لكن للأسف سأفاجئك إن قلت لك إن تعيين الإمام يختص بالله وحده دون غيره 0( وإن كان جوابك نوعا ما صحيحا ) ولكن الأصح هو أن الله وحده هو الذي يعين الإمام 0
مقدمة :
فلا بد من الوصول لنقطة الإختلاف والإفتراق بيننا ،ثم نعمل على تقويمها ،وطالما أن التقويم صعب فستشعرين بشيء من ميلان هوى النفس ،وحينما يصدح الدليل فإنك سترتاحين 0
هههه إذن هو أشبه بعملية جراحية فيها جراحات مؤلمة ولكن النتيجة شفاء إنشاء الله 0
وإليك الدليل :
قلنا أنه يعني ولا حتى رسول الله (صلى الله عليه وآله ) له دخالة بهذا الموضوع 0طبعا نحن لا نقول أن مشيئة الرسول تختلف عن مشيئة الله عزوجل 0
ولكن في عالم الجعل أي عالم التشريع قبل أن تنزل الشرائع في الكتب يكون الله عزوجل في علمه الأزلي قد جعل الأنبياء والأوصياء 0
ولما يحين الوقت يأمر نبيه بالتبليغ فقط 0
فالإمامة هي كالنبوة لأن نفس الملاك -الحكمة - التي بعث من أجلها النبي (هداية الناس وإخراجهم من ظلمات الشرك والجهل يتلوا عليهم آياته ويزكيهم وبعلمهم ويربيهم ) أيضا هي وظيفة الإمام بعده 0!!!
فإن قلتِ : إذن هو نبي لا غير (
قلت : الفارق الوحيد هو أن النبي يوحى إليه من الله , والإمام يؤتى العلم اللدني بعد انقطاع الوحي 0
وإليك آيات تدل على اختصاص الإختيار بلله وحده 0
قال تعالى : (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ))
في الآية مباحث :
أولا : على الرسول (صلى الله عليه وآله ) فقط التبليغ
ثانيا : الأمر الذي عليه تبليغه قد تم تنزيله مسبقا ,وما على الرسول إلا البلاغ 0
ثالثا : الأمر الذي سيبلغ هو غير الرسالة التشريعية ,بدليل أنه قال (( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ))
أي أنك إن لم تبلغ ما أنزل إليك من أمر ،فكأنك ما بلغت رسالة التشريع التي عملت على تبليغها 23 سنة فمن المعروف أن هذه الاية نزلت في آخر الدعوة في حجة الوداع ،أي بعد تبليغ الرسالة التشريعية 0
رابعا : هناك من لا يرضى بذلك التبليغ بسبب أحقاده البدرية والأحدية والحنينية والخندقية 000 لما فعله علي (عليه السلام ) بهم فكيف سيرضون به خليفة ،وهم سيرون فيه صغير السن مع وجود الشيوخ الكبار وذو الوجاهة ،إذن هذا ابتلاء وامتحان ، ولكن الله يعصمك منهم (( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )) 0فاقتضى تطمين الرسول لأنه يخاف عليهم الإرتداد والإنقلاب بعده 0
والعجيب أنهم يتهموننا بالشرك في وقت يجعلون من الناس شركاء لله في أمره (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون )(وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون ))[القصص 68-69 ]
لنا عودة لهذه الأية :
والحمد لله على هداه *********************** والسلام
وسأكمل في صفحة ثانية خوفا من انقطاع النت 0000
التعديل الأخير تم بواسطة ابو طالب العاملي ; 16-03-2008 الساعة 12:44 PM.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
****************************
قال تعالى (( واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت لأهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين )) [الأعراف - 155]
لا حظي اختيار حتى النبي بمعزل عن الله عزوجل إلى ما أدى !! أدى إلى ان يطلبوا منه أن يروا الله ((وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ))البقرة 55
فهنا إشارة أن اختيار المرشدين لهو منوط بالله عزوجل وحده
وساتلوا عليك من آيات الله ذكرا
على أن تستطيعي معي صبرا
بما يختص بالمقام
فانطلقا 00000000000
والحمد لله على هداه ********************* والسلام
التعديل الأخير تم بواسطة ابو طالب العاملي ; 16-03-2008 الساعة 01:03 PM.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
****************************
ومن الآيات التي تدل على صحر الإختيار بلله وحده لا غير :
بسم الله الرحمن الرحيم ( إذ قال ربك للملائكةإني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )) [البقرة-31]
لاحظي (إن ) تفيد التوكيد وياء المتكلم (ي) في إني جاعل ،تفيد الإختصاص 0
ولاحظي استنكار الملائكة فلو أن الله أشرك في جعل الخليفة غيره لما خلق آدم فتدبري !!!
ولاحظي الرؤية الظاهرية للملائكة فجل ما رأوه هو الفساد وسفك الدماء ،ولكن هناك ما لا يعلمه إلا الله ،وهو ما تكنه أنفس البشر ومن يصلح لهدايتهم 0 والأمور الباطنية لذا قال إني أعلم ما لا تعلمون 0
وقال تعالى حكاية عن موسى ( قال رب اشرح لي صدري (25)ويسر لي أمري (26) واحلل عقدة من لساني(27) يفقهو قولي (28) واجعل لي وزيرا من أهلي(29) هارون أخي(30) أشدد به أزري (31)
وأشركه في أمري (32) كي نسبحك كثيرا (33) ونذكرك كثيرا (34) إنك كنت بنا بصيرا (35) قال قد أوتيت سؤ لك يا موسى (36)[طه]
لاحظي معي بعد الدعاء لم يحصل التنصيب إلا بتوقيع من الله بقوله ((قد أوتيت سألك يا موسى )) 0
أحب موسى (عليه السلام ) فأمضى له الله ولولا إمضائه لما حصل أن يكون هارون بالصفات التي ذكرها 0
ونحن نعلم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله )قال ( يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ))
فإن قلت: إن هارون مات قبل موسى (عليهما السلام )
قلت : نعم ولكن الخلافة ثبتت فلو بقى هارون لكان خليفته ،وبقاء علي (عليه السلام ) يصيره خليفة 0وخاصة عند قوله إلا أنه لا نبي بعدي 0
ثانيا : كلامنا عن تخصيص التعيين بالله وذلك مبحث آخر له صفحته الخاصة 0
والسلام ***************************** والحمد لله على هداه
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
****************************
قال تعالى : (( وإذ ابتلى إرباهبم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ))
بحث : كلمة ( إني ) تفيد ما أفادته كلمة إني السابقة من تخصيص وتوكيد 0
ثانيا :لا ينال عهدُ الله الظالمين 0
وكل من ظلم نفسه أو غيره فهو ظالم
ومن أهم ماديق الظلم هو الشرك كما أسلفنا سابقا (( إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ))
ومن المعلوم أن الذين سلبوا الخلافة من علي (عليه السلام ) كلهم سبق ان أشركوا بالله قبل الإسلام ،إذن هم ظالمون ، ولا يمكن بحسب الاية ان ينالهم عهد الله 0
إن قلت كلامنا عن الخلافة لا عن عهد الله
قلت : هذا معنى آخر للخلافة فهذا آدم خليفة (إني جاعل في الأرض خليفة ) وفي آية أخرى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي 00)
فعهد الله هو استخلاف الله لأمنائه على البشر 0