طيب لنرى هل هذه المقوله صحيحه أم هي تلبيس على الناس ؟
اقول مستعيناً بالله ،، يجب ان نعلم بأن كتب التفسير إنما ( تنقل ) لنا روايات ،، ولا يشترط ان تكون هذه الروايات كلها صحيحة لأنها نقولات فقط ،، وعلينا ان نمحص الروايات من خلال اسانيدها ومتنها حتى نستطيع الخروج بالتفسير الصحيح للآيات الكريمة من كتب التفسير ..
ونذكر الجميع بكلام الحافظ ابن كثير حول الروايات عن آيه الولاية : ( وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها .
- تفسير ابن كثير 2 \ 76 ء 77 -
ها قد استخرجنا الحكم على هذه الروايات ,, التي تصرح بان الآيه نزلت في علي رضي الله عنه لما تصدق بخاتمه ,, ولكن لنبحث لما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله بضعف هذه الروايات
تزعمون ان الإمام الطبري أقر في تفسيره بانها نزلت في علي رضي الله عنه لنرى ,,
كما قلت أن كتب التفسير تنقل لنا روايات ,, و تفسير الطبري حاله كحال غيره من كتب التفسير ينقل لنا روايات ولا يعني ذلك بانه يعتقد بما ينقله ( فناقل الكفر ليس بكفار )
لكن لنقف وقفة معه ما ذكر من المرويات :
1 - تفسير الإمام الطبري :
هذه اول اربع روايات :
يعنـي تعالـى ذكره بقوله: { إنَّـمَا وَلِـيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا } لـيس لكم أيها الـمؤمنون ناصر إلاَّ الله ورسوله والـمؤمنون، الذين صفتهم ما ذكر تعالـى ذكره. فأما الـيهود والنصارى الذين أمركم الله أن تبرءوا من ولايتهم ونهاكم أن تتـخذوا منهم أولـياء، فلـيسوا لكم أولـياء ولا نُصَراء، بل بعضهم أولـياء بعض، ولا تتـخذوا منهم ولـياً ولا نصيراً. وقـيـل: إن هذه الآية نزلت فـي عبـادة بن الصامت فـي تبرئه من ولاية يهود بنـي قَـينُقاع وحلفهم إلـى رسول الله صلى الله عليه وسلم والـمؤمنـين. ذكر من قال ذلك:
( لاحظوا كلام الإمام الطبري وقيل إن هذه الآيه نزلت في عبادة بن الصامت ,, ( قيل ) الرجل ينقل لنا الروايات ! )
ثم ذكر :
حدثنا هناد بن السريّ، قال: ثنا يونس بن بكير، قال: ثنا ابن إسحاق، قال: ثنـي والدي إسحاق بن يسار، عن [عبادة بن الوليد] عبـادة بن الصامت، قال: لـما حاربت بنو قـينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشى عبـادة بن الصامت إلـى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أحد بنـي عوف بن الـخزرج، فخـلعهم إلـى رسول الله، وتبرأ إلـى الله وإلـى رسوله من حلفهم، وقال: أتولـى الله ورسوله والـمؤمنـين، وأبرأ من حلف الكفـار وولايتهم ففـيه نزلت: { إنَّـمَا وَلِـيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِـيـمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }لقول عبـادة: أتولـى الله ورسوله والذين آمنوا، وتبرئه من بنـي قـينقاع وولايتهم. إلـى قوله: فإنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الغالِبُونَ.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت أبـي، عن عطية بن سعد، قال: جاء عبـادة بن الصامت إلـى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر نـحوه.
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنى معاوية بن صالـح، عن علـيّ بن أبـي طلـحة، عن ابن عبـاس، قوله: { إنَّـمَا وَلِـيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا } يعنـي: أنه من أسلـم تولـى الله ورسوله.
نجد في اول ثلاث روايات انها نزلت في عبادة بن الصامت ,, والرواية الثالثه عن ابن عباس كانت في جميع المؤمنين بدون تخصيص فأين علي بن ابي طالب رضي الله عنه ؟!!
ثم يذكر الإمام الطبري رحمه الله هذا الكلام :
وأما قوله: { وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِـيـمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي الـمعنـيّ به، فقال بعضهم: عُنِـي به علـيّ بن أبـي طالب. وقال بعضهم: عُنـي به جميع الـمؤمنـين.
