كلام بليغ للسيدة الزهراء عليها السلام في النيل من الملعونين (قحيف تيم والأحيول) لعنة الله عليهما
بتاريخ : 16-10-2014 الساعة : 11:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
أمالي الطوسي رحمه الله: هذا حديث بخط بعض المشايخ رحمهم الله، ذكر أنه وجده في كتاب لأبي غانم الأعرج - وكان مسكنه بباب الشعير - وجد بخطه على ظهر كتاب له حين مات، وهو:
أن عائشة بنت طلحة دخلت على فاطمة عليها السلام فرأتها باكية،
فقالت لها: بأبي أنت وأمي ما الذي يبكيك؟
فقالت لها: أسائلتي عن هنة حلق بها الطائر وحفي بها السائر، ورفعت إلى السماء أثرا ورزئت في الأرض خبرا: إن قحيف تيم وأحيول عدي جاريا أبا الحسن في السباق، حتى إذا تفريا بالخناق
أسرا له الشنان، وطوياه الاعلان، فلما خبا نور الدين وقبض النبي الأمين نطقا بفورهما، ونفثا بسور هما، وأدلا بفدك، فيالها كم من ملك ملك، إنها عطية الرب الاعلى للنجي الأوفى، ولقد نحلنيها للصبية السواغب من نجله ونسلي، وإنها لبعلم الله وشهادة أمينه، فان انتزعا مني البلغة ومنعاني اللمظة فاحتسبها يوم الحشر زلفة، وليجدنها آكلوها ساعرة حميم في لظى جحيم. .
***
قال فخر الأمة المجلسي قدس سره في توضيحه:
".. ان قحيف تيم.. لعلها صلوات الله عليها أطلقت على أبي بكر قحيفا،
لان أباه أبو قحافة، والقحف - بالكسر - العظم فوق الدماغ، والقحف - بالفتح -
قطع القحف أو كسره، والقاحف: المطر يجئ فجأة فيقتحف كل شئ.. أي
يذهب به، وسيل قحاف - كغراب - جزاف.
والأحيول - تصغير - الأحول، وهو لو لم يكن أحول ظاهرا فكان أحول
باطنا لشركه، بل أعمى، ويقال: - أيضا - ما أحوله.. أي ما أحيله..."
...............
جاريا أبا الحسن عليه السلام في السباق.. يقال: جاراه أي جرى معه
والسباق: المسابقة، أي كانا يريدان أن يسبقاه في المكارم والفضائل في حياة النبي صلى الله عليه وآله.
حتى إذا تفريا بالخناق أسرا له الشنان.. يقال: تفرى أي انشق, والخناق - ككتاب - الحبل يخنق به، وكغراب داء يمتنع معه نفوذ النفس إلى الرية والقلب. وفي بعض النسخ بالحاء المهملة وهو بالكسر جمع الحنق - بالتحريك - وهو الغيظ أو شدته
والشنان: العداوة.. أي لما انشقا بما خنقهما من ظهور مناقبه وفضائله وعجزهما عن أن يدانياه في شئ منها، أو من شدة غيظه أكمنا له العداوة في قلبهما منتهضين للفرصة، وفي بعض النسخ: تعريا - بالعين والراء المهملتين - فلعل المعنى بقيا مسبوقين في العراء وهو الفضاء والصحراء متلبسين بالخناق والغيظ.
وفي بعضها: تغرغرا.. من الغرغرة وهي تردد الروح في الحلق، ويقال: يتغرغر صوته في حلقه.. أي يتردد, وهو مناسب للخناق.
وفي بعضها: تقررا.. أي ثبتا ولم يمكنهما الحركة,
وفي بعضها: تعزبا - بالمهملة ثم المعجمة - أي بعدا ولم يمكنهما الوصول إليه، وكان يحتمل تقديم المعجمة أيضا , والمعنى قريب من الأول.
وفي بعضها تقربا - بالقاف والباء الموحدة - ويمكن توجيهه بوجه، وكان يحتمل النون، وهو أوجه فالخناق - بالخاء المكسورة - أي اشتركا فيما يوجب عجزهما كأنهما اقترنا بحبل واحد في عنقهما،
وفي بعضها تفردا - بالفاء والراء المهملة والدال - وهو أيضا لا يخلو من مناسبة.
وطوياه الاعلان.. أي أضمرا أن يعلنا له العداوة عند الفرصة، وفي الكلام حذف وايصال.. أي طويا له أو عنه، يقال: طوى الحديث أي كتمه, ويقال خبت النار أي سكنت وطفئت
نطقا بفورهما.. أي تكلما فورا، أي بسبب فورانهما، وفي بعض النسخ:
نطفا - بالفاء - أي صبا ما في صدورهما فورا، أو بسبب غليان حقدهما وفوران حسدهما، ويحتمل أن تكون الباء زائدة، يقال نطف الماء أي صبه، وفلانا قذفه بفجور، أو لطخه بعيب