لا شك أن الطفل تكون شهيته أقل في المرحلة العمرية من عام وحتى بلوغه خمسة أعوام، وقد تبدأ شهيته فى الانخفاض تدريجيا. قد يبدو أحيانا أن طفلك لا يتناول الكمية الكافية من الطعام، أو أنه نادرا ما يشعر بالجوع أو أنه لا يتناول الطعام إلا إذا قمت بإطعامه بنفسك. وطالما أن درجة نشاط طفلك طبيعية وأن معدل نموه طبيعى فإن فقدان الشهية لديه هو أمر ليس بالخطير ولا يدعو للقلق. أما إذا استمر فقدان الشهية لطفلك فترة طويلة وصاحبه مثلا انخفاض فى الوزن فإن الأمر يستدعى الذهاب للطبيب. وهناك العديد من الأسباب التى قد تكون سببا فى انخفاض شهية طفلك مثل بعض الأمراض أو الأدوية أو المشاكل النفسية والعاطفية أو قد يحب الطفل تناول أطعمة معينة ويحب التركيز عليها. وبالتأكيد يجب عليك أن تصطحبى طفلك للطبيب لاستبعاد أى أسباب جسمانية أو عضوية قد تكون سببا فى انخفاض شهيته.
هناك العديد من الطرق والأفكار التى يمكنك من خلالها فتح شهية طفلك وتحسينها. يمكنك مثلا أن تجعلى طفلك مسئولا عن كمية الطعام التى يتناولها فى الوجبات المختلفة مع الوضع فى الاعتبار أن مخ الطفل سيجعله يأكل كمية السعرات الحرارية اللازمة لنموه ولإعطائه الطاقة اللازمة. قدمى لطفلك وجبات متوازنة مع الوضع فى الاعتبار أنه إذا شعر بالجوع فإنه سيأكل وإذا لم يشعر به فإنه سيأكل لاحقا.
إن سبب عدم شعور الطفل بالجوع فى كثير من الأحيان هو تناوله لعدد كبير من الوجبات الخفيفة خلال اليوم مما يؤدى لعدم شعوره بالجوع الفعلى. قدمى لطفلك وجبتين خفيفتين خلال اليوم وذلك فقط، إذا طلب الطفل هذا الأمر، وإذا شعر طفلك بالعطش خلال الوجبات قدمى له الماء مع تقليل كمية العصير التى يشربها. لا تجبرى طفلك على إنهاء طبقه أو الانتهاء من وجبته بالكامل حتى لا يشعر بأن الأمر مهمة ثقيلة عليه. فى البداية قدمى لطفلك مجموعات صغيرة من الطعام وقدمى له المزيد إذا شعر بالجوع وطلب منك كمية إضافية. وبالإضافة لما سبق فإن طريقة إعداد الطعام وطريقة تقديمه أمور شديدة الأهمية ليكون الطعام شهيا أمام الطفل وحتى لا يشعر بالملل. ويمكنك أن تشركى طفلك فى عملية إعداد أو تجهيز الطعام من خلال مهام بسيطة مثل غسل الفواكه والخضراوات، واعلمى أن الطفل سيكون أكثر إقبالا على تناول الأطعمة الجديدة إذا كان قد شارك فى إعدادها. يجب أن تقدمى لطفلك معلومات عن أهمية بعض العناصر الغذائية لنمو جسمه مما سيجعله يختار بشكل أفضل.
يمكنك من وقت لآخر أن تقدمى لطفلك الأطعمة المفضلة لديه حتى لو كانت تلك الخيارات فى بعض الأوقات غير صحية، مع الوضع فى الاعتبار أن تلك الخيارات فى بعض الأحيان تكون أفضل من عدم تناول الطفل الطعام على الإطلاق. ويمكنك مثلا أن تقدمى لطفلك كميات صغيرة من البسكويت ورقائق الشيبسى لتقدمى له بعد ذلك أطعمة صحية. لا تحاولى إطعام طفلك إذا كان يستطيع تناول الطعام بمفرده، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل فى الفترة ما بين 12 و15 شهرا يكون قادرا على تناول طعامه بنفسه. إن شرب الطفل لكميات كبيرة من اللبن أو العصير أمر يمكنه أن يقلل من شهيته واعلمى أنك إذا قدمت لطفلك كمية صغيرة من الطعام فى طبق كبير فإنه سينهى طعامه بأكمله وسيشعر بأنه أنجز أمرا عظيما.
إذا كنت قلقة بسبب فقدان طفلك لشهيته فيمكنك أن تطلبى من الطبيب أن يعطيه مكملا غذائيا من الفيتامينات أو المعادن لفتح شهيته، مع الوضع فى الاعتبار أن تلك الفيتامينات تؤدى غرضها طالما أن الطفل بصحة جيدة ولا يعانى من أى أمراض خفية. لا تقومى بالثناء على طفلك أو انتقاده بسبب كمية الطعام التى يتناولها ولا تجبرى طفلك أيضا على الجلوس على الطاولة حتى إنهاء جميع أفراد العائلة لأطباقهم.