يا صاحب العصر اكتوى قلب الزمان من المصاب
والضلع يصرخ قائلا أقبل لقد هُتِكَ الحِجَاب....
( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث مِن الطيب وما كان الله ليُطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي مِن رُسُله مَن يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم ) ،
السلام على بقية الله في الأرضين، السلام على خاتم الحجج، السلام على سلطان العصر، السلام على القمر الغائب.
يا غائباً وعيون الخلقِ تنتظرٌ متى يطلٌّ على آفاقنا القمر
وأين نلقاك والوصل يجمعنا وهل بلقياك يوماً ينتهي السفرٌ؟
بأبي أنت وأمي يا صاحب الزمان..
تمضي الجمعة تلو الجمعة، وهو اليوم المتوقع فيه ظهورك، والفرج فيه للمؤمنين على يديك، وقتل الكافرين بسيفك.. ويمضي شهر يتلوه آخر، ونُبلغ لليالي قدر تتلوها أخرى.. وتسير بنا العجلة، لتصل بنا إلى شهر الحج، حتى تتصرم أيامه، إلى أن تصل بنا لشهر محرم الحرام.. والمنتظر يأبى إلا انتظار
اليوم الموعود في العاشر من محرم.
ولكن!.. تظل العجلة تدور وتدور، لتوصلنا ليوم تجديد البيعة معك أيها الغائب الحاضر.. وتحملنا من محطة لأخرى، لنجد أرواحنا الملوثة بالرين العالق، تراوح مكانها، ولم يتسنَ لها حجز مقعد في الصفوف التي أثنى الله عليها في كتابه {صفا كانهم بنيان مرصوص} على طاعته، وطاعة رسوله عليه وآله السلام.. وكلها أمنيات أن تظفر بتذكرة تخولها العروج مع المؤمنين في ليلة، تكتب فيها المقدرات.. فتتمتم بدعاء تندب فيه الإمام المنتظر، بعد أن تعاهد المولى بغسل توبةٍ يؤهلها للعروج بكلمات نورانية (من دعاء الندبة) وما يحويه من مضامين يطول شرحها، لتصل في النهاية لنجوى مع صاحب تلك الليلة.. علها تنال منه مبتغاها من رضا الله، ورضاه عجل الله فرجه.
فتطهر الروح، ويسمح لها الخطاب بعد الإنكسار، وإظهار الذل، وذرف دموع الحسرة والندامة على التفريط في جنب الله.. وعدم الوفاء بالعهد مع صاحب العصر والزمان، وتوجيه الطعنات تلو الأخرى، بذنوب ترتكب صبحاً ومساء ً (فما يحبسنا عنهم، إلاّ ما يتّصل بنا ممّا نكرهه، ولا نؤثره منهم).. لتناجيه بسؤاله:
أين استقرت بك النوى!.. بل أي أرض تقلك أو ثرى؟.. سيدي!.. حتماً أنك بكل واد.. تكفكف دموع الثكالى، وتمسح على رؤس الأيتام، وتضمد الجراح، وتتلقف الأجساد الملقاة على قوارع الطرقات، وتنتشل الجثث من قيعان الأنهار.. وترفع الدماء بأكفك الطاهرة نحو السماء، طالبأ تقبل قربان هذه الأمة، التي نسأل الله بحقك، أن يكشف الغمة عنها بفرج لك عاجل كلمح البصر أو هو أقرب.
عندها حتماً تصل إلى أعلى الكمالات، حين تطلب من الله -عز وجل- أن يبلغك التحايا والسلام؛ لتزداد بذلك عزا وإكراماً.. إلى أن يتوج ذلك اللقاء الأبوي الحاني بجلّ دعوات من الروح المظلمة لروح الروح الحجة بن الحسن.. منها قبول ببركاته.. ودعواتنا به مستجابة.. وأرزاقنا به مبسوطة.. وهمومه قبل همومنا به مقضية.. وحوائجه قبل حوائجنا به مقضية.. لتختمه برواء من حوض جده صلى الله عليه وآله وبيده، لا تظمأ بعده أبداً.
أو هناك ألذ من العروج في تلك الليلة بدعاء غير دعاء الندبة؟..
أسأل الله للجميع هنا في تلك الليلة التوفيق، ولا تنسونا من خالص الدعاء بالاسم، عندما تتوج ليلتكم بلقاء ميمون مع صاحب العصر والزمان.
عزيز علينا أن يحتويك الألم، ولا ينالك منا ضجيج ولا شكوى.
لاتنســـــــــونا من فيض دعائكم
اخوكم الصغير
اللهم صل على محمد وآل محمد .. ( اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين ) ..
أحسنت أخوي الصغير ... وحيث أن الأنتضار عبادة وأن شاء الله نكون ممن يؤدي هذه العبادة ولكن هل هي مقبولة أم لا ؟؟؟؟ أي هل نحن نؤديها بالشكل الصحيح وبكل جوارحنا فنتوجه الى الله تعالى بها ؟؟؟
أين الطالب بدم المقتول بكربلاء