مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.53 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كربلائية حسينية
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
بتاريخ : 19-03-2012 الساعة : 02:20 AM
بصراحة ,, موضوع الاعتراف بجرائم الطبخ شدني الى المزيد وكأنني في فيلم غربي حيث يذهب المجرم الى الكنيسة ليعترف الى الكاهن الذي يعفيه من ذنوبه فيذهب المجرم مرتاح البال مرفوع الهمة كأن امه قد ولدته للتو ,,
اتذكر جريمة اقترفتها بحق الفن المطبخي في يوم من ايام الدراسة الجامعية في بغداد في التسعينيات ,, حيث كنا انا و اصدقائي الثلاثة قد قررنا ان نطبخ دجاجة على العشاء
لكوننا في فترة امتحانات و ضيق الوقت لا يسمح بأن نأكل في المطاعم ,, وما كاد احد اصدقائي ينهي جملته قائلاً من الذي يستطيع ان يطبخ الدجاجة ,, حتى قفزت من السرير ,,
وكأن باب السعادة قد فتح لي على مصراعيه ,,
و صرخت بدون تردد ,, انا ,, قلتها وكأن نشوة من النصر تجتاحني ,, شعرت كأنني ((راسل كرو )) في وسط حلبة المصارعة الرومانية في فيلم ((ذا كلادييتر)) ,, شيء ما في داخلي اوهمني انني موهوب في الطبخ ,, حينها صاح صديق طفولتي حسن بسخط ,, ((والله لو تموت ما اخليك تطبخ )),,(( اولست الطباخ الايطالي الذي احرق افواهنا العام الماضي )),,
ورغم انه تلفظ كلمة الطباخ الايطالي بأستهزاء الا ان ذلك لم يكن ليفت في عضدي ,, غير انني اقنعتهم جميعا بخطبة عصماء انني افضل الخيارات المتاحة لديهم بأعتباري لا اعاني من اية مشكلة في الامتحان القادم لأنه سوف يكون بمادة الترجمة وهي من الدروس السهلة جدا على عكس الباقين ,, بالاضافة الى انني قد اتقنت فنون الطبخ هذه المرة ,, فرأيتهم منصتين لي كأن على رؤوسهم الطير ,, وفي الاخير اقتنعوا ,,
فسألتهم بكل ثقة ,, كيف تريدون المرقة ,, حمراء ام بيضاء ,, فأجابوني ,, حمراء ,, وانصرفوا الى القراءة ,, و لكوني لا املك اية خبرة في طبخ الدجاج وقد باءت جميع محاولاتي للتعلم في البيت بالفشل الذريع,, فأنني جمعت كل ما وقعت عليه يدي من بصل و بهارات و معجون الطماطم والدهن ثم وضعتها في القدر,,
ووضعت الدجاجة فوق الخليط واغلقت القدر لربع ساعة على نار عالية ثم فتحته وسكبت الماء فوق الخليط وانا ادندن بموسيقى (( مونا مور)) ,, ثم ذهبت لا عد الاطباق ,, و اقرأ قليلاً ,, حتى انقضت ثلاثة ارباع الساعة او اقل بقليل رجعت الى القدر و فتحته ... ولا اكتمكم انني صعقت لما رأيت ,, كان القدر يفور بسائل اسود كأنه شاي محروق ,, ولم استفق من صدمتي حتى طرق مسامعي صوت اصدقائي .. (( سوينا ثريد )) ... فلم اجبهم .. فأخرجت الدجاجة التي اسودت بفعل المرق الاسود ووضعتها في صحن كبير,, كان منظر الدجاجة مريعاً فقد احترق معجون الطماطم الذي وضعته مع باقي المواد كيفما اتفق وبالتالي صبغ المرق والدجاجة معاً ,, وما هي الا لحظات حتى دخل الجميع ,, فوقفوا متسمرين واعينهم على هذا المخلوق الاسود الذي يتصاعد منه البخار والقدر المملوء بماء اسود ,, ومن ثم افتتح سيل التوبيخ والتقريع حسن بقوله ,, (( لا طباخ ايطالي)) ,, بصراحة كان الغضب يتآكل الاعين الستة التي فوقي ,, فلذت بالصمت المطبق ,, لأن الكلام لم يكن بصالحي قطعاً خصوصاً وانا كنت اصغرهم حجماً ,, وبعد ما يقارب الساعة من الزعل ,, و فوران الدم تسللوا واحدا واحداً الى الدجاجة والمرقة ,, فوقفت خلفهم لأسمع احدهم يقول (( لقد نسي ان يضع الملح)) ,, فأجبته على الفور ,, (( اكلوا ما دام عمكم طيب ,, الف عافية ببطونكم وبطون الخلفوكم ))..
تحياتي للجميع وبالاخص الكربلائية الحسينية التي فتحت لنا باب الاعتراف بالجرائم للتخفيف عن كواهلنا
|