادها في بعض الطريق فوجدت في بعض الطريق راعيا فسألته الزاد فقال لها عندى ما ترين غير اني لا ابيعه فان آثرت ان تملكيني من نفسك ففعلت واخذت منه زادا فلما انحرفت عنه عرض لها ابليس فقال لها فلانة أنت حامل قالت ممن فقال لها من الراعي فقالت وافضيتحتاه فقال لها لا تخافي مع رجوعك إلى الوفد قولي لهم اني سمعت قراءة المقدسي فقربت منه فلما غلبنى النوم دنا مني وواقعني ولم اتمكن من الدفع عن نفسي بعد الفوات وقد حملت منه وانا امرأة من الانصار وما معى جماعة من اهلي ففعلت الملعونة ما اشار عليها اللعين ابليس فلم يشكوا في قولها لما عاينوه أولا من وجود المال في رحله فعكفوا على الشاب وقالوا له: يا هذا ما كفاك السرقة حتى فسقت فاوجعوه ضربا واوسعوه شتما وسبا واعادوه إلى السلسلة وهو لا يرد جوابا فلما فربوا من المدينة على ساكنها السلام خرج عمر ومعه جماعة من المسلمين للقاء الوفد فلما قربوا منه لم يكن لهم إلا السؤال من الوفدو عن المقدسى فقالوا له يا ابا حفص ما اغفلك عنه وقد سرق وفسق وقصوا عليه القصة فامر باحضاره بين يديه وهو مسلسل فقال ويلك يا مقدسي اتظهر خلاف ما يظن فيك حتى فضحك الله تعالى والله
[110]
لانكلن بك اشد نكال وهو لا يرد جوابا فاجتمع الخلق عليه وازدحم الناس اليه لينظروا ما يفعل به واذا بنور قد سطح فتأمله الحاضرون واذا به عيبة علم النبوة علي بن ابى طالب فقال ما هذا الرهج في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له: يا علي الشاب المقدسي قد سرق وفسق فقال (ع) والله ما سرق ولا فسق ولا حج احد غيره قال فلما اخبروا عمر قام قائما فاجلسه مكانه فنظر إلى الشاب المقدسي مسلسلا مطرقا إلى الارض والامرأة قائمة فقال لها اميرالمؤمنين (ع) انا محل المشكلات وكاشف الكربات ويلك قصي علي قصتك فأنا باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه وآله فقالت يا علي ان هذا الشاب سرق ما لي وقد شاهده الوفد في مزادته وما كفاه ذلك حتى كنت ليلة من الليالي قربت منه فاسترقني بقراءته واستنامنى ووثب الي فواقعني وما تمكنت من المدافعة عن نفسي خوفا من الفضيحة وقد حملت منه فقال لها امير المؤمينين (ع) كذبت يا ملعونه فيما ادعيت عليه.
يا ابا حفص اعلم ان هذا الشاب مجبوب ليس له احليل واحليله في حقة من عاج ثم قال يا مقدسي اين الحقة فعند ذلك رفع طرفه إلى السماء وقال يا مولاى من اعلمك عن الحقة فالتفت (ع) إلى عمر وقال يا ابا حفص قم هات وديعة هذا الرجل فأرسل عمرو احضروا الحقة ففتحوها فاذا فيها خرقة من حرير وبها احليله فعند ذلك قال الامام قم يا مقدسي فقام فقال جردوه من ثيابه لينظر ويتحقق حاله ممن اتهمه بالفسق فجردوه من ثيابه واذا هو مجبوب فضج العالم فقال لهم: اسكتوا واسمعوا منى حكومة اخبرني ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال يا ملعونة لقد تجريث على الله ويلك الم تأني اليه وقلت له كيت وكيت فلم يحبك إلى ذلك فقلت له والله لارمينك بحيلة من حبل النساء لا تنجو منها فقالت بلي يا على كان ذلك فقال (ع) ثم انك استنومتيه فجأت بالكيس فتركتيه في مزاده أقرى ! فقالت: نعم يا علي، فقال (ع) اشهدوا عليها ثم قال لها وهذا حملك من الراعى الذى طلبت منه الزاد قال لك انى لا ابيعك الزاد
[111]
ولكن مكتبني من نفسك وخذى حاجتك ففعلت ذلك واخذت الزاد وهو كذا وكذا قالت صدقت يا علي وضج العالم لها فلما خرجت من الراعي عرض لك شيخ صفته كذا وكذا فناداك وقال لك يا فلانة لا بأس عليك أنت حامل من الراعي فصرخت وقلت واسوأتا فقال لا تخافي وقولي للوفد استنامنى وواقعني المقدسي وقد حلمت منه فيصدقوك لما ظهر لهم من سرقته ففعلت ذلك كما قال لك الشيخ فقالت كان ذلك يا علي فقال هو ابليس اللعين فعجب الناس من ذلك، فقال عمر يا اباالحسن ما تريد ان تصنع بها فقال يحفرلها في مقابر اليهود انى نصفها وترجم بالحجارة ففعل بها ذلك كما امر مولانا امير المؤمنين (ع) واما المقدسي فلم يزل ملازم مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ان قبض (رض) فعند ذلك قام عمر وهو يقول: لولا على لهلك عمر ولم يصدق إلا في ذلك ثم انصرف الناس وقد عجبوا من حكومة علي بن ابي طالب (ع) (ومن فضائله (ع)) قيل انه كان في بعض غزواته وقد دنت الفريضة ولم يجد ماء يسبغ به الوضوء فرمق بطرفه إلى السماء والناس قيام ينظرون فنزل جبرئيل وميكائيل (ع) ومع جبرئيل سطل فيه ماء ومع ميكائيل منديل ووضعا السطل والمنديل بين يدى امير المؤمنين فاسبغ الوضوء من ذلك الماء ومسح وجهه الكريم بالمنديل فعند ذلك عرجا إلى السماء والخلق ينظر اليهما.
