[النيزك]

في كل ليلة
أهمس في أذن القمر وأحدثه عنك
وهو يهمس لقلبي
فأتدثر بداهمس الليل
وأغمض طرفي علني أراك في الحلم
أو أرى طيفك !

[في الروحْ تَسكنْ]

تلكْ الصدمة التي فَجرتْ بُركان سكوني ..
كانت مدوية ..
فَأي غُفران سيكونْ مني ..
على سوءْ الظنونْ ..
مايصبرني ..
أننا سنلتقي في يومْ لاينفع فيه مالاً ولابنونْ ..
وسأبثُ شكواي لـِ ربي ..
لو كانوا يَعلمونْ .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

كانْ النيةُ بيضاء صافية ..
وكانتْ الحُروف أنقى من الماءْ ..
وكانْ المقصدُ واضحاً ..
( هو الحُزنْ ) منْ أعشق ..
لكنْ ..
لو كانتْ المُقلّ تقرأ الحرفْ كـ جوابْ ..
لَما جرحوا قلبي الصغيرْ ..
لايهمْ أي شئ ..
مايهمْ .. ثقتي بنقاء روحي ..
وبِطهر حُروفي ..
فلستُ من فرائس الإبتذال ..
ولستُ ممنْ تحيكُ الدسائس ..
وترمي الخيوط ..
وكأنها عنكبوتْ أسود ..
لايتقن سوى الإحتباءْ .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

قلتُ لنفسي مراراً ...
إنغرسي في لجة الحُزنْ مثلما كُنتي ..
ولاتخرجي من قوقعة اليتمْ الذي أنتي فيه ..
فَتلك الأرض ..
لاتحتمل أي فرح مِنكِ ..
ولا أي حرفْ ستنسجه أناملكِ ..
حتى ولو كان في الفراغ ..
وللفراغ ..
سيكونْ عاراً عليكِ .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

منذُ زمنْ بعيد وأنا أرددّ ..
بِأن ( الكلمة كالسهمْ حين تنطلق لاتعودْ .. )
كنتُ أجزمْ بقوة إختراقها للروح ْ ...
بالنزف الذي يمكنْ أن تخلفه وراء إنغراسها في عمق الصدر..
بسوء الظن الذي يدفعها إلى هدفها المنشود ..
بالجرح الذي سيكونْ ..
والذي لنْ يجبره أي شئ عابر ..
كنتُ أخافْ منْ تلك السهامْ ..
أخاف منها ...
من حرارتها .. ومن السمْ المدهون بِها ..
أخاف أن أطلق سهامي فأقتلْ برئ نقي ..
أو أن أُرمـى بها وأصبح ضحية لاحول لها ولاقوة .. !
فـ أحذر أن تكون قاتلْ ..
ولتكنْ مقتولْ .. فأجرك عند الله أعظمْ ..

همسة من أنثى مقتولة ..
ليس هُناكْ أعظمْ من القتلْ..
بِـ سهم الكلمة الظالمة .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

تُهشمُ ضلوعْ الصبر ..
بِمعول اليأس ..
حتى تصبح كالهباءْ المنثور ... !

[في الروحْ تَسكنْ]

يتشبثُ اليأس ..
بجدائل الصمتْ الطويلة جداً ..
و السقيمة ...
حتى لايقع على أرض القهر ..
وينكسر .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

أينكِ يا أمـي ..
فقدْ ظُلمت ..
وغرسوا سكين الظنْ بصغيرتكِ البيضاءْ ..
أينكِ عني ..
فالأرضُ من تحت أنفاسي ..
قد أصبحت رطبة ...
رطبة جداً ..
عانقيني يا أُمـي حتى لا أنزلق ..
فمثلي لم تعتدّ الإنزلاقْ .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

أتي المَساءْ ..
وأمي لازالتْ غَائبة عني ..
أتي ..
والحُزنُ مازال يُغطى تفاصيل وجهي ...
المثقلْ بـ جراح الأمسْ .. !

[في الروحْ تَسكنْ]

أنا لستُ أنانية ..
حين أسلب النومْ مِنكِ ياعيني ..
لستُ حاقدة على إبتسامتكِ الصفراء ياشفتي ..
لستُ قاسية حين أُمزق ذكراك من فؤادي ..
لستُ ...
ولستُ ..
لكن أخشى أن أكونْ .. !