إفاضات النهار ...(( لأجل هذا أحبك يا عراق ))...
أتنقل بين رحاب المدينة كل يوم صباحا ًظهرا ًعصرا ً...
غالبا ًما استقل وسيلتيّ نقل كي أصل إلى مكان عملي
اليوم عند الظهيرة استوقفتني حادثة طريفة نكتة في
محتواها ؛ راقية في عمقها ومعناها ... للفرد العراقي الأصيل والذي يصـــــــــرخ
بعلو صوته ... نعم ... نعم ... أنا موجود ....أنا موجود... بل من أجلي كان العراق.
في مرآب سيارة أحد الأحياء ركبت بصحبة ثلاثة أشخاص في سيارة " أوبل " ...
أنا واثنان في الخلف وفي الأمام راكب واحد كان في انتظار أن يأتي راكب آخركي
يكتمل العدد وتنطلق السيارة بنا إلى الحي الذي فيه دائرتي التي أعمل فيها ...
ومحور حديثي في الراكب الذي يجلس في الأمام ؛ فقد جاءت امرأة عجوز تحمل
مقتنيات اشترتها ... كي تركب معنا لكن ... هي لاتستطيع الجلوس في الأمام لضيق
المكان ... فما كان من الراكب الذي في الأمام إلا أن يلتفت صامتا ً... وكأنه يترجى
أحدنا كي يترجل ويجلس برفقته كي يتسنى للامرأة العجوز الجلوس في الخلف ...
ولكننا آثرنا الصمت وعدم الاكتراث ...
بعدها جاء تلميذان صغيران في العمر وكل واحد منهما يحمل حقيبة ممتلئة بالكتب
والدفاتر ... من ثم جلسا معا ًبرفقة الراكب الذي في الأمام ولم يبد ِامتعاضه بل
ساعدهما بالجلوس وأخذ من أحدهما الحقيبة كي يساعده في الجلوس ... مع العلم
أن المكان لايسع اثنين فكيف بثلاثة ...!!!...
بعدها فعل أغرب من ذلك ... دفع عن التلميذين أجرة النقل ...!!!... وبكل صمت
ونسيان للذات ... أي خلق سمح كريم هذا ؟!....
إفاضات النهار... (( بائع العلاقات النايلون ويوم المظلوم ...))
أطفال يتقافزون أمامك بأعمار صغيرة جدا ًكي يوفروا لك ماتضع فيه مااشتريته
مع الالحاح كي تشتري منهم بل وتوسل لأنهم يريدون أن يعودوا بسرعة لأسرهم
وفي جيوبهم المال اللازم لاستمرارية الحياة لشراء الماء ودفع قسط المولدة و
شراء ما لم توفره الحصة التموينية وأيضا لتوفير غاز طبخ الطعام والقائمة طويلة...
وفي يوم المظلوم والذي تقدم به السيد القائد العام لجيش المهدي حجة الاسلام
والمسلمين الصدر الثالث بالميدان ؛ ألح علي طفل صغير كي اشتري منه علاقة
ورغم عدم حاجتي إليها أخذتها منه وقلت له بصوت مسموع " ... يا ترى أين
راح عنك من عقد اليوم مهرجان يوم المظلوم ...!!!...".
فبدل الهتاف الفارغ والجلوس مع ممثل الجامعة العربية واشغال المكان بما
لا طائل من وراءه وقطع الطرق وتعطيل المعطل أصلا ً... لو بدأ هؤلاء المتشدقون
حملة لإعطاء هؤلاء رواتب تجعلهم قارين في بيوتهم ... وبمصروفات ليست مليونية
بل هي "... من لحم ثورة اطعمة ..." ألا يكونون واقعيين أكثر من تكرار الهتاف
وتحريك الأكتاف ... ونقد حكومة جعلت الهاذر يهذر والموالي المعارض يبذر...!!!...
أفاضات النهار ...(( الذي يذهب لزيارة الحسين عليه السلام يدعو لغيره أم يدعون هم له ))!!...
في طريق كربلاء المقدسة مع أفواج الموالين الفقراء الذين تركوا خلفهم عوائلهم ومشاغلهم
وتوجهوا صوب المدينةالطاهرة مدينة الحسين عليه السلام مدينة العباس عليه السلام مدينة
علي الأكبر عليه السلام مدينة الأهل والأصحاب فوج الجنة ؛ مدينة سجلت أصداء صوت العقيلة
زينب عليها السلام .
