|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 18-03-2013 الساعة : 06:02 PM
الفرية الأخرى التي يحاولون في الآونة الأخيرة أن يلصقوها باتباع وعلماء مدرسة أهل البيت أن يقولون أن هؤلاء يطعنون في عرض النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بعبارة أخرى يقولون أن الشيعة يطعنون في أزواج النبي، وهنا بودي أن أشير إلى مجموعة من الملاحظات ولو إجمالاً:
الملاحظة الأولى: التي لابد أن أقف عندها وأشير إليها: أننا نعتقد اعتقادا كاملاً، وليس هذا اعتقادي أنا فقط، بل كل علماء مدرسة أهل البيت يعتقدون أن القرآن الكريم عندما قال "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" أن جميع أزواج النبي إنما هن أمهات المؤمنين، نعم، هذا الحكم التشريعي وهذا الحكم الفقهي الذي صدر في الآيات المباركة ما هي حدود ذلك، هذا بحث آخر لعلنا نوفق للإشارة إليها.
ومن هنا أنا أدعو جميع الذين يخرجون على الفضائيات عندما يذكرون أزواج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله يذكرونهن بعنوان أنهن أمهات المؤمنين، لا أننا نجد أن البعض عندما يصل إلى عائشة يقول أم المؤمنين، ولكن عندما يأتي إلى أم سلمة لا يقول أم المؤمنين، وتلك قسمة ضيزى، هذه زوجة النبي وهذه زوجة النبي، فلا ينبغي التبعيض، جميع أزواج النبي صلى الله عليه وآله، جميع أزواج النبي هن أمهات المؤمنين، هذا الأمر الأول.
الملاحظة الثانية: أنه لا ينبغي لأحد ولا يصح من أحد أن يتكلم بأي أمر يسيء أو يهين أزواج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ولا أقل للقاعدة التي نحن تعلمناها (ألف عين لأجل عين تكرم) لما كُنَّ هؤلاء أزواج النبي فلا يمكن أن نشير إليهن أو نوجه إليهن شيء من الإهانة والإساءة فضلاً أن نطعن في عرض النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، يعني في عرض أزواج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، هذا ليس منهج علماء مدرسة أهل البيت، علماء مدرسة أهل البيت كلهم يعتقدون أن أزواج النبي الأكرم بل أزواج جميع الأنبياء لا إشكال ولا شبهة أنه لا يصل إلى عرضهن شيءٌ من السوء والفحشاء والمنكر.
هذه حقيقة لابد أن يلتفت إليها المشاهد الكريم ولا يستمع إلى بعض هذه الأصوات النشاز التي تخرج على الفضائيات وتنسب نفسها إلى مدرسة أهل البيت، وأهل البيت منهم براء، ومدرسة أهل البيت منهم براء، هؤلاء لا يمثلون مدرسة أهل البيت، مجموعة من الجهلة وضعوا على رؤوسهم إما قطعة سواء أو بيضاء، وإلا فأنتم اذهبوا إلى حوزاتنا وكتبنا تجدون إصراراً من أكابر علمائنا على طهارة أعراض النبي صلى الله عليه وآله من أي فحشاء أو منكر.
أنا أشير فقط إلى كلمة من كلمات علم من أعلامنا المعاصرين وهو السيد العلامة الطباطبائي في كتابه المهم (الميزان في تفسير القرآن، ج15، في ذيل الآية 26من سورة النور) للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي، منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت، لبنان، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى رأي علماء مدرسة أهل البيت في عرض النبي وعرض أزواج النبي بل أزواج الأنبياء جميعاً، في ذيل الآية (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) وهي الآية 26 من سورة النور، قال:
على أنا نقول أن تسرب الفحشاء والفحشاء أعم من الزنا، يعني أي أمر يسيء، سواء كان الزنا أو دون الزنا، أن تسرب الفحشاء إلى أهل النبي ينفر القلوب عنه، أي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، فمن الواجب، يعني من الواجب في الحكمة الإلهية، فمن الواجب أن يطهر الله سبحانه ساحة أزواج الأنبياء، لا فقط أزواج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، نحن حتى الأنبياء الذين ليسوا من أولي العزم، كما في امرأة نوح وامرأة لوط فما بالك بغيرها، مع أن صريح القرآن يقول فخانتاهما كما في سورة التحريم، يقول: فمن الواجب في الحكمة الإلهية أن يطهر الله سبحانه ساحة أزواج الأنبياء عن لوث الزنا والفحشاء، لا فقط الزنا بل كل ما يمس أعراض أزواج الأنبياء جميعاً وبالخصوص أعراض أزواج خاتم الأنبياء والمرسلين وهن جميع أمهات المؤمنين، وإلا إن لم يفعل الله سبحانه وتعالى ذلك، يقول: وإلا لغت الدعوة، الدعوة الإلهية تكون لاغية وتكون عبثاً، وتثبت بهذه الحجة العقلية، يعتبرها من الأدلة العقلية لطهارة أذيال أزواج الأنبياء جميعاً، وتثبت بهذه الحجة العقلية عفتهن واقعاً، لا ظاهراً بحسب، لا