|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 56469
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 8,403
|
بمعدل : 1.62 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حميد الغانم
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
بتاريخ : 22-02-2013 الساعة : 01:42 AM
الندم
( حقيقة هذه القصة استلمتها منذ فترة طويلة جدا وهي قصة كتبتها الطالبة هدى المالكي تتكون من ارفع صفحات كبيرة وكانت صعبة علي بحيث رجعت الى صاحبة القصة لاتاكد مما جاء فيها )
الندم
سبعة عشر عاما مضت في بلاد الغربة
غربة تطحن اضلاعي
وتزيد من كبر بحر اوجاعي
طال الانتظار فمتى الرجوع الى الديار
متى اقبل جبين امي الحنونة
متى تمسح بيدها على راسي
متى اسمعها تناديني يمة يمة
متى اشم عطرك امي
ومتى يشملني حماك الدافي يحميني من الاعداء
من برد الشتاء
من وجع واه
ابي
احدث نفسي
حان اليوم وبعد سبعة عشر عاما العودة اليك ابي
الى وطني
حان وان لي ان اقبل يدك ابي
ان ابوس رجلك ابي
ان اشتري لك الدواء ان اجلب لك الدماء
ان اذهب خلفك سائرا عبدا مطيعا لك
تامرني فاطيع ولا اعاند او اكابر
ابي
نعم قلتها الف مرة ومرة وانا اسير بالسيارة متوجها الى المطار كي اودع الوداع الاخير لهذا الديار الغريبة
فاعود الى بلدتي وقريتي الحبيبة
اخي
قلتها وقلتها وساقولها
اه كم افتقد هذه الكلمة
كم من مرة ناديت في زنوانة الوحدة
حين اتقلب موجوعا فلا يدك الحنونة تمتد لتداوي المي وجراحي
اخوتي سمير وامجد
اه لتلك الذكريات التي جمعتنا اطفالا صغارا نلعب يمينا وشمالا
نركض هنا وهناك
نضحك فتملا ضحكاتنا جدران البيت لتعلوا الى سماء السعادة
لتجلي عنا اعاصير الحزن وعواصف الهموم
امجد
سمير
اخوتي
وكم من اه بلا اخ مزقت احشائي
وكم من حمل ثقيل كسر ظهري
بلا عونكم اخوتي
اختي
اه يا حبيبتي
يا نبع المحنة
ونهر الطيب
وبحر المحبة
اختي
رسمتها صورتها في بالي
كبرت اختي
واي قلب مثل قلب اختي
واي يد حنونة هي يدها
طفلا صغيرا تغطينا في برد الشتاء
صباحا تعد الافطار
في كل صلاة تدعو وتدعو
اختي
دارت تلك الكلمات في مخيلتي الف الف مرة
واه من طول الطريق
اه والف اه
وصلت اعتاب المطار
وويل لي من الانتظار
سبعة عشر عاما
هو احتضار
نزعة الروح من الجسد فراقكم اهلي وبعادكم
اصحابي اصدقائي
ديرتي ومحلتي وبلدتي
كلها تمد ذراعيها نحوي
احمد
ان اقدم
ولا تتاخر
فسبعة عشر عاما
طويلة بطول الدهر
اطول من العمر
متعطش انا لسماع اخبار اهلي
سنين وسنين انققطعت اخباري عنهم
وانقطعت اخبارهم عني
امي
صعدت سلم الطائرة
ومع كل صعدة
يارب احفظ امي
يارب احفظ ابي
يارب سلم اختي
يارب احمي اخوتي
يارب سهل الطريق
يارب قصر المسافات
يارب وكانها غمضة عين تجمعني باهلي
فلا يكاد قلبي يتحمل الفراق
ارجعني ياربي الى العراق
اريد ان ارتمي في حشن امي ابكي واشكي
اريد ان اسكب الدمع مع الدمع حزني
يارب ردعني لابي واخوتي
اريد ان انزل على قدم ابي ابوسه الف مرة ومرة
يارب انزل طمانينتك علي
يارب
وحلقت الطائرة
دارت ذكريات طفولتي ومراهقتي
محلتي
فريق الكرة
مدرستي اساتذتي
ساذهب الى بيت فلان
صديقي فلان
استاذي فلان
الى اقاربي
ساقبل ترابك بلدي
ساطشه على راسي
اشم عطرك
وكثيرة هي الاحلام تطرق بابي كل لحظة ولحظة
حان الوقت
امي كي اكفر عن ذنبي
امي انا تائب بين ذراعيك ادعو لي ربي ان يغفر لي
ان دعاء الام مستجاب بحق ولدها
امي
سامحيني
اه ولكم من مرة طلبتي مني الا اترك البلدة
ان ابقى مع اخوتي اخواتي
ان وان
ابقى ولدي احمد
لا تذهب
تردد صدى صوتها بين جدران روحي
(يمة حمودي لا تروح وتخلينا يمة اخاف عليك من الغربة )
وانسال الوجع يعصر قلبي مع ذكريات هذه الكلمات
وانا اجيبها
امي اريد ان ارى مستقبلي
هناك مستقبل افضل واجمل
هناك راحتي
ولم اكن اعرف حينها
ان احسن وافضل مستقبل واحلى حياة تكون بين الاهل بين احضان من نحب ومن يحبك
ولكنها اكيد ستسامحني
لان قلب امي كبير
واي قلب اكبر من قلب امي
سكنت مع ذكريات قلب امي بعض اوجاعي
