|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 02-04-2013 الساعة : 02:30 PM
رأي الشيعة في أمهات المؤمنين وبخاصة في عائشة
كتب الأستاذ سعيد الأفغاني لمناسبة ما يقوم به من بحث عن عائشة، كتب كتابا إلى المؤلف جاء فيه:
1 - ما هو رأي الشيعة المتفق عليه في أمهات المؤمنين عامة مستندا إلى المصادر الموثوق بها المجمع على احترامها عندهم.
2 - رأيهم في السيدة عائشة خاصة، وجميع ما كان منها.
3 - رأيكم الخاص في الأمرين على التفصيل بصفتكم أبرز مجتهدي الشيعة اليوم أثرا في الاصلاح.
4 ما هي المراجع المعتمدة عند الشيعة التي يحسن بالباحث الرجوع إليها كلما أراد معرفة رأيهم الرسمي في قضية ما لأنه قد ثبت عندي أن الاعتماد في ذلك على ما حكي من آرائهم في كتب غيرهم كابن تيمية وابن حزم في المتقدمين والنشاشيبي مثلا في المعاصرين مخالف لأصول البحث العلمي المجرد.
5 - هل صحيح ما حكي عنهم في كتاب الاسلام الصحيح للنشاشيبي؟ وخاصة ما جاء في ذيل الصفحتين 86 و 87 منه بحق السيدة عائشة.
الجواب:
قلتم انكم تريدون أن تكون دراستكم حيادية، شاملة وجهات النظر كلها، وقد أعوزكم ان تدرسوها من وجهة النظر الشيعية، وإنكم لم تقتنعوا بما رأيتم من آرائهم في كتب غيرهم، ابن تيمية مثلا في منهاج السنة، والإنصاف يقتضي دراستها في مظانها، وطلبتم ان أدلكم على مصادر شيعية وتعيين ما نراه محترما موثوقا يعبر في نظرنا عن وجهة النظر الشيعية لتستطيعوا الاعتماد عليها، وإن أبين لكم رأيي الخاص في الموضوع، وطلبتم في كتابكم الثاني الجواب عن خمسة أمور لا تخرج عما طلبتم في الكتاب الأول الجواب عنه.
فأقول مجيبا وسائلا منه تعالى التوفيق والتسديد لصواب القول:
اما قولكم إن في نيتكم أن تكون الدراسة حيادية: فنعم ما تفعلون إذا أمكنكم ذلك. فان ما في الكتب الإسلامية مما يرجع إلى الآراء والديانات قد اختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل واعتورتها العصبيات والأهواء، ومضى على المسلمين أحقاب وقرون دخلت فيها السياسة في الدين، واستغل الدين لتوطيد الملك واختلقت الأحاديث والأقوال حسب رغبة الملوك والأمراء والسلاطين وبعض من يحملون لقب الخلافة. فعل ذلك خوفا وطمعا ولارغام فريق وتأييد فريق كما هو الشأن في كل عصر وزمان واقتضت السياسة في غالب العصرين الأموي والعباسي الغض من العلويين وإرغامهم واقصاءهم وإخمال ذكرهم واختلاق كل ما فيه إرغامهم وتأييده وتشييده لا سيما من طريق الدين والناس عبيد الدنيا إلا من عصمه الله وقليل ما هم.
ومهما بذل العلماء جهودهم في تنقية الأخبار لم يستطيعوا وإن تخيلوا ذلك؛ لأن العصبيات المذهبية والعداوات الدينية تأصلت في النفوس وتوارثها الخلف عن السلف ومن أراد تجريد نفسه عنها لم يوفق لكثرة ما في الامر من الاختلاط إلا ما شاء الله ولا يمكننا تنزيه ما عند فريق دون فريق عن ذلك فما علينا إلا أن ننعم النظر ونأخذ بما أتفق عليه الكل وتوافقت عليه الأخبار من الطرفين وأيده الكتاب العزيز والسنة الثابتة عند الجميع.
أما عدم إقتناعكم بما ترونه من آراء الشيعة في كتب غيرهم فهو الصواب لأنها قد كثرت النسب الباطلة إلى الشيعة في كتب غيرهم وتداولها الناس ولا سيما ما في كتب ابن تيمية الذي غلب عليه التعصب وأتى في كتابه الذي سماه منهاج السنة بما تشمئز منه النفوس وعاب مسلكه كثيرون من علماء أهل السنة كالامام السبكي وغيره بما لا يتسع المقام لبيانه. وشهد عليه ابن بطوطة بأن في عقله شيئا.
