مداخلة من الوهابي السلفي التعبان : حسن حسان
هم لا يدعون لحزب الله فهم احرار
وانتم لا تدعون لطالبان فانتم احرار
....
هم مع الغرب ضد البعث السوري
وانتم مع الغرب ضد البعث العراقي
لم تسمع في المساجد اللهم اهلك اسرائيل
ونحن لم نسمع مرجع في العراق اعلن الحرب على الاحتلال الامريكي للعراق..
مداخلة اخرى من الاخ الكاظمي :
علمتني التجارب الطويله أن الوهابيه ومن يتكلم باسمهم وقد يكون غير مسلم أصلا ونحن لا نعلم وحسن حسان قد يكون أحد هؤلاء الذين يتكلمون باسم الوهابيه ضد الشيعه وقد يكون له معرف شيعي اخر في منتديات الوهابيه يخاطبهم باسم الشيعه ! وجدالهم على هذه القاعده :
يعني اسرائيل خرجت من لبنان عام 2000 باتفاق مع حزب الله على أن يكون حارسا لحدودها بدلا من قوات لحد!! تقول والعمليات العسكريه التي راح فيها مئات الشهداء وكثير من القتلى الاسرائيليين طيللة 18 عام ؟ قالوا كلها مسرحيه !! طيب والشهداء ؟ قالوا ذهبت مع الصفقه ! قلنا والسيد هادي ابن السيد حسن نفسه ؟؟ قالوا أيضا ضمن الصفقه والمسرحيه !
والامام الخميني فجر الثوره الاسلاميه في ايران وطرد أمريكا واسرائيل ! مسرحيه ! ولا عداء بينهم وانما هم متفقين من البدايه ! والى اليوم هم أصدقاء بالسر وأعداء بالعلن !!! وحرب أمريكيه 8 سنوات على ايران وليون ضحيه ؟ قالوا مسرحيه !! وقس على هذا كل شيء يخص ايران وحزب الله وأمريكا واسرائيل !
واحد يشوف الشمس طالعه أمام عينه ويقولك هذي قمر !!
يعني ( عنزه ولو طارت ) !! يعني المسأله واضحه أن هذا النوع لا يمكن اقناعه والجدل معه خسارة وقت لأنه هنا للتهريج وليس للحوار
أقول الرد المناسب لحسن حسان هو أن نطالبه بان يثبت اسلامه أولا ! وان ثبت أنه مسلم نطالبه أن يثبت لنا سلامة عقله بتقرير من مستشفى معتبر !
وغير هذا فاني أعتقد جازما أن الواحد منا سيكتشف يوم القيامه أنه غبن نفسه كثيرا عندما أضاع جزء من عمره مع هذا المجهول
ولا بأس أن نذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين : معلوم عن اية الله بهجت رحمه الله أن لسانه لا يقف عن الذكر ومره أوقفه جماعه والتفت اليهم ظنا منه أن لديهم مسأله شرعيه , فسألوه عن أمر دنيوي تافه لا علاقة له لا بالدين ولا بالشرع , فندم الشيخ ندما شديدا لأنه أضاع من وقته ( ثواني معدوده وقف لسانه فيها عن الذكر )
والسلام
مداخلة مةن الاخ محمد علي حسن :
ثورة إسلامية زلزلت العالم الإسلامي وفجرت المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين
حرب ثمان سنوات لتدمير هذه الثورة
حرب تنخلع لها القلوب في عام 2006
اغتيال عماد مغنية
إطلاق آلاف الصواريخ على الشمال الفلسطيني
كل هذا وغيره مسرحية وحزب الله وإيران عملاء لإسرائيل ولا أدري ما الصراع في هذا العالم ولأجل ماذا ؟!
مشكلة الوهابي تتلخص في أن ثبوت سقوط أسياده الذين يسبح بحمدهم في خدمة المستعمر ثابتة 100%
فكيف يرضى لخصومه الشيعة بالتميز والتفوق في هذا الجانب ؟!
لا .. لا .. أغرق أنا وغريمي !
ثم دخل العلامة المنار و رد على هذا الوهابي النتن :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع خاص جدا للتدرب على التحليل وفق المعطيات ، ونخص به ابنائنا ، لا ابناء البغايا ممن ينسب لجيران ابيه بسرور وافتخار .
ان احد ابناء البغايا ممن يفتخر للانتساب الى جيران ابيه ، يعترف فيقول :
(هم [يقصد علماء وسياسي السنة] في خانة الاصدقاء
وانتم في خانة الابن العاق)
ونقول انه يكفينا هذا الاقرار ، فالاقرار على النفس خير دليل ، واما اتهام الغير فيحتاج الى الف دليل صحيح ليثبت ، على ان تكوين حزبهم الشيطاني كان على يد المخابرات البريطانية قبل 200 سنة وانبثق منهم شلة تحت امرة المخابرات المركزية الامريكية مهمتها ذبح المسلمين السنة قبل الشيعة ، وهذا المخنث ينتمي اليهم وقد انظم الى تنظيماتهم في بداية الالفية الثالثة لتاريخهم الاسود . بينما تكويننا كان على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لتلميذه النجيب (يا علي انت وشيعتك هم الفائزون) فزنا ورب الكعبة ، وخاب اتباع الشيطان والاصنام .
نعم نشكر هذا الخنيث العتل الزنيم على هذه الهدية وقد كفانا أدلة إثبات انهم عملاء وأصدقاء الكفار ، ولكننا نعترض على كلمة (صديق) ، فهم في الحقيقة مستأجرون ، خانعون ليس بيدهم من الأمر شيء ، وإنما دورهم العمل خلاف مصالحهم ومصالح بلدانهم خدمة لأسيادهم ، فهم (عبيد) وليسو (أصدقاء) في الحقيقة ، ولكننا نرضى منه وصفهم بالاصدقاء لأنه فسر الصداقة بالإتباع كما هو ظاهر . وهذا يكفينا .
نشكر ابن جيران ابيه على هذه المداخلة ، وندعوه الى الخروج عن هذا الموضوع لأنه ليس مباحا له ، وليس من حقه ان يتكلم اكثر من اعترافه الذي نشكره عليه .
على مقولة ان الوهابية عملاء لاسرائيل لهم قيمتهم حينما تحتاجهم اسرائيل وباعة الضمائر،
ما هو تحليلكم لدخول قوات درع الحظيرة للبحرين لقتل شعبها بأمر أمريكي، هل كانت امريكا فعلا تريد استخدام ذلك كطعم لإيران لاصطيادها وجرها لحرب استراتيجية اقليمية مصيرية؟
وهل المرجعية الشيعية كانت على وعي من ذلك لذلك دعت الى عدم الاشتباك مع قوات الخنزيرة والابتعاد عنهم؟
مداخلة من الاخ : 313
أنقل مقال ذو علاقة بالموضوع و أجد أنه يشير لبعض ما أشار له العلامة المنار حفظه الله.
-----------------------------
كيف تراوغ طهران واشنطن - مايكل سينغ
نيويورك ديلي نيوز
30 أيار/مايو 2012
لم تثمر محادثات الأسبوع الماضي في بغداد بين إيران ومجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن + 1 - الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا - عن أي اتفاق. ومع ذلك فمن المفارقات من المرجح أن تنظر واشنطن وطهران إلى تلك المفاوضات على أنها ناجحة، ولكن لأسباب متباينة إلى حد كبير.
بيد، ثمة مصلحة مشتركة بين إيران والولايات المتحدة وهي: تجنب العمل العسكري، سواء من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل. ومع ذلك فإن الدوافع الأمريكية والإيرانية في هذا الصدد متباينة، إلا أن فهم هذا الاختلاف يصل بنا إلى إدراك السبب الحقيقي وراء الفشل المستمر للمفاوضات حتى الآن.
وينكر المسؤولون الإيرانيون علانية عواقب تلك الحرب لكن من المرجح أنهم يعربون عن قلقهم في نقاشاتهم الداخلية، في حين يبدو المسؤولون الأمريكيون قلقين بشأن تداعيات العمل العسكري أكثر من قلقهم حيال البرنامج النووي الإيراني الذي يمكن أن يُشن ضده هجوم جوي يهدف إلى تدميره.
وبالفعل، يرى العديد في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن + 1 بأن حقيقة استمرار المحادثات "المكثفة" حول البرنامج النووي الإيراني يعد نجاحاً في حد ذاته. وهناك رواية تبناها باراك أوباما عندما كان مرشحاً في انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2008 تقول أن السبب الجذري وراء الأزمة النووية الإيرانية هو الصراع الأمريكي الإيراني وأن السبب الأساسي لهذا الصراع هو انعدام الثقة.
