سوريا – لبنان – إسرائيل – أمريكا – الخليج – تحليلات
بتاريخ : 09-06-2012 الساعة : 02:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في خضم الأحداث قرأت الكثير من التحليلات للإخوة هنا في هذه الواحة المعاصرة من شبكة هجر ، فأحببت أن أشارك بما املك من تحليل بسيط كما يفعل إخوتي الكرام كقارئ قد يضيف شيئا على طريقتهم . من دون ان ادعي امتلاك واحتكار الحقيقة .
نبدأ من الخبر ومن ثم نحلل بما نقدر عليه عسى أن نعرف الثغرات في تفكيرنا السياسي.
الخبر:
طلبت السفارة الأمريكية من مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم اعتقال شادي مولولي حيث توفرت معلومات بانه ينتمي للقاعدة وهو يعمل لتدمير لبنان وسوريا ، وان قائده هو الأردني عبد الملك عبد السلام الذي ألقت القوات اللبنانية القبض عليه ، وصفته منسق تنظيم القاعدة في الشرق الاوسط ، فقد قال اللواء عباس مؤكداً ان القبض على مولوي ورفاقه كان بالتنسيق مع دولة غربية كبرى، وحين قلنا «إننا نعلم ان هناك دولة غربية كبرى وحيدة هي أميركا»، ابتسم من قبيل التأكيد، كما فعل لدى استقباله جمعية المراسلين العرب في بيروت وهذا ما صرح به نفس الصحفيون لوكالات الانباء .
وكان المتورط بتمويل مولوي هو شخصية قطرية . وأكد اللواء عباس أنه لا يستطيع ان يكشف كل الأمور المتعلقة بمولوي لأن عمله سري وهو ليس سياسيا ، فهو تقني محض قام بعمله وفق القانون اللبناني.
جرى اعتقال مولوي بكمين غريب نوعا ما ، ولكن المدهش إن آلاف المسلحين نزلوا الى الساحة فورا وأخذوا يمطرون منطقة جبل محسن العلوية بالقنابل والرشاشات .
ما علاقة جبل محسن بقضية مولوي ؟
ليس هناك أي علاقة الا ان الأمر مبيت سنتكلم عنه .
تمدد الامر ليشمل عكار ويشهر السلاح بوجه الدولة ثم يأتي عسكري سابقا تحول بقدرة قادر الى رجل دين مسلح فأوقفه حاجز للجيش اللبناني فادعى انه يريد الاشتراك باعتصام من اجل الشيخ المسلح مولوي فطلب الحاجز منه إعادة المسلحين والسماح له بالمشاركة في الاعتصام فتراجع الرتل ثم انهمر على الحاجز بالرشاشات فرد عليه الجيش فقتل الشيخ المسلح أحمد عبد الواحد ورفيقه وهما من ضمن قيادات الرابع عشر من آذار ، وأصيب جندي لبناني.
ثم سرعان ما تصايحت الحناجر وتدافعت المدافع باتجاه بيروت لضرب المتحالفين مع حزب الله اللبناني . وتم قطع طريق الجنوب الرئيسي بالسلاح .
فما علاقة هذا الهيجان بحلفاء حزب الله ؟
وهل هناك علاقة بين حزب الله وبين ما قام به الجيش اللبناني ؟
طبعا لا يوجد أي علاقة مطلقا .
انما يراد تصنيع علاقات وهمية واقناع الحمقى والشباب المتحمس بها عسى ان يزجوا بهم في آتون حرب مرادة ومخطط لها.
الحقيقة ان المبررات عند القيادات الميدانية لهؤلاء المسلحين بالسلاح الخفيف والمتوسط الذي ظهر على الساحة انما هو اقرب للكوميديا .
هم يقولون لاتباعهم : بما ان الحكومة اللبنانية وقفت موقف النأي بالنفس عن التدخل في شؤون سوريا فإذن هي عميلة لسورية ويجب الانتقام من سوريا ، وبما ان الرئيس السوري من اصل علوي حتى لو اعلن ان مذهبه شافعي وانه تزوج من سنية . فاذن العلويون في لبنان يمثلون القيادة السورية فيجب الانتقام من الجيش اللبناني بقتل العلويين المجاورين لحي باب التبانة في طرابلس (طبعا قد وقفت مليا على تقابل الحيين فما يفصلهما سوى فضاء صغير وشارع ) .
