|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 56469
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 8,403
|
بمعدل : 1.62 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حميد الغانم
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
بتاريخ : 31-01-2013 الساعة : 11:03 PM
العدل والاحسان
منذ ايام كنت افكر بقصة ليلة الجمعة التي اضعها في هذا المنتدى الكريم
وحقيقة عندي مجموعة من القصص لبعض الطلبة
وهنالك حقيقة قصة طويلة لاحدى الطالبات
ناديتها بعد ان انهت الامتحان
حقيقة بعد ان شرحتها لي كانت قصة مؤلمة موجعة فيها كثير من الاسى والحزن والعبر
وعزمت بحول الله ان اضعها ها هنا في ليلة الجمعة
ولكن
واه من هذه اللكن
لانها موجعة
وقعت امام عيني ومسامعي هذه الواقعة
واضعها بين يديكم اخوتي اخواتي وانتم الحكم
صادف اليوم اخر يوم من امتحانات نصف السنة وبحكم ان اخر مادة هي الحاسبات التي ادرسها لذا لا يجوز لي ان اراقب على القاعات وفقا للقانون
دقت الساعة التاسعة معلنة وقت دخول الطلبة الى القاعات الامتحانية
فعلا ذهبت لاشرح الاسئلة الى الطلاب ولابين ملاحظة ان هنالك اسئلة ترك والطالب مخير بترك اي سؤالين من الاسئلة
كون الملاحظة على ورقة الامتحان كانت غير واضحة بشكل جيد
وحال وصولي الى القاعة الاولى
تفاجات حقيقة بمعاون العميد يصيح بصوت عالي على احد الطلبة لانه مرتدي ملبس مخالف للزي
مع العلم ان الحالة المادية لهذا الطالب غير جيدة
لم يسمح معاون العميد بدخول الطالب الى القاعة الا وقد امره بنزع السترة او بالحقيقة هي ليست سترة انما ملبس رياضي بسيط ينم عن فقر صاحبه
نزعها امامه وامام ناظري وبان ما كان يلبس تحتها ملبس رياضي اخر ابيض بنص ردن
حقيقة مشهد مؤلم
سمح له بدخول القاعة الامتحانية
مررت بالقاعة الاولى شرحت لهم الاسئلة
الحمد لله لم يكن من شي غير واضح وكما توقعت التركيز كان على عدد الاسئلة التي يجيبونها وكم يتركون
وهو سؤال معتاد لحرص الطالب على اسئلته وجوابه
مررت بالقاعة الثانية التي فيها هذا الطالب حقيقة لم انتبه له
وهنا اعترف بتقصيري ولكن انشغالي بشرح الاسئلة للطلاب شغلني عن تذكر ملبسه
مررت من القاعة الثانية الى الثالثة
الامطار تهطل بغزاره
ونراها اليوم في الاخبار فيضانات في العراق وبيوت فاضت وسد انكسر وعوائل تهجرت
وكانت الريح تعاكسني
احسست بالبرد الشديد
وصلت الى القاعة الثالثة
شرحت الاسئلة ونفس السؤال تكرر
عدت الى غرفتي شربت الشاي الساخن بحكم مرضي بالبرد والانفلونزا
رن هاتفي
رفعت السماعة اذا به مشرف القاعة الثالثة
عرفت انه بحاجتي لم ارد عليه
ذهبت مباشرة اليه
تفضل استاذي الفاضل
قال هنالك خلل في اسئلة قسم علوم الحياة
تنبهت الى هذا الخلل
طلبت منه ان لا يخرج طالبا حتى اتاكد من بقية القاعات
راجعت القاعة الاولى
الحمد لله ليس من خلل
القاعة الثانية ليس من خلل
ولكن
المفاجاة
ان هذا الطالب المسكين
باق بلبس نص ف الردن مع البرد الشديد والمطر الغزير
ولم يقم احد التدريسين بالايعاز اليه ان يرتدي ملبسه ليقيه البرد
صحت زكريا
ارتدي ملبسك فان الجو بارد
نعم القانون قانون ولكن القانون وضع لخدمة الانسان لا لذله ومرضه
وافق الاساتذه المراقبين على قولي بالصمت بلا رد
وكان الكلمات داوت جرحا بسيطا مع علمي ان كلمات معاون العميد اوجعته كثيرا
وانه لن ينسى هذا الموقف المؤلم الموجع بنظره وبنظري
وانتظر حكم من يقرا القصة الواقعية ليبدي رايه )
لبس مسرعا سترته الرياضي او كما يسميها العراقيت التراكسوت
راجعت الاسئلة
لم يكن من خلل
الحمد لله كان هنالك نقص في احدى النقاط عند 10 من الطلاب صححت الموقف
الحمد لله والشكر
انتهى الامتحان بحمد الله وشكره بعد ساعة ونصف
تذكرت منذ ايام قليلة امر العميد بطباعة اسماء الطلبة بحجة انهم مخالفين للزي
وهنا واجب علي ان ابين ماهي مخالفة الزي في نظر المسؤول
وحتى لا اظلم الطالب
وخصوصا للبنت الطالبة
الملبس محتشم جدا
طويل الى الارض
عريض لا يبدي شيئا من الجسم
حجاب نعم يغطي الراس كله
هل فاضح لا والف لا
صارخ لا والف لا
اذا
ما المقصود بضرب
