|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 33000
|
الإنتساب : Mar 2009
|
المشاركات : 111
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الحكمة.. عند الإمام العسكريّ
بتاريخ : 03-04-2009 الساعة : 09:20 PM
أهلُ البيت ورثة سيّد البيت، وإذا كان رسولُ الله صلّى الله عليه وآله قد تلقّى معارفه من الله تبارك وتعالى، فقد ورّثَها خلفاءه وأوصياءه.. أميرَ المؤمنين وأولاده الأئمّة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين، فأخذوا عنه وورثوه في كلّ فضيلةٍ وخير وهدى.
• حدّث الإمام محمّد الباقر عليه السّلام أحدَ خُلّص أصحابه، وهو جابر بن يزيد الجعفيّ، فقال له: يا جابر، إنّا لو كنّا نحدّثُكم برأينا وهوانا لَكُنّا مِن الهالكين، ولكنّا نحدّثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، كما يكنز هؤلاءِ ذهبَهم وفضّتهم.
وفي رواية أخرى: يا جابر، لو كنّا نُفتي الناسَ برأينا وهوانا لكُنّا من الهالكين، ولكنّا نُفتيهم بآثارٍ من رسول الله صلّى الله عليه وآله وأصولٍ عندنا نتوارثها كابرٌ عن كابر، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبَهم وفضّتهم (1) .
• وعن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام ـ كما روى فُضَيل بن يسار ـ أنّه قال: إنّا على بيّنةٍ مِن ربّنا، بَيَّنها لنبيّه فبيّنها نبيُّه لنا، فلولا ذلك كنّا كهولاء الناس (2) .
• وكتب الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام إلى عبدالله بن جُنْدَب:
أمّا بعد، فإنّ محمّداً صلّى الله عليه وآله كان أمينَ الله في خَلْقه، فلمّا قُبِض صلّى الله عليه وآله كنّا ـ أهلَ البيتِ ـ ورَثَتَه، فنحن أُمناء الله في أرضه (3) ..
ومن هنا ـ أيُّها الإخوة الأعزة ـ يكون دور الأئمة عليهم السّلام فيما أوكل الله إليهم من شؤون وتكاليف، هو تحصين الرسالة الإسلاميّة بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله من التحريف والتشويه، والحفاظ عليها باستخراج المضامين والبواطن التي تخفى على الناس. لذا، اقتضى أن يكونوا عليهم السلام معصومين من كلّ زلل واشتباه وخطأٍ ونسيان، وأن يكونوا محاطين بتأييد الله تعالى من كلّ شكّ ولَبْس وخلط. فلو كان يجري عليهم ما يجري على الناس، لم يُؤهَّلوا لحماية الشريعة الإسلاميّة إلى حين تدوينها وبثِّها في الآفاق وحفظِها من عبث العابثين والمحرّفين والضالّين المضلّين.
وقد أودع اللهُ تعالى أئمّة الهدى عليهم السّلام قابليّة الإلهام في تلقّي العلم الربّانيّ، ليرتفع كلُّ حَرَجٍ لدى الناس في المسائل المستعصية، وليثبت لهم أنّ الأئمّة هم ـ بحقّ ـ أولياء الله المكلّفون بصيانةِ الدين الحنيف، وأنّهم خلفاء رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهُم أولو الأمر الذين أمر الله جلّ وعلا بطاعتهم، حيث قال في مُحكَم تنزيله المجيد: يا أيُّها الذين آمنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمرِ منكم... (4) ، فعنهم يُؤخذ، وإليهم يُتوَجَّه، ومن مَنْهلِهم يُغتَرف.. في معارف الشريعة والأخلاق والحِكَم والأحكام والاعتقادات.
• قال خَيْثمة الجُعفيّ: قال لي أبو عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام: يا خيثمة، نحن شجرةُ النبوّة، وبيت الرحمة، ومفاتيح الحكمة، ومعدِنُ العلم، وموضع الرسالة، ومختلَفُ الملائكة، وموضع سرّ الله، ونحن وديعة الله في عباده، ونحن حَرَمُ الله الأكبر، ونحن ذمّة الله، ونحن عهد الله.. فمَن وفى بذمّتِنا فقد وفى بذمّة الله، ومَن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله، ومَن خَفَرها ( أي نقض وغدر ) فقد خَفَر ذمّةَ الله وعهده (5) .
إذن.. فعندهم كلُّ خير، ومن الخير الذي عندهم سلام الله عليهم الحكمة، ومَن يُؤتَ الحِكمةَ فقَدْ أُوتيَ خيراً كثيرا (6) ، وممّن أوتيَ الحكمة الإلهيّة من أهل البيت: الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام، فلنتعرّف على جوانب من حكمته البليغة البالغة
|
|
|
|
|