79 -
Alawi Alwardah(مجموعة حكيميون) ماهو دور اليماني بعد ظهور الإمام (عجل الله فرجه)؟؟ هل الروايات تحدّثت عن دور اليماني بعد ظهور الإمام (عليه السلام) أم لا؟؟
الجواب: لم يتأكد لي وجود رواية خاصة في هذا المجال، فإن الروايات ساكتة عن ذلك كله، وعلى الرغم من حديث البعض بأن اليماني هو وزير الإمام صلوات الله عليه، إلا أني لم أتبيّن حجة هذا القول، فإن الروايات التي أشارت إلى وجود وزير للإمام صلوات الله عليه قبل خروجه بأبي وأمي كما هو الحال في الرواية التي رواها العياشي في تفسيره وأشار إلى أن المنصور هو وزير الإمام روحي فداه، ومع أنها ضعيفة في سندها، إلا أنه لا يمكن القول بأن المقصود بالوزير هو اليماني الموعود، فقد يكون أي شخص آخر، وكلمة المنصور التي وردت في الرواية لا دلالة فيها على اليماني، بل هو وصف روايات العامة له، ولا أجد لها دلالة على ذلك من حديث أهل البيت عليهم السلام، كما ولا يمكن التحدث عن كون الروايات قد دعت إلى نصرة اليماني مما يعني أنه هو المنصور المقصود بالوزارة، فإنه تخصيص بلا مخصص.
وعلى أي حال فإن الروايات بشكل عام لا تتحدث عن أي شخص من الهداة بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه، فهؤلاء ومن سواهم سيكونون عمّالاً لديه وأعواناً له روحي فداه.
80 - مهند (الموقع الخاص): الحديث الشريف (من جاء برأس من شيعة علي ....), ولم لا يكون المقصود بعلي هنا أمير المؤمنين عليه السلام، لوجود قرائن عشناها من قبيل مناداة الزرقاوي في ديالى: رأس الشيعي بمئتي دولار، واستشهد على إثرها الألوف من الشيعة في العراق كافة، والسفياني وإن كان فاسقاً، ولكنه أموي النزعة معادي لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم.أما أن يكون شخص في النجف الاشرف اسمه علي، يعادي السفياني ويقاتله هو ومناصريه (شيعته) فنسأل سماحتكم التوضيح، لأن لفظ الشيعة دائما مقرون بأمير المؤمنين علي عليه السلام .ياشيخ أنا أسئل متعلماً ولكم التحية.
الجواب: اخترنا في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور الذهاب إلى القول بأن المقصود بشيعة علي هنا، ليس أمير المؤمنين عليه السلام، وإنما هو رجل من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام اسمه علي وله شيعة وأتباع، وقلنا بأن هذا الشخص سيتخذ موقفاً يؤدي إلى حنق السفياني منه، ولم نتحدث عن قتاله للسفياني، بل لا نذهب للقول بأنه سيقاتله، لأن القرائن المذكورة في العديد من الروايات تشير إلى أن النجف الأشرف ستكون حاضرة شيعية كبرى يومذاك، ومثل هذه الحاضنة لا يعقل أن يكون فيها النداء بقتل كل من له علاقة بأمير المؤمنين عليه السلام، لأننا لا يمكن أن نحصل عندئذ على تتمة العبارة، حينما يقول عليه السلام: فيثب الجار على جاره فيأخذه من عنقه ويقول: هذا من شيعة علي! لأن ذلك يستدعي أن يكون شيعة علي هم جزء من مجتمع النجف الأشرف، لا كل النجف الأشرف، كما ويستدعي ان تكون جرائم هذا الخبيث جرائم استئصال للنجف، والدليل على خلافه، لأن توصية الإمام صلوات الله عليه بخروج الرجال دون النساء يظهر إن مشكلته مع المقاتلة، لا مع كل من فيها، ويؤكد ذلك أننا لا نلحظ موقفاً مماثلاً له في الحلة التي سيجتاحها حال مروره بها، كما أننا لا نلمس أنه يفعل ذلك في بغداد التي يجتاحها ويسقط الحكومة التي فيها، لأن الأرقام المذكورة من القتلى وفق أرقام أهل البيت عليهم السلام قليلة جداً قياساً إلى نسب الشيعة فيها، وحتى لو أخذنا بالروايات العامية التي اكثرت من ذكر قتلى الشيعة في بغداد، فإنه هو الآخر لا ينسجم مع طبيعة نزعة الاستئصال هذه، كما لا ترينا الروايات أي نزوع له باتجاه كربلاء، ولا يوجد أمامنا إلّا خيار أن هذه الكلمة تقال حصرياً في النجف، مما يستدعي منا التوقف في شأن أن يكون المراد منها شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، خاصة وإننا لو افترضنا أن النداء سيكون خاصاً بشيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فإن حجم المقتولين يجب أن لا يبقي النجف حاضرة بالشكل الذي يحوّلها الإمام بعد حدث السفياني بأشهر قليلة قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلى عاصمته، فتأمل!