كان الزائرون يتلهون عن غربة ترك الدار والأهل بتذكر وطن الملحمة الاستشهادية الجهادية
الكبرى ؛ مع الاطلاع على ماجادت به أقلام المتصدين لحكم يشبه في باطنه إلى شكل كبير ما
سطره بنو أمية في حب الدنيا والملك ومتاع زائل وإن بدا لأحدهم نصرهم للحسين عليه السلام
في الظاهر ...
لفت انتباهي إحدى الملصقات والذي رأيت فيه العجب العجب وقرأته أكثر من مرة كي أتأكد أنه
صدر من هذا الشخص المبجل والذي ينتسب للأسرة الهاشمية المطهرة ؛ وكي أتأكــــد أنه كان
يعني ما يقول ...
ولأني لا أتذكر القول بنصه والذي اعتبره مريدوه نصا ًيستحق الاقتباس والتصدر على قارعة
طريق وقافلة الزوار الحسينيين مفاد القول :- (( لم اتمكن من زيارة الحسين ... ولكن قلبي
معكم ... وسوف أدعو لكم في صلاتي ...!!!))....!!!...
العجيب الغريب أن السيد المبجل لايطلب من الزوار القاصدين إلى الحسين في حالت وصولهم
تحت قبة الحسين عليه السلام أن يدعو له ؛ بل هو يدعو لهم ...!!!....
إفاضات النهار (( يذم غيره ويعتبرذلك صلف وداء عظمة بل وكفر وينسى نفسه ))
خلال سير أعمارنا وسيلها إلى النفاد واللحد عاينا ببصرنا وبصيرتنا العجب العجاب ممن
اتحفنا بنفسه وملامحه التي خطت عليها الأيام أصباغ البهلوان ؛ ورغم الجرح الغائر في
أصل خاصرتنا إلا أننا ابتسمنا مرات وضحكنا نوبات...
عندما وجدنا الطاغوت الدكتاتوريضع صوره وينثرها على قارعات الطرق وفوق البنايات
بل أنه يظهرعلى شاشات التلفاز يوميا ً؛ماحدا بأحدهم أن يضع صورته على جهاز التلفاز
ويغلقه ساخرا ًسخريته المرة ؛ حتى اليوم الذي كانت صور أمثال صدام في ولعه بحب الذات
والغطرسة وداء العظمة ؛كانت صورهم في بداية ونهاية كل محافظة وقضاء وناحية ولكل
واحد منهم قناة تلفزيونية ...!!!...
وعندما تعالت الرتب وزورت الشهادات كي تلحق عشيرة صدام وجلاوزنه به في برجه العاجي
حصل نفس الشيء مع هؤلاء الذامين ...!!!
في صورة لأحد الطغاة وهو الملك السعودي عبدالله سخر أحدهم منه وهويقبل سيفا ًصنع من
الحديد ؛ مع حكمه على من قبل ضريح قبر الرسول ص وآله ؛ أوقبل ضريح الأمام علي عليه
السلام ؛ أوقبر الحسين عليه السلام بالكفر ...
أليس ذلك مما يسمم المزاج بضحكة صفراء على واقع مريض ...!!!
إفاضات النهار (( مدير لا يجلس على كرسي !!!...))
كان معاونه يجلس على الكرسي بل ويسدي له الأوامر مرة بعد أخرى وهو يستجيب له ويتحدث معنا
ويتضاحك بيننا ويجذب أطراف الحديث ويسوق الكلام بعفوية وهدوء ؛ فأخذني من أمره عجبا ًمن المدير
هو أم الشخص الآخر الذي دائما ًمايجلس على كرسيه ويُصدر التعليمات له ؟!.
ولكن شكي زال بعد أن وجدت اسمه مسجلا ًفي اسفل القوائم !!!...
لايحب الكرسي ولا يجلس عليه ويجعل من هو دونه في السلم الوظيفي يصدر له الاوامر وهو جالس
على الكرسي .... وهو يدور حواليه وحوالينا كالنحلة ...
