كم روى العامة صلوات تامة مشفوعة بالفضائل ثم خالفوها لفظاً وعملاً !
من ذلك : في ( الأدب المفرد للبخاري : 93 ) بسنده عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم : من قال :
(( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وترحّم على محمد وآل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ...
شهدتُ له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له )) .
وبقرب منه في ( فتح الباري في شرح البخاري : ابن حجر : 13\ 11 ) ومع كل ذلك نراهم يبترون الصلاة وكأنهم لا يرغبون في شفاعة المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم !
ومع أنهم يرون من معاني التسليم في الأمر الإلهي : { وسلموا تسليما } هو التسليم لأمره صلى الله عليه وآله وسلم وقد أمر بالصلاة على آله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين في عشرات من أحاديثه .. نراهم يأتون بها بتراء وهم يقرأون قوله تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وا تقوا الله إن الله شديد العقاب } ( سورة الحشر الآية 7 )
وقد أمر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة تامة وأتانا بها تامة غير منقوصة ولا مبتورة بل نهى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة البتراء حتى جاء عن ابن حجر أنه روي عن النبي الأكرم والأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم النهي عن الصلاة البتراء أي المتروك فيها ذكر الآل ( يراجع : الصواعق المحرقة 87 ) وحتى رووا هم أنفسهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( إذا أردتم الصلاة عليّ فقولوا : اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد )) ( رواية اشتهرت عندهم : يراجع : فضائل الخمسة من الصحاح الستة : السيد مرتضى الحسيني الفيروز آبادي : 1\ 269 )
أفلا يكون التعصّب والعناد مؤدّيين إلى إيذاء الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال الله تعالى بعد آية الصلوات مباشرة : { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً } ؟! ( سورة الأحزاب : 57 )
ألا يخشى أصحاب البتر أن يكونوا ممن آذوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقطع الصلاة عن آله صلوات الله عليه وعلى آله وهو القائل لوصيّه وابن عمّه عن علي عليه السلام وقد أخذ بشعره : (( من آذى شعرةً منك فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فعليه لعنة الله )) ؟!
وقد قال الله تعالى بعد لعنه لمن آذى الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتوعّده بأن أعدّ لهم عذاباً أليماً :
{ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً } ( سورة الأحزاب : 58 )
بينما الصلاة على الآل الكرام صلوات الله تعالى عليهم شرفٌ يكسبه المسلم وهي دعاء مبارك لمن أحبّوا الله ورسوله وأحبّهم الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم يقول الفخر الرازي :
إن الدعاء للآل منصبٌ عظيم ولذلك جُعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة . وقوله : اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد وارحم محمداً وآله .. هذا التعظيم لم يوجد في حقِّ غير الآل فكلّ ذلك يدلّ على أن حبّ آل محمد واجب . ( التفسير الكبير : 7\ 391 )
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم أجمعين
اللهم ألعن كل من يعادي محمد وآل محمد عليهم السلام أجمعين
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وترحّم على محمد وآل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ...
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم أجمعين
اللهم ألعن كل من يعادي محمد وآل محمد عليهم السلام أجمعين
بعد أن عرفنا شيئاً من فضائل الصلوات وما ورد فيها من التأكيدات في الكتاب العزيز والسنّة المطهّرة .. ربما يتساءل أحدنا :
لماذا إذن يتركها أناس أو لا يعبأون بها ؟
وقد يُجاب : ربّما لا يعدو هؤلاء أن يكونوا أحد ثلاثة :
1- إما غافل عن فضائل الصلوات وشرفها جاهل بعوائدها ثم هو لم يكلّف نفسه التعرّف عليها وعلى جلالها عند الله تبارك وتعالى . ومثل هذا مُلامٌ مُعاتب مدعوُّ إلى استدراك أمره والامتثال للأدب الإلهي الذي دعا الله إليه المؤمنين : { يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } ( سورة الأحزاب الآية 56 ) ..