(ومن فضائله (ع)) ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال اعطيت ثلاثا وعلي مشاركي فيها واعطى علي ثلاثة ولم اشاركه فيها فقيل يا رسول الله وما الثلاث التى شاكك فيها علي (ع) فقال لواء الحمد لي وعلي حامله والكوثر لي وعلي ساقيه والجنة لي وعلي قاسمها واما الثلاث التي اعطيت عليا ولم اشاركه فيها فانه اعطى رسول الله صهرا ولم اعط مثله واعطى زوجته
[112]
فاطمة الزهراء ولم اعط مثلها واعطى ولديه الحسن والحسين (ع) ولم اعط مثلهما.
(ومن فضائله * ع *) انه كان هو وفاطمة * ع * فدخل عليهما رسول الله * ص * وهما يطحنان الجاورس فقال النبي * ص * أيكما أعيي فقال على * ع * فاطمة يا رسول الله فقال قومى يا بنية فجلس النبي * ص * في موضعها مع علي * ع * فرساه في الطحن للحب.
(ومما ورد في كتاب الفردوس للجمهور) ما يرفع إلى رسول الله محذوف الاسانيد انه قال لو اجتمعت الخلائق على حب علي بن ابي طالب ما خلق الله تعالى النار.
(ومن فضائله (ع) التي خصه الله تعالى بها دون غيره ما رواه من اثق اليه عن عمار بن ياسر (رض) انه قال أتيت علي بن ابي طالب فقلت له يا امير المؤمنين لي ثلاثة ايام كاملة اصوم واطوي وما اقتات وهذا اليوم وهو اليوم الرابع فقال لي (ع) اتبعنى يا عمار فطلع مولاى إلى الصحراء لو اخذت من تلك ماتستغنى به وتتصدق منه لما كان في ذلك بأس فقال (ع) يا عمار هذا يقدر كفايتنا هذا اليوم ثم غطاه وردمه وانصرف عنه ثم انفضل عنه عمار وغاب مليا ثم عاد إلى امير المؤمنين (ع) فقال يا عمار كأني بك وقد مضيت إلى الكنز تطلبه فقال يا امير المؤمنين والله اني قصدت الموضع لاخذ من الكنز شيئا فما وجدت له اثرا فقال (ع) يا عمار لما علم الله تعالى ان لا رعبة لنا في الدنيا اظهرها لنا ولما علم الله عزوجل ان لكم اليها رغبة ابعدها عنكم (وعنه صلى الله عليه وآله) انه قال اخبرنى جبرئيل (ع) انه قال لي مثل حب علي بن ابي طالب (ع) في الناس مثل سورة (قل هو الله احد) في القرآن فمن قرأها مرة واحدة كان له ثوب ثلث القرآن ومن قرأها مرتين كان له ثواب ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثا كان له ثواب من قرأ القرآن كله وكذا حب علي بن ابي طالب (ع) فمن أحبه بلسانه
[113]
كان له ثواب ثلث امتك ومن أحبه بلسانه وقلبه كان له ثواب ثلثي امتك ومن أحبه وقلبه وعمله كان ثواب امتك بأسرها.