وكمرشح في تلك الانتخابات تعهد أوباما بأن يجتمع شخصياً مع القادة الإيرانيين وتوقع أن "يبدأ الإيرانيون في تغيير سلوكهم إذا رأوا أن لديهم بعض الحوافز للقيام بذلك." وكرئيس الولايات المتحدة تحدث أوباما في خطابه الشهير في القاهرة في 4 حزيران/يونيو 2009، عن الحاجة إلى "تخطي العقود السابقة من انعدام الثقة."
وطبقاً لهذه الرواية، تعتبر المحادثات ناجحة من حيث أنها لم تؤدي إلى الانهيار بل إلى استمرار عملية التفاوض - والتي تعني المزيد من المحادثات.
أما بالنسبة لإيران، ففي الوقت نفسه هناك بعض المؤشرات إلى أن تلك المحادثات تهدف إلى بناء الثقة أو إلى إتاحة فرصة أكبر لإمكانية إحداث التقارب بينها وبين الولايات المتحدة. وبالفعل، تشير الكثير من الدلائل إلى أن النظام الإيراني ينظر إلى العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة كغير مرغوب فيها، بل تشكل تهديداً، في الوقت الذي يرى فيه أن قدرات التسليح النووي تشكل عنصراً إستراتيجياً أساسياً.
كما أن التنازل عن تلك القدرات مقابل تلك العلاقات ليس له مغزى يذكر لطهران.
إن إطالة أمد المحادثات يخدم ثلاثة أهداف إيرانية أكثر من مجرد كسب بعض الوقت أو تعطيل القيام بهجوم عسكري: الأول هو تعزيز مكانة إيران بجلوسها رأساً برأس مع القوى العظمى في العالم ومناقشة قضايا اليوم الإقليمية والدولية الكبرى؛ والثاني هو الحصول على موافقة ضمنية على إحراز بعض التقدم النووي الذي لم يكن مقبولاً من قبل؛ والثالث هو التخفيف من حدة العقوبات دون تقديم تنازلات كبيرة.
ويبدو أن إيران قد أحرزت تقدماً نحو الوصول إلى الهدفين الأول والثاني في هذه المحادثات، إلا أنها لم تحرز أي تقدم يذكر في تحقيق الهدف الثالث. وفيما يخص الهدف الأول، تردد بأن إيران ضمنت في مقترحاتها بعض النقاط الخاصة بسوريا والقضايا الإقليمية الأخرى، مما يضفي الشرعية بوضوح على دورها كقوة إقليمية فاعلة.
وفيما يخص الهدف الثاني، تبدو مساعي إيران لتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة خارجة عن إطار المناقشة، كما يصرح المحللون الغربيون الآن وبشكل متكرر أن التصميم على تعليق إيران الكامل لمعالجة وتخصيب اليورانيوم هو شيء "غير واقعي" رغم الدعوة إليه في العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي.
وبدلاً من ذلك أصبح التركيز ينصب الآن على تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 20%. فبينما يمكن أن نجد تفسيراً ساذجاً لما تم اكتشافه من وصول إيران إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 27% في منشأتها في فوردو، إلا أن ذلك لن يمثل الكثير من الاستغراب والدهشة لو ضمنت إيران المزيد من التنازلات من مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن + 1 وقامت بتغيير قواعد اللعبة مرة أخرى.
وبينما فشلت إيران في إحراز أي تقدم بخصوص هدفها الثالث - وهو تخفيف العقوبات - إلا أنها لا تجد الآن سبباً قوياً للتعجيل من عملية المفاوضات. وعلى الرغم من حقيقة أن العقوبات المفروضة على صادرات النفط كان لها أشد الأثر على الاقتصاد الإيراني، إلا أن التاريخ يذكر أن الأنظمة الشمولية تكون على استعداد أن تترك شعوبها تقاسي الشدائد من أجل العمل على بقاء النظام في الحكم.
وينبغي على كل طرف أن يفهم مساعي الطرف الآخر في سبيل نجاح أي مفاوضات. فالصفقة الأساسية التي تعرضها الولايات المتحدة، تطلب من إيران استبدال برنامجها للتسليح النووي الذي تراه موضوعاً يمثل قيمة بالغة بالنسبة لها، مقابل شيء ليس لإيران أي مصلحة واضحة فيه، بل تراه على الأرجح أنه يمثل مصدر تهديد لمصالحها، ألا وهو توثيق العلاقات مع الغرب.
يجب أن تُعرَض على إيران صفقة مختلفة من أجل تغيير هذا الأمر وإعطاء المفاوضات فرصة أكبر للنجاح: وتتمثل تلك الصفقة في أن تنهي إيران برنامج التسليح النووي أو تواجه عواقب وخيمة. يجب إقناع إيران بأن سعيها المستمر وراء بناء قدرات تسليحية نووية سوف يهدد، بدلاً من أن يضمن، بقاء النظام في الحكم، وأن المحادثات ليست بديلاً عن استراتيجية أوسع نطاقاً تشمل تصعيد الضغط على طهران وتدعيم جدية الخيار العسكري الأمريكي، بل مكملة لها.
إن الفشل الحقيقي في محادثات بغداد والجولات التي سبقتها لم يكن الفشل في الوصول إلى اتفاق، ولكنه الفشل في فهم الطموحات الإيرانية بشكل صحيح وتنفيذ استراتيجية لمواجهتها.
مايكل سينغ هو المدير الإداري لمعهد واشنطن ومدير أقدم سابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي.
تحليل رائع جدا للعلامة المنار فيما يخص تطورات الاحداث في سوريا
السلام عليكم ورحمة الله
اشكر الاخوة الكرام على تذكيري بهذا الموضوع الذي نسيته كليا لكثرة انشغالي.
قلت في واخر الموضوع ان موضوع سوريا خرج عن يد سوريا او السعودية او تركية انما هو صراع بين ثلاثة اطراف بالتحديد هي امريكا ايران روسيا .
والحقيقة ان اتجاهات الثلاثة واضحة وضوح الشمس ، هو التصلب في الموقف وعدم قبول اي حلول من الطرف الآخر . فكل ما يظهر من مرونة هي مناورات سياسية .
الان كل طرف لا يقبل الخسارة مطلقا ، والموضوع لحد الآن هو خسارة لأمريكا وحلفائها وأمريكا لا تقبل بذلك .
فإما ان تفتعل أمريكا صراعا مسلحا في المنطقة وهذا رغم منافعه التجارية لشركات السلاح الا انه يشكل خطرا على مجمل الاقتصاد العالمي وهو أمر مرفوض في مرحلة صعبة جدا تتصف بالخطر الاقتصادي الشديد فان الغربيين قد عاقبوا المحور الايراني بالعقوبات الاقتصادية وقد اثرت ولكنه تأثير ضعيف ، فاذا نشبت معركة فسوف تقع خسائر اقتصادية عالمية تشمل الحلف الأطلسي بكامله ، تعادل ألف ضعف من خسائر المحور الإيراني . فيكون انتقاما قد فعلوه بأنفسهم .
ثم ان هناك متغيرا اخر كما يثار في الكواليس السياسية ، وهو ان اي معركة ستحدث ستزج اسرائيل فيها شائت ام ابت ، وهي راس الحربة لأن حركاتها مكشوفة ولان أسباب المعركة هو حماية أمنها من قبل المحور الأمريكي الخليجي التركي . ولكن إسرائيل لا تأمن على نفسها ما لم تأمن من ظهرها وهو مصر ، فكيف سيتصرف المصريون ؟
يقال ان الحياد المصري هو انتصار لاسرائيل ، ولكن الحياد المصري هو ضعف للمجموعة الخليجية التركية . وضعف شديد لمصر .
فما هو موقف مصر ؟
الاخوان المسلمون الان في وضع حرج جدا وفي انقسام رهيب .
هم من اثار المشكلة السورية بتكليف إسرائيلي بامتياز .
هم يحكمون مصر الآن بامتياز .
اذا أكملوا مشوارهم في محاولة محاربة سوريا والمحور الايراني سيخسرون مصر فان المصريين لا يقبلون حماية اسرائيل ، واكبر عيب في نظرهم ان يكونوا انصار اسرائيل ، ثم ان مصر ستدفن وهي حية ولن يكون لها أي تأثير في العالمين العربي والإسلامي وستعيش رخيصة جدا في حال تنفيذ الأجندة الخليجية الاسرائيلية .
اذا ناصروا المحور الايراني فستقع اغتيالات وانقلابات على الإخوان من قبل عملاء اسرائيل وامريكا داخل مصر . وستحارب مصر اقتصاديا .
