49 - كامل الاشتر (مجموعة حكيميون): كيف يقوم الامام وكما ورد في الروايات انه يبلغ أمره من مكة أو المدينة لا أذكر بحيث يسمعه جميع من في المعمورة؟ مع أن رواية أخرى تقول أن جميع الأمور المادية للغرب كالتطور التكنولوجي يتوقف بأمرالإمام .
الجواب: لا توجد رواية تشير إلى إيقاف التطور التكنلوجي في عهد الإمام صلوات الله عليه، بل على العكس سيكون الإزدهار التكنلوجي في عهد الإمام صلوات الله عليه على أعلى مستوياته، وهناك روايات عديدة تشير إلى هذا الأمر تارة بشكل مباشرة، وأخرى بطريقة غير مباشرة، فالروايات التي تتحدث عن أن الله سيمدّ في أسماع وأبصار شيعته صلوات الله عليه، كما هو الأمر في حديث الإمام الصادق عليه السلام: إن قائمنا إذا قام مدّ الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيستمعون، وينظرون إليه وهو في مكانه.[1]
ومن الواضح أن هذه الرواية لا تشير إلى التلفزيون الفضائي أو التلفون والأنترنيت فحسب، وإنما تشير إلى أدوات الفيديو كنفرانس وأمثالها أيضاً.
وكما في رواية الإمام الصادق عليه السلام قال: إذا قام القائم في أقاليم الأرض في كل اقليم رجلاً يقول: عهدك في كفّك، فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفّك واعمل بما فيها، قال: ويبعث جنداً إلى القسطنطينة، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء.[2]
أو كما في حديث الإمام الباقر عليه السلام عن كيفية وصول الإمام صلوات الله عليه إلى النجف الأشرف: ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيّها، هو حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل.[3]
ولا ريب أنها تتحدث عن الطائرات ووسائل النقل الجوي.
ومن البيّن أن الحديث يشير في مقطعه الأول إلى ما يشبه البريد التلفوني (telephone message) أو إلى أنظمة الكومبيوتر والتواصل الكفية كالآيباد وأمثاله، أما المقطع الثاني فهو يشير إلى وسيلة تنقّل بحرية متطورة عن نظام الغواصات والسفن أو هو ما يعبّر عن نفس هذه التطور في وسائل النقل البحري.
على أنه لا يوجد هناك أي تلازم بين التقدم التكنلوجي وبين الغرب، صحيح أن الإمكانات الموجودة الآن هي في الغرب، ولكن التراث الإنساني ليس حصراً على صنف من الناس دون غيره، فلقد كان التطور التكنلوجي في وقت بيد المسلمين يوم أن كانت الإمكانات المادية بأيدهم، ولكن سوء تصرف الحكام بالثروة والسلطة وعدم عدالتهم حوّلت مجتمعهم إلى مجتمع خامل، في وقت كان الغرب يعيش سباتاً كبيراً جداً من هذه الناحية حتى تفتحت أعينهم على ما يوجد لدى المسلمين، وسارت الأمور بطريقة عكسية، وبالتالي تجمعت الثروة بيد أناس استطاعوا أن يجتذبوا العقول العلمية لهم، وسخّروها لأغراض السلطة والسيطرة، ومنها انسابت لبقية الناس، ولك أن تتصور عدالة الإمام صلوات الله عليه، وحرصه على أموال المسلمين، وسيطرته على العالم، وغير ذلك مما يجعل التطور التكنولوجي مطلوباً وتدلّ عليه الروايات المارّة.
50 - بو بنين التميمي (مجموعة حكيميون): هل توجد لكم مطبوعات عن القضية المهدوية للحجة المنتظر عجّل الله فرجه الشريف؟ وأين توزّع؟ وكيف يمكننا الحصول عليها لنا وللأشخاص طالبي العلم؟
الجواب: طبع لحد الآن كتاب راية اليماني الموعود أهدى الرايات، وجزئين من كتابنا: علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك، وهذه الكتب بمعية كتبنا البقية توزع من قبل دار التعارف للمطبوعات في بيروت، ومن قبل مكتبة براثا العامة في بغداد، ونأمل من الله أن نوفق لإصدار بقية أجزاء كتاب علامات الظهور، وكذا سلسلة محافظاتنا في عشية الظهور الشريف، وسلسلة الموسوعة المهدوية، وهي تحرير لمحاضراتنا في ملتقى براثا الفكري عن القضية المهدوية، وكذا بحثنا في فضح اليماني الدجال المدعو أحمد بن الحسن.