أما الحديث عن أن كلمة الشيعة دوماً مقرونة بأمير المؤمنين عليه السلام فهذا ليس صحيحاً من الناحية اللغوية، كما وأن حديث أئمة الهدى صلوات الله عليهم في شان علامات الظهور استخدم اللغة الكنائية والرمزية، ولم يستخدم الكلمات المباشرة في الغالب، والله العالم.
81 -
أسد علي (الموقع الخاص): هل الشخصيات التاريخية المعاصره لحركة الظهور كالخرساني واليماني والسفياني تعلم بأنها الواردة في بطون أمهات الكتب؟ وهل ستعلن عن نفسها أمام الناس أم تشخيصها يكن من قبل العلماء والمراجع فقط؟
الجواب: بالنسبة للشخصيات المشار إليها، فإن الروايات ساكتة عن ذلك، وما من سبيل للتعرف على طبيعة علمه بأنهم هم المقصودون بالروايات، وبقدر تعلق الأمر بصاحبي رايتي الهدى الخراساني واليماني فإن عملهما هو الذي سيكشف عنهما، لأن أي إخبار منهم بأنهم هم من تم ذكرهم في الروايات سيحتاج إلى دليل، ولن يمتلكوا أي دليل علمي في هذا المجال، لأن مصدر الإخبار سيكون إما بإخبار الإمام صلوات الله عليه بأن فلاناً وفلاناً هم المقصودون بذلك، وعندئذ سنحتاج إلى الجهة التي سيخبرها الإمام بذلك، ولن نجد أية جهة قادرة لوضوح أن تلك الفترة لا مجال لإدعاء مشاهدة الإمام صلوات الله عليه والإخبار عنه لأن تلك المشاهدة ستكون موسومة بالكذب لقوله صلوات الله عليه: كل من ادعى المشاهدة قبل السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، وإما ان يكون بإخبار المرجع، وعندئذ سيكون معنياً بإبراز الدليل، ولا دليل ما دمنا في زمن منع المشاهدة وتكذيبها أو أن يخبر الخراساني واليماني عن نفسيهما، وعندئذ سيجري عليهم ما جرى في الأمرين الأوليين، نعم قد يعرفان عن نفسيهما بأنهما المقصودان في الروايات بأحد وسائل العلم الذاتي كالرؤيا أو المكاشفة أو ما إلى ذلك، ولكن أي تصريح منهما في هذا المجال سيخرجهما عن دائرة الهدى التي تمنع مثل هذا الإدعاء لما تقدم.
وفي تصوري لا مجال للحديث عن هذا الإخبار إلا بما تخبر به نفس العلامات، وطبيعة ما بيّنته من مواصفات عملية أو ذاتية في شأنهما، ولذلك فإن العالمين بهذه العلامات يمكنهم من التعرّف عليهم، ولكن لن يتمكنوا من الحديث عنهم إلّا بعد دخول علامات الظهور في واقع الحضور الزمني الفعلي.
وكونهما من رايات الهدى فإن المتصور أنهما لن يتحركا لوجود علم لديهما بأنهما من ذكرتهم الروايات، لأن هذا لا يعبّر عن حالة الهدى، بل سيتحركان من واقع التكليف الشرعي بالنسبة لكل منهما، بمعزل عن علمهما أو عدم علمهما بأنهم من جاء ذكرهم في الروايات.