(قال) حدثنا ابوعبدالله الحسين بن احمد المداينى قال حدثنى عبدالله ابن هاشم عن الكلبي قال اخبرني ميمون بن صعب المكي بمكة قال كنا عند ابي العباس بن سابور المكي فاجرينا حديث اهل الردة بذكرنا خولة الحنفية ونكاح اميرالمؤمنين (ع) لها فقال اخبرني ابوالحسن عبدالله بن ابى الخير الحسينى قال بلغنى ان الباقر محمد بن علي كان جالسا ذات يوم اذ جاءه رجلان فقالا يا ابا جعفر ألست القائل ان امير المؤمنين علي بن ابي طالب لم يرض بامامة من تقدم قال بلي فقالا له هذه خولة الحنفية نكحها من سبيهم وقبل هديتهم ولم يخالفهم عن امرهم مدة حياتهم فقال الباقر: من فيكم يأتيني بجابر بن عبدالله بن حزام (وكان محجوبا قد كف بصره) فخضر فسلم على الباقر وأجلسه إلى جانبه وقان يا جابر عندى رجلان ذكرا ان أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب رضى بامامة من تقدم عليه فسألهما الحجة في ذلك فذكروا له خولة فبكى جابر حتى اخضلت لحيته بالدموع ثم قال: والله يا مولاى لقد خشيت اخرج من الدنيا ولا اسئل عن هذه المسألة واني والله كنت جالسا إلى جانب ابي بكر وقد سبوا بنى حنيفة بعد قتل مالك بن نويرة من قبل خالد بن الوليد وبينهم جارية مراهقه فلما دخلت المسجد قالت أيها الناس ما فعل محمد صلى الله عليه وآله قالوا قبض فقالت هل له بنية تقصد فقالوا نعم هذه تربته صلى الله عليه وآله فنادت السلام عليك يا رسول الله اشهد ان لا إله إلاالله واشهد انك عبده ورسوله وانك تسمع كلامي وتقدر على رد جوابي واننا سبينا من بعدك ونحن نشهد ان لا إله إلاالله وانك رسول الله ثم جلست فوثب رجلان من المهاجرين والانصار احدهما طلحة والآخر الزبير فطرحا ثوبيهما عليها فقالت
[100]
ما بالكم يا معاشر العرب تصونون حلائلكم وتهتكون حلائل غيركم فقالا لها لمخالفتكم الله ورسلوله حتى قلتم اننا نزكي ولا نصلي او نصلي فلا نزكي فقالت لهما والله ما قالها احد من بني حنيفة وانا نضرب صبياننا على الصلاة من التسع وعلى الصيام من السبع وانا لنجرج الزكاة من حيث يبقى في جمادى الاخرة عشرة ايام ويوصي مريضنا بها لوصية والله ياقوم ما نكثنا ولاغيرنا ولابدلنا حتى تقتلوا رجالنا وتسبوا حريمنا فان كنت يا ابا بكر بحق فما بال علي لم يكن سبقك علينا وان كان راضيا بولايتك فلم لا ترسله الينا يقبض الزكاة منا ويسلمها اليك والله مارضي ولايرضى قتلت الرجال ونهبت الاموال وقطعت الارحام فلا نجتمع معك في الدنيا ولافى الاخرة افعل ما انت فاعله، فضج الناس وقال الرجلان اللذان طرحا ثوبيهما انا لمغالون في ثمنك فقالت اقسمت بالله وبمحمد رسول الله انه لا يملكنى ويأخذني إلا من يخبرني بما رأت امي وهي حامل بي وأي شئ قالت لي عند ولادتي وما العلامة التي بينى وبينها والا فان ملكني احد ولم يخبرني بذلك بقرت بطنى بيدي فيذهب ثمنى ويكون مطالبا بدمى فقالوا لها ابدى رؤياك التى رأت امك وهي حامل بك حتى نبدي لك العبارة بالرؤيا فقالت الذى يملكني هو اعلم بالرؤيا مني وبالعبارة من الرؤيا فأخذ طلحة والزبير ثوبيهما وجلسا فدخل اميرالمؤمنين وقال ما هذا الرجف في مسجد رسول الله قالوا يا علي امرأة من بني حنيفة حرمت نفسها على