رســول الله صلى الله عليه واله وسلم يصف اخر الزمان
لا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غدا في زمرتنا ؟ فإذا
رأيت الحق قد مات وذهب أهله
ورأيت الجور قد شمل البلاد
ورأيت القرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه ووجه على الأهواء
ورأيت الدين قد انكفأ كما ينكفي الماء
ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق
ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه
ورأيت الفسق قد ظهر ، واكتفى
الرجال بالرجال والنساء بالنساء
ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله
ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته
ورأيت الصغير يستحقر الكبير
ورأيت الأرحام قد تقطعت
ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله
ورأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة
ورأيت النساء يتزوجن بالنساء
ورأيت الثناء قد كثر
ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى عنه ولا يؤخذ على يديه
ورأيت الناذر يتعوذ بالله ما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد
ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع
ورأيت الكافر فرحا لما يرى من المؤمن مرحا لما يرى في الأرض من الفساد
ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل
ورأيت الأمر بالمعروف ذليلا
ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا
ورأيت صاحبي الآثار يحتقرون ويحتقر من يحبهم
ورأيت سبيل الخير منقطعا وسبيل الشر مسلوكا
ورأيت بيت الله قد عطل ويؤمر بتركه
ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله
ورأيت الرجال يتسمنون للرجال والنساء للنساء
ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها
ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال
ورأيت التأنيث في ولد العباس قد أظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمشط المرأة لزوجها وأعطوا الرجال الأموال على فروجهم وتنوفس في الرجل وتغير عليه الرجال وكان صاحب المال أعز من المؤمن وكان الربا ظاهرا لا يثير وكان الزنا يمتدح بها النساء
ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال
ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن
ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا
ورأيت الرجال يعتدون بشهادة الزور
ورأيت الحرام يحلل
ورأيت الحلال يحرم
ورأيت الدين بالرأي ، وعطل الكتاب وأحكامه
ورأيت الليل لا يستخفى به من الجرأة على الله
ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه
ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل
ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير
ورأيت الولاة يرتشون في الحكم
ورأيت الولاية قبالة لمن زاد
ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفى بهن
ورأيت الرجل يقتل على التهمة |وعلى الظنة ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله
ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء
ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور ، يعلم ذلك ويقيم عليه
ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي وتنفق على زوجها
ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب
ورأيت الإيمان بالله عز وجل كثير على الزور
ورأيت القمار قد ظهر
ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع
ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر
ورأيت الملاهي يمر بها لا يمنعها أحد أحدا ولا يجتري أحد على منعها
ورأيت الشريف يستذله الذي يخاف سلطانه
ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت
ورأيت من يحبنا يزور ولا تقبل شهادته
ورأيت الزور من القول يتنافس فيه
ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه وخف على الناس استماع الباطل
ورأيت الجار يكره الجار خوفا من لسانه
ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالأهواء
ورأيت المساجد قد زخرفت
ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب
ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة
ورأيت البغي قد فشا
ورأيت الغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضا
ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله
ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن
ورأيت الخراب قد أديل|من العمران
ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان
ورأيت سفك الدماء يستخف بها
ورأيت الرجل يطلب الرياسة بغرض الدنيا ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى ويسند إليه الامور
ورأيت الصلاة قد استخف بها
ورأيت الرجل عنده المال الكثير ولم يزكه منذ ملكه
ورأيت الميت ينشر من قبره ويودى وتباع أكفانه
ورأيت الهرج قد كثر
ورأيت الرجل يمسي نشوان ويصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه
ورأيت البهايم تنكح ورأيت البهايم تفترس بعضها بعضا
ورأيت الرجل يخرج من مصلاه ويرجع وليس عليه من ثيابه
ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم
ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه
ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس
ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرياسة
ورأيت الناس مع من غلب
ورأيت طالب الحلال يذم ويعير وطالب الحرام يمدح ويعظم
ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله ، لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح احد
ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين
ورأيت الرجل يتكلم بشئ من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم من ينصحه في نفسه فيقول : هذا عنك موضوع
ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون بأهل الشر
ورأيت مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه
ورأيت الميت يمر به فلا يفزع له أحد
ورأيت كل عام يحدث فيه من الشر والبدعة أكثر مما كان
ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء
ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به ويرحم لغير وجه الله
ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها احد
ورأيت الناس يتسافدون كما تسافد البهائم لا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس
ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله
ورأيت العقوق قد ظهر واستخف بالوالدين وكانا من أسوأ الناس حالا عند الولد ويفرح بأن يفترى عليهما
ورأيت النساء قد غلبن على الملك وغلبن على كل امرئ لا يأتي إلا ما لهن فيه هوى
ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه ويفرح بموتهما
ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه ومضيعة من عمره
ورأيت السلطان يحتكر الطعام
ورأيت من أموال ذوي القربى تقسم في الزور ويتقامر بها وتشرب الخمور
ورأيت الخمر يتداوى بها وتوصف للمريض ويستشفى بها
ورأيت الناس قد استتوا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به
ورأيت|ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق قائمة ورياح أهل الحق لا تحرك
ورأيت الأذان بالأجر والصلاة ورأيت المساجد محتشدة ممن لا يخاف الله مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ويتواصفون فيها شراب المسكر
ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل ولا يشان بالسكر وإذا سكر أكرم واتقي وخيف وترك لا يعاقب ولا يعذر بسكره
ورأيت من أكل أموال اليتامى يحمد بصلاحه
ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله
ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع
ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة على الله يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون
ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر
ورأيت الصلاة قد استخف بها ورأيت الدنيا مقبلة عليهم
ورأيت أعلام الحق قد درست ، فكن على حذر
ورأيت الناس همتهم بطونهم وفروجهم ولا يبالون بما أكلوا وما نكحوا
ورأيت الدنيا مقبلة عليهم
ورأيت أعلام الحق قد درست ، فكن على حذر واطلب من الله عز وجل النجاة واعلم أن الناس في سخط الله عز وجل وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم ، فكن مترقبا واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت إلى رحمة الله وإن أخرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة..
إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب عجل الله فرجه
تأليف شيخ الفقهاء والمحدثين
الحاج الشيخ علي اليزدي الحائري المتوفى سنة
1333 ه
الجزء الثاني|