أنه لم تقم عندنا بينا على أنه لم يصدر منها زنا أو فحشاء بل حقيقة وواقعاً أزواج النبي جميعاً مطهرات من أي فحشاء أو أي شيء يلوث أعراض أزواج الأنبياء جميعاً، وإلا لغت الدعوة وتثبت بهذه الحجة العقلية عفتهن واقعاً لا ظاهراً فحسب، والنبي صلى الله عليه وآله أعرف بهذه الحجة منا، هذه الحقيقة يذكرها السيد الطباطبائي، يقول أن جملة من الروايات التي وردت من الفريقين يقولون أن رسول الله صلى الله عليه وآله شك في عرض زوجه، عندما وقعت قضية الافك، السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه يقول هذه الروايات كذا، ولكنه هذا مما يجل عنه مقامه صلى الله عليه وآله الرسول أجل من أن يشك في عرضه، وهذا قرأناها إذا يتذكر المشاهد الكريم أن ابن تيمية قال أن أول من شك وراب في أمرها هو رسول الله، السيد الطباطبائي يجل رسول الله عن هذا المقام، كيف يمكن أن يشك في عرضه، إذن هذه القضية أنا وقفت عندها قليلاً.
الملاحظة الثالثة: ولكن هذا لا يعني أن كل أزواج النبي صلى الله عليه وآله أو أن بعض أزواج النبي لم تكن لهن مواقف ثبت خطأه، ولكن إثبات الخطأ لبعض مواقف أزواج الأنبياء شيء والاهانة والإساءة والتعرض لعرضهن شيء آخر، لا توجد ملازمة بينهما، وهذا ما أريد أن أشير إليه في جملة واحدة، العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج1، القسم الثاني، ص854) بعد أن يشير إلى الحديث المعروف، حديث الحوأب، أيتكن تنبح عليها كلام الحوأب، وجملة القول أن الحديث صحيح الإسناد، ولا إشكال في متنه، فإن قلت: كيف يمكن أن عائشة فعلت ذلك، فإن غاية ما فيه أن عائشة لما علمت بالحوأب كان عليها أن ترجع، يقول الألباني: بعد أن رأت هذه العلامة الفارقة التي أشار لها رسول الله كان عليها أن ترجع، ولكن الحديث يدل على أنها لم ترجع، ويقول وهذا هل يليق بأم المؤمنين عائشة أم لا يليق؟ يقول: وجوابنا [على ذلك] أنه ليس كل ما يقع من الكمل يكون لائقاً [بهم]، قد يصدر منهم ما لا يليق بهم، يقول: لأننا لا نعتقد بعصمة أزواج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ولذا يقول: والسني لا ينبغي له أن يغالي فيمن يحترمه، الآن نجد على بعض الفضائيات وكأنه لا يحق لنا أن نذكر الحقائق التاريخية، لا، نذكر ولكن من غير إهانة، من غير تسقيط، من غير انتقاص، من غير تعرض لعرض أزواج النبي. يقول: ولا نشك أن خروج أم المؤمنين كان خطأ من أصله، هذا العلامة الألباني يقول، (سلسلة الأحاديث الصحيحة) يقول كان خطأ من أصلة، يقول: والشاهد ولذلك همت بالرجوع حين علمت بتحقق نبوءة النبي عند الحوأب ولكن الزبير أقنعها بترك الرجوع بقوله: عسى الله أن يصلح بك بين الناس، يعني اجتهدت فأخطأت، الآن ليس بحثنا أنها اجتهدت أو لم تجتهد، أنها مؤاخذة أو غير مؤاخذة، المهم أن العلامة الألباني يصرح أن خروجها كان خطأ. ولا نشك أنه مخطأً في ذلك أيضاً، يعني أن الزبير كان مخطأ، والغريب أننا نجد على بعض الفضائيات البائسة واقعاً أنه إذا قال بعض علمائنا وبعض أعلامنا أن الزبير أخطأ في الخروج على علي يقولون بأنه انتقص الصحابة، وهذا الألباني يقول بأنه أخطأ، يقول: والعقل يقطع بأنه لا مناص بالقول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلين، يعني في الجمل، اللتين وقع فيهما مئات القتلى، ولا شك أن عائشة هي المخطئة، لا شك في ذلك، لأسباب كثيرة وأدلة واضحة ومنها ندمها على خروجها، يقول هذا خير شاهد على خطئها وإلا لماذا تندم، ولذا ينقل رواية، يقول: وقد أظهرت عائشة الندم كما أخرجه ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن ابن أبي عتيق عن أبي بكر وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: قالت عائشة لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن، ما منعك أن تنهاني عن مسيري، قال: رأيت رجلاً غلب عليك، يعني [ابن] الزبير، فقالت: أما والله لو نهيتني ما خرجت. إلى أن يقول العلامة الألباني: وقال أيضاً إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: قالت عائشة وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها، كانت تريد أن تدفن إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله حدثاً، هذا إقرار من عائشة أنها أخطأت، ما هو الحديث؟ هو يقول: ادفنوني مع أزواجه فدفنت بالبقيع، قلت – العلامة الألباني- : تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل، فأنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك، هذا حديث آخر.