82 - أسد علي (الموقع الخاص): يا حبذا لو تفرد حلقة عن رايات السود العباسية، وشعيب بن صالح، ورجل قم، لأن البعض يصر أنها من الاسرائيليات؟
الجواب: بالنسبة إلى الرايات السود فقد تحدّثنا بشكل مفصل عن ذلك في الجزء الثاني من علامات الظهور،[1] وليس كل ما ذكر في الروايات العامية متعلّق بالعباسية منها، بل إن رواياتنا وما نقل منها في روايات العامة تتحدّث عن الرايات السود التي تخرج من خراسان بقيادة الخراساني ويقودها شعيب بن صالح، وبعضها يشير وبحديث موثق إلى أن فيها بعض أصحاب القائم روحي لتراب مقدمه الفدا، أما الحديث عن كونها إسرائيليات فهذا حديث من لا علم له بالروايات، وعليه أن يتقي الله في هذا المجال، لأنه يتضمن رداً على الأئمة صلوات الله عليهم، وما من شك في أن روايات العامة أكثرت من إيهام الناس حول المراد بالرايات السود، وحاولت أن تروّج لبني العباس وراياتهم من خلال ذلك، وضابطة التفريق بين الرايات العباسية والرايات الهادية الخراسانية هي أن أي رواية تتحدث عن أن المهدي عليه السلام في الرايات السود تكون رواية عباسية، لوضوح أن راية الخراساني متقدمة في الخروج على ظهور الإمام صلوات الله عليه، فكيف يكون فيها، وهل يعقل أن يكون الإمام صلوات الله عليه في راية أحد أعوانه؟ وأي راية ترسل بالبيعة للإمام صلوات الله عليه أو أن تشتمل على بعض أعوانه تكون هي الراية الخراسانية الموعودة.
83 - أسد علي (الموقع الخاص):ما قولكم في الأعور الدجال؟.
الجواب: الأعور الدجال ذكر في كتب العامة كثيراً، وقد جاء ذكره مقروناً في الغالب مع أحداث آخر الزمان، أما في كتب الإمامية، فقد ذكر في غالب الأحيان بعنوان الدجال بلا ضميمة الأعور ولكن ذكره كان مجرداً عن الزمان، بحيث لا يعلم في أي زمان هو، وعدد قليل مما روي في كتبنا وبأسانيد لا يعتمد عليها في الغالب تم ذكره في آخر الزمان، من دون إشارة محددة إلى طبيعة المقصود بآخر الزمان، فهذه الكلمة تتسع لما هو أكثر من وقت الظهور، ولم أجد إلّا مورداً واحداً في كتبنا تقرن بين الدجال وبين أحداث ما بعد الظهور الشريف وهو ما رواه الشيخ الصدوق بسند ضعيف فيه غير واحد من المجاهيل إلى المفضل بن عمر الجعفي رضوان الله عليه قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا. فقيل له: يا ابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال، ويطهر الأرض من كل جور وظلم.[1]
وفيما خلا ذلك، فإن الشيخ الصدوق ذكر خبراً بسند عامي ينتهي إلى وهب بن منبه، عن عبد الله بن عباس، عن رسول الله صلوات الله عليه وآله يشير فيه إلى ما يفهم منه بأن الدجال يظهر قبل الإمام روحي فداه قال: وخروج رجل من ولد الحسين بن علي، وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني.[2]
وعليه فإنني لا أجد ما يمكن الاعتماد عليه في كونه من علامات الظهور، وما تفرد بذكره الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه لا يمكن اعتماده لضعف سنده، وقد أوضحنا بأن منهجنا هو عدم التسامح في السنن في تثبيت أصل العلامة، وإلى إمكانية التسامح في ذكر تفاصيلها، والله العالم.