51 - Wael Alhashimy ( مجموعة حكيميون):سؤالي تحديداً حول شخصية الحسني وتذكره الرواية كالتالي (ويكون على الناس في العراق الحسني ذو الوجه الصبيح ذاك الذي وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار يقول له الناس في العراق يابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول دعونا نذهب اليه نسأله وهو والله يعلم انه المهدي انما يريد تبيان حاله لأصحابه ليؤمنوا به ـ أي المهدي ـ ثم يساله عدّة أسئلة والى آخر الرواية الشريفة. وهذه الروايه عند دخول الامام المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
الجواب: الرواية الواردة في هذا المجال ليست كما أوردتموها، فلقد خلطتم بين روايتين، واحدة تتحدث عن أوصاف الإمام صلوات الله عليه وهي التي تتعلق بقوله: وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار،[1] والأخرى تتحدّث عن الحسني المشار إليه في سؤالكم، وبداية فإن الخبر الذي أوردتموه عن الحسني ونصّه في هذا الخصوص: ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح من نحو الديلم يصيح بصوت فصيح: يا آل أحمد أجيبوا الملهوف، والمنادي من حول الضريح، فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوزاً، وأي كنوز ليست من فضة ولا من ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد كأني أنظر إليهم على البراذين الشهب في أيديهم الحراب، يتعاوون شوقاً للحرب كما تتعاوى الذئاب، أميرهم رجل من تميم يقال له: شعيب به صالح، فيقبل الحسني إليهم وجهه كدارة البدر، يريع الناس جمالاً أنيقاً، فيعفي على أثر الظلمة، فيأخذ بسيفه الكبير والصغير والعظيم والرضيع، ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض فيجعلها معقلاً ويتصل به وبأصحابه خبر المهدي ( عليه السلام ) فيقولون: يا ابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا؟ فيقول: أخرجوا بنا إليه حتى ننظره من هو ـ وما يريد والله ويعلم أنه المهدي وانه يعرفه وأنه لم يرد بذلك الأمر إلا له ـ فيخرج الحسني، في أمر عظيم بين يديه أربعة آلاف رجل وفي أعناقهم المصاحف، وعلى ظهورهم المسوح الشعر يقال لهم: الزيدية، فيقبل الحسني حتى ينزل بالقرب من المهدي ثم يقول الرجل لأصحابه: اسألوا عن هذا الرجل من هو؟ وما يريد؟ فيخرج بعض أصحاب الحسني إلى عسكر المهدي ويقول: يا أيها العسكر الجميل من أنتم حياكم الله؟ ومن صاحبكم هذا؟ وما تريدون؟ فيقول له أصحاب المهدي: هذا ولي الله مهدي آل محمد ونحن أنصاره من الملائكة والأنس والجن فيقول أصحاب الحسني: يا سيدنا ما تسمع ما يقول هؤلاء في صاحبهم فيقول الحسني: خلوا بيني وبين القوم فأنا هل أتيت على هذا؟ حتى أنظر وينظروا فيخرج الحسني من عسكره ويخرج المهدي (عليه السلام) ويقفان بين العسكرين فيقول له الحسني: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).. الخ الخبر.[2]
وهذا النص فيه أكثر من إشكال، فالخبر وارد عن طريق لا يختلف العلماء على ضعفه، وأعني بذلك الحسين بن حمدان الحصيبي صاحب كتاب الهداية الكبرى، ولكن لو تنزّلنا عن ضعف سند الرواية وطريقها، فإن من الواضح أن الاضطراب يسم الرواية طولاً وعرضاً، فمن الواضح أن الذي يأتي من جهة الديلم وأمير جيشه شعيب بن صالح والذي يقبل إلى الكوفة هو السيد الخراساني الحسيني، وليس السيد الحسني، ولعل ما نجده من تصحيف في كتاب مختصر بصائر الدرجات لهذه الرواية حينما أبدلت الحسني باسم الإمام الحسين عليه السلام،[3] يشير إلى أن المقصود في الرواية هو الحسيني وليس الحسني، ولذلك لا يمكن التعويل على هذا الخبر في تبيان شخصية الحسني، كما أن الحديث عن الزيدية في هذا الجيش هو الآخر مضطرب لأن الحديث عنهم بشابه الحديث عن البترية.
