إن الروايات الصادرة عن المعصومين (ع) تشدد كثيرا فى مسالة خطورة إسقاط المؤمن عن أعين الناس .. ويا له من عقاب أليم عندما يهدد الإمام الصادق (ع) قائلا : (أخرجه الله من ولايته ، الى ولاية الشيطان ، ثم لا يقبله الشيطان !!) .. وكم حقير من لم يقبله حتى الشيطان نصيرا له!!
تتجلى الألطاف الإلهية على جميع البشر وهم في احلك الظروف واصعب المواقف ، ولكن يبزغ نور من بعيد ، و ذاك هو اللطف الإلهي على بني آدم ، فيظل يتفكر ويتأمل في هذه اللحظات العجيبة التي شملته .. و لولا رحمته في تلك اللحظة لحدث شيء لا يحمد عقباه ، وعندما يتذكر الإنسان هذه المواقف ، لا يمللك شيء سوى أن يشكر الله عز وجل على هذه الألطاف في أوقات غفلته أو يقظته
عندما نقول: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ أو ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ﴾؛ معنى ذلك أن الولد في حدِ نفسهِ لا يُعدّ نعمة، أي لا سلبٌ ولا إيجاب؛ فالولد بما هو ولد لا يحملُ شحنة إيجابية، ولا شُحنةً سلبية.. وذلك بمثابة الطابوقة التي تؤخذ من المصنع: فهذه الطابوقة من الممكن أن تدخل في تركيبةِ مسجدٍ من المساجد؛ فيصبح مُقدساً.. ومن الممكن أن تُستخدم هي نفسها في بناءِ ملهى ليلي، أو محلٍ لشُرب الخمورِ مثلاً!.. إن الأولاد بمثابة مواد البناء: من المُمكن أن يُبنى بهِ البناء الصالح، ومن المُمكن أن يُبنى بهِ البناء الطالح.
{فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}.. إنه أمر الوفـــاء الإلهي.. ففي خضم الأحـداث، وفي أعظم النكبات، رب العالمين ينجّي عباده، فهو غيور على أوليائه.. وعليه، فإنه ينبغي على المؤمن ألا يخاف ولا يحزن في كل تقلبات الحياة، ما دام يرى الله -عز وجل- له ولياً؛ فإنه كما أنقذ أصحاب نوحٍ، وأصحاب لوطٍ، وأصحاب صالح؛ فإنه ينقذه.
ان الناس يتكالبون على ملذات الدنيا طمعا فى ادخال السرور على انفسهم، ولكن جميع الملذات الفانية يشبه الى حد كبير الافيون الذى يعطى الانسان نشوة ما دام يستعملها، فاذا انتهى استعماله لم يبق الا الاذى والقرف من النفس! .. فهل فتشت في حياتك عن مصدر ثابت للسعادة واللذة لا تزول؟!.. اوهل تجدها من دون رجوع الى واهب اللذائذ وخالقها ؟!
يجب أن نعرف أنّ من أهم أسباب عدم التيقظ الذي يؤدي إلى نسيان المقصد ونسيان لزوم المسير وإلى إماتة العزم والإرادة، هو أن يظن الإنسان أن في الوقت متسع للبدء بالسير، وأنه إذا لم يبدأ بالتحرك نحو المقصد اليوم فسوف يبدأه غداً، وإذا لم يكن في هذا الشهر فسيكون في الشهر المقبل. فإن طول الأمل هذا وامتداد الرجاء وظن طول البقاء والأمل في الحياة ورجاء سعة الوقت يمنع التفكير في المقصد الأساسي الذي هو الآخرة...........
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنتم بارك الله فيكم اسال الله لكم دوام التوفيق والتواصل
ولاحرمنا الله من جميل مشاركاتكم
ودعواتي لكم على الدوام محفوفة ببركة الصلاة على محمد وال محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزك الله خير الدنيا و الاخرة اشكرك على مرورك الكريمة