صَلواتٌ سامِيَة على مُحَمَدٍ وَ آلِ مُحَمَد ..
الحُسَيْــــــــنُ (ع) ..النَفسُ المُطَمَئِنَة
بِقلم : الفاطِمَة
مَدخَلْ :
خَلَف الزَمَن
حُشُودٌ مِنَ الوُحُوشِ
تُكَشِرُ عن أَنيابِها
لُعابُها يَسيل
وَ الدِينُ لُعِقَ عَلى ألسِنَتِها ..
فَكَفَروا بآياتِ الله
وَ سَحَقوا صَدرَ القُرآن
بِحَوافِرِ خُيولِهم الشَيطانِية
وَ المَسِيح شُبِهَ لهم
مُعَلَق عَلى صَلِيبٍ خَشَبِي
إِنَّهُ الحُسَيْــــــــنُ (ع) ..
إِيوانٌ بَاشِقُ النَعْمَاءْ وَمَلِيكٌ اعتَلى قِمَمَ الخُلُودِ والعُظمَاءْ
انْفَصَلَ عَنْ آخِرِ الزَمَانِ والمَكَانْ لتَصُوغَهُ كَوثَراً عَقِيدَةُ السَمَاء
انْبَثَقَ بَينَ خَلايا الحَيَاةْ يَسْكِبُ النُورَ وُجُوداً بدُرُوبِ البَشَر
كُنهُهُ أُمثُولَةُ شُمُوخٍ وتارِيخُ عِزٍ و فِدَاءْ
تَضْحِيَةٌ بسلىْ وَبُطُولاتْ
يَتَلَكأُ اليَرَاعُ أَمَامَهُ،،، أَتَعَلثَمُ مَنْ هَيبَتِه!
وَلَكَمْ يَغْلِبُني إصرَاري ْ المُلِحُ للوُلوجِ بآفَاقِهْ ..
فَرَتَلتُ طُهراً مِن رَبِيعَ الرُوحِ بِفؤادٍ خاشِعْ ، قَولهُ تَعالى :
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*1)
أوه مَهْلاً سَأًهَذِبُ نَفْسِي لِألا تَعْثُوا فِي حَضرَةِ الْفَجرِ مُشاكِسَة ..
فَفِي كُلِ آيٍ لهُ عَذبٌ فُراتُ مُرَادِفُهُ في خَاطِرِ الشُركِ مِلحٌ أُجَاجُ:
أَوَلُها / النَفْسُ الأَمارَة بِالسُوء /:
وَ هِي النَفْسُ التِي لَم تَخْرُج مِن فَلكِ الشَهَواتِ وَ المَلَذاتِ
حَتى أصَبَحَت أَسِيرَتَها.
ثانِيها/ النَفْسُ اللَوامَة/:
وَهِي النَفْسُ المُتَذَبْذِبَه التِي تَعِيْش حالَةً مِنَ التَأرْجُح بَيْنَ الهُدى و الهَوى ،
بَيْنَ بَرزَخُ النَفْسُ الأَمارة بالسوء وَ بَرزَخُ النَفْسُ المُطمَئِنَة ..
فَتارَةً تَخْرُجُ مِن جاذِبِيةِ الشَهوةِ وَ الهَوى وَ تَنطلِق إلى الهُدى
وَ الفَلاحْ وَ تارةً أُخرى تَضعُف مُقاوَمَتَها فَتَعُودُ إلى دائرةِ الشَهَواتِ وَ هكَذا ..
ثالِثُها/ النَفسُ المُطَمَئِنَة/:
وَهِي النَفْسُ التِي تَصل إلى أَعلى مراتِب الكَمالِ البَشَري التِي يَصل إِلَيها البَشر
مِن خِلالِ تَهْذِيب الرُوح لِإخراجِها مِن عالَمِ الأَمارِيَة إلى عالَمِ اللَوامِيَة
و مِن ثُمَ السَعي للتَشَبُه بِتلكَ النُفُوسِ المُطمَئِنَة ..
إن النَفسُ المُطمَئِنَة قُطعَةٌ مِن عالَمِ الأَنوارِ وَ عالَمِ القُربِ إلى
الله التِي أَنعَمَ الله عَلَيها و أَنزَلَها إِلى الأرضِ .
هُنَا حَاوَلتُ الإنفِلاتَ مِنْ أسْرِ الرُؤيَةِ الضَيِقَةِ فأنا بَشَرْ،
وجَرَى النُورْ
وبِلا إذنٍ تَسَامَتْ الأَروَاحُ إلىْ عوَالِمٍ لم تَعْهَدها
نُبلٌ وَسَيلٌ من عُيونِ الفَضيلَة
ويَبقَى البَشَرُ بَشَراً،،
استَصرَختْ الأروَاحُ مُحَاوِلَةً التَعالي في حَضرَةِ القُدسِ والفَضِيلَة
فَمَلِيكٌ صيغَتْ رُوحهُ مِنْ حُنُوِ
(فَاطِمٍ)
ورُويَتْ نَفسُهُ إيمَانَ
(عَلِيٍ)
وغَذَاهُ في مَشرِقِ الكَونِ فَيضُ
(مُحَمدٍ)
فَانبَرَىْ شُعْلَةً أخَاذَةً فَرَشَتْ النُورَ في خَطِ الحَيَاةِ حَيَاةً
اكتَسَحَ بِنَورَائِه مِنْ دُنيَاكُمْ أرْكِمَةَ عَفَنُها الزَيفْ
حَياةٌ مثقَلَةٌ سَحائبُها بغَمامِ التَعَب، هَلكَى بأوضَارِ قُيُودِ المادَة والزيف!
أَفَلا يكُونُ قِطَعَة مِن نُور؟!
لا إنَّهً نُورٌ فَنُورٌ أَكبَر إنَّهُ
[ النَفسُ المُطمَئِنَة ]..
مَخرَج :
رُغمَ مَنابِع الدُمُوع التي تُذرَفُ مِن عَينِ السَماءِ
الدِماءُ تَصرُخُ بِصمت مُنتَصرة على السُيوفِ التي ذبَحت رِقابَها..
وَتَمُر السِنين
وتَعلُو الصَرَخات
والعَويل يَملأُ أَفواهَ القلوبِ..
وَمازالَ الدمُ
يُرَدِدُ صَوتَ النصرِ على أنغامِ الدُمُوع ِ
لأنَ الرَأس المَقطُوع رَتلَ:
صَوتُ الحُسينِ (ع) ..
المَصادر :
1/سورة الفجر الآية 28