ولو قدّر أننا تجاوزنا عن مشكلة ضعف السند والاضطراب في المتن، فإن شخصية الحسني عندئذ ستتعدد، ولكن المتيقّن منها هو شخصية صاحب النفس الزكية، والذي يخرج في مكة المكرمة من بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه وقبل خروجه بأبي وأمي، ويقتل بين الركن والمقام قبل خمسة عشر يوماً من خروج الإمام روحي فداه، أما المتبقي فعلى تقدير صحة هذه الرواية، وعندئذ سيكون لدينا الحسني المقاتل، والحسني صاحب الخبرة الدينية العلمية العالية التي تمكّنه من محاججة الإمام صلوات الله عليه، وكليهما لا نمتلك دليلاً صحيحاً أو موثّقاً من الروايات عليه، والله العالم.
52 - أم إحسان الكريماوي (مجموعة حكيميون): هناك أحاديث عن أربعمئة امرأة، وخمسين امرأة، وثلاث عشر امرأة مع الامام عند الظهور، مما يعني أن هناك دوراً كبيراً للمرأة في نهضة الإمام لماذا لا يسلّط الضوء على هكذا مواضيع تعطي مساحة لتحرك المرأة وتفاعلها مع قضية الظهور؟
الجواب: لا يحضر في ذهني من أرقام النساء المشتركات في أصحاب الإمام صلوات الله عليه إلّا رقم الخمسين والوارد في رواية جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام قال بعد حديث طويل: يجيئ ــ والله ــ ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، فيهم خمسون امرأة، يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعاً[1] كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضاً.[2]
وهذا الخبر يشير بوضوح إلى الدور العظيم الذي تلعبه المرأة في القضية المهدوية سواء اعتبرنا هذه الخمسين من جملة الثلاثمائة عشر أو لاحقة بهم، مع أن الخبر يشير إلى الخمسين بعنوانه جزءاً من هذه الصفوة، وأيّاً ما يكن فإن الخبر بمحضه يشير إلى أن هناك عدد مهم من النساء يعدّون من صفوة الأصحاب، ولا غرابة بالنسبة لمدرسة أهل البيت عليهم السلام أن تقدم النموذج الرسالي للمرأة من جملة هذه الصفوة، فالمدرسة التي تقدّم مثل الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها كنموذج لفضح الزيف وتزوير الشريعة الهادية والذي حاول حكام زمانها أن يستروه بأغلفة الشعارات والمزايدات، وقدّمت فخر المخدرات الحوراء زينب عليها السلام للقيام بأخطر الأدوار وأهمها من بعد مجزرة كربلاء في حفظ الدين وتبليغ الشريعة وإنقاذ الوعي الذي حاول بنو أمية أن يسفّوا به إلى أدنى الدرجات، في وقت كان المجتمع لا زالت النظرة الدونية للمرأة تكتنفه، أقول لا غرابة حينما تقدم هذه المدرسة الإلهية المرأة الرسالية في وقت جدب الوعي وفقر البصيرة لتلعب أخطر الأدوار وأكثرها حساسية، من أن تجعل لها حصة كبرى في داخل صفوة أصحاب الإمام صلوات الله عليه ليكملوا مسيرة إقامة الدين وإنقاذ الأمة بالتكامل مع شريكها الرجل في بناء المجتمع الإنساني الصالح وفق الصياغة المهدوية.