اذن الاخوان في ورطة كبيرة وليس أمامهم الا الحيلة في إرضاء المحور الإيراني كلاميا وإرضاء المحور الأمريكي عمليا كما يفعل حزب الدعوة في العراق الآن . وهذا لن يرض إسرائيل مطلقا في الوقت الحالي لان وجودهم في خطر وهم يدركون ذلك . ولن يرضي المحور الوهابي نتيجة الحقد الشديد . وقد يقنع الامريكان كسياسيين لهم مرونة في هذا الاتجاه وهم يؤمنون بان هؤلاء مستخدمون والمحافظة عليهم يطيل من أمد استخدامهم ، ولكن ما مدا صمود الإرادة الأمريكية أمام الإرادة الاقليمية خصوصا الاسرائيلية التي تتحكم بالمال الأمريكي .
يقال في الكواليس انه لا يمكن البدء باي عمل ونشاط إضافي قد يؤدي للأعمال العسكرية الا بعد وضوح الرؤية من المشهد المصري الحقيقي داخل قصر الرئاسة المصرية.
والذي اقوله ان نفس الإخوان قد لا يدركون خطورة موقفهم – كما افهمهم عن قرب وعن حوار معهم- حيث لو كانوا عقلاء لانسحبوا من الرئاسة لانهم سيحكمون على حركتهم بالقضاء التام وخيبة أمل أتباعهم حيث يتبين ان كل كلام جمال عبد الناصر صحيح وأنهم هم عملاء أمريكا وإسرائيل بينما هم يكذبون على جمال عبد الناصر بادعائهم عمالته لأمريكا . فما يراه الناس على الأرض هو الدليل لا الأكاذيب .
اذن المشهد السوري هكذا : هزيمة كبيرة للجيوش السرية التي بعثها المحور الإسرائيلي الخليجي ، سورية بعيدة عن السقوط ، التحرك على اتجاهين الأول اغتيال الرئيس بشار ، والثاني معركة دولية حاسمة تدخل فيها إيران وإسرائيل كعنصرين أساسيين . والبقية تذهب بالرجلين .
المحور الغربي الاسرائيلي يعمل على الاتجاهين ولكن الاتجاه الاول اكثر أهمية بالنسبة لهم . لأنه في نظرهم يوقع الهزيمة بالمحور الآخر بخسائر قليلة .
لكن ما هو رد فعل المحور الآخر على اغتيال الرئيس بشار ؟
الايرانيون عندهم ثلاث بدائل والروس عندهم ثلاثة أو اربعة بدائل ولا يعلم هل البدائل متطابقة او مختلفة جزئيا او كليا فالامر سري للغاية .
وقد اشار قسم من المحللين بان احد المعالجات للحالة هو بدء المعركة من الجانب الإيراني الروسي تخرب كل المشاريع ، وهذا استبعده حسب عقلية وعقيدة الطرفين ، فهم لا يؤمنون بالبدء الا اذا مس وجودهم الحقيقي وهذه المعركة ليست كذلك . ولكن لا استبعد ان يرافق اغتيال الرئيس بشار -اذا استطاعوا- هجوما كاسحا على سورية من تركيا والبحر واسرائيل والاردن بجيوش متعددة لم يظهر لنا اي تحشيد ما عدا تحشيد جزئي في تركيا وتحشيد في بعض الاساطيل الغربية في البحر الابيض . وهذه القوة يستحيل ان تدخل بها القوات الغربية معركة بحجم معركة ستدخل بها دول مهمة وقوية جدا مثل ايران وروسيا والصين ويحتمل دخول الهند ودول البريكس مقابل الغرب ، فان الصين حينما تتواجد جزئيا الان مقابل الساحل السوري ليس للنزهة في ربوع الشام كما يفعل الوهابية لزواج المسيار ببنات الشام حسب تسمياتهم . انها مسألة جدية للتحضير لجواب لما يدور في ذهن القادة في الطرف الاخر .
فالمسألة الان اكبر من الدكاكين لبيع المفرق كدول الخليج وتركيا واسرائيل ، بل هي استراتيجيات وجود عالمي اما يكون او لا يكون ، وسوريا اصبح قدرها انها بيدق في اللعبة وهي لوحة الشطر لا اقل ولا اكثر وعليها المحافظة على نفسها باشد العزيمة .
المشكلة الحقيقية هي الناحية الانسانية للشعب السوري ، ففي البداية لم يفهم الشعب السوري معنى أمنه وما هو المدبر له؟ فقد وقف الأغلب مشاهد فقط لا يدري الى اي جهة ينتمي لأنه يأمل بالتغيير براحة بال وهذا وهم شعبي وقلة ادراك لمجريات الساحة فكان على الشعب السوري ان يدرك ان الجهات التي تريد التغيير هي وحوش بشرية لا تعرف الرحمة وستذيق الشعب السوري الاما لم يسمع بها منذ 600 عام بل ستعيد اليه ايام القرن الثامن الهجري حيث تحول فيها الشعب السوري الى وحوش كاسرة اكلت نفسها وماتت سوريا اكثر من 700 سنة حتى نهضت أخيرا ، وهذا أمر لم يفهمه الشعب السوري بكل اسف ولم يقرأ التاريخ جيدا ، وكان الثمن غاليا .
اذا ادرك الشعب السوري امنه جيدا فلن تنجح الخطط لان الشعب اذا قاوم لن يستطيع احد التغلب في الساحة الا بتضحيات لا يستطيع تحملها كل الاطراف ومع ذلك تنتصر ارادة الشعب .
ان ما جرى في حلب كان تلاحما شعبيا مع الجيش حيث ان الشعب كان هو المخابرات الحقيقية التي رصدت كل شيء واشتبهت بكل شيء فتم محاصرة أي مجرم بحق امن هذا الشعب المسكين . ولا حول ولا قوة الا بالله .
المنطقة التي نعيش فيها ـ منطقة الشرق الاوسط ـ تعيش حالة من الترقب للحرب ربما لم يسبق لها مثيل في أي من فتراتها السابقة.
وتتوقف تطورات كثيرة تشهدها المنطقة على هذا الاحتمال. حتى التطورات الراهنة في سوريا لا يمكن بأي حال من الاحوال فصلها عن احتمالات الحرب، فقد بدا بوضوح في الفترة الاخيرة ان تأجيج الوضع في سوريا هو جزء من الحرب المنتظرة، او التي يصر الغرب وتصر اسرائيل على اعتبارها حرباً وشيكة. نعني الحرب على إيران.
وإيران، التي تستبعد ان تقوم اسرائيل بشن هجوم عليها، تستعد لهذه الحرب بل وتتقبل احتمال وقوعها، باعتبار ذلك امراً محتوماً، لأن الاستعداد للحرب حتمية حتى وإن بدا الطرف الذي يهدد بها اكثر تردداً، وقد طال تردده فعلا في الزمان اكثر مما طال في اي حرب سابقة. والطرف الذي لم ينقطع عن التهديد بهذه الحرب هو اسرائيل، بينما الطرف الذي تعلم اسرائيل انها تستند اليه كقوة عسكرية لا غنى عنها في مواجهة ايران ـ وهي الولايات المتحدة ـ يزداد يقيناً اسبوعاً بعد اسبوع، وشهراً بعد شهر، منذ اكثر من عامين كاملين، بأن الهجوم على ايران ينطوي على خطر شديد لإسرائيل وعلى مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
الظروف المحيطة في الشرق الاوسط توحي بأن الولايات المتحدة ـ الأكثر اقتناعاً بعدم جدوى هذا الهجوم على ايران ـ تبذل اقصى ما بوسعها في ما هو اكثر من إشعال نيران الحرب الداخلية في سوريا. ان الولايات المتحدة تريد ان يكون واضحاً ان مصر لا تستطيع ان تكون بعيدة تماماً عن احتمالات هذه الحرب الاسرائيلية على ايران. مطلوب من مصر، على الأقل، ان لا تبدي اهتماما بما يكون من امر ايران في مواجهة مع اسرائيل. مع ذلك فإن الايام والاسابيع الاخيرة تظهر لدى الولايات المتحدة قدراً من الاستعداد لتقبل اقتراب نظام الرئيس المصري محمد مرسي نحو ايران ولكن في حدود تقبلها بل تفرضها واشنطن. ولعل هذا التغيير في موقف اميركا من العلاقات المصرية – الإيرانية يتعلق بإقناع إسرائيل بأنها لا تملك تأييداً سياسياً معادياً لإيران يسمح لها بشن هذه الحرب.