ثم بما ان حزب الله لم يرتض الهجمة على سورية وهو يصرح بانها هجمة صنعتها اسرائيل لتأمين الكيان الغاصب فاذن حزب الله هو من يمثل سوريا في لبنان وينبغي الانتقام منه ثارا لمن اعتقلهم الامن اللبناني بطلب امريكي ولمن قتلهم الجيش اللبناني دفاعا عن النفس .
ان هذا المنطق هو منطق جميع حكام المسلمين المخالفين لأهل البيت على مر التاريخ .
ومن يظن انه غير ذلك فبينه وبين الفهم مسافة غير محدودة.
نأتي الى تحليل الخبر :
- كلنا يعلم بان مشروع قطع ذراع المقاومة بتدمير سوريا قد فشل فشلا ذريعا .
- كلنا يعلم بان الأمريكان لم ينجحوا في تدمير قوة الصين بالتحكم في الموارد الأساسية ، نعم تم إيجاد مشكلة لأوربا حيث انها احد أهداف امريكا للتدمير لان تحول السوق الأوربية الى الولايات المتحدة الاوربية في المستقبل يرجح كفتها يقينا .
- كلنا يعلم ان أمريكا تعاني من ترنج اقتصادي ينذر بالكارثة وان الدولار يبشر بالانهيار .
- الكثير منا يعلم ان امريكا عانت مشاكل حقيقية في العراق ليس من جهة البعثيين قطعا وانما من جهات اكثر تنظيما واصرارا وقد كان قرابة 450000 جندي لم يستطع السيطرة الكلية على الوضع في العراق ، فكيف لو ارادت امريكا احتلال بلد كإيران أو حتى سوريا التي ثبت ان جيشها وقيادتها السياسية متماسكة ولها اصرار كبير على المقاومة. انها تحتاج الى ضعف كل الجيش الامريكي بالكامل وهذا يستدعي التجنيد الإجباري وهو امر يتنافى مع الأزمة الاقتصادية ويكشف المستور.
- كلنا يعلم بان امريكا مقبلة على انتخابات خطيرة ومفصلية فقد كان الصراع الداخلي أكثر ارتفاعا من أي فترة سابقة في الولايات الامريكية خصوصا بين الحزبين وبين العنصرين .
- قسم منا يعلم ان ايران يمكنها إيقاف الملاحة في منطقة الشرق الأوسط لمدة قد لا تقل عن ستة شهور لحين تجميع القدرة على السيطرة بشكل مشكوك به ، وبهذا فان جوهر التجارة وعصب الحياة الاقتصادية بين الشرق والغرب بل لنقل في اكثر من نصف الاقتصاد العالمي سيتعرض لأزمة خطيرة ستؤدي الى الانهيار خلال سنة أو سنة ونصف من هذا القرار الخطير ، حتى لو استعادة القوات الغربية مع البعارين السيطرة العسكرية ولكن ستكون هناك أزمة تأمين تمنع التجارة منعا اختياريا من المجازفة في المنطقة وعندها ستنتهي مدن ودول في العالم وفي المنطقة.
- الكثير منا يعلم ان قناعات القيادة الأمريكية باتت اقرب للتصالح مع إيران وسوريا بسبب القوة والمقدرة . وابعد من الاستجابة للخليجين وأصدقائهم الاسرائليين العبء المكلف. خصوصا حين قبلت الولايات المتحدة الامريكية مبدأ الإقرار بحق ايران في برنامجها النووي وإنما هي تخشى ان تعلم ايران بان العلماء توصلوا الى صنع قنبلة نووية فتاكة بتخصيب 20% ولهذا فهم يطلبون التراجع عن التخصيب الى هذا المستوى ، وقد رفضت إيران التي غلطت كوادرها فخصبت 27% من باب الاشتباه والغفلة ولو نام القطا لزادت النسبة الى مديات محرجة للقيادة الايرانية كما اظهر الموظفون الإيرانيون.
- كلنا يعلم بان إيران استطاعت المساهمة في تكوين حلفين كبيرين هما حلف بكين ومجموعة بريكس ، التي تضم اكثر من نصف الاقتصاد العالمي وأكثر من ثلثي البشرية . فتجمعت الأعواد لتكون عصية على الكسر.