وبالرغم من الواقع المزري الذي تعيشه قطاعات عديدة من مجتمعنا في نظرته المتدنية إلى المرأة، وبالرغم من الجهد العلماني الذي استمر وبوتيرة متصاعدة منذ أكثر من ثلاثة قرون من أجل اعتبار المرأة مجرد سلعة للإستهلاك الغرائزي وإحاطة كل ذلك بأغلفة تحرير المرأة وحقوق الإنسان وما إلى ذلك من أساليب الخداع والتمويه والتغطية على الهدف الحقيقي المبني على مقولة أن إفساد المجتمع يبتدأ من جسد المرأة، ولذلك يجب استباحة عفّتها، وتحويلها من الطاقة الإيجابية في بناء المجتمع ورقيّها إلى الدور الذي يعمل على انحلال المجتمع وتفككه، وبالرغم من أن المرأة المسلمة التي لاقت الأمرّين من الطغيان الثقافي العلماني والإسفاف الثقافي في مجتمعاتنا مما جعله لا تهتم بدورها وساعدها في ذلك أن العاملين الإسلاميين هم أيضاً لعبوا دوراً في تسطيح وعي المرأة لدورها، ولكن اعتقد ان مسؤولية المنتظرين الجادين للإمام صلوات الله عليه أن لا يسمحوا بخسران جهد نصف المجتمع وتسخيره من أجل إعلاء كلمة الحق ودحض كلمة الباطل، بناء على أفكار تجاوزها الزمن وهي ولا ريب مخالفة لتعليمات أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم، فلئن كان الرجل حامل المهمات الصعبة والأدوار الحاسمة، إلا أننا يجب أن لا نغفل أن الحاضنة الحقيقية للمجتمع الذي يساعد هذا الرجل ويقوّيه ويسانده، هو المرأة، فهي المربية للأجيال لو أحسنّا العمل وفق منهاج أهل البيت عليهم السلام معها، وللمنتظر الجاد أن يتصور الأم والزوجة والأخت والبنت في حال إسهامهم في نفس الدور الذي يضطلع به، إذن كم سيكون العطاء عظيماً والخير عميماً؟.
53 - أم إحسان الكريماوي (مجموعة حكيميون): هناك حديث عن الامام الرضا (ع): انتظار الفرج من الفرج.. السؤال ما هي فلسفة الانتظار؟ ودمتم.
الجواب: الحديث الشريف يشير إلى واحدة من مغازي فلسفة الانتظار، إذ أن مهمة الانتظار لأمر ما هو الاستعداد لتحقّقه بالشكل الذي ينسجم مع طبيعة ما يُنتَظر، إذ لا يمكن أن يقال أننا ننتظر حصول أمر ولا نرقى لمستوى الاستحقاقات المترتبة على تحققه، مما يعني أن عملية الانتظار تنطوي على علاقة جدلية بين المنتظَر والمنتظِر، إذ إن من المتيقن أن الإمام صلوات الله عليه لم يختر الغيبة إلّا لأن ظروف إقامة مجتمع العدل الإلهي كانت غير متوفرة، فمن جهة قسوة الظلمة وكثرتهم، ومن جهة أخرى قلة الناصر النوعي وعدم قابلية المجتمع لكي ينوء بحمل مهمة إقامة الهدف الرباني، ولهذا لا بد من فترة يتربّى فيها المجتمع ويتهيئ لحمل أعباء مسؤولية هذه المهمة العظمى، ولذلك كان الإنتظار من الفرج، لأن مقداراً من المهمة متعلق بالمنتظرين ومدى أهليتهم للقيام بمهمة احتضان المشروع المهدوي وتحمّل استحقاقاته، فكلّما نهض المنتظرون بمهمتهم كلما هيؤوا الأرضية المطلوبة لاحتضان هذا المشروع، وبين أيدينا روايات كثيرة تتحدث عن أن قيام الإمام صلوات الله عليه هو من الأمور المتحركة التي لم يوضع لها قيد حديدي صارم، بحيث أن وقتها لا يتزحزح، بل إن هذا القيام يتقدّم ويتأخّر وفقاً للظروف الاجتماعية، فلقد سأل أبو بصير الإمام الصادق عليه السلام فقال: قلت له: ما لهذا الأمر أمد ينتهي إليه ويريح أبداننا؟ قال: بلى، ولكنكم أذعتم فأخّره الله.[1]
عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن عليا عليه السلام كان يقول: "إلى السبعين بلاء" وكان يقول: "بعد البلاء رخاء"، وقد مضت السبعون ولم نر رخاء!. فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض، فأخره إلى أربعين ومائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، وكشفتم قناع السر، فأخّره الله، ولم يجعل له بعد ذلك عندنا وقتا، و{يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}.