سأل معاوية بن أبي سفيان يوماً أمدَ بن لبد المعمّر : فهل رأيت محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ؟
قال : من محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟
قال معاوية : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
قال أمد : ويحك ! أفلا فخّمته كما فخّمه الله .
فقلتَ : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ( كنز الفوائد : الكراجكي 260 )
وربما لم يكن معاوية غافلاً وإنما كا متغافلاً ومع هذا فمن ادّعى الإسلام وبّخ على ترك تعظيم النبي الكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
2- وإما أن يكون ممن قد جرت العادة عندهم في أحاديثهم ومجالسهم بترك الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فألِف – مرشداً كان أو معلماً أو خطيباً – أن يذكر الأسماء الشريفة بلا تفخيم ولا تقديس . وهذا الأمر يتطلّب محاسبة النفس وتنبيه الآخرين والدعوة إلى التربية الصحيحة في أدب الحديث لمن آمن بالنبوّة والإمامة وكان من أهل الولاية ومودّة ذوي القربى صلوات الله عليهم أجمعين . فإن ترك الصلاة ينمّ عن ضعف المحبّة وقلة الاهتمام بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآله سلام الله تعالى عليهم أجمعين .
3- وإما أن يكون التارك للصلاة مبغضاً مستعلياً – والعياذ بالله – ناكراً للنبوة والإمامة مكذّباً بهما أو مشكّكاً منحرفاً عن الدين فذاك يكون معه حديث آخر وربما ناله الإسلام بعقابه كما كان حال عبدالله بن الزبير فقد خطب أربعين يوماً لا يصلّي فيها على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال : لا يمنعني أن أصلّي عليه إلا أن تشمخ رجالٌ بآنافها ! ( مروج الذهب : المسعودي : 3\ 79 ) .
وكأن هذا مَثَلٌ أُثر عن معاوية فحين استقرّ مُلكه في الشام مكث أربعين جمعة يصلّي بالناس ويخطب فيهم دون أن يصلّي على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال : لا يمنعني عن ذكره إلاّ أن تشمخ رجالٌ بآنافها . ( النصائح الكافية : السيد محمد بن عقيل العلوي 97 )
وإنما دُعي إلى الصلاة المؤمنون فلم يقل عزّ من قائل : يا أيها الذين كفروا ولا يا أيها الناس بل قال جل وعلا :
{ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } ( سورة الأحزاب الآية 56 )
و الآن .. ما حال التارك للصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟
أولاُ : مرّ علينا ما للصلاة من فضائل ونعم وبركات وخيرات ورحمات ودفعٍ للشرور والنكبات ومن شرفٍ يناله المصلّي يُغبَط عليه فيكفي ما رواه العامة من أن النبي المكرّم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال :
(( أتاني جبرئيل ببشارة من ربي فقال : إن الله عز وجل بعثني إليك أبشّرك أنه ليس أحدٌ من أمتك تصلّي عليك صلاةً إلاّ صلّى الله وملائكته عليه بها عشراً )) { كنز العمال : 1\ 500 ح 2209 وقريب منه ذكره الجهضمي القاضي المالكي في ( فضل الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم : 22 ح 2 ) }
فالمحروم منها محروم من شرف الدنيا والآخرة وسعادتهما وعزّتهما وعافيتهما وإنما يحرم المرء نفسه فيكون ظالماً لها .
ثانياً : التارك للصلاة على الحبيب رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم عناداُ مطبوعٌ عليه بصفات المنقصة والرذيلة والضعة . تعالوا نستنطق لسان الروايات لتخبرنا عمّن صدّ عن أحبّ الخلق إلى الله وأعزّهم عليه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآله صلوات ربنا عليه وعليهم أجمعين :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(( البخيل حقاً من ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليّ ))
{ معاني الأخبار : 246 وأورد قريباً منه الجهضمي المالكي في ( فضل الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم 39 ح 31- 32- 37 ) }
وقال رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم : (( البخيل كلّ البخيل الذي إذا ذُكرت بين يديه لم يصلِّ عليّ ))
( لآلئ الأخبار : التويسركانيّ : 3\ 438 )
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم أجمعين
اللهم ألعن كل من يعادي محمد وآل محمد عليهم السلام أجمعين
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وترحّم على محمد وآل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ...