المؤمنين، وقالت من اخبرني بالرؤيا التي رأت امي وهي حامل بى وعدها لي فهو يملكنى فقال اميرالمؤمنين ما ادعت باطلا اخبروها تملكوها فقالوا يا ابا الحسن ما فينا من يعلم الغيب اما علمت ان ابن عمك رسول الله قبض وان اخبار السماء انقطعت من بعده فقال اميرالمؤمنين (ع) ما ادعت باطلا اخبرها املكها بغير اعتراض قالوا نعم فقال (ع) يا حنيفة اخبرك املكك فقالت من انت ايها المجترى دون اصحابه فقال انا على بن ابى طالب فقالت لعلك الرجل الذى نصبه لنا رسول الله صلى الله عليه وآله
[101]
صبيحة يوم الجمعة بغدير خم علما للناس فقال انا ذلك الرجل قالت من اجلك اصبنا ومن نحوك او تينا لان رجالنا قالوا لا نسلم صدقات اموالنا ولا طاعة نفوسنا إلا إلى من نصبه محمد صلى الله عليه وآله فينا وفيكم علما فقال اميرالمؤمنين ان اجركم غير ضائع وان الله تعالى يؤتي كل نفس ما أتت من خير ثم قال يا حنفية ألم تحمل بك امك في زمان قحط منعت السماء قطرها والارض نباتها وغارت العيون حتى ان البهائم كانت تريد المرعى فلا تجد وكانت امك تقول انك حمل ميشوم في زمان غير مبارك فلما كان بعد تسعة اشهر رأت في منامها كأن وضعتك وانها تقول انك حمل ميشوم وفي زمان غير مبارك وكأنك تقولين يا امي لاتطيرين بي فأنا حمل مبارك نشوت نشوا صالحا ويملكنى سيد وارزق منه ولدا يكون لبني حنيفة عزا فقالت صدقت يا امير المؤمنين فانه كذلك فقال وبه اخبرنى ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت ما العلامة بيني وبين امي فقال انها لما وضعتك كتبت كلامك والرؤيا في لوح من نحاس واودعته عتبة الباب فلما كان بعد حولين عرضته عليك فاقررت به فلما كانت ثمان سنين عرضت عليك فاقررت به ثم جمعت بينك وبين اللوح فقالت لك يا بنية اذا نزل بساحتكم سافك لدمائكم ناهب لاموالكم ساب لذراريكم وسبيت فيمن سبى فخذى اللوح معك واجتهدى أن لا يملكك من الجماعة إلا من يخبرك بالرؤبا بما في هذا اللوح قالت صدقت يا اميرالمؤمنين فأين اللوح قال في عقيصتك فعند ذلك دفعت اللوح إلى اميرالمؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) ثم قالت يا معاشر الناس اشهدوا اني قد جعلت نفسي له عبدة فقال (ع) بل قولي زوجة فقالت اشهدوا ان قد زوجت نفسي كما امرني بعلي (ع) فقال (ع) قد قبلتك زوجة فماج الناس فقال جابر والله يا اباجعفر ملكها بما ظهرمن حجة و تبين من بينته فلعن الله تعالى من اتضح له الحق وجعل بينه وبين الحق سترا.
[102]
(وعن عبدالله بن عباس (رض)) قال قال أميرالمؤمنين (ع) علمنى رسول الله صلى الله عليه وآله الف باب من العلم ففتح لي من كل باب الف باب قال فبينما انا معه (ع) بذى قار وقد ارسل ولده الحسن (ع) إلى الكوفة ليستنفر اهلها فيستعين بهم على حرب الناكثين من اهل البصرة اذ قال لي يابن عباس قلت لبيك يا اميرالمؤمنين قال فسوف يأتي ولدي الحسن من هذه الكور ومعه عشرة آلاف فارس وراجل لا يزيد فارس ولا ينقص فارس قال ابن عباس (رض) فلما طالعنا الحسن بالجند لم يكن لي هم إلا مسائلة الكاتب عن كمية الجند فقال لي: عشرة آلاف فارسل وراجل قال فعلمت ان ذلك من تلك الابواب التى علمه بها رسول الله صلى الله عليه وآله.
