يا سائقاً عيسَ أحبابي عسى مهلاً
وسرْ رُوَيْداً، فقَلبي بينَ أنْعامِ
سَلَكْتُ كُلّ مَقامٍ في مَحَبّتِكُمْ
وما تَرَكْتُ مَقاماً قَطّ قُدّامي
وكُنتُ أحْسَبُ أنّي قد وَصَلْتُ إلى
أعْلى ، وأغْلى مَقامٍ، بينَ أقْوامي
حتى بَدا لي مَقامٌ لم يكُنْ أرَبي،
ولمْ يمرَّ بأفكاري وأوهامي
إنْ كانَ منزلتي في الحبِّ عندكمْ
ما قد رأيتُ، فقد ضَيّعْتُ أيّامي
أمنيَّة ٌ ظفرتْ روحي بها زمناً
واليومَ أحسَبُها أضغاثَ أحْلامِ
وإنْ يكنْ فرطُ وجدي في محبَّتكمْ
إثماً فقدْ كثرتْ في الحبِّ آثامي
ولو عَلِمْتُ بأنّ الحُبّ آخِرُهُ
هذا الحِمامُ، لَما خالَفْتُ لُوّامي
أوْدَعْتُ قلبي إلى مَن ليس يَحفَظُهُ
أبْصرْتُ خلفي، وما طالَعتُ قٌدّامي
لقدْ رماني بسهمٍ من لواحظهِ
أصْمى فؤادي، فواشوقي إلى الرامي
آهاً على نَظرَة ٍ مِنْهُ أُسَرّ بها،
فإنَّ أقصى مرامي رؤية ُ الرَّامي