- من خلال اجتماع بغداد للمفاوضات حول الملف النووي تبين ان الكلام لم يكن مهما عن الملف النووي وانما عن تسوية وإعادة الخارطة حسب الخارطة الإيرانية - السورية مع حلف بكين . وقد اعترض المندوب الأمريكي على استحياء من وضع القضية الفلسطينية على خارطة التقسيم بين إيران والغرب بينما لم يعترض على بقية الملفات الخطيرة جدا على المنطقة وحواليها.
- وليس خفيا الان بان القوى التي تسيطر على الربيع العربي لا تتناغم مع تطلعات بعض دول الخليج العربي ، بحيث أصدرت وزارة خارجية إحدى الدول الخليجية تكذيبا لتسريب وثيقة تقول فيها ان الإخوان خطر علينا وبفوزهم سنفقد موقعنا بقيادة العالم الإسلامي ، مع ان البرقية معقولة جدا حيث لو حكم الإخوان بلدا غنيا وكبيرا كمصر فلن يكونوا بحاجة الى دولة صغيرة تلوح بالمال لاحتلال موقع القيادة في العالم الإسلامي.
- واخيرا فان استعداد ايران والعراق لإنتاج أكثر من 20 مليون برميل من النفط يوميا خلال المستقبل القريب يجعل الأهمية الإستراتيجية لدول اخرى ضعيفة جدا بل صورتها غير قابلة للتحسين حتى لو انتجت نفس هذه الكمية .
ان هذه الحقائق تجعل المشهد السياسي كما يلي :
- هناك انزعاج أوربي أمريكي من دفع الأمور نحو التأزيم من قبل إسرائيل وقواها الإقليمية في المنطقة بسبب الشعور بالتهميش والرمي في سلة المهملات. فان مصالح الدول الكبرى اكبر من مصالح دول صغيرة تعمل لحساب تلك الدول بشكل مرحلي.
- هناك خطر حقيقي باختفاء قيادات عربية من دول معروفة نتيجة مقايضة إيرانية غربية مبنية على واقع القوة والقدرة على تحريك العالم .
- هناك سلاج فعال ينبغي استعماله من اجل انقاذ هذه القيادات ودولة اسرائيل وهو التأزيم الطائفي ولو بالخربشات والاذى الانساني الوحشي لتعطيل كل الجهود الاصلاحية.
- لازالت بعض الاتجاهات المتصارعة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية تتحالف مع الكيان الصهيوني وأنصاره في المنطقة ، ولهذا فيجب استغلال هذا الانقسام وتحريك الفتن عسى أن لا ينسجم مشروع التهدئة والتمكين لإيران من المصالحة على أساس اقتسام المنطقة مع الدول الغربية والشرقية نظرا لاستحقاقات القوة.
- في نظر اسرائيل والدول المتحالفة معها يجب عرقلة اعادة انتخاب اوباما بعد ان اظهر قناعته بعدم خطر ايران على المنطقة وانما ينبغي النظر الى قوتها من ناحية ايجابية ، وقد هجم عليه اعداؤه باعتباره اقتنع بفتوى قائد الثورة الإيرانية بتحريم امتلاك القنابل النووية . وهذا مدخل مهم لتحطيم أسطورة اوباما وتمكين القوى التي تناصر إسرائيل بدون أي حسابات إستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية .
والحصيلة هي ان خسارة الجهود محققة في كسر شوكة إيران وتقليم أظافرها ، ولهذا فان سوريا لا يمكن الانتصار فيها الآن رغم الإصرار على تخريب بنيتها عسى ان تنهار اجتماعيا نتيجة الوضع الاقتصادي.
فيصبح الخطر على اسرائيل باقيا بوجود حزب الله في لبنان مع وجود ايران قوية وسوريا مساندة لهما ولها إرادة مناهضة لاسرائيل .
فأصبح المشروع الكبير صغيرا . وهو:
محاولة نقل أعداد كبيرة من المهوسوين باسم التشدد الديني بقيادة ثلاث دول هي اسرائيل ودولتان خليجيتان . والهجوم على حزب الله داخل لبنان وتحطيم كل لبنان بايد اسلامية سنية متشددة من اجل بث الاطمئنان في قلب المرعوب الاسرائيلي . وبعد الانتصار يتم ابعاد هذه القوى الى مناطق متفرقة من اجل تقليل طموحاتهم واستمرائهم لشرب الدماء.