أما الجواب عن السؤال الأول:
فيمكنني في هذه العجالة ان أبين لكم خلاصة عقيدة الشيعة المتفق عليها في نساء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عامة وفي أمهات المؤمنين نساء النبي ص خاصة:
يعتقد الشيعة وجوب تنزيه الأنبياء عن جميع العيوب والنقائص سواء كان ذلك في أفعالهم كالاكل على الطريق ومجالسة الأرذال أو صناعاتهم ككونه حجاما أو زبالا أو أخلاقهم كالحقد والحسد والجبن والبخل أو في أجسامهم كالبرص والجذام أو عقولهم كالجنون والبله أو في الخارج عنهم كدناءة الآباء وعهر الأمهات أو الأزواج فتحصل من ذلك أن زوجة النبي يجوز أن تكون كافرة كما في امرأتي نوح ولوط ع ولا يجوز أن تكون زانية لأن ذلك من النقائص التي تلحق النبي فتوجب سقوط محله من القلوب وعدم الانقياد لأقواله وأفعاله وذلك ينافي الغرض المقصود من إرساله.
وحينئذ فقوله تعالى في حق امرأتي نوح ولوط: فخانتاهما يراد منه الخيانة بغير ذلك ولا عموم في لفظ الخيانة.
أما إعتقادهم في خصوص أزواج النبي ص فهو ما نطق به القرآن الكريم وأتفق على نقله أهل الآثار والاخبار دون ما أنفرد به بعضهم ولم يقم برهان على صحته ما روي لأمور سياسية في عصر الملك العضوض أو انفرد به شذاذ لا عبرة بهم.
هذا هو إعتقادهم ومن نسب إليهم سوى ذلك فقد أخطأ.
فأزواج النبي ص أمهات المؤمنين في لزوم الاحترام والتكريم احتراما للنبي ص وحرمة نكاحهن من بعده، النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم، ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده.
وإن الزوجية للنبي ص لا ترفع عقاب المعصية بل تضاعفه كما تضاعف ثواب الطاعة: يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين، ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين، يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن.
وإن زوجية المرأة للنبي لا تنفعها مع سوء عملها كما أن زوجيتها للكافر المدعي الربوبية لا تضرها مع حسن عملها: ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله.
وإن بعض أزواجه ص أفشت سره وإن اثنتين منهما قد صغت قلوبهما ومالت عن طريق الطاعة وفعلتا ما يوجب التوبة وأنهما تظاهرتا عليه وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبات به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض. ثم قال: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير عسى ربه ان طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن الآية.
وروى الطبري في تفسيره روايات كثيرة والبخاري في صحيحه ان المتظاهرتين كانتا عائشة وحفصة.
وان نساء النبي ص فعلن ما يوجب اعتزاله إياهن تسعة وعشرين يوما حتى نزلت آية التخيير: يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما.
ويعتقدون ان أفضل أمهات المؤمنين خديجة بنت خويلد وان من المحسنات أم سلمة.
وأما الجواب عن السؤال الثاني:
فهو ان السيدة عائشة أم المؤمنين كانت راوية للحديث بصيرة بالفقه جريئة على النبي ص ظهر ذلك منها في عدة مواضع حفظها التاريخ لا يتسع المقام لذكرها، منها قولها له في غزاة فتح مكة: إنك تزعم إنك رسول الله فما لك لا تعدل (كما في السيرة الحلبية ج 3 ص 293) ومنها إنه لما أراها ولده إبراهيم لترى ما بينه وبين ولده من عظيم الشبه قالت إنها لا ترى بينهما شبها (كما في كتاب حياة محمد للدكتور هيكل ص 429) ولتكاد تتهم مارية بما يعرف النبي ص براءتها منه (كما في ص 431 منه).