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم أجمعين
اللهم ألعن كل من يعادي محمد وآل محمد عليهم السلام أجمعين
مشكورة أختي الكريمة بارك الله فيج
والله يرحم والديج
والله لايحرمكم من بركات الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام أجمعين
من نتائج ترك الصلاة على محمد وآل محمد
عليهم السلام أجمعين
1- عدم معرفة طريق الجنة :
عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(( من نسي الصلاة عليه أخطأ طريق الجنة ))
المصدر : بحار الأنوار : 94 \ 53 ح 20
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(( من ذكرت عنده فنسي الصلاة عليّ خُطّئ به طريق الجنة ))
المصدر : ثواب الأعمال : 187
وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
(( من صلّى عليّ ولم يصلِّ على آلي لم يجد ريح الجنة وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام ))
المصدر : أمالي الصدوق : 120
2- دخول جهنم :
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(( من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ فدخل النار فأبعده الله عز وجل ))
المصدر : أمالي الصدوق : 346
3- الحرمان من الرحمة الإلهية :
عن جابر بن عبدالله عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال :
(( من ذكرني فلم يصلّ عليّ فقد شُقي ومن أدرك رمضان لم تصبه الرحمة فقد شقي ومن أدرك أبواه أو أحدهما فلم يَبُرْ فقد شقي ))
المصدر : جامع الأخبار : 69
4- الحسرة يوم القيامة :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(( ما اجتمع قوم ثم تفرقّوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي إلا كان عليهم حسرة و وبال ))
المصدر : عدة الداعي : 259
5- حياة نَتِنَة :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(( ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي إلاّ قاموا عن أنتن جيفة ))
6- العقوبة في الدنيا :
كان أحد الرواة ينقل ويكتب الأحاديث الواردة عن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعن الأئمة الأطهار عليهم السلام أجمعين فكان عندما يمرّ على اسم النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يصلي عليه ويكتب اسمه بصورة عادية دون أن يكتب الصلوات أمام اسمه المقدس وهو نوع من الجفاء وعدم الاحترام الواضع لساحته المقدسة لم يستمر الأمر كثيراً مع الرجل سرعان ما أصيب بمرض في إصبعه الذي كان يكتب به ثن انتقل المرض إلى سائر أصابع يده فاضطّر الأطباء قطع جميع أصابع يده لكي لا ينتقل المرض إلى سائر بدنه إنه جزاء قلّة الأدب .
المصدر : ( شرح فضائل الصلوات )
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ذكر الصلوات وآدابها وأن يرزقنا خير الدنيا والآخرة بجاه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الطيبين الطاهرين إنه سميع مجيب .
وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
هذه كانت نهاية الكتاب والحمد لله والشكر اللي وفقني لكتابة هذا الكتاب المبارك
وأهدي ثواب وأجر ما كتبته لوالدي المرحوم الحاج شعبان بن كاظم الأسدي رحمه الله
وإلى أرواح كل المؤمنين والمؤمنات الموالين لمحمد وآل محمد عليهم السلام أجمعين
وأشكر كل من ساهم معي في هذا الموضوع المبارك وشاركني فيه وأعتذر لأي شخص لم أشكره من البداية
بارك الله فيكم ورحم الله والديكم جميعاً وحشرنا الله وإياكم مع محمد وآل محمد عليهم السلام أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم أجمعين
اللهم ألعن كل من يعادي محمد وآل محمد عليهم السلام أجمعين
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم أجمعين
اللهم ألعن كل من يعادي محمد وآل محمد عليهم السلام أجمعين