السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته:
أولاً شكراً عزيزتي نسايم لدعوتي للكتابة معكم ,
ثانياً عذراً للتأخير ,
وأعذروني لو أن القصة محزنة ولن تُعجبكم الا أنها ألشيء الذي لايمكن أن أنساه ,,
من هنـــــا تبتدي :
كان يوماً مختلفاً من عمر الزمن أنهُ أحدى ايام ايلول ...آآآآآهٍ من ايلول ..
أنهُ يوم مولدي عدتُ لبيتي محملةً بألألم ..فها هو أبي يعاني من وجعٍ لاينتهي الا بالموت ..هذا ماقاله الطبيب ..
دخلتُ الى منزلي ليستقبلني زوجي الحاني بأبتسامة وهو يقول كل عام وانت بخير . انه يوم مولدك ..
نعم اعرف انه يوم مشئوم ,
:لماذا تقولين هذا ؟؟.
هذه هي الحقيقة ..!
لا ليس صحيح انه يوم انطلاقتكِ للوجود ولابد أن تعتبريه يوماً مباركاً ..
همهمتُ بهدوء أي بركةٍ وها هو أبي يلفظ انفاسه الأخيرة ..
جلستُ وحدي في تلك الليلة أقترب مني طفلي جعفر وهو ذو الأشهر السبع يحبو على الأرض
ليضع رأسهُ بحجري لكأنما أراد أن يخفف عني ,ضممته الى صدري بقوة
وكان في طفلي شيء غريب كلما ششمتُ عطر جسدهِ خُيل لي أني أشم رائحة كربلاء ,,
يال طفلي كم عطرهُ زكي ..أنتعشت رئتي المختنقتان بشذى برائته ..
وانتهت تلكَ الليلة بأسىً شفيف ..وانقضى اليوم التالي كسابقهِ غائرٌ في اعماق الحزن ,,
الا أني في اليلة التالية شعرتُ بوخزٍ في قلبي ..
محمد هل تأخذني غداً لأبي كان محمد يحملُ سراً لم أستطع كشفهُ قال لي بهدوء أن شاء الله ..سنذهب اليهِ غداً ..
لم تستسلم عيني للرقاد الا ساعاتٍ قليلة وأستيقضت على صوتِ محمد يقرأ القرآن قبل صلاة الفجر قمتُ وتوضأت
وجلستُ في مصلاي نادى المنادي الله اكبر ..ياربِ أحفظ ابي انها دموعٌ تخشى اليتم وقلبٌ يخشى الفراق ..
عدتُ لفراشي بعد شوطٍ من المناجاةِ المنكسرة ..
ما هجعت عيني الا دقائق واذا بالهاتف يرن تسابقت يدي مع يد زوجي لرفعه رفعتهُ ..بخوف
من ميسون ؟؟.
ماذا حدث ..
كانت تبكي ..
اخذ محمد الهاتف كلمها ..
التفت الي احتضن دموعي وقال بنبرةٍ حانية البقاء لله عظم الله لك الأجر ..
كان محمد يعلم منذ اليل انه توفي في المستشفى بين يدي أخي ألأكبر ..
انها لحضات لم تكن من عمري ..بل هي مسروقة من زمني ...
وصلتُ لا اعرف كيف الى منزل اهلي لاح لي المنزل سأرى ابي يستقبلني انه موجود سيغمرني بين يديه
سأنضر لبسمته الشفافة وللحيته الفضية انه موجود ..
اقتربت السيارة من المنزل لم يكن ابي واقف ليستقبلني كعادته ..
بل كانت حشودٌ تبغي الحصول على الأجر في التشييع ..
نزلت من السيارة اتعثر أستقبلني أخي الأكبر مني أحتضنني ليهون مابي..
لا ليس ميت ...!!
هاهي السدرة التي زرعها في الحديقة شامخة في مكانها , هاهو مقعده في مكانه في الحديقة هذا وهذه ووووو
قلي يا ابا حسن انه موجود ...
أدخلني الى أمي آآآآآآآآآآآه ياصبر الدنيا .. كيف حال أمي انها محطمة ..
أحتضنتها دخلنا في قدسِ البكاء ..
وطال المشهد واستفقتُ منهُ على اصوات المشيعين
أدخل أخوتي تابوتاً يحملُ تسعة وعشرون عاماً من ربيعِ عمري وستون عاماً من خريفِ عمرهِ ...
وضعوه على الأرض أغلقوا الأبواب تركونا معه ليكون المشهد الأخير ..
كشفوا عنه آآآآآآآآآآآآه ,,
ياقلبي أنت كيف أنطفى نورُ عينيك ؟؟.
ياسندي من لي بعدك ؟؟.
يا أنت ياأنا ..أنه يوم ولادة الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه الشريف)
في هذا اليوم انت رحلت ؟؟.
ابي ...تهادرت أصواتُ أخواتي بالبكاء أمي أخوتي ...
جاء صوتُ أخي ألأكبر ليدنو مني ودعيه ياا...... قربني منه طلب من أخوتي أن يتركوني أودعه ..
أقتربت منه وسيل مدامعي أعمى بصري الرؤية لم تعد واضحة ..
تساقطت دموعي على وجهه الطيب والمشرق بنور الولاية وطيب المنبت .. بللتُ كريمته بدمعي ,,
ياسنين عمري كيف سيكون العمر من بعدك قربتُ شفتاي المرتجفتان لشفتيه ..آآآهٍ كانتا باردتين كالصقيع ..
لامستُ وجهه بيدي قبلتهُ قبلةَ الوداع ..
ومر شريط طويل ها انا بين يديه طفلة يداعب ضفائري بيديه يمازحني يلاعبني ..
ها أنا أحول أن أفلت من يديه في الحديق العامة ..هاهو يضعف امام دموعي حينما اريد شيء ..
ها ها ها هاهي يد أخي تبعدني عن التابوت ..
ويسير المشيعين بأحلى عمري الى لا رجعة ...
وهاهي السنينُ تمر ولازال صوتهُ معلقاً على جدرانِ ذاكرتي ,,
أبللهُ كل يومِ بندى الدمع ,,
|