(وقيل) لما ماتت فاطمة بنت اسد والدة اميرالمؤمنين (ع) أقبل علي (ع) وهو باك فقال له النبي ما يبكيك لا أبكى الله لك عينا؟ قال توفيت امى يا رسول الله فقال له النبى صلى الله عليه وآله بل وامى يا علي فلقد كانت تجوع اولادها وتشبعنى وتشعث اولادها وتدهننى، والله لقد كانت في دار ابى طالب نخلة وكنا نتسابق اليها من الغداة لنلتقط ما يقع منها في الليل وكانت (رض) تأمر جاريتها وتلتقط ما تحتها من الغلس ثم تجنيه فيخرج بنو عمي فتناولنى ذلك ثم نهض صلى الله عليه وآله واخذ في جهازها وكفنها بقميصه صلى الله عليه وآله وكان في حال تشييع جنازتها يرفع قدما ويتأنى بين الآخر وهو حافي القدم فلما صلى عليها كبر سبعين تكبيرة ثم وسدها في اللحد بيده الكريمة بعد ان نام في قبرها ولقنها الشهادتين فلما اهيل عليها التراب واراد الناس الانصراف جعل يقول (ع) ابنك ابنك لا جعفر ولاعقيل علي بن ابى طالب (ع) فقالوا له يا رسول الله فعلت فعلا ما رأينا قط مثله مشيت متأنيا حافي القدم وكبرت سبعين تكبيرة ونمت في لحدها وجعلت قميصك عليها وقلت لها ابنك ابنك لا جعفر ولاعقيل فقال صلى الله عليه وآله اما التأنى في وضع اقدامى في حال تشييع الجنازة فلكثرة ازدحام الملائكة واما نومى في لحدها
[103]
فانى ذكرت لها في حال حياتها ضغطة القبر فقالت واضعفاه فنمت في لحدها لاجل ذلك حتى كفيتها ذلك، واما تكفينها بقميصي فانى ذكرت لها القيامة وحشر الناس عراة فقالت وافضيحتاه فكفنتها به لتقوم يوم القيامة واما قولي لها ابنك فانه نزل الملكان وسألاها عن ربها فقالت الله ربى وقالا لها من نبيك فقالت محمد وقالا لها من وليك وامامك فاستحيت ان تقول ولدي فقلت لها قولي ولدك علي بن ابى طالب ابنك ابنك فأقر الله تعالى يذلك عينها.
(وقيل) كان مولانا امير المؤمنين (ع) يخرج من الجامع بالكوفة فيجلس معه ميثم التمار (رض) يحادثه فقال له ذات يوم ألا ابشرك يا ميثم ان اريك الموضع الذى تصلب فيه والنخلة التى تعلق على جذعها فقال نعم يا امير المؤمنين فجاء به إلى رحبة الصيارفة وقال له ههنا ثم اراه نخلة وقال له يا ميثم على جذع هذه فما زالى ميثم (رض) يتعاهد النخلة حتى قطعت وشقت نصفين فسقف بنصف منها وبقى النصف الآخر فما زال يتعاهد النصف في الموضع ويقول لبعض جوار الموضع يا فلان اني مجاورك عن قريب فاحسن جوارى فيقول ذلك في نفسه يريد ان يشترى دارا في جوارى ولا يعلم ما يريد بقوله حتى قبض امير المؤمنين (ع) وظفر معاوية باصحابه فأخذ ميثم التمار فيمن اخذ فأمر معاوية بصلبه فصلب على تلك الخشبة في ذلك المكان فلما رأى ذلك الرجل ان ميثم قد صلب في جواره قال انا الله وانااليه راجعون، ثم اخبر الناس بقصة ميثم وبما قال له في حال حياته وما زال ذلك الرجل يكنس تحت تلك الخشبة ويبخرها ويصلي عندها ويكرر الرحمة عليه.
(ومما رواه ابن عباس) انه قال كنت في مسجد رسول الله وقد قرأ القارئ (في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر اسمه يسبح له فيها بالغدو
[104]
والآصال) فقلت يا رسول الله ما البيوت فقال صلى الله عليه وآله بيوت الانبياء عليهم السلام واومأ بيده إلى بيت فاطمة الزهراء عليها السلام.
(وعنه (رض)) قال اقبل علي بن ابي طالب (ع) إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالوا له يا رسول الله جاء امير المؤمنين فقال صلى الله عليه وآله إن عليا سمي بامرة المؤمنين قبلي فقيل قبلك يا رسول الله فقال وقبل موسى وعيسى قالوا وقبل موسى وعيسى يا رسول الله قال وقبل سليمان بن داود ولم يزل يعد الانبياء كلهم إلى آدم ثم قال (ع) انه لما خلق الله آدم طينا خلق بين عينيه ذرة تسبح الله وتقدسه.
فقال عزوجل لا سكننك رجلا اجعله امير الخلق اجمعين فلما خلق الله تعالى علي بن ابي طالب (ع) اسكن الذرة فيه فسمى امير المؤمنين قبل خلق آدم.
(وقال اميرالمؤمنين) لما بايعه الملعون عبدالرحمن بن ملجم قال له انك غيور في بيعتى ولتخضبن هذه من هذا واشار إلى كريمته ورأسه فلما اهل شهر رمضان جعل يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين فقال في بعض الليالي كم مضى من الشهر فقالا له كذا وكذا يوما فقال لهما في العشرة الآخرة تفقدان أباكما فكان كما قال (ع).