وذكرياتي طفولتي وانا العب الكرة حين سقطت وبكيت ركضت نحوي
رفعتني بين ذراعيها ضمتني لصدرها مسحت التراب عني
وهي تمسح في ذات الوقت دمعي والمي
نعم هذا قلب امي
ساقلب تراب رجليك امي
اشمه اضمه
وجالت الذكريات هنا وهنا
هل سابكي حين اراهم
هل ساسكب الدمع
كلا والف كلا
قدمعي يوجع امي
ساقاوم واقاوم لاجل فرحتك امي
ابي
كم هي جميلة هديتك التي اهديتني
حين نجحت
مع فقرنا
وضعف حالنا
الا انها هدية اغلى من الدهر
ابي اليوم اعيديها اليك اغلى الف مرة ومرة
ولكن هديتك الاجمل لانها معجونه بحبك لي ابي بعطفك علي بدعائك
بدمع عينيك حين سمعت بنجاحي
انتبه الركاب الى سيل الدمع النازل على خدودي فبلل ملابسي
وكان كل عين فهمت وجعي من غربتي
فصارت تلك العيون حيارى سكارى
اتسال عن حالي ماذا اصابني
اتسكت وترقبني
ام انها فهمت ما يجول في خاطري
نادى الطيار ان تهياؤا للهبوط فقد وصلنا ارض العراق
فز قلبي من سبات عميق
انفجر بركان المشاعر
هبت ريح نفضت غبار السبعة عشر عاما
عطر ما اجمله من عطر
بلدي
وطني
اهلي
وما اطولها من لحظات حتى سكنت الطائرة
واطول منها ما استغرفته المضيفة حتى تفتح باب الطائرة
اي باب
بل هو باب من ابواب الجنه حملت حقيبتي
سارعت وسارعت وسارعت
اجرت سيارة لوحدي
ما همني المال
ما همني تكلفة الوصول
كل همي بيتي
وراح السائق يتكلم معي هنا وهنا وهنا
وانا هناك
مع امي
مع بسمتها الي ستلفني لتدفئني
مع ضحكتها التي ستمسح ضيم السنين عني
مع دمع عينيها الذي سيجلو بصري عن عمى الغربة
امي
ابي
اختي
اخوتي
فغاب صوت السائق بلا صمت
وغابت روحي عني لترحل الى باب دراري قبلي
لتناديني روحي
ان اسرع احمد
فما مضى ومضى من العمر لن يعوض
وايام العمر معدودة
سارع وسارع
وانا في نداء روحي الراحلة عني الى اهلي وبيتي
وجسدي الخاوي من تعب السفر
وصلت البيت
البيت ملئ بالغبار
الاشجار والنخيل موتى خاوية
لن ابكي لا اريد لامي ان تحزن
ورايت ذكرياتي مع صديقي وجاري علي على جدران بيتنا هنا كنا نلعب الطوبة
هنا نركض
عدت لبيتي
طرقت الباب
وطرقت وطرقت
وطرقت
ماذا حدث
ان المنزل ملئ بالاوساخ والاتربة والاوراق القديمة البالية
ماذا حصل
وكان البيت هجر منذ زمن طويل
قلت خيرا
عسى ان يكونوا قد اشتروا بيتا جديدا
سالتقي بك امي
طرقت بيت صديقي علي
علاوي
من الطارق
مرحبا انا احمد جارك
احمد صديقي احقا هذا انت
نعم هو انا بلحمه ودمه
علي اين اهلي اين امي
اين امي
اين امي
اين ابي اخوتي اختي
علت رجفة صديقي علي
وكان سكينا قطعت اوصاله فلا يقدر على الحراك
وكان جبلا وضع على لسانه فلا يقدر ان يتحرك وينطق
وكان ثقل البحر وضع على صدره فلا يقدر ان يتفس
صرخت
علاوي وين اهلي
علي خبرني
احسست بيد تخنقني
فما عدت قادرا على ان اتفس
صاح علي
احقا لا تعلم اخبار اهلك
لا يا علي
يا علي خبرني
وين امي وين ابوي وين اختي
فجمع شجاعته قائلا لي
ان اختك قد تزوجت وهي الان في بيت زوجها
ولديها اولاد
علي وين امي
خبرني بالله عليك
عاد الرجيف ياخذ اوصاله وسال دمع من عينيه على خديه
ومع كل دمعة تسقط
يزداد اختناقي
قالها علي
احمد لا اريد ان اكون اول من يخبرك ولكن اهلك كلهم ماتوا
ماتوووووووووووووووووووووووا
ماتوووووووووووووووووووووووووووووا
ماتوووووووووووووووووووووووووووووووووووا
ويلي
صرخت بصوت ابكي الجبال الصم
امي
امي
امي
اعذريني امي
سامحيني امي
خذيني الى قبرك ضميني
الا ليت روحي هاجرت جسدي وما عادت
ابي
ابي ابي
سمير امجد
كلهم ماتوا
ليت سكاكين الدهر تقطع جسدي الان
ليت حمم البراكين تسقط على راسي فتحرقني
صرخت
وصرخت
ولات الحين حين صراخ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
انتهت القصة ولكن
حقيقة اوجعتني كثيرا
وبالامس سالتني الطالبة هدى عنها
خبرتها انشاء الله سوف انزلها ليلة الجمعة على المنتدى
والحمد لله الذي وفقني لاكمالها
بقي شي اخير
ان هدى هي بنت اخت احمد
وامها هي الوحيدة التي نجت من الموت لانها كانت متزوجة
واول ولد لها سمته احمد
على ذكرى اخيها المنقطعة ذكراه عنها
كتبتها هدى المالكي
حررها حميد الغانم
|
|
|
|
|