|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77449
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 320
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرحيق المختوم
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
حب الحسین وعلاقته بالفطرة 20
بتاريخ : 10-02-2014 الساعة : 05:23 PM
إليك ملخص المحاضرة الخامسة لسلسلة جلسات «حب الحسين وعلاقته بالفطرة» لسماحة الأستاذ بناهيان:
ضرورة النظرة الشمولية إلى معارف الدين
لقد حاول طغاة العالم منذ سنين أن يديروا ثقافة المجتمع البشري بالنحو الذي لا تطّلع فيه الشعوب على الإدارة الشمولية للعالم. وهناك الكثير من الناس قد قنعوا بالحدّ الأدنى من الحياة الإنسانية طلبا للراحة وحبا باللذة وتأثّرا ببعض النزعات المادية. وكأنهم يرغبون أن لا يتعرفوا على شيء من القضايا المتربطة بالإدارة الشمولية للعالم، وليس همّهم سوى تعاطي القضايا الجزئية.
فإذا كان الإنسان عاجزا عن إلقاء النظرة الشمولية إلى مختلف القضايا ولا يهتمّ سوى بالقضايا الجزئية، يدخل في زمرة العبيد. وحتى في مسار التديّن لا نصبح عبادا لله ما لم ندرك القضايا الدينية العامّة واكتفينا بالقضايا الجزئية، بل قد نصبح عبيدا لغير الله بهذا الأسلوب في التديّن. إذن النظرة الشمولية إلى الدين ضرورة. فهذا الذي يهتمّ بجزئيات الأحكام ومفردات المسائل الدينية واحدة واحدة بلا أن يلقي نظرة إلى القضايا العامة فهو ليس بمتديّن جيّد.
إن عبادتنا وحياتنا مرهونة باتخاذ نظرة شمولية تجاه قضايا إدارة العالم. فإذا كانت تحظى الولاية في منظومة ديننا بهذه الأهمية البالغة بحيث لن تقبل الصلاة وسائر أعمال الإنسان بدونها؛ (قَالَ الصَّادِقُ ع إِنَ أَوَّلَ مَا یُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ إِذَا وَقَفَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ الصَّلَوَاتُ الْمَفْرُوضَاتِ وَ ... وَ إِنْ لَمْ یُقِرَّ بِوَلَایَتِنَا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ لَمْ یَقْبَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ شَیْئاً مِنْ أَعْمَالِهِ؛ الأمالي للشيخ الصدوق/256). فلعلّ أحد أسباب هذه الأهمية هي أنّ موضوع الولاية يرتبط بإدارة العالم. فهذا الإنسان الذي يمرّ من هذا الموضوع العام والمصيري مرور الكرام ثم يذهب ويعكف على الصلاة والعبادة فيا ترى كم لصلاته وعبادته من ثمن؟!
إن العقل أمر مهم جدا. فقد جاء رجل إلى الإمام الصادق(ع) وأخذ يمدح أحد الرجال في عبادته ودينه وفضله. فسأله الإمام(ع): كيف عقله؟ قال: لا أدري. فقال الإمام: «إِنَّ الثَّوَابَ عَلَى قَدْرِ الْعَقْل» ثم حكى الإمام(ع) له قصة عابد من بني إسرائيل في جزيرة خضراء، فقال: «إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ خَضْرَاءَ نَضِرَةٍ كَثِيرَةِ الشَّجَرِ ظَاهِرَةِ الْمَاءِ وَ إِنَّ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَرَّ بِهِ فَقَالَ يَا رَبِّ أَرِنِي ثَوَابَ عَبْدِكَ هَذَا فَأَرَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ فَاسْتَقَلَّهُ الْمَلَكُ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنِ اصْحَبْهُ فَأَتَاهُ الْمَلَكُ فِي صُورَةِ إِنْسِيٍّ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ عَابِدٌ بَلَغَنِي مَكَانُكَ وَ عِبَادَتُكَ فِي هَذَا الْمَكَانِ فَأَتَيْتُكَ لِأَعْبُدَ اللَّهَ مَعَكَ فَكَانَ مَعَهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ الْمَلَكُ إِنَّ مَكَانَكَ لَنَزِهٌ وَ مَا يَصْلُحُ إِلَّا لِلْعِبَادَةِ فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ إِنَّ لِمَكَانِنَا هَذَا عَيْباً فَقَالَ لَهُ وَ مَا هُوَ قَالَ لَيْسَ لِرَبِّنَا بَهِيمَةٌ فَلَوْ كَانَ لَهُ حِمَارٌ رَعَيْنَاهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَإِنَّ هَذَا الْحَشِيشَ يَضِيعُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ الْمَلَكُ وَ مَا لِرَبِّكَ حِمَارٌ فَقَالَ لَوْ كَانَ لَهُ حِمَارٌ مَا كَانَ يَضِيعُ مِثْلُ هَذَا الْحَشِيشِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْمَلَكِ إِنَّمَا أُثِيبُهُ عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ.»(الكافي/ج1/ج12) هكذا تتأثر قيمة عبادة الإنسان بمدى عقله ونظرته الشموليّة. فهذا الذي يعجز عقله عن استيعاب قضية عامّة كالولاية، كم لصلاته وعبادته من قيمة؟
إن استيعاب القضايا العامة في ما يخصّ بإدارة العالم ليس بأمر عويص جدا ولا بحاجة إلى تخصصات عالية، وأساسا إن القضايا العامّة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ليست بخارجة عن الأفهام ولا هي قضايا تخصصية. ولابدّ أن تدرّس هذه المواضيع العامة كوحدات دراسية عمومية لجميع الجامعيين كما ينبغي أن يتمرّن الناس على الحديث في هذه المواضيع.
لماذا نسمح لبعض سفّاكي الدماء من الصهاينة أن يقرروا في الإدارة العامة للعالم؟
نحن اليوم وبصفة أشخاص معنيين في الإدارة العامة للعالم، نريد أن نعرف كم نستطيع أن نحقق تحولا في العالم من خلال اسم الحسين(ع) وذكر الحسين(ع) والعواطف والمشاعر الحسينية.
لماذا لا تبدون آراءكم أيّها المؤمنون بشأن قضايا عامة مرتبطة بإدارة العالم، ثم تأتي السيدة رايس بصفتها وزيرة الخارجية لأمريكا وتلقي نظرات شمولية إلى العالم وتعطي تحليلا عن مفهوم الشهادة وأبي عبد الله الحسين(ع) وتقول: «ما دام هؤلاء يتحدثون عن الشهادة فهم إرهابيون جميعا!». لماذا هي تفهم العلاقة القائمة بين «الحديث عن الشهادة» وبین «زوال أمن الدكتاتورية الأمبريالية»، بيد أنكم الذين تلطمون على الحسين(ع) لا ينبغي أن تنتبهوا إلى هذه القضية المهمّة ولا يجب أن تلطموا على صدوركم بنيّة أن تزلزلوا دعائم آخر مستكبر وطاغوت في العالم؟! لماذا ينبغي لنا أن نسمح لبعض سفّاكي الدماء الصهاينة أن يقرروا في الإدارة العامة للعالم؟
يتبع إن شاء الله...
|
|
|
|
|