فالحق يقال ان الطلاب من الذكور والاناث مؤدبين الى ابعد حد
الاخلاق قمم في الاخلاق والاحترام
والتقدير للاستاذ والزميل
اذا
ما معنى ضرب الزي
الجواب
اللون
فقط اللون
هنالك الوان محددة للطالب ان يلبسها ولا يجوز له ان يخالفها
نعود الى العميد
جاء الموظف باسماء الطلبة قال استاذ اطبع لهم تنبيه لمخالفته الزي
وضعت الاوراق قربي باسماء 13 طالب وطالبة
تغالفت عنها شيئا فشيئا
في ذاك اليوم وفي نهاية الدوام تكلمت مع العميد
قلت استاذنا الفاضل لا يمكن ان ننذر الطالب مباشرة ورقيا وهذه الورقة سوف تنزل في ملفته واضبارته
على الاقل ان ننبه شفويا
نسال الطالب او الطالبة لماذا لم تلبس الزي الموحد
عله لا يملك اكثر من واحد
عله فقير
عله نسي
عل والدته مرضت ولم تغسل ملابسه او اخته نسيت ان تكويها
عله وعله
احمل اخاك على سبعين محمل
لا تستعجل بالحكم حتى تسمع المقابل ماذا يقول
بعد يومين جاءت القائمه مطبوعة من قبل موظف اخر
حقيقة موقف غير مقبول ولكنه المسؤول الاعلى
وللامانه
كثير من الاساتذة لم يقبلوا هذا التصرف
لماذا
لان الاعلان جاء فيه ان الطلاب مخالفين للزي
الموقف الاصعب ان هنالك في هذه الاسماء المخالفة بنت
هنا الموقف اصعب
لان من لا يعرف هذه البنت الطالبة ويقرا ضربت الزي الموحد سوف يكون بباله غير فكرة
لا سمح الله ملبس قصير - فاضح - او ضيق - او او او .........
لا كل ما فعلته انها لبست لونا قريب جدا للالوان المحددة
وانا اقلب ذكرياتي عما مر بي منذ ايام وانا ماشي الى باب الكلية لارى السماء الممطرة المبشرة برحمة الله وقبول الدعاء
وقفت بباب الكلبة
كان هنالك سبعة او ثمان من الطلاب
كان من ضمنهم زكريا الممنوع من دخول القاعة حتى ينزع سترته
سالته زكريا لماذا لم ترتدي الزي وانت تعلم مقدار التشدد في هذا الامر
هنا المفاجاة
قال استاذ
والله البارحة وبسبب البرد الشديد والجو الممطر فان غرفتي باكملها احترقت
حقيقة صعقة مرت ببالي ايقظتني من سبات عميق
غرفتك احترقت
سكت هنيئات
سالته كيف زكريا
قال استاذ
لاننا نستعمل هيتر ( الدفاة الكهربائية باسبط انواها )
ونتيجة لتماس كهربائي فان الغرفة باكملها احترقت
تذكرت ها هنا ان زكريا متزوج ولا اعلم هل له اطفال
سارعت لسؤال زكريا وكيف العائلة
قال كلهم بخير الحمد لله
ولكن كل ما تعبت لاجله في السنين الماضية ضاع
مكيفي ثلاجتي غرفتي وملابسي
ولم يبقى الا الملابس التي كانت مغسولة ومنشورة خارج الغرفة
احترت
ماذا اقول له
رويت له رواية بسيطة
مغزاها ان الله قد دفع ما كان اعظم
كبر في عيني هذا الطالب
وزاد احترامي له
لان مع فقره
وعناء
وعوزه
واحتراق بيته بل في نظره مملكته
وكل ما يملك
لم يغب عن الامتحان
ولم يكن عصبيا في الرد على معاون العميد
ولم يعصي امره
ولم يشكي
تمازحت معه قلت زكريا كيف هي درجتك بالحسابات قال جيدا انشاء الله
سحبت ورقة الدرجات الت يلم اعلنها
بشرته بدرجته العالية
كي تكون نوعا من المواساه له ومشجعا له عما مر به
وهنا هو وبقية زملائه
قالوا استاذ هذا اخر يوم قبل العطله
باللهجة العراقية ابرينا الذمة استاذ
تمازحت معه قلت وكيف لي ان ابري الذمة وليس لدية مبراة قلم او كما نسميها بالعراقي مقطاطة
ضحكوا ودعوني على امل ان التقي به بعد اسبوعين
كتبتها حميد الغانم
( ملاحظة لم اكن انوي ان اكتبها هذه الليلة ولكن حقيقة ان وجعي من الموقف الذي مر به شجعني ان اكتب هذه الكلمات علها تبرد هذا الوجع
وثانيا
ان اقدم شكري الجزيل لهذا المنتدى الطيب الكريم
بالخصوص الاخت الفاضلة نور النجف
لان هذه المنتدى حقيقة يشجعني كثيرا على التواضع والمسامحة ونمو النفس نحو الكمال والرقي بالاخلاق
ويمنعني من التكبر
لانه بصدق اقولها لكم وكما تكلمت اليوم مع اهلي
اخاف ان اصير يوما مثلهم قاسيا اعامل الطلبة هكذا
وهكذا احببت ان اوصلها لكم بحروفها وكلماتها ومعانيها علكم تعينونني على مواصلة نهجي الذي بنيته من الحب والاحترام والتقدير مع الطلاب بدلا من الخوف
وهنا سميت هذه القصة
العدل والاحسان
لاننا بشر والاحسان امرنا الله به مع العدل
شكرا لمنتدى التنمية البشرية ومشرفيه
|
|
|
|
|