قال أبو حمزة : وقلت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال : قد كان ذاك.[2]
وعن إسحاق بن عمار الصيرفي قال: "سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول: قد كان لهذا الأمر وقت، وكان في سنة أربعين ومائة، فحدّثتم به وأذعتموه فأخّره الله عزّ وجلّ".[3]
وعنه أيضاً قال: "قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ): يا أبا إسحاق ، إن هذا الأمر قد أخّر مرتين.[4]
ولهذا قرن الله عملية الاستعداد لحمل الأمانة الربانية في هذا المجال بمبدأ الاستبدال فالمجتمع إن لم يقم بهذه المهمة فإن الله يستبدله بآخرين {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}[5] وعليه فإن مهمة الانتظار متلازمة مع العمل من أجل المشروع المهدوي والاستعداد لكل ما يترتب عليه هذا المشروع، وهو على نحوين انتظار ذاتي يتمثل بتهيئة المحتوى الذاتي للمنتظر، وإنتظار الجماعة المنتظرة أو الأمة المنتظرة وتتمثل علاوة على الوصول بالمحتوى الذاتي لأفرادها إلى قدرة حمل الأمانة، بتهيئة الظروف الموضوعية لهذه العملية، وقد تحدّثنا في الجزء الأول من كتابنا علامات الظهور عن ذلك بالتفصيل.
54 - أم إحسان الكريماوي: (مجموعة حكيميون): المرأة نصف المجتمع، أين هي في قضية الإمام المهدي؟ وهل لها حضور مؤثر في زمن الغيبة؟ وما هو دورها في زمن الظهور ودمتم.
الجواب: في التكاليف العامة فإن المرأة مثلها مثل الرجل لا يختلف دورها اطلاقاً إلّا فيما يرتبط بطبيعتها البيولوجية والتي وإن أزاحت عنها بعضاً من المسؤولية إلّا أنها أضافت لها في عين الوقت مسؤولية إضافية، وقد يملي عليها الظرف الاجتماعي مسؤوليات إضافية وقد يحرمها من ذلك أيضاً، والفارق بين الأمرين أن التكليف الشرعي يبقى معلّقاً بالمرأة في كل الظروف، ولكن طبيعة الوعي الاجتماعي قد يفرض عليها حجباً يجعل قيامها ببعض الأعمال مدعاة لوقوعها في محرم أو في حرج شرعي، وقد يكون الأمر على العكس من ذلك، فقد يستدعي منها الواقع الاجتماعي الكثير من الجهد لو كانت تلبية الحاجة في هذا الواقع متيسرة للقيام بهذا الجهد.
وعليه فإن الجهد الأساسي في تصوري المطلوب من المرأة من بعد تحصين محتواها الذاتي بصورة تستطيع معها القيام بتكاليفها كما لو أنها كانت بين يدي الإمام صلوات الله عليه، هو العمل على الرقي بالواقع الاجتماعي لكي يكون متلقياً إيجابياً لمتطلبات العملية المهدوية، وأعتقد أن دورها هنا حيوياً جداً، بالرغم من أن بعضاً من الدور على أخيها الرجل أن يقدّم لها سبل تيسيره، لأن واقعنا الاجتماعي في العادة ذكوري ولهذا فهي بين نارين، فقد ينزل بمستوى المرأة إلى مستوى أن تكون مجرد أداة لتلبية حاجاته الغرائزية، وهذا المنحى هو الذي تدفع باتجاهه الثقافة العلمانية بشكل عام، أو تنزل بها دون مستوى التعظيم الإلهي لها نتيجة طبائع الواقع البدوي الذي لا زال يسيطر على مجتمعاتنا في بعض الأحيان، مما يجعل المرأة ينظر لها بمنظار دوني.
وأعتقد أن المدرسة التي اعتمدت على مثل الصديقة الحوراء صلوات الله عليها لتقوم بذلك الدور المحوري والحاسم الذي لعبته في ثورة الإمام الحسين عليه السلام، والذي لا أشك أن الأجيال رجالاً ونساءاً لا زالوا وسيبقون مدينين له، ناهيكم عن دور أمها البتول الطاهرة صلوات الله عليها، أو الدور الذي لعبته السيدة نرجس عليها السلام أم الإمام المنتظر صلوات الله عليه في الحفاظ على سر الإمام بأبي وأمي رغم اعتقالها وتسليط الضغوط السياسية والأمنية العظيمة عليها، وهكذا دور العديد من النساء اللاتي ارتبطن بالعلماء لا سيما السيدة أم كلثوم بنت السفير الثاني محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه والتي سبق لها أن لعبت دوراً مهماً في الوقوف بوجه أدعياء السفارة في عهد السفير الثالث الحسين بن روح قدّس الله سرّه، وتحت نظره، وهكذا عشرات النساء اللاتي كان لهنّ اعظم الأثر في واقعهن الاجتماعي.. أقول: المدرسة التي أولت لنسائها هذا الدور لا يمكن أن ترضى بالنظرة الدونية للمرأة، التي لا زلنا نراها في العديد من واقعنا والتي ربما انعكست حتى على الواعين لدور المراة عبر سلوكيات تنم عن مخالفتها لهذا الوعي، .ولكن على المرأة الرسالية المهدوية أن تكون صبورة ومثابرة كي تثبت للآخرين أنها جديرة بلعب مثل هذه الأدوار في زماننا المعاصر، وقد أثبتت التجربة التاريخية أن المرأة كلما كانت ألصق بخط العلماء كلما تمكنت من لعب دوراً أكثر حيوية في هذا المجال.