ذكر من قال ذلك:
( لاحظوا الإمام الطبري رحمه الله ينقل روايات فيقول البعض قال انها في علي والبعض قال انها في جميع المؤمنون كما هو الحال مع عبادة بن الصامت ,, فالإمام الطبري إنما ينقل لنا الروايات فقط ! )
ثم ذكر لنا مثال عن انها نزلت في علي رضي الله عنه وحادثة التصدق وذكر رواية ثانية
وهي آخر رواية في الصفحة الأولى ستجد هذه العبارة في نهاية الرواية :
قلنا: بلغنا أنها نزلت فـي علـيّ بن أبـي طالب، قال علـيّ من الذين آمنوا
لاحظوا الم ينقل لنا الأمام الطبري ان البعض يقول انها نزلت في علي رضي الله عنه ,, والآخر يقول انها في جميع المؤمنين ,, ( علي من الذين آمنوا ) لاحظ هو ينقل الروايات فقط ..
3- تفسير مفاتيح الغيب للرازي :
اقول هذا التفسير لا يصح ,, لأن الرازي عليه مأخذ كثيرة منها عنوان كتابة ( تفسير مفاتيح الغيب ) الذي عدها بعض العلماء بأن هذا إشراك مع الله سبحانه وتعالى في علوم الغيب وهذا قول خطأ ويناقض قوله تعالى : ( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ )
و أولها أسم التفسير نفسه ( مفاتيح الغيب )!
لنرى ماذا قال الرازي في تفسيره :
في قوله { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } قولان: الأول: أن المراد عامة المؤمنين، وذلك لأن عبادة بن الصامت لما تبرأ من اليهود وقال: أنا بريء إلى الله من حلف قريظة والنضير، وأتولى الله ورسوله نزلت هذه الآية على وفق قوله. وروي أيضاً أن عبدالله بن سلام قال: يا رسول الله إن قومنا قد هجرونا وأقسموا أن لا يجالسونا، ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل، فنزلت هذه الآية، فقال رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين أولياء، فعلى هذا: الآية عامة في حق كل المؤمنين، فكل من كان مؤمناً فهو ولي كل المؤمنين...
ثم قال الرازي :
القول الثاني: أن المراد من هذه الآية شخص معين، وعلى هذا ففيه أقوال: روى عكرمة أن هذه الآية نزلت في أبي بكر رضي الله عنه. والثاني: روى عطاء عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام. - ثم ذكر رواية تصدق علي رضي الله عنه بخاتمه -
البعض قال انها في ( ابي بكر رضي الله عنه ) و القول الثاني انها في ( علي رضي الله عنه ) لاحظوا الرازي ينقل لنا فقط !
4- الدر المنثور للسيوطي ,,
كما قلت كتب التفسير إنما تنقل لنا روايات ,,,
يقول الإمام السيوطي في اول تفسيرة :
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عطية بن سعد قال: نزلت في عبادة بن الصامت { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا }.
ثم نقل لنا رواية ثانية فقال :
وأخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: " تصدَّق علي بخاتمه وهو راكع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للسائل " من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع، فأنزل الله { إنما وليكم الله ورسوله } " ".
اقول نلاحظ ان اول رواية تقول انها في عبادة بن الصامت رضي الله عنه ,, والثانية تقول انها في علي رضي الله عنه وارضاه ... وهذا يدعم قولي بان كتب التفسير إنما تنقل الروايات فقط ..
وفي آخر الصفحة توجد رواية وفيها حادثة تصدق علي رضي الله عنه بالخاتم وإليكم سندها :
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال
فالروايه سندها ضعيف ! أحببت ان اذكر هذا حتى أدعم قولي بأن كتب التفسير إنما تنقل وعلينا التمحيص !
اقول اولم نقل لكم بأن كتب التفسير إنما تنقل الروايات فقط ,,,
وهذا تعلق الإمام الحافظ ابن كثير على هذه الروايات في تصدق علي رضي الله عنه بخاتمة فقد قال في هذه الروايات : وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها .
- تفسير ابن كثير 2 \ 76 - 77 -
5 - تفسير الإمام ابن كثير
من خلال تفسير ابن كثير يحتج الزملاء الشيعه علينا بعباره وجدت في تفسير ابن كثير ,,
- وروى ابن مردويه أيضا عن طريق محمد بن السائب الكلبي وهو متروك عن أبي صالح عن ابن عباس قال خرج رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- إلى المسجد والناس يصلون بين رافع وساجد وقائم وقاعد وإذا مسكين يسأل فدخل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال أعطاك أحد شيئا؟ قال نعم قال من؟ قال ذلك الرجل القائم قال" على" أي حال أعطاك ؟ قال وهو راكع قال وذلك على بن أبي طالب قال فكبر رسول الله عند ذلك وهو يقول " من يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون وهذا إسناد لا يقدح به
فيقولون ان الحافظ ان كثير صحح الرواية و قال هذا إسناد لا يقدح به !
