الأخوة الكرام جميعا ...
نكررها والتكرار للشطار ...
فإن فهمتموها فبها ونعمت ... ولا جدوى من الجدال فهو مذموم أحبتي الكرام جميعا ...
ليست المسألة هنا كما تفضلت وفهمتها وافهمتها للغير بطلبك حديثا واحدا او رواية واحدة على الأقل على لسان أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام يلعن من ذكرته بشخصه ....!!
و نحن لا نعمل شيئا ولا نفعله ، إلا على طبق ما ورد في القرآن الكريم أو السنّة الشريفة .
فنحن لا نلعن أحداً من الصحابة إلا من لعنه الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز ، أو لعنه الرسول العظيم (ص) وأهل بيته الميامين (ع) في السنّة الشريفة .
فقد لعن الله سبحانه وتعالى المنافقين والمنافقات في كتابه الكريم بقوله :
( ويُعذّب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظآنّين بالله ظنّ السوء عليهم دآئرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم جهنّم وسآءت مصيرا )
الفتح : 6 .
وعليه حقّ لنا أن نلعن كلّ من ثبت بالأدلّة القطعيّة نفاقه وفسقه . كما لعن سبحانه وتعالى أيضاً الذين في قلوبهم مرض بقوله :
( ... رأيت الذين في قلوبهم مرض ... أُولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم )
محمّد : 20 - 23 .
ولعن أيضاً الظالمين بقوله :
( ... ألا لعنة الله على الظالمين )
هود : 18 .
ف
نحن أيضاً نلعن كلّ من ظلم رسول الله (ص) وأهل بيته (ع) ، وبالأخص ابنته المظلومة المغصوب حقّها : فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
ولعن أيضاً كلّ من آذى رسول الله (ص) بقوله :
( إنّ الذين يُؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهينا )
الأحزاب :57 .
ولا شكّ ولا ريب : أنّ المتخلّف عن جيش أُسامة متخلّف عن طاعة رسول الله ، والتخلّف عن طاعة رسول الله يوجب أذى رسول الله ، وأذيّة رسول الله توجب اللعنة بصريح الآية .
ومن المجمع والمسلّم عليه بين الكلّ أنّ بعض الصحابة قد تخلّف عن جيش أُسامة فاستحقّ اللعنة .
وأمّا بالنسبة إلى من لعنهم رسول الله (ص) فقد لعن كلّ من تخلّف عن جيش أُسامة ، راجعوا الملل والنحل للشهرستاني 1 / 23 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 / 52 ، وكتاب السقيفة للجوهري .
فأين الناكرين اللعن على يستحقونه وهاهو رسولهم الكريم صلى الله عليه وآله يلعن بصريح العبارة المتخلفين والكل يعلم من هم المتخلفين ....!!!
كما لا شكّ ولا ريب : أنّ أذيّة فاطمة الزهراء (عليها السلام) توجب أذيّة رسول الله لقوله (ص) :
[ فاطمة بضعة منّي يؤذيني من آذاها ويغضبني من أغضبها ]
صحيح مسلم : 2 / 376 .
وقد نقل ابن قُتيبة في الإمامة والسياسة 1 / 14 ، والمنّاوي في الجامع الصغير 2 / 122 :
( أنّ فاطمة ماتت ، وهي غضبى على قوم ، فنحن غضاب لغضبها . هذا كلّه بالنسبة إلى من لعنهم المولى عزّ وجل في كتابه الكريم ، وهناك أصناف أُخر لعنهم في كتابه فراجعوا ).
ولعن أيضاً معاوية وأباه وأخاه بقوله (ص) :
[اللهم العن القائد والسائق والراكب ]
فالراكب هو أبو سفيان ، ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق ، راجعوا وقعة صفّين 217 طبع مصر ، والنهاية في غريب الحديث والأثر 4 / 87 . كما
وهذه لمن طالب بحديث صحيح يُلعن فيه معاوية وأبيه وأخيه ....!!
لعن أيضاً الحكم بن العاص وابنه مروان ، راجعوا تاريخ ابن الأثير 3 / 199 .
ولعن (ص) عمرو بن العاص بقوله :
[ اللهم إنّ عمرو بن العاص هجاني ، وهو يعلم أنّي لست بشاعر ، فاهجه ، والعنه عدد ما هجاني ]
كنز العمّال 13/ 548 . كما أنّه (ص) لعن آخرين ، ومن هنا جاز لنا أن نلعن من لعنه النبي الكريم (ص) .