اما موقف مرسي نفسه من الموضوع كله، فإنه يبدو في حالة تراجع عن مقاطعة مصرية كاملة لإيران لاحت في ظروف انعقاد القمة غير المنحازة في طهران خلال ايام. لقد ادرك مرسي ـ وإن كان متاخراً – أن غيابه عن قمة عدم الانحياز في طهران سيضر بموقف ومركز مصر في هذه الجبهة العالمية التي تزداد الحاجة اليها. ويبدو ان الرئيس المصري يشغل نفسه في هذه الفترة بإقناع واشنطن بأن حضوره قمة عدم الانحياز في طهران يمكن ان يفيد السياسة الاميركية في المنطقة اكثر مما يضرها، في ضوء اختلاف التقدير الاميركي عن التقدير الاسرائيلي بشأن ما يمكن ان يسفر عنه هجوم على ايران. ويبدو ان مرسي انما يحاول إقناع واشنطن بما هي مقتنعة به.
ولكن العقدة او العقبة الكأداء تتـمثل في الخــطوة التي يلح عليها الديبلوماسيون المحترفون الحاليـون والسابقون في الخارجية المصرية، وهي ضرورة استعادة التمثيل الديبلوماسي بين القاهرة وطهران كمقدمة ضــرورية لحضور الرئيس المصري قمة طهران غير المنـحازة. وتتردد في الاوساط الديبلوماســية المصرية احاديث مفــادها ان واشنطن لم تعط القـاهرة حتى الآن ضوءا اخضر للمضي نحـو استعــادة العلاقات الديبلوماسيـة المقطوعـة مع ايران منذ اكثر من ثلاثـين عاماً. بينما تلح القاهــرة على ان المجهود السياسي المصري يمكن ان ينجح في إقنــاع ايران وغيرها من القـوى الفاعـلة في قمــة عدم الانحـياز بتـضمين قرارات القمة فقرة تكون اكـثر اعتــدالا من ان تؤيد طهران في قضية امتلاك الأسلحة النـووية للأغراض السلمية.
والامر المؤكد ان قمة عدم الانحياز المقبلة في طهران ستعنى اكبر عناية ممكنة بمشكلة التهديدات الاسرائيلية الموجهة باستمرار الى ايران. ومن المؤكد بالمثل ان البيان الختامي لهذه القمة سيكون اكثر توافقا مع موقف ايران، وذلك لأن مواقف الدول غير المنحازة كل على حدة وحتى قبل انعقاد هذه القمة تنطوي على تأييد واسع النطاق لموقف ايران وحقها الثابت في امتلاك القوة النووية. وبالتأكيد فان مصر لن تستطيع ان تتهرب من هذا الموقف العام في القمة مهما كانت قوة ضغوط الولايات المتحدة واسرائيل. ولن يختلف وضع مصر وموقفها في حالة حضور الرئيس مرسي او غيابه عن المؤتمر. ولكن مكانة مصر تتراجع كثيرا في جبهة عدم الانحياز اذا لم يحضر الرئيس المصري هذه القمة.
ولقد وضعت اسرائيل نفسها في مأزق في ما يتعلق باستمرار تهديداتها بهجوم شديد الضراوة ضد ايران. فهناك ـ من ناحية ـ المعارضــة السياسية الداخلية الاسرائيلية ضد تهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وخاصة من جانب كل من زعيم المعارضة شاؤول موفاز، الذي انطوت تصريحاته الاخيرة على تصريح واضح بأن «اي ضربة عسكرية استباقية ضد ايران بسبب برنامجها النووي يمكن ان تدخل اسرائيل في حرب كارثية». كما اعرب موفاز عن اعتقاده بأن اسرائيل «تخطط لعمل متسرع ومستهتر».
إن مأزق اسرائيل يزداد تأزماً وحدة. ذلك ان اسرائيل تخسر في كل الاحوال، اذا اقدمت على مهاجمة ايران من دون مساعدة مباشرة من الولايات المتحدة. تخسر بشكل خاص التقديرات التي صورت قوة اسرائيـل العسكرية على أنها الرابعة في العالم بعد الولايات المتحدة وروســيا والصين وأنها بالنسبة للإطار الاقليمي، اي الشرق الاوسط، الأقوى على الإطلاق. كما تخسر اسرائيل هذه المكانة اذا استمر وامتد ترددها العسكري والسياسي، الذي طال بالفعل ولم يعد يلائم التصور السابق عن قدراتها العسكرية.
اسرائيل اذن تخسر اذا اندفعت، على الرغم من محاولات اللجم الاميركية، لتهاجم ايران. وتخسراذا لم تندفع وظلت عند موقف التردد. ولا يبدو في الأفق ان اسرائيل قادرة على التراجع عن تهديداتها ضد ايران، خاصة اذا بقيت حكومة نتنياهو هي المسؤولة. فالوضع اذن يتطلب تأليف حكومة اسرائيلية جديدة تتخذ موقفا اكثر تعقلا. ومثل هذه التغييرات لن تحدث الا على حساب اي موقف موحّد يمكن ان تتخذه اسرائيل ورأيها العام المشتت. واذا اصدرنا حكما بناء على الحالة الراهنة فإن اسرائيل تبدو منقسمة على نفسها اكثر من اي وقت مضى. وهي تنتظر لترى اذا كانت مصر ستلعب دورا بنّاءً في قمة عدم الانحياز من وجهة نظر اسرائيلية. وهي تدرك ان ادوار الحكومات العربية التي مالت الى سياسة اكثر مطاوعة للسـياسة الاميركية تجاه اسرائيل ـ مثل المملكة السعودية ومملكة البحرين وقطر والامارات المتحدة ـ لن تستطيع ان تلعب دورا مؤثرا في قمة عدم الانحياز يفيد في تأكيد هذا الاتجاه المسالم لاسرائيل والمستسلم للولايات المتحدة.
واذا لاحظنا ثبات الموقف الايراني عند نقطة استبعاد اقدام اسرائيل على شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية، ولاحظـنا في الوقت نفــسه اهتمام ايران الفائق بأن تكون مستعدة لمثل هذا الهـجوم وضـرورة الرد عليه، نستطيع ان نرى كيف تبلور هذه العوامل الايجابية في سياسة ايران الموقف المنتظر من ايران في قمة عدم الانحياز التي ستعقد بضيافتها، والتي ستؤدي فيها دورا من اهم الادوار التي يمكن ان تؤديها ايران في الظروف الراهنة.
ان الولايات المتحدة تبقى حريصة على ان تقرأ بعناية البيان الختامي لجبهة الدول غير المنحازة، وخاصة من زاوية تأييد ايران في المواجهة مع اسرائيل اذا ظلت سياسية واذا تحولت من سياسية الى عسكرية. وليس خافياً ان موقف التردد الاميركي يصاحبه اهتمام بإبقاء قدرة اسرائيل على التنفس مستمرة وذلك عن طريق مهاجمة سياسة ايران والاستمرار في تشديد العقوبات الاقتصادية عليها، على الرغم من ان هذه العقوبات ـ حتى باعتراف غالبية الدوائر الاميركية نفسها ـ لم تستطع ان تنال من ارادة ايران. وقد لعب الهجوم الاميركي على ايران بحرب البيانات والمقالات دورا مزدوجا ايضا. فقد نشرت الصحف الاميركية الموالية للنظام الاميركي الحاكم ـ مثل صحيفة «هيرالد تريبيون»- قبل ايام قليلة ان معلوماتها تفيد ان ايران تزود حلفاءها في الشرق الاوسط بأسلحة للدمار الشامل، مشيرة الى ان الحرس الثوري الايراني ذكر على موقعه الالكتروني ان بلاده زودت حلفاءها بأسلحة من هذا القبيل وان مثل هذه الاسلحة يمكن ان تستخدم في حرب ضد اسرائيل. ومن المفارقات ان نشر مثل هذه المعلومات بصرف النظر عن صدقها او كذبها يزيد من رعب الاسرائيليين من احتمال هجوم اسرائيلي على ايران ترد عليه ايران وحلفاؤها في المنطقة (والمقصود هنا سوريا وحزب الله) بهجوم تستخدم فيه اسلحة الدمار الشامل. وهي اشارة غير صريحة الى اسلحة كيماوية وبيولوجية.
الوضع في الشرق الاوسط مع اقتراب قمة عدم الانحياز بالغ التعقيد وبالغ الخطورة. ولكن من المؤكد ان اسرائيل تستشعر الخطورة اكثر من اي وقت مضى، الامر الذي تؤكده نصائح واشنطن اليومية لتل ابيب، بل تستشعر الخطورة على دورها التقليدي كحامية للمصالح الاميركية في الشرق الاوسط.
ان الحاق هزيمة قاسية باسرائيل اذا اقدمت على هجوم عسكري ضد ايران يهدد دور اسرائيل في المنطقة كما حرصت عليه منذ تأسيسها.