84 - حيدر (الموقع الخاص): هل ثبت لجناب الشيخ الله يحفظه ان خروج شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من جهة بلاد سمرقند أم بلاد الري؟ وما معنى قولهم أنه أصفر كوسج أكوس اللحية؟ وما صحت الحديث الذي يفصل بين خروجه ويسلم الأمر للمهدي المنتظر (عج) بإثنا وسبعين شهرا ؟
الجواب: لقد أكثرت روايات أهل السنة الحديث عن شعيب بن صالح، ولكن في رواياتنا فقد ورد اسم شعيب بن صالح في روايتين يمكن أن نعتمدهما في تثبيت أصل خروج هذا العبد الصالح الأولى ما رواه الطبري الإمامي في دلائل الإمامة بسند معتبر عن عمر بن حنظلة، عن الإمام الصادق عليه السلام،[1] والأخرى كالمعتبرة ذكرها الشيخ النعماني عن البزنطي عن الإما مالرضا صلوات الله عليه،[2] لذلك لا مرية في أصل العلامة، أما عن دوره وما سيقوم به فإني لم أجد ما يمكن أن يعتمد عليه إلّا حديث مرسل وأثر وردا في غيبة الشيخ الطوسي أما الحديث فقد ورد عن حذلم بن بشير، عن الإمام زين العابدين عليه السلام في وقت خروجه من سمرقند،[3] وأما الأثر فقد ورد بسند عامي عن عمار بن ياسر، ولكن غالبية متنه مطابق لما روي في صحيح الأحاديث، وفيه يتحدث عن شعيب بن صالح الذي سيلي أمر لواء الإمام المنتظر أرواحنا لمقدمه الفدا حال خروجه بأبي وأمي،[4] وهناك رواية في مختصر بصائر الدرجات ضعيفة السند والمصدر[5] وبعض متنها مضطرب يتحدث فيها عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام في إمرة شعيب بن صالح على جيش الخراساني وقادته لكنوز طالقان[6]
ولنا من بعد ذلك ملاحظات عدة، أولها: أن ما حاوله بعض المؤلفين من اعتبار شعيب بن صالح اسطورة، لا قيمة له من الناحية العلمية، بل هو كحقيقة من حقائق ما قبل الظهور مما لا مجال لنكرانه.
وثانيها أن سمرقند التي يشار إليها في رواية حذلم المتقدمة، ليست سمرقند الموجودة في تاجيكستان المعاصرة، وإنما هي من أعمال محافظة واسط الحدودية مع إيران كما يشير إلى ذلك ياقوت الحموي في معجم البلدان،[7] وهذا هو الذي ينسجم مع بقية الروايات التي تشير إلى دخول راية الخراساني إلى العراق بالتزامن مع اقتحام السفياني الأراضي العراقية باتجاه بغداد.
وثالثها: إن طالقان المشار إليها ليست طالقان الأفغانية كما ذهب إلى ذلك بعضهم، بل هي مناطق شمال طهران باتجاه بحر قزوين.
ورابعها: وصفه الشخصي المشار إليه في سؤالكم الكريم هو وصف وارد في روايات عامية، ولهم وصف آخر، ولا يعتمد عليها، ولا يوجد في كتبنا ما يُشار به إلى وصفه الشخصي، ولعل اسمه ما يدل على أنه عربي، وهو ينسجم مع مرويات عامية تشير إلى كونه من بني تميم أو من مواليهم، على أن اسمه هذا ليس من الضرورة أن يحمل على أنه اسم حقيقي.
وخامسها: لا صحة لأي رواية تشير إلى المدة الفاصلة بين خروجه وبين خروج الإمام صلوات الله عليه بغير المدة المشار إليها في رواياتنا، فبين الخراساني وبين الإمام صلوات الله عليه هو ما بين السفياني والإمام لأن خروج الإثنين سيكون في عام واحد وفي شهر واحد وفي يوم واحد، وبالتالي فإن شعيباً هذا لن يكون خروجه بأكثر من هذه المدة، بل هو أقل منها، وما عرضتم له هو ما يوجد في روايات العامة.
