|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.53 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرجل الحر
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 25-12-2011 الساعة : 05:41 PM
لله سر في الحسين .. سر اكتنف جدلية الموت والفناء كما اكتنف الخلود والبقاء .. انبياء لله هلكوا فما اسرع ان محت رياح النسيان حروف اسمائهم من صفحات التأريخ .. و نامت اعين البشرية دونما ان تقرح يوما لفقدهم .. وانبياء لولا ذكرهم في كتاب الله ما اعادتهم الاذهان الى حواضرها .. بينما يقف الحسين .. بدرعه الحديدي الذي مزقته السيوف والرماح .. وبكتفيه اللتان تزاحمت عليهما النبال والسهام .. وبصدره الذي سحقته الخيل بحوافرها .. وبسيفه المتثلم من شدة بأسه وبسالته في القتال .. وثيابه التي اصطبغت من فيض نحره ،، وجراحات جسمه.. ورأسه الشاخص فوق الرمح كشمس تعانق المغيب .. يقف الحسين بثبات لم تألفه الانسانية .. ونصر لم يعهده بنو البشر .. فأول مرة في تأريخ الصراعات التي ابتدعها اولاد قابيل .. ينتصر المذبوح على الذابح .. ويغلب القتيل قاتليه .. يقف الحسين في عين الخلود .. وقد غاصت في دمائه جذور البقاء .. لتغترف من قدس الحياة الابدية .. دون احتياج لأن يذكر اسمه العظيم ولو لمرة واحدة في جميع كتب الله سبحانه .. يقف الحسين بذاته المضرجة بالجراح .. تقرح له اعين الاحرار وتبكيه قلوب الثائرين .. وكأن الحسين يطوي صحف الزمان بكفيه كطي السجل للكتب .. ويسجل بمداد النحر الدافق الى يوم يبعثون .. تأريخا للدين .. وللكرامة وللفداء والرجولة .. تأريخا لعدالة السماء .. يبدأ بأسم الحسين و لا ينتهي ابداً .. يقف الحسين وحيدا فريدا في الوجود .. ينحدر عن سفحه البقاء و ينتكس عنه الخلود .. دونما ان يمر على اسمه اية في التوراة والزبور والانجيل والقرآن الكريم .
|
التعديل الأخير تم بواسطة الروح ; 25-12-2011 الساعة 07:16 PM.
|
|
|
|
|