فهذا التحليل يبدو متناغما مع ما حدث في لبنان خلال عشرين يوما ماضية .
فمحاولة الحد من انتشار الارهابيين كان بالتعاون مع دولة غربية عظمى كما عبر اللواء عباس ، ولكن المجاميع المعروفة بانتمائها لمنظومة اسرائيل بالتعاون مع دولتين خليجيتين هاجت فور البدء بافشال مخططهم وتسرعوا في تنفيذه من اجل ارغام حزب الله لتوجيه سلاحه بعكس عقرب الساعة ، ومن ثم تطوير الأحداث دراماتيكيا مع بهارات الكذب والدجل اليهودي الموروث منذ كعب الأحبار ووهب بن منبه لمحاولة تشكيل قوة كبيرة جدا تقضي على حزب الله .
ان هذا التفكير لو تم تنفيذه فهو نهاية مشروع هؤلاء ، فهو على رغم صغره وانتقاله من تدمير ايران وتحجيمها الى ضرب حزب يلوي ذراع إسرائيل ، لكنه يدخل في الخطوط الحمراء لكثير من الاعتبارات حيث سيواجه هذا المشروع أكثر من مليون مسلح فدائي سيمزق كل حواجز قوانين اللعبة وسيرتد عليهم بإنهائهم نهائيا بحيادية مضطربة من قبل الغرب.
هذا ليس تنبؤا او تفاؤلا او تشاؤما ، انما المعطيات السياسية التي ذكرت أعلاه توصل الى هذه النتيجة ، فانه ليس من المعقول ان تخرب مجموعة من الفاشلين في اللعبة نجاح لاعبين كبارا وتعرض مصالحهم وأمنهم الاقتصادي والاجتماعي للخطر.
ان ما يجري عبارة عن محاولة بعض الفاشلين لإنقاذ أنفسهم في وقت لا يمكن الالتفات اليهم من قبل قوى تسير بمراكب فخمة.
هذه بضاعة ضعيفة في قراءة الحدث السياسي قد لا يوافقني عليها الكثير من رواد هذا المنتدى ، ولكن المقدمات والنتائج امامكم والتاريخ سيحكم . مع أنني أتوقع انه قد تم إجهاض المشروع في لبنان جزئيا . ولكن أرى الاستعداد لنهر الدماء لا يمكن إخفاؤه فإسرائيل في خطر وهذا كابوس يريدون التخلص منه بأي ثمن والمسلمون لا يوجد ارخص منهم كأدوات في يد أعدائهم فلماذا لا يتم السعي لمثل هذا المشروع.
ان عدم عقلانية مبررات ما يجري في لبنان تساعد على تشكيل هذه الصورة بشكل مقنع. فقل بربك لماذا يهجمون على العلويين في طرابلس وهم قوم خبروا حرب الشوارع خلال عشرين سنة ماضية من اجل شخص طلبت الاستخبارات الامريكية إيقافه وهو لا ينتمي الى مذهب الأغلبية السنية في طرابلس؟ ثم لماذا تحول الامر فجأة الى الهجوم على حزب الله؟
فهل حرب حزب الله لإسرائيل دليل على صداقة الحزب مع الولايات الامريكية؟
انها حرب للتأثير على الموقف الأمريكي المتراخي في انتهاج ما تريده إسرائيل وحلفائها من اجل مصالح أمريكا، وانه محاولة لإزاحة الخطر من الاتفاق الدولي العالمي الكبير على إسرائيل وحلفائها .
فهو عمل ضد السياسات الكبيرة في المنطقة ، وهو عمل تخريبي للمصالحات والاتفاقات الدولية الكبيرة التي تدار بين مجموعة بكين وبريكس من جهة وبين المجموعة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. ولو حصل الاتفاق الحقيقي خلال ستة شهور فان احداثا مهمة ستبرز في المنطقة لعل منها حربا مدعومة عالميا وفق التوافق لتصفية وجودات نشاز في المنطقة.
العلامة المنار ....
* المنار , اسم لامع في سماء الحوارات العقائدية و السياسية في شبكة هجر الثقافية , و هو يسكن النجف و له باع كبير في تحليل الامور الفكرية و السياسية و العقائدية ...
