حيدر –أدارَ وجههُ للخلف- : عــلــي..!
علي: هـل أزعجتك..؟
حيدر: لاا .. تعـال
علي –جالساً بجوارِ حيدر- : كنتُ متوقع إنكَ ستكون هنـا لهذا لحقتُ بك ، فمـا تفكـر..؟
حيدر: ليس هنالك شيءٌ محدد
علي: لمَ لم تذهب لإحضارهما..؟
حيدر: لأنـي لا أعـرف كيف أتصرف إن رأيتهمـا
علي: وبالأخص مع وليد أليس كذلك..؟! .. لم أعهدك هكذا أبداً .. لقد أقدمت على خطوه ولا أعتقد إن هنالك فرصةٌ لرجوع عنهـا .. فلابدَ أن نعرف كيفه تتصرف والأهم بحكمةٍ حتى لا تقدم على عمل شيء تندم عليه بعدهـا
حيدر: أنتَ محق .. أشعر أنَّي قد استعجلتُ لدىَ موافقتي على الزواج بزهـراء
علي: الندم لا ينفع أبــا وليد .. لأنك أن أردت التـراجـع عن هذا الزواج فستكون قد جرحت مشاعـر زهــراء
حيدر –بضيق- : أعلم بهذا
علي: مـا رأيكَ أن نتنزه قليلاً..؟ .. لترفه عن نفسك
حيدر –ناهضاً- : هيــا بنــا
وصـلَ عادل لمنزل أبـا قـاسم .. طـرق البـاب .. فتحهُ قـاسم
قاسم –متبسماً- : أهلاً عمـي .. أهلاً سامي تفضـلا
عادل: أهلاً بكَ بُني .. هـل أبـاكَ هنـا..؟
قاسم: لا .. ذهبَ منذُ قليل لعمله
عادل: أهـآ ، نادي إذاً على وليد وسالم فلقد جئتُ لأصطحبهما للمنزل
قاسم: لمَ لا تدخلا وتجلسا معنـا
عادل –متبسماً- : في المرةِ القادمة إن شاء الله عندما يكن أباكَ موجوداً
قاسم: حسناً .. سأناديهما الآن
سامي: أبتاه
عادل: نعم بُني
سامي: لا تدع عمي علي وحيدر يغضبان منهمـا
عادل: إن شاء الله
ثمَّ جـاء قاسم ومعهُ وليد وسـالم
عادل: هيـا بنـا .. أوصل سلامي لأبيكَ قاسم
قاسم: سيصـل إن شاء الله .. إلى اللقاء
عادل –الأولاد- : إلـى اللقاء
ركبـوا السيارة .. انطلقوا .. عـمى صمتاً طـويـل .. إلـى أن قرب الوصول لمنزلهم
وليد: إلـى أين نحن ذاهبـون..؟
عادل: لمنزل جدك..؟
وليد –منفعلاً- : لاااااا .. لا أريد أن أراها خذني لمنزلنا
عادل: لا يوجد أحد في منزلكم الآن وليد
وليد: أبقى في الشارع أفضل من أن ادخل مكاناً توجد تلكَ به
عادل –متفاجئاً من تصرفاتِ وليد- : ما هذا وليد..؟!
وليد –ناظراً لنافذة بألم- : أنزلني هنـا
فـلم يـرد عليه عادل وظـل يقود..!
لـهمْ الأحزانُ والهمومُ قــدْ بدأت
تعتـريِ حـيـاتــهـمْ التــيِ كــانت
بيـنـــابيـعِ الحـبِ والراحةِ تمتلئ
فغدتْ المصائبُ لمنازلهمْ تحتوي
ولأرواحهمْ الشجوْ ظــلَ يعــتري
قـــلوبهمْ التـيِ تنـاثــرتْ بالألـمِ
..!..
نهـض فاضل..!
فادي: إلـى أين..؟
فاضل: للمنـزل لأذاكر وأحـل الواجبات التي عليّ فالليلة لدينـا تدريبات فلن يسعني الوقت لأقوم بتأدية واجباتي المدرسية والمذاكرة الليل لهذا سأقومُ بها الآن
فـادي: هنيئاً لــك
فاضل: هههه .. ستكون معنا قريباً بأذن الله
عباس: إن شاء الله .. هـل أوصـلك للمنزل..؟
فاضل: لا أبى .. أفضل الذهاب مشياً فالمشي سيزيد من نشاطـي
حسين: حفظك الله بُني .. أنتبه لنفسك
فاضل: حسناً
وصـل عادل لمنـزلهم .. خرج الجميع من السيارة إلا وليــد..!
عادل –صارماً- : وليـد لا تكن عنيداً وأنزل على الفور
وليد: لـن أنزل .. أريدُ الذهـابَ إلى منزلنا
ثمَّ وصـل علي .. نزلَ من السيارة
علي –متجهاً لعادل- : مآبكم..؟ .. لما أنتم واقفون للآن هنا..؟!
عادل: وليد لا يريد أن يترجل من السيارة .. إنهُ مصرٌ على عِناده
علي: لــمَ..؟
عادل: لا يريد أن يدخل المنزل ما دامت زهراء فيه
علي: أمممم .. سـالم أذهب لعمـي حسن وأطلب منهُ مفتاح منزلهم لأني سآخذ وليد بنفسي
سالم: حسنـاً
ثمَّ ذهب
عادل -يخاطب علي بصوتٍ منخفض- : تغيـرَ وليد كثيـراً
علي: أزمة وستمـرُ على خير بأذنِ الله
عادل: أتمنى ذلك
كأنـي سمعتُ كلمة أزمة من لساني عمي..؟!!
