|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 35319
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 103
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الكاميليا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الوصي الذي لا يزال ضحية أمته
بتاريخ : 11-09-2009 الساعة : 04:17 PM
الوصي الذي لا يزال ضحية أمته
انطلاقا من هذا الواقع نود أن نشير الى كل من يعتقد بإمامة علي وولايته وهو يحيى ولاءه لعلي عليه السلام .... عليه أن ينتهج سبيله ويقيم أمره ويتجنب نواهيه وينفذ وصيته ويرعى حرمته ويقبل عليه إقبال المعظم لإمامته ويوقن بصدق كلامه وحكمه ويتأسى بأعماله ومواقفه ليصحح بذلك الاعتقاد به والانقياد إليه لكي تحيى هذه الأمم من خلال سيرته التي هي مسؤولية كل فرد مسلم يدعي الولاء لعلي ولذرية علي عليهم السلام ، خصوصا ونحن نعيش هذه الآلام منذ مئات السنين بحثا وراء حقيقة هذا الولاء العظيم الذي هدانا الله إليه ونحن في ضمير الغيب إذ من الضامن لنا مع قدرتنا إن ظفرنا بحقيقة الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام التي تاه عنها رجال تشابهت عليهم الطرق حينا وانسدت في وجوههم المنافذ حينا ً آخر ، وهبنا إننا أوتينا قدرا من الذكاء الحاد وبهمم عالية تكشف لنا حقيقة ذلك فمن لهذه الجماهير المسلمة الذين قلة حظوظهم المعنوية في عدم ولائهم لعلي عليه السلام ، بيد أننا لو أحسسنا براحة الولاء الحقيقي لعلي عليه السلام في نفوسنا وبرد اليقين بولايته في قلوبنا وروعة الاعتقاد به في بواطننا لكان الميل شديد لجزاء هذا الرجل العظيم بالشكر والإحسان ، هذا الرجل الذي يسّر لنا هذه النعمة الإلهية في ترسيخ عقيدة التوحيد والإيمان بعدل الله وقيامه في نفوس المؤمنين الأخيار ، لكان الولاء له أكبر وأعظم من أن يوصف بكلام أو يدون في كتب ، وذلك لأن عليا ً عليه السلام هو المعدن الإنساني النفيس الذي لا تزال مظلوميته قائمة بيننا إلى هذا اليوم ، فحري بنا أن نغالي في كشف مظلوميته وبيان أسبابها ومسببيها ، لا على نحو الطائفية المقيتة ولكن لتصحيح مسار الأمة الإسلامية وهدايتها الى الحق الذي ضيـّع منذ فترات زمنية طويلة والذي يمثل الإسلام الحقيقي الذي جاء به محمد العظيم صلى الله عليه وآله وسلم وأشار الى زعيمه وقائده أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة ، قالها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليرسم الطريق أمام كل حر أبي يكره الذل والهوان ، أمام كل أمريء يكره حيرة الباطل وهوان الصمت والجمود ، أمام كل إنسان ينشد الوصول الى أسباب السيادة الصحيحة ، قالها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليعرف الجميع من أين تؤخذ الأسوة الحسنة ، ولكن ما حدث بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفي زمان علي عليه السلام نجد أن الأمة كانت محكومة بإشاعات باطلة ، وظنون قاتلة ، وأوهام لا حصر لها ، وكما تشيع الفرية المختلقة بين بعض الناس فتمسخ تصورهم وتفسد أحكامهم ، شاعت عن علي الدر عليه السلام وعن سيرته يوم ذاك أكاذيب وافتراءات بلغت حدا أعيت فيه المصلحين من الصحابة الأجلاء أمثال ( سلمان وحذيفة وأبا ذر وعمار ( عليهم رضوان الله ) ، عندها هامت الأمة وهي تتخبط في ديجور ليس له قرار كما