وفي تصوّري فإن دورها في زمن الغيبة هو دور أخيها الرجل في عملية الانتظار في بعديها الذاتي والموضوعي، وهناك الكثير مما نحتاج إليه في واقعنا المعاصر كي تقوم به المرأة التي نفتقدها في العديد من الأحيان من برامج سبل التواصل مع الإمام المنتظر عجل الله فرجه كما هو الحال في افتقادنا لها في مجالس دعاء الندبة الجماعية، وفي حركة الزيارات الجماعية والتي تهدف لزيادة العلقة بين نسائنا وإمامنا المنتظر صلوات الله عليه.
إن نفس الواقع الاجتماعي الذي نشكو فيه من نظرته المتخلفة عن المرأة هو الذي يملي على المرأة طبيعة هذا الدور، فنحن بأمس الحاجة لدورها فهي صانعة الرجال، وبلا المرأة الواعية لا يمكن لنا أن ننتظر ولادة الحاضنة التي ستحمل أعباء المهمة الكبرى لنصرة الإمام صلوات الله عليه.
أما دورها في عصر الظهور فلقد أجبت عليه في سؤال آخر يرجى مراجعتها.
55 - أم إحسان الكريماوي: (مجموعة حكيميون): المرأة نصف المجتمع، أين هي في قضية الإمام المهدي؟ وهل لها حضور مؤثر في زمن الغيبة؟ وما هو دورها في زمن الظهور ودمتم.
الجواب: في التكاليف العامة فإن المرأة مثلها مثل الرجل لا يختلف دورها اطلاقاً إلّا فيما يرتبط بطبيعتها البيولوجية والتي وإن أزاحت عنها بعضاً من المسؤولية إلّا أنها أضافت لها في عين الوقت مسؤولية إضافية، وقد يملي عليها الظرف الاجتماعي مسؤوليات إضافية وقد يحرمها من ذلك أيضاً، والفارق بين الأمرين أن التكليف الشرعي يبقى معلّقاً بالمرأة في كل الظروف، ولكن طبيعة الوعي الاجتماعي قد يفرض عليها حجباً يجعل قيامها ببعض الأعمال مدعاة لوقوعها في محرم أو في حرج شرعي، وقد يكون الأمر على العكس من ذلك، فقد يستدعي منها الواقع الاجتماعي الكثير من الجهد لو كانت تلبية الحاجة في هذا الواقع متيسرة للقيام بهذا الجهد.
وعليه فإن الجهد الأساسي في تصوري المطلوب من المرأة من بعد تحصين محتواها الذاتي بصورة تستطيع معها القيام بتكاليفها كما لو أنها كانت بين يدي الإمام صلوات الله عليه، هو العمل على الرقي بالواقع الاجتماعي لكي يكون متلقياً إيجابياً لمتطلبات العملية المهدوية، وأعتقد أن دورها هنا حيوياً جداً، بالرغم من أن بعضاً من الدور على أخيها الرجل أن يقدّم لها سبل تيسيره، لأن واقعنا الاجتماعي في العادة ذكوري ولهذا فهي بين نارين، فقد ينزل بمستوى المرأة إلى مستوى أن تكون مجرد أداة لتلبية حاجاته الغرائزية، وهذا المنحى هو الذي تدفع باتجاهه الثقافة العلمانية بشكل عام، أو تنزل بها دون مستوى التعظيم الإلهي لها نتيجة طبائع الواقع البدوي الذي لا زال يسيطر على مجتمعاتنا في بعض الأحيان، مما يجعل المرأة ينظر لها بمنظار دوني.
