|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 248
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 272
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
m-mahdi.com
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الحلقة العاشرة من سلسلة دائرة معارف الغيبة
بتاريخ : 12-07-2007 الساعة : 03:47 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة العاشرة من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء
عاقرقوفا:
منطقة تحدث فيها ملاحم من القتال بين الجيش الشامي الذي يتزعمه أموي _ كما في تعبير الروايات _ والظاهر أنه السفياني، وبين شعيب بن صالح التميمي قائد جيش المهدي (عليه السلام) ، ولعلها منطقة شمالي العراق تسمى اليوم عقرقوف من أعمال اقليم كردستان العراقي أخرج نعيم بن حماد عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يبعث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد فيبلغه قزعة من وراء النهر من أرض خراسان عليهم رجل من بني أمية فيكون لهم وقعة بتونس ووقعة بدولاب ووقعة بتخوم زريح فعند ذلك تقيل الرايات السود من خراسان على جميع الناس شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال سهل الله أمره وطريقه يكون وقعه لهم في تخوم خراسان ويسير الهاشمي في طريق الري فيبرح رجل من بني تميم من الموالي يقال له شعيب بن صالح إلى اصطخر، إلى الأموي فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء اصطخر فيكون بينهما ملحمة عظيمة عليهم رجل من بني عدي فيظهر الله أنصاره وجنوده ثم تكون واقعة بالمدائن بعد وقعة الري في عاقرقوفا وقعة حلمية يخبر عنها كل ناج ثم يكون بعدها ذبح عظيم ببابل ووقعة في أرض من أراضي نصيبين ثم يخرج على الأحوص قومٌ من سوادهم وهم العصب عامتهم من الكوفة والبصرة حتّى يستنقذوا ما في يده من سبي كوفان.[1]
العبرتائي:
أحمد بن هلال الكرخي العبرتائي.
ادعى السفارة عن الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) .
عاصر الإمام الرضا (عليه السلام) حتّى زمان الغيبة الصغرى، وادعى السفارة عن الإمام (عليه السلام) بعد وفاة السفير الأوّل مدعياً أنه لم يقف على نصٍ يُثبت سفارة السفير الثاني محمّد بن عثمان بن سعيد العمري، له كتب وروى عنه جماعة، حج أربعاً وخمسي حجة، عشرون منها على قدميه، إلاّ أن ذلك لم يغنِ عن انحرافه ودجله ودعواه الكاذبة.
لم يكد يصدّق الشيعة ما ورد في حق ابن هلال لشدة ما كان متعارفاً لديهم من صلاحه، ولم يلتفتوا إلى أن عواقب الأمور هي الفيصل في تقرير موقف المكلف، لذا حملوا القاسم بن العلاء على أن يراجع في أمره فخرج التوقيع عن الإمام (عليه السلام) ما نصه:
«قد كان أمرنا نفذ إليك في المتصنّع ابن هلال لا رحمه الله بما قد علمت، ولم يزل لا غفر الله ذنبه ولا أقال عثرته يداخلنا في أمرنا بلا إذن منا ولا رضا، يستبد برأيه فيتحامى ديوننا، لا يمضي من أمرنا اياه إلاّ بما يهواه ويريده، أراده الله في ذلك في نار جهنم، فصبرنا عليه حتّى تبر الله بدعوتنا عمره. وكنا قد عرّفنا خبر قوماً من موالينا في أيامه لا رحمه الله، وأمرناهم بالقا ذلك إلى الخاص من موالينا، ونحن نبرأ إلى الله من ابن هلال _ لا رحمه الله _.
وأعلم الإسحاقي سلمه الله وأهل بيته بما أعلمنا لا من حال هذا الفاجر، وجميع من كان سألك ويسألك عنه من أهل بلده والخارجين ومن كان يستحق أن يطّلع على ذلك، فإنه لا عذر لأحدٍ من موالينا في التشكيك فيما روى عنا ثقاتنا، قد عرفوا بأننا تفاوضهم بسرنا ونحمله اياه إليهم، وعرفنا ما يكون من ذلك إن شاء الله تعالى».[2]
وإلى هذا الحد تردد بعض الشيعة تصديق ما ورد في ابن هلال حتّى اضطر بعضهم في مراجعة القاسم بن العلاء لاستيضاح الأمر فخرج إليهم من الإمام (عليه السلام) ما نصه:
«لا شكر الله قدره، لم يدع المرء ربه بأن لا يزيغ قلبه بعد أن هداه، وأن يجعل ما منّ به عليه مستقرّاً ولا يجعله مستودعاً، وقد علمتم ما كان من أمر الدهقان لعنه الله وخدمته وطول صحبته، فأبد له الله بالإيمان كفراً حين فعل ما فعل، فعاجله الله بالنقمة ولم يمهله، والحد لله لا شريك له وصلى الله على محمّد وآله وسلم».[3]
وهكذا يختتم هذا الشقي حياته بدعواه الخاسرة ولم يغنِ من صلاحه وما قدمه أثناء استقامته.
