اتذكر اني كنت ممزق الثياب , اسود الوجه من الالم !!
اتذكر كيف لفظني بحر الدنيا و اهواله اليك ؟؟
اتذكر كيف احضنتني جزيرتك الغناء ؟؟
اتذكر كل هذا ؟؟
اليك انت وحدك ... اكتب كل شيء ... يا رحمك الله ...
اقسم بانك لم تعد تتذكر
و انك عصت بالتراب حد الموت
و انك لم تشفع لي وقفاتي بجانبك بكل مآسيك
ليتك تمعن النظر مرة اخرى ، فتنظر بعين الحياة لا الموت
و تمعن النظر جيدا لتتذكر اني يا صديقي لم اقتلك ، بل قتلت نفسي دوما لتحيا
و بعدما رحلت انت ، لم تغفر لي زلتي !
ارجعتني ذكريات الموت ، و ارق الليالي ، لهذه المساحة
اظنني سامكث طويلا بجانب قبرك !
اقرأ كل شيء بالمقلوب
فقد قال لي استاذ الفلسفة , حينما تتدرج سوف ترى العلم بالمقلوب
كل شيء ستراه مقلوبا
و هذا هو الصحيح !
اظنني , يا استاذي , تدرجت كثيرا في الفلسفة ,
فصرت ارى الامر مقلوبا جانب القبور !
نعم ..
انني ارى الشاهد تحت التراب ,
و قد علاه هيكل عظمي كان يسمى انسانا !
اي عجبا ,
حينما جاوزت بي سكة الحياة آخر شاهد في مقبرة حلمك
لم اكن اشاهد سوى تفاصيل وجهك الرقراق
مر الامر بابطأ مما تصورت
حتى طرفي المرتد شعرت به ثقيلا باغماضته
ان عيني كرئة كبيرة تريد ان تأخذ اكبر قدر من هواء لايام سباتها
و ستطول ايام السبات و لا رقاد !
اخذت اتفحص بسرعة كل شيء يدلني عليك
علي اختزنها في ذهني الموقوف لك
وانتهت بي سكة الموت في محطة الحنين الابدي
محطة جلست بها وحدي فقط ، و امامي حقائب ذكرياتي اجترها وحدي !
سراب يجري وراءنا و نفر منه
يحسبنا غيما نهطله بامطارنا ليحسبه الناظر وسط الصحراء ماءا
و في كلتا الصورتين استحالة
فلا في السراب ماءا
و لا ماءا في ظل جدب الصحراء