وخلاصة ما تقدم وهو أنه أساساً لابد أن نمشي على هذا الصراط المستقيم وأنا أدعو كل أخواني وأبنائي من الخطباء والعلماء وأهل المنبر والفضائيات أن لا يستمعوا لهؤلاء الجهلة من هذا الطرف أو من ذاك الطرف وهو الطعن بعرض النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أو الإساءة أو الاهانة، ولكن هذا لا يعني أن بعضهن لم تخطأ وأنها ندمت على ذلك.
حديث الثقلين سندا ودلالة القسم السادس بتاريخ 29 / 11 / 2011
موضوع متصل:
موقف مدرسة أهل البيت عليهم السلام من ام المؤمنين عائشة (اضغط هنا)
ولننقل كامل كلام الالباني:
وجملة القول أن الحديث صحيح الإسناد, و لا إشكال في متنه خلافا لظن الأستاذ الأفغاني, فإن غاية ما فيه أن عائشة رضي الله عنها لما علمت بالحوأب كان عليها أن ترجع, والحديث يدل أنها لم ترجع! وهذا مما لا يليق أن ينسب لأم المؤمنين. و جوابنا على ذلك أنه ليس كل ما يقع من الكمل يكون لائقا بهم, إذ لا عصمة إلا لله وحده. والسني لا ينبغي له أن يغالي فيمن يحترمه حتى يرفعه إلى مصاف الأئمة الشيعة المعصومين! ولا نشك أن خروج أم المؤمنين كان خطأ من أصله و لذلك همت بالرجوع حين علمت بتحقق نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم عند الحوأب, و لكن الزبير رضي الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله “عسى الله أن يصلح بك بين الناس“ ولا نشك أنه كان مخطئا في ذلك أيضا. والعقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلى ولا شك أن عائشة رضي الله عنها المخطئة لأسباب كثيرة وأدلة واضحة, ومنها ندمها على خروجها, وذلك هو اللائق بفضلها وكمالها, وذلك مما يدل على أن خطأها من الخطأ المغفور بل المأجور. قال الإمام الزيلعي في “ نصب الراية “ ( 4 / 69 - 70 ) : “و قد أظهرت عائشة الندم, كما أخرجه ابن عبد البر في “كتاب الإستيعاب“ عن ابن أبي عتيق وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: قالت عائشة لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري ? قال: رأيت رجلا غلب عليك يعني ابن الزبير فقالت: أما والله لو نهيتني ما خرجت انتهى“. ولهذا الأثر طريق أخرى, فقال الذهبي في “سير النبلاء“ (78 - 79) : “وروى إسماعيل بن علية عن أبي سفيان بن العلاء المازني عن ابن أبي عتيق قال: قالت عائشة: إذا مر ابن عمر فأرنيه, فلما مر بها قيل لها: هذا ابن عمر, فقالت: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري? قال: رأيت رجلا قد غلب عليك. يعني ابن الزبير“. وقال أيضا: “إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: قالت عائشة وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها, فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا, ادفنوني مع أزواجه, فدفنت بالبقيع رضي الله عنها. قلت: تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل, فإنها ندمت ندامة كلية, وتابت من ذلك. على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير, كما اجتهد طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام وجماعة من الكبار رضي الله عن الجميع“. وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي وائل قال: ولما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة, ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها“. يعني عائشة. وكانت خطبته قبل وقعة الجمل ليكفهم عن الخروج معها رضي الله عنها.
|
|
|
|
|