ثانية سيدتي ...عذرا.. بل دوما..سوف استعير من هذا التعبير العميق الذي لازالت عيناي لا تجد له قرارا..فأسمحي لي ان اتزود من ذا العبير لعلي اقارب ولو ساحل ما تسطرين
اشهد ان الحسين وحده
استقامة السماء بكف الرسول
وسفير الله لعشاق الخلود
واشهد ان الحسين وحده
من خط قرآن الشهادة
بمداد الوريد
وكتب الفناء
على تيجان الطواغيت
فأنساقت له الابجديات
وذابت بين يديه السطور
كل السطور
سيدي أنا عِندَ سواحلكم ماثلة’
لا أجرؤ أن أغمر قلمي فيها’’
وأحاولُ بسم الحُسين
"
*
"
اشهد ان الحسين وحده وحده وحده
إنسدلَ بين أحشاءِ قلبي وجعاً لاشفاءَ لهُ إلا بالقُرب !
ولو اطلع الكائناتُ على قلبي سيجعلونهُ قبراً للحُب المُلتاع’’
اشهد ان الحسين وحده
بنى في قُلوبِ الموجوعين أمثالي ضريحَ مجده
فأعطى للوجعِ فينا قيمة
وللدمعِ قيمة
وللحزنِ قيمة
فكنا قيماً ماثلة بسم الحُسين
اشهد ان الحسين وحده
لقّنَ قُلوبنا الموجوعة تراتيل الشهادة
فتذوقناها أحياء
وتمنينا لو لامسناها بالفناء !
اشهد ان الحسين وحده
من تتخثرُ لهُ أناملي لو وددتُ ملامسةَ جُرحه !
وتتناثرُ أشلائي حين الإقتراب من مصرعِ جسده !
أشهدُ أنهُ وحدهُ
كان جرحاً يتناثرُ نرجساً عابق
إلى يوم الورود
اشهد ان الحسين وحده
وهب القلوب نبضا احمرا داميا
مالامسته عفة الحياة من قبل
فأنسابت خيوط الموت بين يديه
لتنسج قميص الحرية
يحمل مليون بصر ليعقوب
وأستفاق النهار مبصرا
من غيابات الظلام
وجب الطواغيت
اشهد ان الحسين وحده وحده وحده
الذي يسجد عند موطئيه قلبي
كلما تجلى للظلمات
ليجعلها بأمر ربه دكا
وتخر كل ذرة بذاتي
قبالة ساحل اسمه العظيم
صعقا
اشهد ان الحسين وحده
واهب الحزن سموا
يطوف بقلوب الأحرار
عند كعبة الطفوف
واشهد ان الحسين وحده
خالق القيم الشماء
من قرارة الالم
فأستحالت بواحدة كلمح بالبصر
جروح الثائرين
دستورا يحكم الخلود
بقانون الحسين
اشهد ان الحسين وحده وحده وحده
كلمة ربي القاها الى الوجود
وقال بهداه اقتده
فترامت حوله القلوب
وعُبِدَ الله حقا
اشهد ان الحسين وحده
قد ملأ الفراغ من حولي
مذ كنت طفلا
واجتاحت حروف اسمه الكبير
كما العروق
كل ثنايا الخوف في ذاتي
فعشقت الرحيل
فوق دروب الردى
بحثا عن ذاك الانا
الذي شاء ربي ان يكون
حرا رغم رغم الطوامير
رغم الرصاص المنهال كالرمال
رغم حراب العدا
اشهد ان الحسين وحده
مَلَكَني نَبضاً وروحاً ..
نَزفاً وفرحاً ..
دَمعاً وابتسامة..
وَعَلَمَني أن المَوتَ كرامة !
حينما تكونُ الحياة محضُ انتهاك !
فقررتُ الشهادة على ضفةِ الشباب ..
فودعتُ زهرة عمري عند ساحل الكرامة..
ورحلت الى الله أستافُ ضوءً اوناراً ..
لاح لي بِسمِ الحسين..
اشهد ان الحسين وحده
تكبيرة احرامٍ أدخلتني في عالم العشق
فسجدةُ بِجرحي في محضره..
هممت بنزفٍ احالني وجعا..
فكان الحسين واهب الرحمة
طبيبا يداوي المساكين دون مقابِل ..
وبإذن الحسين إلتئمت جراح الأيتام !
والتئم جرحي في مشهدٍ سماوي..
!