وأعتقد أن المدرسة التي اعتمدت على مثل الصديقة الحوراء صلوات الله عليها لتقوم بذلك الدور المحوري والحاسم الذي لعبته في ثورة الإمام الحسين عليه السلام، والذي لا أشك أن الأجيال رجالاً ونساءاً لا زالوا وسيبقون مدينين له، ناهيكم عن دور أمها البتول الطاهرة صلوات الله عليها، أو الدور الذي لعبته السيدة نرجس عليها السلام أم الإمام المنتظر صلوات الله عليه في الحفاظ على سر الإمام بأبي وأمي رغم اعتقالها وتسليط الضغوط السياسية والأمنية العظيمة عليها، وهكذا دور العديد من النساء اللاتي ارتبطن بالعلماء لا سيما السيدة أم كلثوم بنت السفير الثاني محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه والتي سبق لها أن لعبت دوراً مهماً في الوقوف بوجه أدعياء السفارة في عهد السفير الثالث الحسين بن روح قدّس الله سرّه، وتحت نظره، وهكذا عشرات النساء اللاتي كان لهنّ اعظم الأثر في واقعهن الاجتماعي.. أقول: المدرسة التي أولت لنسائها هذا الدور لا يمكن أن ترضى بالنظرة الدونية للمرأة، التي لا زلنا نراها في العديد من واقعنا والتي ربما انعكست حتى على الواعين لدور المراة عبر سلوكيات تنم عن مخالفتها لهذا الوعي، .ولكن على المرأة الرسالية المهدوية أن تكون صبورة ومثابرة كي تثبت للآخرين أنها جديرة بلعب مثل هذه الأدوار في زماننا المعاصر، وقد أثبتت التجربة التاريخية أن المرأة كلما كانت ألصق بخط العلماء كلما تمكنت من لعب دوراً أكثر حيوية في هذا المجال.
وفي تصوّري فإن دورها في زمن الغيبة هو دور أخيها الرجل في عملية الانتظار في بعديها الذاتي والموضوعي، وهناك الكثير مما نحتاج إليه في واقعنا المعاصر كي تقوم به المرأة التي نفتقدها في العديد من الأحيان من برامج سبل التواصل مع الإمام المنتظر عجل الله فرجه كما هو الحال في افتقادنا لها في مجالس دعاء الندبة الجماعية، وفي حركة الزيارات الجماعية والتي تهدف لزيادة العلقة بين نسائنا وإمامنا المنتظر صلوات الله عليه.
إن نفس الواقع الاجتماعي الذي نشكو فيه من نظرته المتخلفة عن المرأة هو الذي يملي على المرأة طبيعة هذا الدور، فنحن بأمس الحاجة لدورها فهي صانعة الرجال، وبلا المرأة الواعية لا يمكن لنا أن ننتظر ولادة الحاضنة التي ستحمل أعباء المهمة الكبرى لنصرة الإمام صلوات الله عليه.
أما دورها في عصر الظهور فلقد أجبت عليه في سؤال آخر يرجى مراجعتها.
56 - البابلي (الموقع الشخصي): هناك لغط يجري في الشارع بسبب ما زعم بعضهم بشأن مرور كوكب الزهرة بين الأرض والشمس ورؤيته في صفحة الشمس، فقد عدّه البعض بأنه من علامات الظهور باعتبار أن الروايات تشير إلى علامات تظهر على قرن الشمس في شهر رجب فما قولكم؟
الجواب: لا صحة لذلك مطلقاً، فما تم قبل أيام من مرور كوكب الزُهرة بين الأرض والشمس هو ظاهرة طبيعية تحصل بين مدة وأخرى وبشكل رتيب ضمن حركة الزهرة حول الشمس، بينما الروايات المتعلقة بما أسميناه بومضات ملكوتية في شهر رجب تتحدث عن شيء آخر مختلف تماماً، ففي حديث الإمام الرضا صلوات الله عليه يقول: بأبي وأمي سميّ جدّي، وشبيهي وشبيه موسى بن عمران، عليه جيوب النور، يتوقّد من شعاع ضياء القدس، كأني به آيس ما كانوا، قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب، يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين. فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب: أولها: {ألا لعنة الله على الظالمين}، والثاني: {أزفت الآزفة} يا معشر المؤمنين، والثالث: يرون يداً بارزاً مع قرن الشمس ينادي: ألا أن الله قد بعث فلانا على هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج، ويشفي الله صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم.[1]