85 - الحر (الموقع الخاص): هل من الممكن ان يكون السفياني هو ملك الاردن عبدالله الثاني؛ فهو رجل ربعة ضخم الهامة ابيض اشقر اجعد الشعر ازرق اخوص العينين وفي عينه اليمنى نكتة بياض وفي الاخرى كسل وفي وجهه بقايا اثر الجدري و عليه تاج احمر واخواله من بني الغرب فهو ابنهم بامتياز وهو من الوادي اليابس؟؟
الجواب: السفياني في الروايات لا يتطابق مع هذا، إذ أن السفياني من بني كلب وأخواله كذلك، وليس كما تقولون بأن أخواله من بني الغرب، وهو من سوريا الشام وليس من الأردن، وهو ملتصق بظهور الإمام صلوات الله عليه، إذ أن ما بين أول خروجه وبين الإمام صلوات الله عليه هو حمل ناقة أي خمسة عشر شهراً، ومن بعد استيلائه على محافظات الشام المفككة والتي يعبر عنها بالكور الخمسة سيبقى من وقت ظهور الإمام حمل إمرأة أي تسعة أشهر، ولذلك أي مجازفة في التشخيص، ستضعنا أمام استحقاقات ذلك، لأننا سنطالب بظهور الإمام صلوات الله عليه بعد هذه المدد الزمانية، ولذلك فإن أي خطأ في هذا المجال قد يؤدي إلى الإحباط، وقد يرتد الأمر على تكذيب ظهور الإمام صلوات الله عليه، مما يعني أن التوجه لاسقاط الشخصيات المعاصرة على الشخصيات الواردة في الروايات، يحتاج منا للجزم بأن هذا الوقت هو وقت الظهور، وهو أمر لا يمكننا الجزم به وفق المنطق الروائي إلّا بعد التفجير الذي يطال دمشق، لأن السفياني سيخرج في رجب الذي يلي التفجير، وأما التشخيص قبل ذلك فدونه خرط القتاد، وسيتزامن خروجه مع خروج اليماني والخراساني الي أشير إليه بأنه سيكون في عام واحد في شهر واحد في يوم واحد.
وقد نهى الإمام صلوات الله عليه عن ذلك حينما سئل عن السفياني، فقال: وما تصنع باسمه؟ ثم شرع يعدد جانباً من أعماله، والتي ستكون هي الكاشفة عنه بمعية الأعمال السابقة لظهوره، ولا أرى أي فائدة تذكر للإهتمام بتشخيص هذه الأسماء قبل حيان علاماتها، ولكن كل الأهمية يجب أن تبذل من أجل تشخيص أعمالهم ومعرفتها، فهو من الشخصيات المحتومة وهو آت لا محالة، وما يهم المنتظر للإمام صلوات الله عليه أن يعرف كيف يتصدى ويجابه راية الضلال هذه، وأن يرتقي بكمالاته إلى المستوى الذي يجعله قادراً على مواجهة الصعاب الجسام التي ستواجهه في تلك المرحلة.
86 -
محمد التميمي (الموقع الخاص):الذي قرأناه أن الشيصباني هو من أعداء أهل البيت عليهم السلام، وهو إما صدام أو الزرقاوي لانطباق الوصف في الرواية التي تذكره على أحد هذين المجرمين لعنهما الله .... فعبارة: يقتل وفدكم قد تكون أقرب الى الانطباق على الزرقاوي اللعين، فما رأي سماحة الشيخ بهذا القول؟
الجواب: أنا لا أدري ماذا قرأتم، ولكن القدر المتيقن من المواصفات التي ذكرت في رواية الشيصباني[1] لا ينطبق قطعاً على الإثنين معاً، لأن خروجه معنون فيها من الكوفة، وقد توهّم من قال بأن أرض كوفان هي كل العراق لأنه تعميم بلا معمّم، ومن الواضح أن هذا الخروج لا علاقة له باللعينين، وهو من الفاسقين لا محالة كما تشير إليه الرواية الشريفة حينما تسمه بالشيصباني وهو تكنية عن الشيطان، أو القصّاب الجلف والشديد، كما وأن الحديث عن قتله لخيار رجال الشيعة هو تأكيد على كونه شريراً، وقد استظهرنا في كتابنا علامات الظهور أن الرجل ربما تكون له علاقة مع البترية الذين سيقاتلون الإمام صلوات الله عليه في النجف الأشرف،[2] لأن حديث الرواية عن أن له أتباع ينبعون كما ينبع الماء في إشارة إلى كثرتهم وشدتهم، ينسجم مع كثرة الاعداد التي ستقاتل الإمام بأبي وأمي من البترية حال وصوله إلى النجف الأشرف، والتي تقدرها إحدى الروايات بستة عشر ألفاً.[3]