ويرون إنها أخطأت بخروجها على الإمام العادل مظهرة الطلب بدم عثمان، وهي كانت من أعظم المحرضين عليه، وكانت تقول ما هو معروف مشهور وتخرج قميص رسول الله ص وتقول ما هو معروف مشهور أيضا لا حاجة بنا إلى ذكره وقد تركت عثمان وهو محصور لم تنصره ولم تحرض على نصره وخرجت إلى مكة فبقيت فيها حتى قتل ثم خرجت من مكة تريد المدينة وهي لا تعلم بقتله، روى الطبري (ج 5 ص 172) وابن الأثير (ج 2 ص 102 الطبعة الثانية) أنها لما كانت بسرف لقيها ابن أم كلاب وهو من أخوالها فقالت له: مهيم؟ قال قتل عثمان قالت ما صنعوا قال أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز وحارت بهم خير محار اجتمعوا على بيعة علي، فقالت:
ليت هذه انطبقت على هذه ان تم الامر لصاحبك ردوني ردوني فانصرفت إلى مكة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوما، والله لأطلبن بدمه. فقال لها ولم والله أن أول من أمال حرفه لانت ولقد كنت تقولين اقتلوا نعثلا فقد كفر قالت إنهم استتابوه ثم قتلوه وقد قلت وقالوا وقولي الأخير خير من قولي الأول، فقال لها ابن أم كلاب:
منك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت امرت بقتل الإمام * وقلت لنا أنه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر
ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم ينكسف شمسنا والقمر
وقد بايع الناس ذات تدرء * يزيل الشبا ويقيم الصعر
ويلبس للحرب أثوابها * وما من وفى مثل من قد غدر
وقد أمرت أن تقر في بيتها بقوله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى. ويعتذر المعتذرون لها بأنها اجتهدت فأخطأت أو أذنبت فتابت، ورحمة الله واسعة، ويصعب علينا التصديق بان هذا كان اجتهادا وإذا جردنا أنفسنا عن التقليد ونظرنا نظرا لم يتأثر بشئ وجدناه بعيدا عن الاجتهاد غاية البعد وقد قال بعض علماء الأعصار الأخيرة من الشيعة:
عائش ما نقول في قتالك * سلكت فيه سبل المهالك
ويا حميرا سبك محرم * لأجل عين ألف عين تكرم
وروى أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين بسنده إنه لما جاءها قتل علي بن أبي طالب سجدت وروى فيه أبو الفرج أيضا ومحمد بن سعد في الطبقات الكبير وذكره المرزباني في معجم الشعراء والطبري في تاريخه وابن أثير في الكامل: انه لما أتاها نعيه تمثلت:
فألقت عصاها واستقرت بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
ثم قالت: من قتله؟ قيل: رجل من مراد فقالت:
فان يك نائيا فلقد نعاه * غلام ليس في فيه التراب
قال أبو الفرج: ثم تمثلت:
ما زال اهداء القصائد بيننا * شتم الصديق وكثرة الألقاب
حتى تركت كان قولك فيهم * في كل مجتمع طنين ذباب
وان ما جاء من أن النبي ص كان يستمع إلى الغناء وهي معه وانه كان عنده نساء يلعبن بالدفوف وهي عنده فجاء بعض أكابر الصحابة فقال اسكتي فقد جاء رجل لا يحب الباطل - أو ما هذا معناه لست أحفظ لفظ الحديث ولم تمكنني الفرصة لمراجعته - باطل مختلق وان ذكر في كتب مشهورة لمنافاته مقام النبوة وشرف الرسالة. وسبيل هذه الأخبار سبيل كثير مما جاء في هذا الباب.
وأما الجواب عن السؤال الثالث:
فيعلم مما ذكر في جواب السؤالين الأول والثاني.
وأما الجواب عن السؤال الرابع:
فالمراجع المعتمدة عند الشيعة هي: كتب السيد المرتضى وأمثاله. وتجدون كثيرا من آرائه وأقواله منقولة في شرح النهج الحديدي. ومن المراجع المعتمدة في التفسير مجمع البيان للطبرسي المطبوع، ومروج الذهب للمسعودي في التاريخ.
والاعتماد عليها لا يعني ان جميع ما فيها صواب فلا ينزه عن الخطا غير كتاب الله العزيز.
وأما الجواب عن السؤال الخامس:
فكتاب النشاشيبي لم أره ولا كلفت نفسي رؤيته وما فيه ان طابق ما قلناه فصواب وإلا فلا.
|
|
|
|
|