العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية يوسف علي
يوسف علي
عضو برونزي
رقم العضوية : 44479
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 557
بمعدل : 0.10 يوميا

يوسف علي غير متصل

 عرض البوم صور يوسف علي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي مفكّر مغربي يكتب مقالا رائعا ،عنوانه: لبيك ياحسين
قديم بتاريخ : 23-12-2009 الساعة : 04:02 AM


ادريس هاني
Tuesday, December 22, 2009
الإسلام قبل ثورة الحسين ليس هو الإسلام بعد ثورة الحسين

صورة عن المشهد

تحبل المادة الأولى ـ التاريخية ـ للمأساة بمخزون درامي لا تحصره بكائيات الجمهور الحسيني. إنها مادة ثقيلة وغنية يعجز الوصف عن نقلها كما هي. فالخيال أحيانا يبدو حيلة العاجز في الوصف لا استكمالا للحدث ومعانيه. ومن هنا كانت عاشوراء ملحمة نقلها الحسين من طقس بارد يمر بسلام إلى حرارة يجد عندها المؤمنون لوعتهم كما يجدون حرارتها إلى يوم القيامة. هذا الاستبدال التاريخي لعاشوراء جعل منها أكثر من كونها مناسبة تستمد معناها من مخزون التجارب الدينية السابقة، بل أصبحت عاشوراء مع الحسين ملحمة تاريخية إسلامية بامتياز.
الصورة يجب أن تحضر إذن بتفاصيلها لكي تمنح الأجيال فرصة فهمها وتصورها وفق نماذج وأنماط ومستويات من الأحاسيس والأفكار مختلفة. تضعنا الصورة أمام حالة من التردي المضطرد في التجربة الإسلامية تضاعفت حلقاتها لكي تبلغ حالة الاحتقان فيها درجة الانفجار. وحيث بات واضحا أن مآلات الأمور كانت تنبئ بتلك اللحظة الحاسمة، لم يكن الوضع أنسب من أن يقود هذه المعركة ـ من الطرفين ـ شخصيتان على طرفي نقيض؛ لو سعينا جهدنا للبحث عن نظائرهما في الاستحقاق لما ألفينا غيرهما: الأول هو الحسين الذي يقف شامخا كالجبل من حيث هو ابن علي بن أبي طالب وابن الزهراء وحفيد النبي(ص).
والثاني هو يزيد الذي ينحط كالسفح من حيث هو ابن معاوية وابن هند ـ إن أحسنا الظن ـ وحفيد أبي سفيان. يحيط بالأول الشرف من كل الجهات. بينما يحيط بالثاني الخسة من كل الجهات. ولم يكن ذلك اعتباطا في تاريخ الإسلام. فمنذ بدأت الدعوة والصراع تقوده عصبتان ويتزعمه بيتان وينهض به شيعتان: مدرسة آل البيت وشيعتهم، ومدرسة آل سفيان وشيعتهم. عرف الصراع جولتين: الأولى كانت حين الدعوة إلى سقوط بني أمية وعصبيتهم أمام ثورة الإسلام. والثانية حدثت بعد وفاة الرسول الأعظم (ص) وتفجرت بوضوح وعبر مراحل مضطردة عند مقتل عثمان وما أحاط بها مما سماه البعض يالفتنة الكبرى.
والحق لم تكن الفتنة هي مشكلة المسلمين ، لأن تاريخ المسلمين كله فتن. ولأن الفتنة تكون في السلم والحرب حتى أن القرآن اعتبر المال والذرية فتنة أيضا. فقد كان المطلوب ليس منع وقوع الفتنة وإنما اجتناب شرورها: أي معرفة تدبير الفتنة بحيث تصبح طريقا إلى معرفة الحق وليس طريقا لتعزيز الباطل.
فالفتنة هي امتحان وطريق لمعرفة الحقائق وتمحيصها. ومن هنا كان واضحا أهمية ما جاء في الخبر من توجيه إلى عدم كراهية الفتنة؛ ففيها تمحيص للقلوب. فلولا الفتن التي عصفت بالمجتمع الإسلامي لما أمكننا إدراك الحقائق أو الحسم في المواقف. ففي الفتنة وحدها ينفضح التلبيس وينكشف المخبوء. فمن يخشى الفتن إلا من يخشى على نفسه الفضيحة؟