مولانا الغالي على قلوبنا .. ومنارنا المشع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وما نحن أمامك إلا كالأطفال نحبي .. مشاركة وتحليل أستطيع القول بأنه قمة في الوعي والإطلاع وأين نحن منك يا سيدي الكريم ، فنحن نبذل جهدنا ونحاول قدر إمكانياتنا البسيطة الوصول لتحليل منطقي لما يحصل عبر بعض المصادر ، ولكن أين نحن منك أيها المنار الخالد ..
رحم الله والديكم مولانا أتمنى منك المواصلة يا مولانا الغالي .. فعندما تتكلم أنت لا نملك أمامك إلا السكوت والإنصات والقراءة بشكل مكثف ودقيق مرارا وتكرارا.
ندعوا الله لك بالصحة والعافية والخير والعلم الكثير ، ونفع الله بك المؤمنين ، ونسألكم الدعاء.
مداخلة من الاخ : Al Khunaizi
وعليكم السلام ورحمة الله
الشيخ المنار, أثابكم الله, تحليل رائع و عرض سلس
الخطر الحقيقي الذي سيؤذن بنهاية الهيمنة الغربية على العالم هو انهيار الدولار قريبا إنشاء الله, و ستتغير موازين القوى في الشرق الأوسط عقبه, و أظن أن المستقبل يخفي مفاجئات غير متوقعة
أحسنتم, زادكم الله نورا
مداخلة من الاخ : يتيم آل محمد
ألا تلاحظون شيئا في الخبر ( طلبت السفارة الأمريكية من مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم اعتقال شادي مولولي )
فمن الواضح أن الأمور كانت مدبرة من فيلتمان والسفارة الأمريكية المشؤومة ، فلماذا طلبت السفارة من اللواء عباس ابراهيم تحديدا ( وهو شيعي ) اعتقال المولوي السلفي ؟! ..
فأين فرع المعلومات التابع لفيلتمان والحريري ؟!
مداخلة من الاخ : عطر فواح
في موضوع لبنان ..... اتصور بان قوى الانحطاط ... تريد توريط حزب الله بتحديد في حرب اهلية ( شيئا فشيئا ) وذلك بإشعال حرب اهلية بداية بين مختلف الطوائف والاحزاب ..... حتى تصيب شظاياها عمداً حزب الله فيدخل في معمعه الحرب الاهلية دفاعا او حفاظا على الأمن الأهلي ..... وبتالي يسهل استئصاله ومحاربته من العدو الصهيوني ..... ولا استبعد ان تستغل قوى الانحطاط بعض المحسوبين على الطائفة الشيعيه في الأجهزة الأمنية ( عملاء أو جهال ) لتحقيق ذلك .....
لذلك مطلوب من الحزب ان يتجنب ذلك وان يتفرج عليهم ..... ففي ذلك إيقاف للحرب الأهلية ان وقعت ..... فهم ( كل تلك الاحزاب ) سوف تخشى من ان يضعف تحاربها من قوتها .... وبتالي اندثارها ..... وستخشى قوى الانحطاط انفراد حزب الله بساحة اللبنانية وبتالي زيادة في قوته ورهبته .....
اما في موضوع سوريا ...... اتصور بان عملية التجييش الاعلامي والشعبي وووووو من بعض دول الانبطاح بالتحديد هو فرصة سياسية وامنية لها ...... حتى تصطاد اكثر من عصفور بحجر واحد
1) طعن وعرقلة دول الصمود ( المقاومة ) وهي ايران والعراق وسوريا ولبنان ..... او ما يسمى بالهلال الشيعي .. فيصبح ذلك الهلال معلق في الجو وغير متماسك في البر
2) اشغال بعض القوى الصاعده في المنطقه ( ايران ) وارباك حساباتها الاقليمية ..... بدق اسفين بينها وبين باقي الشعوب العربية وبالخصوص المتحرره من العبودية مثل مصر وتونس وليبيا
3) اشغال شعوب دول الانبطاح عن التفكير في اي عملية اصلاح سياسي او اقتصادي ..... وتخويفها من ما قد يجري على الشعوب عند خروجها على الحاكم ( الخوف والجوع والموت ووووو)
4) تفريغ دول الانبطاح من المتطرفين الحالمين بالجهاد ( حتى اللى في السجن ... وهذا سر الافراج عن الكثير منهم هذه الايام ) والتخلص منهم بتفخيخهم ونقلهم الى سوريا وتفجيرهم ( قتلهم ) هناك ... ولا استبعد ان تقوم تلك الحكومات بالتخلص من باقي الدعاة السلفيين الوهابيين المحتجين على فساد الاوضاع في تلك البلاد ... بقتلهم ..... واتهام المخابرات او النظام السوري بفعل ذلك انتقاما منهم بحجة دعمهم للمعارضه هناك
مداخلة من الاخ : المحقق كونان
وهناك تحليل بأن ما جرى في لبنان مجرد حدث عابر لأجل تشتيت الأنظار عن منطقة أخرى يريدون ترتيب الأوراق فيها .
أما مسألة إنهيار الدولار فالحل موجود وجاهز لدى أميركا في إنتظار لحظة الأنهيار ولكن تطبيقه سيشكل تصادم مع الصين ، فينبغي الرجوع لتحليلات أهل الأقتصاد في ذلك لفهم ما يجري من أحداث سياسية .
اجاب بعد ذلك الكاتب الرائع المنار على مداخلات الاخوان فقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكر الاخوة الكرام على تعميق الموضوع
الاخ الراية الحسينية المحترم
وفقكم الله لكل خير وشكرا لكم على العواطف .
الأخ الخنيزي المحترم
شكرا لكم
ان مسألة انهيار الدولار مسألة اقتصادية خطيرة ، وكل دولة عظمى عندها خيارات كبيرة لإعادة بوصلة الاقتصاد ، ولكن حين تصل الدولة إلى خيارين لا ثالث لهما اما الانهيار الاقتصادي الكلي وتفتت المجتمع أو النهاية العسكرية فلن يكون الخروج من الأزمة سهلا ولهذا فالأفضل هو عدم الدخول بأزمات تجر أزمة وجود . وهذا ما يبدو من التفاوض مع مجموعة بكين بعنوان الملف الإيراني ، حيث ان إيران لولب فاعل في هذه المجموعة التي استطاعت بدهاء إدخال الهند ودول أخرى وكذلك ربطها بمجموعة بريكس . فان الحوار مع إيران الان والتهدئة معها يمكن ان يشّكل مانعا او مؤجلا لحدوث الأزمة ، كما ان الجميع يقبض الثمن من تحت الطاولة.
وقد يتساءل المرء عن قدرة الولايات المتحدة عن المتسبب لحدوث هذه الأزمة ؟ وهل بمقدور الولايات المتحدة معاقبة هذا المتسبب ؟ ان ما بين أيدينا من معطيات تدل على عدم كشف المتسبب من اجل عدم الرغبة بمعاقبته . وإلا فان هناك كتابات عن إحداث هذه الأزمة يمتد زمنها الى أكثر من قرن وقد حدد زمنها بالتحديد وهو 2015 ومن يمتلك كتاب (قراءات ملعونة) لجود ابو صوان يعرف ما أقول ، ولماذا تقبل الولايات المتحدة ان تُطعن من الخلف فتعاقب غير الطاعن من باب تغيير الهدف؟
الاخ يتيم آل محمد المحترم
ان احتمال ان تقوم الولايات المتحدة بتوريط لبنان أمر لا يمكن استبعاده كليا ، ولكن التحليل دائما يجب ان يتماشى مع المعطيات بشكل شامل ، ولهذا فان من حق كل مثقف على نفسه ان يتدرب في كيفية القراءة الشاملة التي تجمع جميع المعطيات .
لو راجعت المعطيات ولو جمعت الكثير من الأفعال والاقوال وردود الأفعال لوجدت هناك خلافا كبيرا في السياسة في الوقت الحالي بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل ومجموعتها الذهبية العربية التركية ، فاختلاف المصالح والمواقف والتقديرات أمر ظاهر للعيان سواء بالتصريحات او بالأفعال ، فمن الممكن حمل التصرف الأمريكي كجزء من تقليم الأظافر لمجموعة إسرائيل، فإذا أضفنا المعطيات المتقاطعة في هذا الاحتمال فترتفع إلى درجة القرينة الصارفة.
هنا لا أريد ان اعبر عن الموقف الحربي على الكفر وحزبه ، وإنما للتدرب على قراءة الواقع بغض النظر عن موقفنا المبدئي أو الشرعي . ولهذا فلا يمكن ان نداخل بين الاتجاهين .
بالنسبة للبنان فانه يتعاون أمنيا مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ زمن طويل وله اتصالات مباشرة ، وموضوع مولوي لم يكن فجائي وان كان طرحي للموضوع وكأنه مفاجئ ولكنني قلت بان الموضوع يتعلق باعترافات الاردني عبد الملك عبد السلام الذي القت القوات اللبنانية القبض عليه قبل ان يأتي فلتمان بمدة طويلة ، مع ان التعاون بين لبنان وأمريكا لا يحتاج الى فلتمان كما أوضحت. والحقيقة ان هناك لجان أمنية مشتركة ليس لها علاقة بشيعي او مسيحي او سني ففي هذه اللجان من جميع الطوائف اللبنانية ، وقد تلقت هذه اللجان من أمريكا معلومات سرية لمتابعة مجاميع خطيرة قد تم تحويلها أولا الى سورية ثم تم سحبها الى لبنان . ويبدو ان أمريكا غير راضية عن هذا الاتجاه ولكنه اتجاه إسرائيلي يؤديه عملاؤها في المنطقة بالتعاون مع العملاء في لبنان الذين ورطوا ودنسوا نصف الشعب اللبناني بالأكاذيب والحركات البهلوانية .
فالواضح انه صراع بين الأمريكان وبين الإسرائيليين . وكان من حسنة هذا الصراع انكشاف السلاح والتجهيزات والجنسيات المتواجدة حيث كان التهريب والتخفي ديدن هذه المجاميع فكشفت نفسها بشكل غبي ، وهذا لا يكون الا من جهة الخوف من فشل المشروع الذي وجدت من اجله هذه القوات . فلا يعقل ان تكشف المجاميع نفسها من قضية بسيطة .
ان من فوائد هذا الحدث سواء كان غاية الأمريكان توريط لبنان او حزب الله او انه صراع مخفي بينهم وبين إسرائيل هو إنه تم إجهاض المشروع وتم السيطرة على الكثير من أطراف خيوط اللعبة الخبيثة. ولهذا فان انقلاب موقف سعد الحريري لا يمكن تفسيره لمن لا يعلم ما هي حقيقة الأمر الا برؤية فشل مشروع خطير انغمس به يمكن ان يستأصله نهائيا . مع ان من لديهم المعلومات يعلمون مقدار التحرك السري عقب انكشاف الأمر وماذا جرى ؟ وهذا ما يفسر تبرع الحريري لتحرير الرهائن اللبنانيين عند أتباع الحريري نفسه ثم طلب اسرائيل عرقلة الموضوع من اجل ايجاد مخرج افضل.
الاخ عطر فواح المحترم
شكرا لك الاضافة .
اؤيدك بان اصل الموضوع الذي انتهيت الى تحليله هو ان فشل اسقاط سوريا ، جعلهم يفكرون بالذهاب الى ضرب حزب الله مباشرة بتوريطه واجباره على توجيه السلاح الى الصدر اللبناني حتى يخلطوا الاوراق ، ولكنني لا أؤيدك بان خيار حزب الله هو السكوت بل قد يكون الانتقام المزدوج من المشروع الاسرائيلي بتصفية انصاره في الداخل والتحرش بهم على الحدود لاحداث كارثة حقيقية في الكيان الصهيوني ، فهذا احد الخيارات المعقولة ، ولكن التقدير لقيادات ذكية تمتلك المعلومات ولا تكتفي بالتحليل لمعلومات سطحية غير مترابطة كما يفعل اغلب المثقفين.
ولكنني أؤاخذك على تحليلك للموضوع السوري فانه تحليل غير مبني على المعطيات أعلاه ولم يقم بتصحيح المعطيات نفسها لتوصلنا إلى هذه النتيجة التي ذكرتها. ان تحليلك يكز على الصراع الطائفي مع الوهابية وأتباعهم ، وهذا غير سليم فان الوهابية أنفسهم كانوا خداما للشيعة حينما كان الشاه أمريكيا اسرائيليا سيدا على المنطقة ، فهل كان يعيّن وزيرا في الرياض او الكويت او بغداد بدون توقيع الشاه؟ ان من لا يعلم فهذه مشكلته .