اقول ان الحافظ ابن كثير قال: وهذا إسناد لا يفرح به (بضم الياء) / والقدح يكون في الشئ (لا يقدح فيه) وليس (لا يقدح به!)
وتستطيعون ان تذهبوا لأي مكتبة عامة لتجدوا قوله: لا يفرح به، بل بمجرد النظر في الرجال تعرف انه لا يصح
لاحظوا السند فيه ( الكلبي ) وعقب الحافظ ابن كثير فقال ( وهو متروك ) فكيف يضعف السند وثم يقول هذا إسناد لا يقدح به ,, مما يعني ان هناك غلطه مطبعيه لا أكثر ولا أقل !!
ويذكرون رواية اخرى في تفسير ابن كثير في سندها الضحاك يروي عن ابن عباس ,, ويعقب الشيخ على ذلك , ويقول الضحاك لم يلق ابن عباس ,, يعني السند منقطع فلا تصح الرواية !
6- تفسير الكشاف للزمخشري :
الزمخشري لا يعتبر من ( اهل السنه والجماعه ) لأنه معتزلي !
وهذا ينافي مقولتهم ( جميع مصادر اهل السنه والجماعه تقر على أن الآيه نزلت في علي ! )
قد يحتج البعض بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الزمخشري حيث قال :الزمخشري وابن عطية وإن كانا من المعتزلة إلا أنهما (كانا أقرب إلى أهل السنة) من غيرهما ....
على ان الزمخشري من اهل السنه ,,, ولكن هذه دعوى باطله لان الشيخ صرح بان الزمخشري معتزلي ! يفهم من كلام الشيخ إنه كان يقارن بينهما وبين المعتزله ,, فهم و إن كانوا معتزله إلا انهم اقرب لنا ولكن هذا لا يعني انهم ليسوا معتزله !!!
فارجوا ان لا يحصل خلط بسبب هذا الكلام بارك الله فيكم
هذه أشهر التفاسير فأين الإجماع يا ترى ؟!؟!!؟!؟!؟!؟
وقفات سريعه مع بعض العلماء الذين يدعي الشيعه انهم من اهل السنه والجماعه وقالوا بإجماع السنه على ان الآيه نزلت في على رضوان الله عليه :
الشريف الجرجاني في كتابه : ( شرح المواقف ) : ( وقد أجمع أئمة التفسير على أنّ المراد بـ ( الذين يقيمون الصلاة ) إلى قوله تعالى ( وهم راكعون * علي فإنه كان في الصلاة راكعاً فسأله سائل فأعطاهخاتمه فنزلت الآية ) ( شرح المواقف 8/360 )
اقول : [COLOR="rgb(0, 100, 0)"]علي بن محمد المعروف بالسيد الشريف الجرجانيمن المتضلّعين في الأدب العربي ، المعدود من كبار المتكلّمين على المنهج الأشعري[/COLOR]
- الاعلام 5 \ 7 -
وما شأننا والأشاعره ؟
وقال سعد الدّين التفتازاني في ( شرح المقاصد ) : ( نزلت في علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – حين أعطىالسائل خاتمه وهو راكع في صلاته ) ( شرح المقاصد 5/170 ) .
وهو أشعري ايضاً
وقال علاء الدين علي بن محمد الحنفي القوشجي السمرقندي : ( بيان ذلك : أنها نزلت باتفاق المفسرين في حق علي بن أبي طالب حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع في صلاته ... ) ( شرح تجريد الإعتقاد 368 )
أشعري ايضاً
الكنجي: أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الشافعي ، المتوفى سنة : 658 ، رَوى عن أنس بن مالك أن سائلا أتى المسجد و هو يقول : من يقرض الملي الوفي ، و علي ( عليه السَّلام ) راكع ، يقول بيده خلفه للسائل ، أي إخلع الخاتم من يدي ، قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " يا عمر و جبت " ، قال : بابي أنت و أمي يا رسول الله ما و جبت ؟ قال : " و جبت له الجنة والله ما خلعه من يده حتى خلعه الله من كل ذنب و من كل خطيئة " ، قال : فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرائيل ( عليه السَّلام ) بقوله عَزَّ و جَلَّ : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } التفسير الكبير : 2 / 26
الشافعي الكنجي شيعي ,, فكلامه لا يعبر عن اهل السنه !
ولكن أحببت ان اضع هذا بين ايديكم حتى لا ياخذ منكم وقت في البحث لرد هذه المقوله الزائفه التي لا تصح
فقد اثبتنا ولله الحمد ان هذه المقوله غير صحيحه ,, فاين هو الإجماع كتبه الأخ وهابي حنيف
|