لقد قبل علي بن أبي طالب بالخلافة على الرغم من أنها جاءته على غير ما كان يرتضيه لها من شرائط. لكنها وخلافا لمن سبقه من الخلفاء أدرك أن هذا البيت الأموي لا خير فيه على الإسلام والمسلمين. فكل المآسي والمصائب التي واجهتها الدعوة جاءت من هذا البيت الذي سماه القرآن: الشجرة الملعونة في القرآن.
فإذا كان السلف قد داهن بني أمية ومكن لهم في سياسة الأمة خوفا من شوكتهم التي أضعفها الإسلام، فإن علي بن أبي طالب رفض أن يبقيهم فيها ولو يوما واحدا. وكان يا ما كان مما جعل فتوح علي من أجلّ الفتوح، لأنها قادت معركة تصحيحية داخلية. وهي من أجل الفتوح كما يقول ابن حزم وليست أقل قيمة من فتوح معاوية كما يقول شيخ النواصب ابن تيمية الحراني. ثم جاء الحسن وكان يا ماكان. وكان الصلح من الحسن آخر الحلول بعد أن قاتل بكل ما لديه ولم يعد له جيش يحارب به وبعد أن انقسم جيشه وارتد بعضهم تحت تأثير رشاوى معاوية.
ثم كان ما هو أسوأ حين جاء يزيد بن معاوية ليكمل مهزلة التسلط الأموي على رقاب المسلمين. ففي مثل هذه الأيام من محرم الحرام انطلقت قافلة الحسين تحمل أخلص الناس في اتجاه ملحمة جعلت من التاريخ الإسلامي يتوقف عند سؤال: نكون أو لا نكون. كانت قافلة الحسين أبي الشهداء تتجه خارج المدينة وخارج مكة بعد أن لم يعد من إمكانية للسلام. حرص الطاغية يزيد وهو يستكمل مشوار أبيه وجده في تقويض المعنى الأصيل لإسلام ساوق العدل كله والتحرر كله والعقل كله والسمو الروحي والجماعي كله لصالح تخريج عصباني وقبلي، انتهى بالطغمة الأموية إلى أن تقرصن الإسلام من حضن أهل البيت لتضعه تحت تصرف الشجرة الملعونة في القرآن. من أولئك الذين سقطوا في الإسلام من أستار الكعبة بعد الفتح .
فكان أن جاء يزيد وهو في حالة سكر يلعب بالقرود ليفرض البيعة على أحد سيدا شباب أهل الجنة وإماما من أهل البيت أسند له الأمر. كان لا بد للتاريخ يومها أن يختار. فإذا كان الأمر قد تشابه على الناس وثبجت مظاهره على القوم بين علي ومعاوية ـ حتى قال الأول : أنزلني الدهر حتى قيل علي ومعاوية ـ فإن الأمر واضح وضوح الشمس في رائعة النهار اليوم. الحسين سيد شباب أهل الجنة ويزيد من زعران العرب ومجرميها. لذا كانت ثورة الحسين عليه مبررة حينما يقول الحسين عنه بأنه راكب الفجور وقاتل النفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله. لم يعد الموقف ملتبسا كما قد يبدو حينما سكت التاريخ عن الصراع بين علي ومعاوية. اليوم لا شيء يلتبس . فكان لا بد أن يفترق التاريخ الإسلامي بين وجهتين: وجهة الحسين ووجهة يزيد. فلا نستغرب أن في الأمة اليوم من لا يزال يترضى على يزيد وبذلك يفقد فعل الترضية دلالته وقدسيته حينما يشرك فيه يزيد مع صحابة لهم مكانة محترمة في التاريخ الإسلامي.

في سنة 60 للهجرة حسب تاريخ اليعقوبي حل يزيد خليفة على شرف مجد الجاهلية الأولى. كتب فورا إلى عامله بالمدينة والوليد بن عتبة بن أبي سفيان وقال له : "إذا أتاك كتابي هذا ، فأحضر الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير ، فخذهما بالبيعة لي ، فإن امتنعا فاضرب أعناقهما ، وابعث لي برؤسهما ، وخذ الناس بالبيعة ، فمن امتنع فأنفذ فيه الحكم ، وفي الحسين وعبد الله بن الزبير ، والسلام ".

لم يكن الحسين يريد خروجا في البدء . ولكنه رفض أن يذل ببيعة يزيد. ولكنه حينما أدرك أن القوم مصممين على قتله ، استأخرهم قليلا. كان بود الوليد أن يقتله إذ جاءه وابن الزبير ، فقالا : "نصبح ونأتيك مع الناس" .
فأما مروان فقد كان رأيه مختلفا تماما. فلقد أشار على الوليد بعدم إمهاله. فخرج الحسين إلى مكة حيث منها كاتب يستنصر أهل الكوفة. فجاءه الرد من ابن أبي هانئ وسعيد بن عبد الله : "بسم الله الرحمن الرحيم ، للحسين بن علي من شيعته المؤمنين المسلمين ، أما بعد فحي هلا فإن الناس ينتظرونك ، لا إمام لهم غيرك ، فالعجل ثم العجل والسلام " .
يـتـبــــــــــــع

من مواضيع : يوسف علي 0 اعلان اسلام مدرب منتخب انكلترا بالبلياردو ، مع الصور
0 حفيد ملك السعوديه لوطي {اجلّكم الله } ، وقتل احد لائطيه !
0 اسم نبينا الاكرم عليه واله الصلاة ، تشّكله البحار
0 حركات الصلات تشكـّل اسم احمد عليه وآله السلام
0 برنامج وكتاب ، فيهما روابط مباشرة من مصادر السنه ..تدينهم
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:52 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية