للفائدة وتصحيح الفهم ، ننقل لكم بعض الروايات مع التعليق .
1- محمد بن يحيى، عن جعفر بن محمد، عن إسحاق بن محمد، عن يحيى بن المثنى عن عبدالله بن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : يفقد الناس إمامهم ، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه .
2- الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن إسماعيل الانباري، عن يحيى بن المثنى، عن عبدالله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: للقائم غيبتان، يشهد في إحداهما المواسم، يرى الناس ولا يرونه.
3- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لابد لصاحب هذا الامر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة.
4- محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة والاخرى طويلة، الغيبة الاولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته، والاخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه
5- ما رواه النعماني أعلى الله مقامه الشريف في كتاب الغيبة بعدّة طرق عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: للقائم غيبتان ـ وفي لفظ: أنّ لصاحب هذا الامر غيبتين ـ إحداهما قصيرة والاخرى طويلة: فالاولى يرجع فيها إلى أهله يعلم بمكانه فيها خاصّة من شيعته، والاخرى يظهر فيها ولا يُدرى أين هو يشهد الموسم يرى الناس ولا يرونه ولا يعلم بمكانه إلاّ مواليه في دينه ويقال فيها : هلك في أي واد سلك .
------ انتهى -------
اقول ( الباحث الطائي ) : يظهر " وما افهم " مما سبق ، أنّ غيابه الامام الحجة ع ( الغيبة التامة / الكبرى ) هو غياب هويّة لا غياب شخصية .
فإنّ شخصه " البدني الطبيعي " عليه السلام موجود ، ولكن الناس لا يشخصونه ولا يعرفونه بشخصه وبهويّته ، ولهذا يقول: (يشهد الموسم يرى الناس ولا يرونه ولا يعلم بمكانه إلاّ مواليه في دنيه )
ويؤكد واقع التاريخ المستفيض ، ممن تشرف بلقاء الامام الحجة ع بذلك ، سواء ممن التفت اليه اثناء اللقاء او بعده .
الرواية رقم 3 اعلاه : قول المعصوم ع ( لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة )
فهنا الغيبة ليست غياب / اختفاء لشخصه الطبيعي ، بل غيابه عن الناس ولا يعرف من بعد هويته ( بعد موت اخر سفرائه ) بدليل قول المعصوم ع ( لا بد له في غيبته من عزلة ) ، حيث العزلة تناسب من هو موجود حاضر وليس من هو مختفٍ ( بمعجزة مثلا )
علما من سابق ذاكرتي إنْ لم اخطأ ، ان سماحة السيد الشهيد الصدر الثاني صاحب الموسوعة المهدوية يذهب الى هذا الرأي ( الغيبة = غياب الهوية لا الشخصية )
ملاحظة : الهوية في ( غياب الهوية ) ، تعني العنوان والمقام الذي يعرف به الشخص بين الناس . وفي محل الطرح هنا سيكون غياب هوية الامام الحجة ع في غيبته الكبرى هو غياب هويته الحقيقية على عموم الناس بفرض اطلاعهم عليه ، بحيث لا يعرف بينهم انّه هو امام زمانهم .
نستثني بعض حالات اللقاء الخاصة لبعض من تشرف بلقائه ( دون ان يكون عنوان سفارة )
والله اعلم
والسلام عليكم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 04-06-2015 الساعة 02:31 AM.
اقتبس سؤالكم التالي :
على كل حال لنخرج عن سياق السؤال ولكن في سياق الموضوع*.
وهذا سؤال للأخ الباحث الطائي أيضا يفيدنا* : هل المقصود بالصوت هو الخسف أو الصيحة؟*
الجـــــــواب :
-----------
قبل الجواب ولكي يكون علمي دقيق ، نحتاج الى معرفة محل ذكره وحيثيته في الروايات .
لانه قد يكون التوصيف مشترك لاكثر من حادثة ، او يدخل في تأويل آية من القران .
لذلك ، السؤال الذي وضعته الفاضلة الجزائرية التالي :
السؤال الثالث*: قال تعالى " ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب " يشير الى الفزع الذي يحصل عند السفياني وجيشه من ؟ ا. الصيحة ب.الرجعة ج.الخسف
يكون جوابه من الروايات التالية :
1- رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت " قال : من الصوت ، وذلك الصوت من السماء وقوله :* " واخذوا من مكان قريب " قال : من تحت أقدامهم خسف بهم .
قال صاحب الكشاف : روي عن ابن عباس أنها نزلت في خسف البيداء .
وقال الشيخ أمين الدين الطبرسي - رحمه الله - : قال أبوحمزة الثمالي : سمعت علي بن الحسين والحسن بن علي عليهم السلام يقولون : هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم .
2- وروي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه واله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب ، قال : فبيناهم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ، (يعني بغداد ) فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، ويفضحون أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون ( بها ) ثلاثمائة كبش من بني العباس (1)
ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة ، فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم ، لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها .
ثم يخرجون متوجهين إلى مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء ، بعث الله جبرئيل*
فيقول : يا جبرئيل ! اذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منها إلا رجلان من جهينة ، فلذلك جاء القول " وعند جهينة الخبر اليقين " فذلك قوله : " ولو ترى إذ فزعوا " إلى آخرها ، أورده الثعلبي في تفسيره .
وروى أصحابنا في أحاديث المهدي عليه السلام ، عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهما السلام مثله .
3- عن الباقر(ع): " ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة، فيفر المهدي منها إلى مكة. فيبلغ أمير الجيش أن المهدي قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران. وينزل أمير جيش السفياني البيداء، فينادي مناد من السماء: يابيداء أبيدي القوم، فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم إلى اقفيتهم" يوم الخلاص ص 306 عن الإمام المهدي ص 224.
-- انتهى --
اقول : كما يظهر واضحا ، تأويل الاية ( وجواب السؤال ايضا ) في هذه الحادثة ، هو : الخـســـــف .
والخسف يحصل بفعل جبرائيل ع ( عن امر الله تعالى )
والضمير ( ها ) في قول المعصوم ع " فيضربها برجله " تعود على الارجح للارض التي تحت اقدام جيش السفياني ، ولو اريد من الضربة نفس الجيش لكان التعبير يكون مثلا " يضربهم برجله "
لذلك كلام المعصوم ع بعد ذلك واضح في تبيان اثر ضربة جبرائيل ع للارض التي تحت اقدام جيش السفياني ، حيث يقول عليه السلام ( يخسف الله بهم عندها ) .
علما ان الرواية رقم 3 اعلاه عن الامام الباقر ع ، توصّف الفعل الجبرائيلي ع الذي ينزل العذاب بجيش السفياني ( الخسف ) على انه : ( فينادي منادٍ من السماء : يابيداء ابيدي القوم ) . اي نوع نداء / صيحة وليس بعيد عنه ان يكون ميتافيزيقياً ( ما وراء الطبيعة ) لان جبرائيل من عالم الملكوت / عالم الامر ، وعالم الامر لا يحتاج اهل نشأته الى التوسل بالاسباب الطبيعية لتحقيق الفعل والمراد ( إنما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ) ، وعليه حتى هذا الذي ذكرناه اعلاه من ضرب جبرائيل ع الارض التي تحت اقدام جيش السفياني ومن ثم الخسف بهم هو ليس يتصور كضربة مخلوق عملاق بشكل ما لهذه الارض واحداث الخسف بهم ، حيث هذا يحتاجه موجودات عالم الملك وليس الملكوت ، ولكنه مثال من المعصوم ع لتقريب المعنى ، الا ان تكون هناك قرينة تعطي معنى تفسيري معين ، والله اعلم .
والسلام عليكم
---------------------
(1) : انظر الرواية رقم 2 اعلاه ، تذكر ان السفياني يقتل 300 كبش من بني العباس في بغداد ، اي احد مصاديق بني العباس في اخر الزمان محلهم الجغرافي العراق / بغداد ، ولعلهم حكام البلاد وقتها كما يظهر محتملا ، فتأمل
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 04-06-2015 الساعة 07:47 AM.
بارك الله فيكم اخي الفاضل الطائي واحسنتم كثيرا كثيرا , جزيل الشكر على هذه المتابعة والتدقيق في الاسئلة وفقتم لكل خير الاجابة الصحيحة هي ماتفضلتم به ...
وعليه تكون اجابة السؤال الرابع ماتفضل به الاخ الطائي وهي (غياب الهوية) وقد تبينا صحة الاجابة بعد التحقق منها ..
وعليه ستكون نقطتان لصالح سماحة الاخ الطائي
وثلاث نقاط لسماحة لاخت الفاضلة اج جنى ^^ ..
احسنتم كثيرا ..
التعديل الأخير تم بواسطة الجزائرية ; 05-06-2015 الساعة 01:57 AM.