ولهذا فنحن هنا أمام ظواهر غير طبيعية، كما وأنها ليست من صنف الإعجاز الإلهي لأسباب فصّلناها في كتابنا علامات الظهور، ولكن نحن أمام تدخل مباشر من المعصوم صلوات الله عليه بما يعرف باستخدامه لولايته التكوينية تمهيداً لأحداث كبرى ستتلاحق من بعد هذه الأحداث، ووقت ذلك سيكون بعد ظهور السفياني عليه لعائن الله وقبل الصيحة الجبرئيلية ففي رواية داود بن سرحان، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب، قلت: وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر، ويد بارزة.[2]
ونظيره ما روته أم سعيد الأحمسية قالت: قلت لأبي عبد الله: جعلت فداك يا بن رسول الله اجعل في يدي علامة من خروج القائم قالت: قال لي: يا أم سعيد، إذا انكسف القمر ليلة البدر من رجب، وخرج رجل من تحته فذاك عند خروج القائم.[3]
ولعل ما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد يتفق مع ذلك فقد روى عن الفضل بن شاذان بسنده لأبي بصير أنه قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر ووجه في عين الشمس، يعرف بحسبه ونسبه، وذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه.[4]
ولذلك لا قيمة لما ادعاه البعض في هذا المجال لأن أي حدث في الفلك لا يمكن أن نعزوه إلى العلامات ما لم يدلّ عليه دليل روائي، والدليل كما أوضحته لكم متعلق بالفترة اللاحقة لخروج ابن آكلة الأكباد.
57 - علي البصرواي (مجموعة حكيميون):ما سند هذه الرواية التي تقول بأن الإمام يقطع سبعة آلاف رأس ممن يدّعون الإيمان وإيمانهم رياء؟
الجواب: الرواية ليست بهذه الشاكلة، وإنما تتحدث الروايات عن 16 ألف ممن تسميهم بالبترية، وهؤلاء يؤمنون بحق ويبترون حقاً آخر حتى يصل بهم الأمر أنهم لا يتحمّلون عدالة الإمام صلوات الله عليه فيخرجون عليه بحرابهم وأسلحتهم ويخاطبونه بخطاب من خرج عن هذا الأمر: إرجع يابن فاطمة لا حاجة لنا بك، إذ يروي أبو الجارود، عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال في وصفه لحال الإمام روحي فداه حالما يصل إلى الكوفة: يسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية شاكين في السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرّحوا جباههم، وسمّروا ساماتهم، وعمّهم النفاق، وكلهم يقولون: يا بن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد.[1]
وكما في رواية أحمد بن محمّد الأيادي بسنده إلى أبي بصير، عن الإمام الباقر صلوات الله عليه، قال: إذا ظهر القائم على نجف الكوفة، خرج إليه قرّاء أهل الكوفة، وقد علّقوا المصاحف على أعناقهم، وفي أطراف رماحهم، إلى أن يقول: ويقولون: لا حاجة لنا فيك يا بن فاطمة، قد جرّبناكم فما وجدنا عندكم خيراً، ارجعوا من حيث جئتم، فيقتلهم حتى لا يبقي منهم مخبر.[2]
وقد استظهرنا في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور أن البترية هم اتباع الشيصباني الذي يظهر قبل الإمام صلوات الله عليه في الكوفة ويكون له أتباع كُثر، وستكون أذيتهم كبيرة لشيعة الإمام صلوات الله عليه فراجع.[3]
58 - أم إحسان الكريماوي (مجموعة حكيميون): هناك رواية تتحدّث عن قتل الإمام على يد امرأة يهودية ما مقدار صحة هذه الرواية ودمتم؟
الجواب: لم أعثر على ما يؤكد صحة ذلك، بالرغم من أن ما ذكرتموه شائع جداً في الثقافة الشعبية، وهو مما لا يمكن التعويل عليه إلا أن القدر المتعيّن وبناء على قول الإمام الرضا صلوات الله عليه: ما من إلّا مقتول أو شهيد،[1] فإن الحديث عن قتل الإمام بأبي وأمي في نهاية حياته روحي فداه هو المتحقق، وقد نقل الشيخ علي اليزدي الحائري في كتابه إلزام الناصب عن بعض العلماء دون ان يسميهم قولهم بأن الإمام صلوات الله عليه تقتله أمراة من بني تميم اسمها سعيدة،[2] إلّا أن هذا القول لا دليل عليه من رواية أو أثر، وعلمه عند من نقل منهم، ولكن لا يمكن التعويل عليه ضمن مباني علم الحديث.