هو حالها اليوم ، فأصبح مولانا الإمام علي عليه السلام في ليلة وضحاها ضحية عمياء مجهولة وضغائن محمولة سرعان ما انكشفت حقائقها وظهرت معالمها على أرض الواقع ، فبالرغم مما جرى عليه سلام الله عليه إلا انه بقي صابرا بما جاءت به المقادير وهي تحمل معها الفواجع والفضائع التي لا ينظم لها سجل ولا يحوي أثرها كتاب ، وبعد سلسلة من الأحداث التي وقعت في زمان من سبقه الى الخلافة بدأت مرحلة التيه والضياع في امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى حدث مقتل عثمان فاضطربت أمور المسلمين وهم حيارى لا يعلمون الى من يؤول أمر الخلافة فوقع رأيهم على أمير المؤمنين عليه السلام وبعد التي والتيا جاءوا إليه وهم يزفون إليه الخلافة كما تزف العروس الى عريسها ، وهم أذلاء صاغرون ينادون ( ليس لنا غيرك يا أبا الحسن ) ، ( يا علي أنت الولي ) ، أدرك دين ابن عمك فقد نهب تراثه واندرست آثاره على أيدي الطلقاء من بني أمية وآل مروان ، فأجابهم علي عليه السلام بعد أن أسبرهم وأيقن رأيهم وهو عالم بأحوالهم ، ومن هنا انطلق المناوئين له ممن مرد على النفاق من أهل المدينة وعلى مقدمتهم ممن يدعي صلة الرحم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحبته مما سخر ذلك في تألب الأمور على أمير المؤمنين علي عليه السلام في المدينة وهذه أحد الأسباب التي جعلت من علي عليه السلام أن ينتقل الى عاصمته الجديدة ( الكوفة ) وسرعان ما أن استقر حكمه في الكوفة جالت وصالت الفتن عليه من قبل رموز وواجهات الأمة ، فمرة رفعوا قميص عثمان وهم ينادون ان عثمان قتل مظلوما بقيادة الجمل وصاحبته ، ومرة يرفعون المصاحف على رؤوس الرماح بقيادة الدعي ابن الدعي ( معاوية ) وذلك في واقعة صفين ، ومرة يطلبون الله حكما بينهم وبين رموز الانحراف والانحطاط وهم لا يعون ولا يدركون مكائد معاوية وأتباعه فحدثت مارقة قد مرقت عن الدين كما يمرق السهم عن وتره فجعلوا الناس تتفرق عن إمامها وسيدها علي بن أبي طالب عليه السلام وهو ينادي ويحكم ( أنا قرآن الله الناطق ) وقد كرر نداءه مرارا فلم يأبه له إلا القلة المؤمنة بولايته ، فعمّت الفوضى في البلاد والعباد ، هذا وقد أصبح عليا عليه السلام غريبا منعزلا ووحيدا منفردا حتى جاء اليوم الذي هاجر فيه الى ربه صابرا محتسبا ولا يزال يشكو ظلامته ومحروميته بسبب قصورنا وتقصيرنا في عدم إدراكنا حقيقة الولاء لعلي وذريته عليهم السلام وخصوصا حفيده الإمام المهدي عليه السلام ، حيث انه روح علي ونفسه التي بين جنبيه والذي لا يزال هو الآخر ضحيتنا ، حيث ان ما جرى على جده علي عليه السلام يجري عليه الآن ونحن ننادي ( أدركنا يا علي .. أدركنا يا مهدي ) ولو لاحظنا ما ذكرناه آنفا وما يتعلق بمعاناة أمير المؤمنين عليه السلام والتي أسبابها الأمة ورموزها مما جعله لا يزال ضحية أمته وهو الضحية الأعجوبة التي لا تموت ولا تستطيع أن تموت بوجود سيد الأمم وزعيمها المهدي عليه السلام من حيث وجود أوجه التقارب والتشابه بين الواقع الذي عاشه جده علي عليه السلام والذي يعيشه الإمام المهدي عليه السلام حيث وجود الكثير من العناوين التي انقضت عهد علي والمهدي عليهما السلام وتنكرت لهما ، فكم من الناكثين والقاسطين والمارقين وهم كثيرون في هذا الزمان ( زمان الظهور المقدس ) .
////منقول////
|
|
|
|
|