ويظل من الطبيعي ان نتساءل عند هذا الحد عن موقع مصر خاصة اذا حضر رئيسها محمد مرسي القمة غير المنحازة. ان الجدل الدائر في مصر بهذا الشأن كثيف ويتسم بتعارض المواقف. هناك الدعوة الى موقف مصري ايجابي تجاه ايران من اجل دور مصري كبير وايجابي ايضا في قمة عدم الانحياز. ويشير هذا الموقف الى الفوائد الكثيرة التي يمكن ان تعود على مصر نتيجة لهذا. وهناك موقف من بعض القطاعات بعضها ممثل في حكومة الرئيس مرسي ينصح بمراعاة نصائح الولايات المتحدة للقاهرة فيما يتعلق بايران.
ولا غرابة ان الموقف الاول ترجح كفته بصورة واضحة وبقوة، باعتبار ان موقف مصر من ايران يحدد موقف مصر من حرب الشرق الاوسط القادمة.
قبل قليل كنت اجول في النت فوجدت مقالا لكاتب مصري يصرح بما نقلته عن حديث كواليس السياسة عن ترقب الدور المصري ، الذي لا أؤمن بقيمته بالنسبة للمحور الايراني الروسي وانما بقيمته بالنسبة لمصر فاما ان تكون مصر دولة رائدة أو هي ذيل لا قيمة له .
===========
مصر وحرب الشرق الأوسط القادمة ....سمير كرم
كاتب سياسي ـ مصر – السفير
المنطقة التي نعيش فيها ـ منطقة الشرق الاوسط ـ تعيش حالة من الترقب للحرب ربما لم يسبق لها مثيل في أي من فتراتها السابقة.
وتتوقف تطورات كثيرة تشهدها المنطقة على هذا الاحتمال. حتى التطورات الراهنة في سوريا لا يمكن بأي حال من الاحوال فصلها عن احتمالات الحرب، فقد بدا بوضوح في الفترة الاخيرة ان تأجيج الوضع في سوريا هو جزء من الحرب المنتظرة، او التي يصر الغرب وتصر اسرائيل على اعتبارها حرباً وشيكة. نعني الحرب على إيران.
وإيران، التي تستبعد ان تقوم اسرائيل بشن هجوم عليها، تستعد لهذه الحرب بل وتتقبل احتمال وقوعها، باعتبار ذلك امراً محتوماً، لأن الاستعداد للحرب حتمية حتى وإن بدا الطرف الذي يهدد بها اكثر تردداً، وقد طال تردده فعلا في الزمان اكثر مما طال في اي حرب سابقة. والطرف الذي لم ينقطع عن التهديد بهذه الحرب هو اسرائيل، بينما الطرف الذي تعلم اسرائيل انها تستند اليه كقوة عسكرية لا غنى عنها في مواجهة ايران ـ وهي الولايات المتحدة ـ يزداد يقيناً اسبوعاً بعد اسبوع، وشهراً بعد شهر، منذ اكثر من عامين كاملين، بأن الهجوم على ايران ينطوي على خطر شديد لإسرائيل وعلى مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
الظروف المحيطة في الشرق الاوسط توحي بأن الولايات المتحدة ـ الأكثر اقتناعاً بعدم جدوى هذا الهجوم على ايران ـ تبذل اقصى ما بوسعها في ما هو اكثر من إشعال نيران الحرب الداخلية في سوريا. ان الولايات المتحدة تريد ان يكون واضحاً ان مصر لا تستطيع ان تكون بعيدة تماماً عن احتمالات هذه الحرب الاسرائيلية على ايران. مطلوب من مصر، على الأقل، ان لا تبدي اهتماما بما يكون من امر ايران في مواجهة مع اسرائيل. مع ذلك فإن الايام والاسابيع الاخيرة تظهر لدى الولايات المتحدة قدراً من الاستعداد لتقبل اقتراب نظام الرئيس المصري محمد مرسي نحو ايران ولكن في حدود تقبلها بل تفرضها واشنطن. ولعل هذا التغيير في موقف اميركا من العلاقات المصرية – الإيرانية يتعلق بإقناع إسرائيل بأنها لا تملك تأييداً سياسياً معادياً لإيران يسمح لها بشن هذه الحرب.
اما موقف مرسي نفسه من الموضوع كله، فإنه يبدو في حالة تراجع عن مقاطعة مصرية كاملة لإيران لاحت في ظروف انعقاد القمة غير المنحازة في طهران خلال ايام. لقد ادرك مرسي ـ وإن كان متاخراً – أن غيابه عن قمة عدم الانحياز في طهران سيضر بموقف ومركز مصر في هذه الجبهة العالمية التي تزداد الحاجة اليها. ويبدو ان الرئيس المصري يشغل نفسه في هذه الفترة بإقناع واشنطن بأن حضوره قمة عدم الانحياز في طهران يمكن ان يفيد السياسة الاميركية في المنطقة اكثر مما يضرها، في ضوء اختلاف التقدير الاميركي عن التقدير الاسرائيلي بشأن ما يمكن ان يسفر عنه هجوم على ايران. ويبدو ان مرسي انما يحاول إقناع واشنطن بما هي مقتنعة به.
ولكن العقدة او العقبة الكأداء تتـمثل في الخــطوة التي يلح عليها الديبلوماسيون المحترفون الحاليـون والسابقون في الخارجية المصرية، وهي ضرورة استعادة التمثيل الديبلوماسي بين القاهرة وطهران كمقدمة ضــرورية لحضور الرئيس المصري قمة طهران غير المنـحازة. وتتردد في الاوساط الديبلوماســية المصرية احاديث مفــادها ان واشنطن لم تعط القـاهرة حتى الآن ضوءا اخضر للمضي نحـو استعــادة العلاقات الديبلوماسيـة المقطوعـة مع ايران منذ اكثر من ثلاثـين عاماً. بينما تلح القاهــرة على ان المجهود السياسي المصري يمكن ان ينجح في إقنــاع ايران وغيرها من القـوى الفاعـلة في قمــة عدم الانحـياز بتـضمين قرارات القمة فقرة تكون اكـثر اعتــدالا من ان تؤيد طهران في قضية امتلاك الأسلحة النـووية للأغراض السلمية.
والامر المؤكد ان قمة عدم الانحياز المقبلة في طهران ستعنى اكبر عناية ممكنة بمشكلة التهديدات الاسرائيلية الموجهة باستمرار الى ايران. ومن المؤكد بالمثل ان البيان الختامي لهذه القمة سيكون اكثر توافقا مع موقف ايران، وذلك لأن مواقف الدول غير المنحازة كل على حدة وحتى قبل انعقاد هذه القمة تنطوي على تأييد واسع النطاق لموقف ايران وحقها الثابت في امتلاك القوة النووية. وبالتأكيد فان مصر لن تستطيع ان تتهرب من هذا الموقف العام في القمة مهما كانت قوة ضغوط الولايات المتحدة واسرائيل. ولن يختلف وضع مصر وموقفها في حالة حضور الرئيس مرسي او غيابه عن المؤتمر. ولكن مكانة مصر تتراجع كثيرا في جبهة عدم الانحياز اذا لم يحضر الرئيس المصري هذه القمة.
ولقد وضعت اسرائيل نفسها في مأزق في ما يتعلق باستمرار تهديداتها بهجوم شديد الضراوة ضد ايران. فهناك ـ من ناحية ـ المعارضــة السياسية الداخلية الاسرائيلية ضد تهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وخاصة من جانب كل من زعيم المعارضة شاؤول موفاز، الذي انطوت تصريحاته الاخيرة على تصريح واضح بأن «اي ضربة عسكرية استباقية ضد ايران بسبب برنامجها النووي يمكن ان تدخل اسرائيل في حرب كارثية». كما اعرب موفاز عن اعتقاده بأن اسرائيل «تخطط لعمل متسرع ومستهتر».
إن مأزق اسرائيل يزداد تأزماً وحدة. ذلك ان اسرائيل تخسر في كل الاحوال، اذا اقدمت على مهاجمة ايران من دون مساعدة مباشرة من الولايات المتحدة. تخسر بشكل خاص التقديرات التي صورت قوة اسرائيـل العسكرية على أنها الرابعة في العالم بعد الولايات المتحدة وروســيا والصين وأنها بالنسبة للإطار الاقليمي، اي الشرق الاوسط، الأقوى على الإطلاق. كما تخسر اسرائيل هذه المكانة اذا استمر وامتد ترددها العسكري والسياسي، الذي طال بالفعل ولم يعد يلائم التصور السابق عن قدراتها العسكرية.