ثمّ على فرض عدم جواز لعن بعض الصحابة ومنهم صاحبكم المذكور أعلاه ...، فلماذا بعض الصحابة والتابعين لعنوا بعض أكابر الصحابة ولم يتعبروا لديكم كفارا كما تعتبروننا نحن ..؟
من قبيل معاوية أبن أبي سفيان ، فإنّه لعن أمير المؤمنين (ع) مدّة أربعين سنة أو تزيد من على المنابر، مع أنّ النبي (ص) قال في علي(ع) :
[ من سبّ علياً فقد سبّني]
أخرجه الحاكم وصححه ، مستدرك الحاكم : 3/130ح 4615 و 4616 .
وقال (ص) أيضاً :
[ من سبّ علياً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله ، ومن سبّ الله أكبّه الله على منخريه في النار ]
فرائد السمطين ، للجويني الشافعي : 1/ 301 .
وقال (ص) أيضاً :
[ من أحبّ علياً فقد أحبّني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن آذى علياً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ]
الاستيعاب : 3/37 بهامش الإصابة / دار أحياء التراث .
كما بالغ مروان بن الحكم في سبّ الإمام علي (ع) ولعنه ، وإنتقاصه حتّى إمتنع الإمام الحسن (ع) عن الحضور في الجامع النبوي . ( تطهير الجنان واللسان لأبي حجر الهيثمي : 142 ) .
وهل من يؤذي الله ورسوله ويبغضهما من خلال إيذاء وسب وبغض علي بن ابي طالب لايستحق اللعن .......!!!؟
ويقول ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة ص 85 :
" أمّا الرافضة والشيعة ونحوهما إخوان الشياطين وأعداء الدين " الى أن يقول :" فعليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين " .
ويفسّر الرافضي في ص 9 من الصواعق المحرقة :
" إنّ الرافضي من يقدم علياً على أبي بكر وعمر "
وعلى قول ابن حجر وقاعدته يكون سلمان الفارسي وأبو ذر والمقداد وبنو هاشم حتّى النبي (ص) كلّهم من الرافضة لتقديمهم عليا على غيره ....، فهؤلاء يسبّونهم ويلعنونهم الى يومنا هذا ، فحينئذ طعنهم على الشيعة بأنّها تسبّ بعض الصحابة ، ليس إلا تضليلا إعلاميّاً ضدّهم ، وللشيعة على لعن بعض الصحابة برهان قاطع كما ذكرنا .
واما طلبك في حديث او قول على لسان علي عليه السلام يلعن فيها من تصفهم وذكرتهم أعلاه ، فعلي الأمير كان في عهدهم وحكمهم منعزلا عن خلافتهم بعد أن اغتصبوها وتمسكوا بها وكان فيهم ومنهم صاحب حق مغتصب وإرث مقبوض عنه ظلما وعدوانا ، وكان بينهم محافظا على دين الله تعالى لا طالبا دنياهم في حربه له الذي لم يكن لعلمه ويقينه ان هذا ليس في صالح الإسلام ولا المسلمين حينها والسبب ألتفاف اغلبهم المسملين ظلما وعدوانا حولهما صاحبيك الاول والثاني وبهذه الحقيقة فليس من العقل والمنطق من الإمام علي (ع) التصريح باللعن جهارا على ما كان منه في اعتراضاته لهما في أول الخلافة منهما وخطرها في الدين والفرقة ....، مع إيمانه الكبير بآيات الله تعالى وحكمه في لعن من ظلم ليلا ونهارا .،،،
فأعتراضك هنا اخي الكريم وما أشتبه عليك فيها لا أحقية فيها كلها جملة وتفصيلا بأتباعنا كما تدعي علمائنا فقط ظلما وزروا بعلن صاحبك فقط لمجرد اللعن وقد فندناه أعلاه واوضحنا الحق فيه كله واعتقادنا فيه وما ندين به إلي الله تعالى .
وللعلم اخي الكريم ليس على قولك اننا فقط اتباع علماء دون تحقيق او دراية او بحث مستمر والجاهل القريب بأمورنا في علم يقنين فضلا عن العالم العنيد فيه هذا الأمر بما نتمتع به من البحث المستمر لكل ما يرد لنا أو نقع عليه من أي رواية او حديث او سنة والدليل فيه عندنا بعدم وجود صحاح كما انتم فيه وصحاحكم واتباعكم لها وخصوصا ما يرضي عقائدكم فقط دون جلها او الحق منها ...، وهذه قمة الروعة في فتح المجال لكل باحث وناقد وطلع للبحث والتدقيق على مر العصور والزمان والرجال لينهلوا نه نهلا علميا لا انقطاع له ويجتهدون فيه كله ليصل محققا ثابتا صافيا بأجتهاد من اجتهد بالحق للحق فيه كله ، بخلافكم انتم وقناعتكم بصحاحكم وكتبكم وإغلاق باب النقد والتصحيح والتنقيح فيما فيها كله ....
((الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ))
والله المستعان
حيـــــــــــــدرة