عثمان بن سعيد العمري:
أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الأسدي السمان، والعمري نسبةً إلى جده والعسكري نسبة إلى عسكر سر من رأى والسمان لأنه كان يتجر في السمن تغطيةً على الأمر، فكان يحمل الأموال والمراسلات أيام الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) الذي كان سفيره كذلك في جراب السمن خوفاً من أن يُكشف أمره فهو إذن: أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الأسدي السمان.
أوّل سفراء الإمام المهدي (عليه السلام) في الغيبة الصغرى، وكان سفيراً للإمام الهادي (عليه السلام) ووكيلاً عنه، وقد روى أحمد بن سعيد القمي قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمّد صلوات الله عليه في يوم من الأيام فقلت: يا سيدي أنا أغيب وأشهد، ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعني يقوله، وما أداه إليكم فعني يؤديه فلما مضى أبو الحسن (عليه السلام) وصلت إلى أبي فمحمّد ابنه الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) ذات يوم، فقلت له: مثل قولي لأبيه فقال لي: هذا أبو عمر الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في الحياة والممات فما قاله لكم فعني يقوله، وما أدّى إليكم فعني يؤديه.[4]
أي أن عثمان بن سعيد العمري عاصر ثلاث أئمّة هم الإمام علي الهادي (عليه السلام) والإمام الحسن العسكري (عليه السلام) والإمام الحجة (عليه السلام) حتى وفاته رضوان الله عليه. أوصى بعد وفاته إلى ولده محمّد بن عثمان بن سعيد بأمرٍ من الإمام المهدي (عليه السلام) . إذ السفارة لا يكون عهدها إلا من قبل الإمام (عليه السلام) وليس لأحد شأنٌ في تعيين السفير أو اختياره.
لم تحدد المصادر التاريخية سنة وفاته ولعل ذلك احدى صور الحذر والتكتم التي كان تعيشها شيعة الإمام (عليه السلام) .
فالسفير الأوّل قريبُ عهدٍ بشهادة الإمام العسكري (عليه السلام) والسلطة لا زالت تعيشُ هواجس المولود الجديد، فهي تمارس أقصى أنواع البطش والتنكيل للوصول إلى حقيقة الأمر، والسفير الأوّل هو القناة الوحيدة التي يمكن وصول السلطة من خلالها إلى وجود الإمام (عليه السلام) ، لذا فان اهمال وفاة السفير الأوّل يأتي ضمن الأمور الاحترازية التي تعيشها الطائفة لتخفي أمر وفاته وتعيين ولده محمد بن عثمان مكانه.
دفن رضوان الله عليه في بغداد في منطقة القشلة المعروفة اليوم ومزاره شاهداً للعيان يلتحق به مسجدٌ عامر تقام به صلاة الجماعة.
العراق:
من مناطق الظهور، فقد وردت الروايات فيه أن له شأناً في الظهور، فهو احدى القواعد المهمة لحركة الإمام المهدي (عليه السلام) وسيكون العراق مسرحاً مهماً لأحداث الظهور فمن ذلك: أولاً: محاولات السفياني بالتوجه إلى العراق وإحداث مجازر عظيمة وسفكه لدماء المؤمنين ومن جهة أخرى سيئال العراق حالات اضطراب وخوف تُحدثها جهات أجنبية تحاول ايقاف حركة الظهور التي سيكون العراق احدى قواعدها المهمة كما ورد في كثير من الروايات منها:
1 _ وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار.[5]
2 _ يوشك أهل العراق أن لا يجيئ إليهم درهم ولا قفيز، يمنعهم عن ذلك العجم.[6]
ثانياً: ان الإمام (عليه السلام) سيتوجه إلى العراق بعد القضاء على الحركات المعارضة التي ستكون ضده كحركة السفياني وأمثالها واجها من هذه الحركات في مهدها ومن ثم التوجه إلى العراق وستجري فيه من ملاحم الظهور واليوم الموعود ما أسهبت فيه الروايات الشريفة على أن هناك ملازمة بين ذكر الكوفة وذكر العراق فالروايات التي اختصت بذكر العراق فقط تعني أن توجهه سيكون إلى العراق واقامة دولته المباركة، والروايات التي تحدثت عن الكوفة روايات مخصصة فهي أكثر تفصيلاً في بيان حكم الإمام (عليه السلام) وكيفية تأسيس دولته المباركة.
يتبع إن شاء الله.
[1] المهدي الموعود المنتظر: 119.
[2] المهدي المنتظر: 475 و476.
[3] نفس المصدر.
[4] البحار 51: 344.
[5] الإرشاد 2: 378.
[6] الملاحم والفتن: 94.
|
|
|
|
|