اسرائيل اذن تخسر اذا اندفعت، على الرغم من محاولات اللجم الاميركية، لتهاجم ايران. وتخسراذا لم تندفع وظلت عند موقف التردد. ولا يبدو في الأفق ان اسرائيل قادرة على التراجع عن تهديداتها ضد ايران، خاصة اذا بقيت حكومة نتنياهو هي المسؤولة. فالوضع اذن يتطلب تأليف حكومة اسرائيلية جديدة تتخذ موقفا اكثر تعقلا. ومثل هذه التغييرات لن تحدث الا على حساب اي موقف موحّد يمكن ان تتخذه اسرائيل ورأيها العام المشتت. واذا اصدرنا حكما بناء على الحالة الراهنة فإن اسرائيل تبدو منقسمة على نفسها اكثر من اي وقت مضى. وهي تنتظر لترى اذا كانت مصر ستلعب دورا بنّاءً في قمة عدم الانحياز من وجهة نظر اسرائيلية. وهي تدرك ان ادوار الحكومات العربية التي مالت الى سياسة اكثر مطاوعة للسـياسة الاميركية تجاه اسرائيل ـ مثل المملكة السعودية ومملكة البحرين وقطر والامارات المتحدة ـ لن تستطيع ان تلعب دورا مؤثرا في قمة عدم الانحياز يفيد في تأكيد هذا الاتجاه المسالم لاسرائيل والمستسلم للولايات المتحدة.
واذا لاحظنا ثبات الموقف الايراني عند نقطة استبعاد اقدام اسرائيل على شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية، ولاحظـنا في الوقت نفــسه اهتمام ايران الفائق بأن تكون مستعدة لمثل هذا الهـجوم وضـرورة الرد عليه، نستطيع ان نرى كيف تبلور هذه العوامل الايجابية في سياسة ايران الموقف المنتظر من ايران في قمة عدم الانحياز التي ستعقد بضيافتها، والتي ستؤدي فيها دورا من اهم الادوار التي يمكن ان تؤديها ايران في الظروف الراهنة.
ان الولايات المتحدة تبقى حريصة على ان تقرأ بعناية البيان الختامي لجبهة الدول غير المنحازة، وخاصة من زاوية تأييد ايران في المواجهة مع اسرائيل اذا ظلت سياسية واذا تحولت من سياسية الى عسكرية. وليس خافياً ان موقف التردد الاميركي يصاحبه اهتمام بإبقاء قدرة اسرائيل على التنفس مستمرة وذلك عن طريق مهاجمة سياسة ايران والاستمرار في تشديد العقوبات الاقتصادية عليها، على الرغم من ان هذه العقوبات ـ حتى باعتراف غالبية الدوائر الاميركية نفسها ـ لم تستطع ان تنال من ارادة ايران. وقد لعب الهجوم الاميركي على ايران بحرب البيانات والمقالات دورا مزدوجا ايضا. فقد نشرت الصحف الاميركية الموالية للنظام الاميركي الحاكم ـ مثل صحيفة «هيرالد تريبيون»- قبل ايام قليلة ان معلوماتها تفيد ان ايران تزود حلفاءها في الشرق الاوسط بأسلحة للدمار الشامل، مشيرة الى ان الحرس الثوري الايراني ذكر على موقعه الالكتروني ان بلاده زودت حلفاءها بأسلحة من هذا القبيل وان مثل هذه الاسلحة يمكن ان تستخدم في حرب ضد اسرائيل. ومن المفارقات ان نشر مثل هذه المعلومات بصرف النظر عن صدقها او كذبها يزيد من رعب الاسرائيليين من احتمال هجوم اسرائيلي على ايران ترد عليه ايران وحلفاؤها في المنطقة (والمقصود هنا سوريا وحزب الله) بهجوم تستخدم فيه اسلحة الدمار الشامل. وهي اشارة غير صريحة الى اسلحة كيماوية وبيولوجية.
الوضع في الشرق الاوسط مع اقتراب قمة عدم الانحياز بالغ التعقيد وبالغ الخطورة. ولكن من المؤكد ان اسرائيل تستشعر الخطورة اكثر من اي وقت مضى، الامر الذي تؤكده نصائح واشنطن اليومية لتل ابيب، بل تستشعر الخطورة على دورها التقليدي كحامية للمصالح الاميركية في الشرق الاوسط.
ان الحاق هزيمة قاسية باسرائيل اذا اقدمت على هجوم عسكري ضد ايران يهدد دور اسرائيل في المنطقة كما حرصت عليه منذ تأسيسها.
ويظل من الطبيعي ان نتساءل عند هذا الحد عن موقع مصر خاصة اذا حضر رئيسها محمد مرسي القمة غير المنحازة. ان الجدل الدائر في مصر بهذا الشأن كثيف ويتسم بتعارض المواقف. هناك الدعوة الى موقف مصري ايجابي تجاه ايران من اجل دور مصري كبير وايجابي ايضا في قمة عدم الانحياز. ويشير هذا الموقف الى الفوائد الكثيرة التي يمكن ان تعود على مصر نتيجة لهذا. وهناك موقف من بعض القطاعات بعضها ممثل في حكومة الرئيس مرسي ينصح بمراعاة نصائح الولايات المتحدة للقاهرة فيما يتعلق بايران.
ولا غرابة ان الموقف الاول ترجح كفته بصورة واضحة وبقوة، باعتبار ان موقف مصر من ايران يحدد موقف مصر من حرب الشرق الاوسط القادمة.
احببت التطرق لموضوعين مهمين :
1- اتجاه محمد مرسي .
2- خارطة الربح والخسارة في ساحة الشرق الأوسط لحد هذا التاريخ .
الموضوع الاول :
قلت قبل اجتماع قمة مؤتمر حركة عدم الانحياز بان المرتقب هو معرفة موقف الرئيس المصري محمد مرسي مما سيجري على ساحة الشرق الاوسط ، فإما ان يكون لمصر دور (سلبا أو ايجابا) أو ينحسر دورها نهائيا وتصبح دولة هامشية.
التصريحات تدل على ان مرسي لم يحسم خياره بعد ، وهو اقرب للمشروع الاسرائيلي ويناور مع المشروع الايراني. ولكنه لم يجابه المشروع الايراني.
ان اختياره الانحياز الى المشروع الاسرائيلي لن يكون مفاجئة بالنسبة للمراقبين ، لأسباب اولها هو طبيعة خروجه من سجن امريكي بتهمة الارهاب وهو عالم في وكالة الفضاء ناسا (ومثل هذا يكون تحت حراسة مشددة ولن يخرج من الولايات المتحدة الامريكية) ، ولكنه خرج قبل سنوات وانخرط في العمل السياسي المصري. فلا بد من وضع علامة استفهام في الموضوع تقرّب ان شخصية مرسي اقرب للغرب واسرائيل . وثانيا ان الاخوان المسلمون كانوا سابقا قد ارتبطوا بامريكا وقد اعدم جمال عبد الناصر سيد قطب بتهمة التخابر مع امريكا ، وقد حنقنا على جمال ولكن تبين أن ارتباط الاخوان بالمشروع المسيحي اليهودي عميق وإن ما يجري من تظاهر لصالح المشروع الاسرائيلي بتجاهل تام لكل مصالح العرب والمسلمين يدل على صحة توجه جمال عبد الناصر في قضية الاخوان (على انه كان منهم كما يقال) . وثالثا ما يجري في مصر هو سرقة علنية للثورة الشعبية بيد من لا علاقة له بالموضوع . فلقد قام بالثورة عموم الشعب بتأييد صوفي بينما الاخوان والسلفيون وقفوا لصالح حسني مبارك ، ثم كانوا مترددين وبعدها انغمسوا كحاصدين للارباح وسرقة الثورة وهم لا يمثلون اكثر من 15 بالمائة .
فهذه الاسباب الثلاث تجعل المراقب غير مستغرب من انحياز مرسي ، ولكن هناك حساب اخر وهو ان الشعب المصري سوف لن يقبل انحياز حكومته الى اسرائيل وقد تم القضاء على حكومة منحازة . فحين السلام يمكن للاخوان ان يلهوا الشعب المصري بالطائفية بالسب والشتم للشيعة واستعداء الانسان العادي لغول الشيعة والتظاهر بحب الخلفاء والتحدي بحبهم وكأن الشيعة يغتاضون من حب السني للخلفاء وما شابه ذلك ، حتى لا يعجب الانسان المصري بالتوجه الايراني المناهض للغرب ، حيث قد اثبتت المواقف الايرانية صلابة في الموقف والتخلص من اكبر واعوص المشاكل التي خلقها الغرب لايران وهذا يلهم كل محبي النجاح والمعاناة والصبر الثبات والتاييد . فهذا سلوك معروف في استخدام الطائفية لغرض سياسي للضحك على ذقن الشعب المسكين فيمكن تغيير النظرة الى ايران وانجازاتها بالبربط بين التشيع وايران.