أما الوزراء والوكلاء والمديرون فيجلسون على الكراسي ويأخذون أعلى الرواتب والمكافآت وابدال
السفر والمخاطر والكوارث والأمراض والأوبئة والتقاعد المضروب في كذا وبفم غيرهم الكثكث ...!!!
إفاضات النهار (( أعرابي الألفية الثالثة ))...هاهاهاها
سوري يميل بكفته إلى الجيش الحر واللحى الطويلة التي بدأت تنشر الخراب
وبيدها سلاح قاتل وصولا ًإلى سلطة وحكم وخلافة اسلامية بغداء مع الرسول
ص وآله في الجنة أو التنادي بلقب أمير المؤمنين كيف ما كان كالخلفاء الراشدين
الذين بدأت معهم سطوة الدنيا بالدين .
كان اسمه على النت (طيب الخلق ) لكنه كان اعرابيا ًفي رده عندمن يخالف
توجهه ؛ ولمـــااصبح هذا الاسم على المحك انتفض انتفاضة الاعراب ؛ وعد
طرحي طائفيا فاسدا ً؛ ولما ابديت له رأيي في من يخرب بلده من امثال
القرضاوي وقطر حمد وسعودية عبدالله وأنه مثلهم يحاول حرق الأخضر واليابس
لأجل ذلك ؛ من ثم طالبني من هو مشابه له في نهجه بالاعتذار أو أحذف من
المنتدى ، وبعد انسحابي من المنتدى ؛؛ فوجئت بهذا الاعرابي يبعث لي برسالة
على بريدي الالكتروني يقول فيها أنه سيهجوني بقصيدة باللغة العربية هجاءا ً
مقذعا ًإذا ما عدت لمثل ذلك وهو يحذرني هاهاهاها... هاهاهاها...
أرأيتم إنه اعرابي من الدرجة الممتازة المحسنة ويستخدم وسائل متقدمة كي
يمارس اعرابيته ؛؛ فهو لايزال يعيش في أجواء الخلافة والملك ومجالسها وكأنني
أجالسه في إحدى باحات قصر معاوية بن سفيان (لع) أو الوليد بن يزيد ( لع ) أو
أبي جعفر المنصور أو المتوكل وهو يرفع عقيرته هناك بمدح وهجاء كما يفعل ذلك
الحطيئة أو ابن برد أو ابن الرومي ...
سأخلد ذلك بقصة قصيرة للعبرة والتندر في الألفية الثالثة .لأعرابي عبر الزمن كي
يعاقر السكر على لوحة المكتبة لجهاز الكومبيوتر أو النقال وهو يهجو بأبيات مقذعة
من يخالفه الرأي ...
إفاضات النهار ... ( تهنئة تقليدية ؛؛ وما أشبه الليلة بالبارحة )
خلال نهار رمضان طاب لي التسوق في مدينة الديوانية ؛ فيممت صوب سوقها الكبير
وعند عبور الجسر لفت نظري تهنئة المحافظ الجديد معلقة بالمسامير على حائط قرب
المصرف وهي عبارة كلاسيكية تقليدية طالما ثقبت الحيطان مرة تلو أخرى...
ومن ثم بدأت رحلة البحيرات الزرقاء وتكومات النفايات هنا وهناك وكأننا عرفنا رمضان و
أيامه من خلال التهاني المسمارية أما الوقوف الميداني على التهني بالعمل والخدمة
فلا وألف لا ...!!!...
بعدها طالعتنا الأسعار التي تجد من يطلق عليها (( تصعيدات ... تصعيدات ... )) في
رمضان طبعا ًدون رقابة أو احترام للشهر أو حتى وازع من ضمير ولا كذلك الخضروات
التالفة وغير الناضجة التي تملأ المحلات وتتلاعب بها الشمس على الأرصفة ؛ فهي
مشكلة كبيرة جدا ًجدا ً... تحتاج إلى تشريع وقانون وتصويت عفوا ًأغلبية ...
إنها حمى التكرار والروتين الثقيل والرتابة في الشارع العام مؤسسة وأفراد شيء
من الدائرة المغلقة ومسمار وخيط مع قلم يخطها ويرسمها هي هي بحذافيرهاولا
يخرج أحد منها ... إلا بما شاء الله بجماع واحد يوما ًما ...