هـل يـا ترى نحنُ حقاً في أزمة..؟!
هـل هذا الزواج سيسبب لنــا الكثيـر من المشاكل..؟!
هــل ستمرُ على خيــر..؟!
أسئلة كثيــرة راودتنـي
لــم ألقى لهـا أجوبه..!
جـاء سـالم .. أعطى المفتاح لأبيه
علي: لـم يقـل لك شيء..؟
سالم: علىَ الاستغراب وجهه ولكن لم يقل شيء
علي: وليد أنزل من السيارة سآخذك للمنزل كما تريد
وليد –نازلاً من السيارة- : إذاً هيـا بنــا
عادل: أينَ حيدر..؟
علي: ذهب إلى المستشفـى .. سنذهب الآن .. عن أذنكم
عادل: حفظكما الله .. إلى اللقاء
سامي: نراكَ غـداً وليــد
وليد: على خير
عادل: سامي .. سالم فلتدخــلا
كانَ عمـر مختبئاً خلف الأشجار وهـو يراقب ما يجري أمام منزل حسين
عمر –في نفسه- : هنالك شيءٌ غريباً يعتري هذهِ العائلة .. مـآبهِ أبنُ حيدر كأن الحزن .. الضيق يسيطرا عليه..؟!! .. يجب أن أعرف ما السر الذي تخفيه هذهِ العائلة فما بهم بتأكيد سيساعدني على القضاء عليهم جميعاً
حـاول عـلي أن يرفه قليلاً عن وليد ويبهجه ولكن لم يستطع..!
علي-بينما هما في السيارة- : وليد هيــا فلتبتهج
وليد: ما دامت تلكَ ستسرقُ أبـي مــني فلن أبتهج
ثمَّ وصلا للمنـزل .. نزلا ثمَّ دخـلا
علي: وليد أنا لن أتحدث معك على أنك طفلاً صغيـر .. يجب أن تفكر بالموضوع بطريقة إيجابيه وليست سلبيه
وليد –بعيناً ممتلئةً بالحزن- : ولكني لا أريد أن أخسر أبـي
علي: وليد هذا التفكير ليسَ منطقياً أبداً .. من قال بأنك ستخسر أباك بزواجه..! .. لا .. قلت لك يجب أن تفكر بالموضوع بطريقة إيجابيه وليست سلبيه وأباك يا وليد يحبك كثيراً .. أنت طفله المدلل .. وكلنا نعلم بذلك .. وزهـراء طيبة القلب.. يستحال أن تفرق بينكما بل صدقني ستكون كأمك تماماً
وليد –بنبرة غضب- : لا تقارنها بأمي لن تكن مثل أمي أبداً
أحسه بغلطة فأكمل : أنـا آسف .. لـم أقصـد
علي –متبسم- : لا بأس وليد .. ولكن فكر بطريقة إيجابيه كما قلتُ لك وصدقنـي ستتقبـل هذا الموضوع ومع الوقت ستشعر بسعادة كبيرة لوجودهـا معكما .. لا تترك أبداً الحقد ولا الغضب ولا الكره ولا آيتي من هذهِ الحشرات المظلمة تسيطر عليك
الحقد .. الغضب .. الكره .. حشرات .. مظلمة..!
هـذهِ الكلمات تذكرنــي بشيء..!!
أجل تذكرني بشيء
ولــكن مــا هــو يـــا تــرى..؟!
ظـلَ عقلـي بحيرةٍ يفكـرُ
في هذهِ الكلماتُ يتمعنُ
للوصولِ لما ترمي يبحـثُ
..!..
علي: وليد مـآبك..؟ .. في ماذا شردت..؟
وليد –بارتباك نوعاً ما- : هـا..! .. لا شيء
علي: أتعدني بأنك ستحاول جاهداً أتأقلم مع الوضع..؟
وليد: أجل أعدك بذلك
علي –متبسماً- : أحسنت صغيري .. هذا ما يجب عليك أن تفعله
جاءَ حسن ومعهُ زينب وفادي
زينب: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ
علي –وليد : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ
حسن : عن أذنكم .. سأساعد فادي للذهاب لغرفته
ثمَّ ذهبـا
زينب –ناظره لوليد بغضب- : ما هذا التصـرف الذي أقدمت عليه .. تذهب من غير أن تخبرني أو تخبر أباك..!
علي: إنهُ نادماً على ما فعله .. أليس كذلك وليد..؟
وليد –بهدوء- : أجل .. أنـا آسف لن أكررها
زينب: آمل حقاً أن لا تكررها مجدداً .. بُني علي أرجوكَ لا تغضب من أبنك سالم
أكملت -بعينٍ غاضبه- : فكل اللوم يقع على وليد
علي: لا بأس .. ولكنه ندم كما قلتُ لكي ولن يكررها
وليد –منزلاً رأسه- : عن أذنكما .. عليّ واجبات يجب أن أقوم بحلها
علي: تفضـل
ثمَّ ذهب
علي: عمتي أرجوكِ لا توبخي وليد هكذا
زينب: تصرفاته باتت تزعجني كثيــراً
علي: يجب أن تصبري قليلاً عليه وخصوصاً في هذا الوقت حتى لا تزيد الأمور سوءاً
زينب: إن شاء الله
رمـى وليد حقيبتهُ على الأرض بقــوةٍ بسبب الغضب الذي تملكه..!
وليد –في نفسه- : أصبحت توبخني .. تكرهنـي كـل هذا لأجل تلك .. ويريدني أن أتأقلم مع الوضع وأحبها..! .. تبــاً .. تبـاً لهـا