لكن هذه الحال لن تنجح في حال نشوب معركة بين اسرائيل وايران ، فان الفريق الرياضي الايراني حينما يتقابل مع غربيين واسيويين كان المشجع العربي للفريق الإيراني لكرة القدم فكيف بمعركة مع اسرائيل؟
فالذي اراه ان خروج محمد مرسي من دائرة التحير الى دائرة القرار صعب وقد تطول الى حين المعركة ليرى نبض الواقع فاذا كانت النصرة لاسرائيل فهو معهم وسيستغل الاحباط الذي يصيب الشارع ، واذا كانت لايران فهو معهم ناصرا مؤمنا . وهذا هو منطق النفاق الذي عرفناه من زمن النبي ص الى هذا اليوم.
وهنا يجب ان لا تغيب عن انظارنا قضية في غاية الاهمية وهو الخلاف العلني بين امريكا واسرائيل حول ضرب ايران ، فقد اعلنت قيادات امركية ذات وزن رفيع بان امريكا لن تدخل هذه المرة في نصرة أي مغامرة اسرائيلية . وهذا تهديد واضح جدا قد توضح بشكل علني مدا الخلاف في موضوع التحرش بايران عسكريا سواء على صعيد السياسة الاوربية او الامريكية . فقد كانت الاصوات الاغلب والاقوى هي لمن يرفض التحرش بايران ، وهذا الحال يشكل مصدر قلق وعدم استقرار في القرار المصري باتجاه اسرائيل ، مع ان المخابرات الروسية اعلنت ان هذه مناورات لتطمين ايران حتى لا يكون ردها الاولي على الامريكان في الخليج وحين يستأمنون ويضربون اسرائيل فيبدا الامريكان بالاعتداء على الايرانيين من حيث استأمنوا ، ولكن هذا التحليل لا يغير من الصورة المشوشة التي عليها الفكر السياسي الاوربي والامريكي ، خصوصا مع ما نشرته نفس المخابرات الروسية بان الادارة الامريكية ارسلت رسالة خاصة الى ايران عن طريق دولة ثالثة بان امريكا تتبرأ من تصرفات الحكومة الاسرائيلية ولن تساندها مطلقا في حماقتها، أي انكم احرار في ضرب اسرائيل اذا تطاولت وخالفت توجهاتنا . فمثل هذا التسريب يوجب تشوشا رغم وجود تفسيرات تعتمدعلى خبث النوايا المقابلة .
وهذا يعني ان خيارات مرسي بعيدة عن الحسم الان الا اذا كان هناك اغراء كبير للاخوان أو لمصر قد لا تستطيع تقديمه كل من امريكا أو اسرائيل في الوقت الحالي.
واما ما يقال من محاولات استثمار القطريين ل 18 مليار وقيل 50 مليار في مصر فهو كلام غير تقني . ويحتاج الى معرفة الثمن فهل تستطيع مصر ان تتقبل ثمن هذا الاستثمار وكم سيخرج من مصر من المال مقابل دخول هذا المال ، فان التجربة في مصر اثبتت إن الاستثمار يستعمل لشفط المال المصري لا لتعزيزه ، فالقوانين في مصر لا تحمي الوجن ولا المواطن وانما تحدد المواطن وتضيع الوطن.
خارطة الخسران والربح في منطقة الشرق الاوسط :
يحيى صفوي قال ان الخاسر الاكبر هو تركيا .
والسعوديون وحزب المستقبل اللبناني يقولون ان الخاسر الاكبر هو سوريا .
السوريون يقولون ان الخاسر الاكبر هو السعودية.
ان دراسة للواقع تقول بان الخاسرين هم على نوعيين: 1- محقق ، 2- ومنتظر.
الخاسر المحقق في كل اللعبة هو العراق اولا ، والاكراد جماعة مسعود البرزاني بالذات ثانيا .
والخاسرون المنتظرون هم دول الخليج او المشروع الخليجي ، والرابح الاكبر هما ايران وتركيا .
وسأبين السبب .
ان قضية سوريا اصبحت شفاطة (ساحبة) لكل قوة العالمين الاقليمي والعالمي سياسيا ومخابراتيا ، واما عسكريا فهي قضية صغيرة ومحدودة لحد الان. فسوريا خارج التقييم لانها الساحة للصراع الدولي وهي تناضل للصمود ويبدو انها تجاوزت مخاطر حقيقية .
وقد اشتركت في الساحة السورية قوى عالمية واقليمية بثقل كبير جدا . ولكن اللاعبَين الاكثر نجاحا كانا ايران وتركيا. وهذه هي صورة الرابحين .
فايران أصبحت تحرك العالم المناهض للغرب وكانت حججهم قوية بحيث كوّنت حلفا خطيرا يضم اكبر قوة اقتصادية وبشرية في العالم ، مقابل اكبر قوة تكنولوجية وعسكرية في العالم . فاصبحت ايران لاعبا خطيرا في المنطقة نتيجة قضية سوريا أو بالترافق معها . فاستطاعت بالدعم الكبير من قبل الاقتصاد العالمي الكبير المتمثل في الصين والهند وروسيا والبرازيل وفنزويلا والارجنتين ان تتخطى عقبات هائلة مسلطة عليها ، كما استطاعت ان تحرك قوى عالمية باتجاه الانحياز لها.
واما تركيا فقد سرقت قيادة العالم السني من يد السعودية التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل سرقتها من مصر . وما ان استقر الحال للسعودية حتى ظهرت لهم القوة التركية واصبحت هي المخططة والقائدة والدفع على الخليجيين .
فحتى لو لم يسقط بشار وبقيت سورية شوكة في حلق الاتراك فقد قامت تركيا بدورها بتهميش الدور السعودي وتدمير البنية الاساسية للتوجه السياسي السعودي.
والان حين يتفاوض العالم الغربي مع المسلمين تكون المحطة الاساسية اسطنبول وليس الرياض كمحطة اساسية .
فهذه صورة الرابحين لحد الان وقد تتغير الصورة في المستقبل لأن الحركة مستمرة والصراع متنامٍ ومتغير المواقع .
أما الخاسرون المتوقعون . الخليجيون (السعودية وقطر) لم يخسروا فعليا ، وانما هم مرشحون للخسارة اما بانتصار الحلف الايراني السوري أو بسقوطه وانتصار تركيا فالقضية مؤجلة لحين حسم الموضوع السوري ولا يصح اعتبارهما خاسران حاليا .
ففي كلا الانتصارين لا يكون لهما الا الفتات ، وهم يدركون ذلك الان ، ولكن ما الذي يجعلهم يندفعون بهذا الشكل وبهذه الخسائر المالية الكبيرة من خزائنهما ، انها مناورة من اجل البقاء في الحكم وتطويل امد الازمة من اجل خلق الحاجة عند الامريكان لهما حتى لا يتم الاطاحة بهما فقد عرفت الدولتان إن فترة صلاحيتهما وصلت الى فترة انتهاء الصلاحية (إكسباير) ، ولهذا فمن وجهة نظر سياسية فان نفس المحافظة على الكرسي يعتبر انتصارا وعدم خسارة في الدولتين .
اما العراق فهو الخاسر الاكبر فعليا . لماذا ؟
العراق خرج من قمقم صدام مرشحا لاستعادة دوره التاريخي وثقله الحقيقي ، ولكن بعد السقوط سُلّم العراق الى حزب قاصر علميا وعمليا في فهم العملية السياسية ويفتقر الى الارادة في تعزيز موقع العراق .