ان الموضوع الحقيقي هو ان هؤلاء بوهابيتهم عمال صغار عند اسرائيل وهم يقومون بفرض واجب الحماية والطاعة للشعب اليهودي وهم لا قيمة لهم إطلاقا مهما اتخموا بالمال والبترول . انما لهم قيمة عند الجياع والمتسولين وباعة الضمائر.
مشروع إسقاط سوريا مشروع إسرائيلي لا يقصد به سوريا بالذات وإنما يقصد به الامتداد الايراني نحو البحر المتوسط. ولهذا فهو مشروع بمعزل عن رغبة الخليجيين او رغبة الشعب السوري او رغبة أي من قادة العالم الحر.
وهنا لي كلمة لتقريب القلوب ، وهي اننا يجب أن نمتلك رؤيتنا الخاصة حين نفكر ، فيجب ان نعرف من نحن؟ وماذا نريد؟ وماذا نملك؟ ويجب ان نعرف من عدونا الحقيقي؟ وماذا يريد؟ وماذا يملك؟
ان عدم التشخيص مشكلة حقيقية لنا قبل غيرنا . وموضوع سوريا كان امتحانا كبيرا لعقولنا فقد شرقنا وغربنا من دون ان نفهم من اين ننطلق؟ وكيف نفكر؟ .
اكرر بان موضوع سوريا هو ارادة اسرائيلية بتنفيذ الأتباع لا لأجل سوريا نفسها وإنما لغرض آخر بعيد عن سوريا.
فاذا فهمنا هذا تبدأ الخيوط المتشابكة بالانفراد وبداية الحل الذهني.
الاخ المحقق كونان المحترم
ان المعطيات تدل على التبييت وليست المسألة عابرة ، نعم تم احتواء المسألة آنيا ولا يعلم ماذا في جعبة المخططين الاسرائيلين من لعبة جديدة خصوصا وان 15 ألف مسلح أجنبي يتواجد في بيوت أنصار الرابع عشر من آذار وهم مكلفون بمهمة محددة لا يمكنهم تركها بسهولة .
ان انكشاف هذا التجمع بهذا الشكل مع هذه الأسلحة التي تجاوزت الأسلحة المتوسطة بحيث أصبحت اسلحة جيش فعال لا يدل على أنها مسألة عابرة كما توحي بعض الكتابات ، ولعل هذه تسريبات من أنصار الرابع عشر من آذار بتوجيه إسرائيلي مركّز من اجل ايجاد الفسحة للتحرك أو انه من قبل اعدائهم لايهامهم بعدم التفكير بأهمية الموضوع وهذا جزء من المعركة.
واما احالتك لموضوع انهيار الدولار الى المحللين الاقتصاديين فهذا أمر حسن ولكنهم قالوا كلمتهم بان الدولار في طريقه الى الانهيار وقد قامت اليابان والصين بإصدار رسمي يامر بالتعامل التجاري بعملتهما المحلية وترك التوسيط بالدولار لعدم الأمان في التعامل به مع كونه أكثر ورقة خلفها رصاص وبارود.
لقد قدمتُ بان امريكا لا يمكنها ان تختار إما الموت او الانتحار ، فهناك طرق أكثر اماما وهو تجنب الكارثة وبداية الكارثة في الحقيقة هو بالتأزيم مع إيران ، فان كل العقوبات عادت على الغرب بالهزائم الاقتصادية ، ولو زاد العيار قليلا لعاد الى الكارثة نتيجة إمكانية عمل الايرانيين وعدم مبالاتهم بكل الشعوب ويمكنهم ان يفعلوا ما يشاءون من دون قيود حقيقية ، وهذا أصبح مفهوما لساسة العالم فالأسلم ان لا يهيجوا هذا الجسد الملغوم . وهنا تكمن قصة التفاهمات والتقاربات والحلول الحقيقية من خلال مؤتمر بغداد ، ولو ادعى احدهم ان التفاهم كان قبل ذلك فليس في ذلك عيب في السياسة ، فان المصالح والحلول الممكنة محكّمة في كل صراع او تفاهم .
وشكرا لكم جميعا