حين حدثت الازمة السورية كان هناك فرصة للعراق ان يلعب على الطرفين الايراني والامريكي وينفذ اجندة خطيرة لانه بيضة القبان ، فالامريكان يعتبرون العراق اهم نقظة انطلاق ونقطة منع للايرانيين في نصرة السوريين ، وايران تعتبر العراق اهم ممر لسوريا ولبنان واهم منطقة حاجزة لحفظ ايران كما انه اهم سوق اقتصادي لايران واهم دولة فيها احزاب مؤيدة لايران وكان العراق هو المساحة التي اثبتت ايران فيها براعة الضغط على امريكا مخابراتيا وعسكريا ، وتركيا تعتبر العراق اهم نقطة دعم مالي وسياسي (حجم التجارة 13 مليار دولار سنويا ) وهو منطلق لترتيب السياسة التركية حتى ان تركيا استطاعت تكوين قائمة من 91 نائب (القائمة العراقية) من اصل 325 , فكان يمكن للعراق وفق هذه المعطيات أن يغير التجاذبات وأن يقوم بدور يمكن ان يؤدي الى خسارة جهة وربح اخرى ، فيكون هو من يقرر ، ولكن الحزب الحاكم لم يكن يرى الا موضوع تقاسم الكعكة بحصة اكبر من اموال الخزينة العراقية بطرق ملتوية . فكان المهم هو السيطرة على مراكز القرار من اجل التحكم في مسار الخزينة لتسريب الاموال الى جيب القائد الضرورة من اجل تكوين حزب قوي بالحيلة والمال. فأصبح هذا السلوك عائقا حقيقيا عن ادراك الاسلوب الذي يجعل من العراق قائدا في المنطقة . فالعراق باستطاعته اسقاط سوريا كما باستطاعته مساعدة سوريا وذلك لان مشكلة سوريا هي مشكلة اقتصادية وأمنية وهذه بيد العراق تماما ، فلم يتحرك العراق لانقاذ سوريا ، ولم يتحرك لاسقاط سوريا . وكان يتوسل لايجاد وسيلة رخيصة لارضاء ايران وامريكا فقد استجاب لايران بفتح الحدود الجوية للمرور الى سوريا ، ولكنه استجاب لمنع الامريكيين من فتح الحدود البرية للايرانيين ، وفي سبيل ردع الايرانيين عن التفكير باستغلال الاراضي العراقية قامت الحكومة العراقية باستعداء المنطقة الغربية واثارة الحرب الطائفية من جديد حتى تعتذر للايرانيين بعدم قدرتها على تأمين المسلك لسوريا ، وكان كل ما يجري من ازمات سياسية مع السنة مفتعلة وممولة ومدعومة من قبل الحزب الحاكم لهذه الغاية لارضاء للامريكان بخذلان سوريا ، فتم تفتيت البلد من جديد بعد ان ساهمت القوى العراقية بمساعدة الايرانيين والامريكان باعادة اللحمة نسبيا . فكان السلوك الثعلبي ينم عن احتقار للذات وتسخيف لقيمة العراق ، بالاضافة الى عدم الفاعلية في الخليج حتى ان رئيس الوزراء السابق طوني بلير جاء كمستشار لامير الكويت وطلب اقامة ميناء مبارك في الجزء العميق من مسلك البواخر الى العراق فاصبح العراق ليس ندا للكويت واصبح يتملق للكويت ولا يستطيع رئيس الوزراء أن يأخذ أي قرار حاسم فقد استجاب للاستعداء اولا ولكن ما ان اتجهت الاحزاب العراقية لتأييد امير الكويت ضد الحركة السلفية فاذا برئيس الوزراء يذهب للكويت ليقدم الولاء والنصرة حتى لا تفوز احزاب عراقية استطاعت ان تنهي المشاكل وتوقف التجاوزات الكويتية بدفع بريطاني وقد اتفقت على اهم قضيتين هما الخطوط الجوية والديون وقد اتفقت احزاب عراقية مع الكويت على تعويض 150 مليون دولار لحل المشكلة فذهب رئيس الوزراء وتبرع بـ 500 مليون لحل المشكلة ، وهكذا كان العراق رخيصا ، لا يتحرك لهدف تحقيق مصالح او ارتفاع مستوى ، بل من أجل بقاء الحزب في السلطة بالحيلة والتحالفات المتناقضة .
فلم يحصل للعراق أي موقع نتيجة سياسة التغافل عن الواقع والالتهاء بالصغائر ، وفقد العراق ميزة كونه بيضة القبان ومركز التوازن والاهمية الاستراتيجية في المنطقة ، فاذا ربح جانب الممانعة فليس للعراق شيء واذا ربح الجانب الاسرائيلي فليس للعراق أي قيمة ، فقد خسر العراق قدرته على التأثير في المنطقة ، حتى ان الحكومة التركية تمعن في اذلال العراق في ملفات كثيرة والعراق يقدم المال ( 13مليار دولار + حوالي مليارين ترانزيت للنفط العراقي المار بتركيا + علاقات تجارية غير مباشرة مثل تشغيل الموانئ والمطارات وما شابه ذلك + التجارة الكردية الخاصة مع تركيا بارقام غير معروفة قيل انها خمسة مليارات لصالح تركيا ) فهذه العلاقة الاقتصادية لم تمنع تركيا من التحرش بالعراق واذلاله في ملف المياه (قطع شبه كامل للمياه) ، وفي ملف السياسة الداخلية خصوصا ملف كركوك وفي الاعتداء على الارضي العراقية ، وفي احتقار المسؤليين العراقيين ووصفهم بالطائفية لانهم لا يستطيعون عمل شيء للقضاء في قضايا تمس قتلة طائفيين مثل طارق الهاشمي وغيره ، وبلغ من احتقار وزير الداخلية التركي ان يزور العراق بدون اذن الحكومة المركزية ويذهب الى كركوك زائرا منتصرا رغم انف القيادة العراقية .
وهناك اسرار كثيرة قد تكون اعمق من هذا لا يمكن الكتابة حولها وانما نكتب ما هو متداول فعلا ولا يشكل أي سر.
والخلاصة ان العراق لا بالعير ولا بالنفير بينما هو بيضة القبان بالفعل وله الثقل الاهم استراتيجيا في المرحلة الحالية فلعل حكومة مغايرة تقلب ميزان التوازن والقوة لصالح العراق بدل هذا الهوان والحقارة التي تتسم بها السياسة العراقية حاليا .
بالنسبة لمسعود البرزاني .
فقد قام بحركة لا توصف بالذكاء أبدا ، فقد تحالف مع تركيا ضد الاكراد وضد ايران لصالح اسرائيل ، فاصبح منبوذا كرديا ومتهما ايرانيا ، وغير مقبول عراقيا ، وجعل الحركة الكردية مصدر قلق لحلف كامل ، حتى تراجعت احلام الاكراد الى نقطة الصفر وقد تجمعت القناعات لعدم السماح للحركة الكردية ان تكون خنجرا في قلب المنطقة واسرائيل ثانية لتحطيم الحضارة الاسلامية .
لو سألني سائل عن لبنان واسرائيل فأقول:
اسرائيل تتعجل حتفها فلهذا تتحرك وتحرك ازلامها باتجاهات خاطئة حيث تعتقد بانها ستنجح بتحريك المشروع الغربي السني لتدمير سوريا (وليس لازالة بشار الاسد) ، وفي وجهة نظري انها اصبحت رهينة لهذا الحلم اولا ، وفي حال نجاح المشروع فهو سيولد فراغا يمكن استغلاله من قبل اللاعبين الاخرين ثانيا فلا ضمان لربح الحركة الاسرائيلية في سوريا لحد الان . والامر متروك للزمن . ولعل هذا هو السبب في تهديد ايران حيث فقدت اسرائيل الامل في ربح الموقف .
اما لبنان فهي الشرق الاوسط مصغرا ، و هناك معادلة معروفة وهي ان المشروع الامريكي الاسرائيلي يمتلك نصف لبنان كما ان المشروع المقابل يمتلك النصف الاخر ، فهذه الموازنة غريبة وخطيرة جدا ، فلذلك فان التحرك في لبنان صعب جدا لاي من الاطراف وتعتبر جميع التحركات في غاية الدقة في الحسابات وتمتاز بالذكاء . والواقع ان لبنان الان هي المرآة المصغرة لاحداث الشرق الاوسط واتجاهاته فكل المشاريع لها منتديات واحزاب فاعلة في لبنان . كما انها خزان الصراع الحقيقي في المنطقة ، فالخطر على اسرائيل يأتي من لبنان وليس من جميع العالم العربي الجبان العميل ، والخطر على سوريا يأتي من لبنان وليس من الخليج او تركيا فكلهم يمكن هزيمتهم الا اللبناني حيث صعوبة المراس والقرب الفاحش من المركز السوري .
اما الاردن فهي شركة خاصة يمكن أن تغلق في أي وقت عصيب ، ولكنها لا تملك قراراها حقيقة . فهي بعيدة عن الحدث في الوقت الذي تكون فيه بقلب الحدث لانها ليست صاحبة قرار .
واما مصر فقد اخرجت من الساحة ، وقد حاول عمر سليمان العودة بمصر ايام حسني مبارك فكان يرعى الارهاب في العراق بمال خليجي وتنفيذ اردني كما فعلت الان تركيا ببراعة اكثر من المصريين ، وقد فشل في العراق ثم خسر الحكم ، والجيل الحالي من الحكام لا يعرفون رأسهم من رجلهم وهم خارج الساحة الدولية والاقليمية ولا يملكون الا اللهث وراء الوعود والجشع .
فهذه الخارطة كما اراها لحد الان ، ولكن يجب ان نعلم بان الساحات حبلى بالمفاجئات فقد تسقط قوى مهمة ، فهناك من يقول ان الامريكان يخططون لخسارة الجميع بما فيهم انصارهم في المشروع السني الاسرائيلي .