بسبب تطور وسائل الإتصال فإن العالم يتابع بشكل سريع جدا الأحداث الجارية في العالم حتى أن المواطن العادي قد ينشر خبرا لم يصل بعد إلى وسائل الإعلام والمحطات الإخبارية بل قد يكون هذا المواطن ناقل الخبر , وقد شهد العالم قبل فترة قصيرة جدا أخبار عدو الله القذافي وابنه سيف الكفر ولم يكن أحدا آسفا على ما جرى لهما بل ان الذي جرى لم يشف غليل المظلومين والمضطهدين الا من كان متمصلحا من وراء هذا النظام أو خائفا من أن يجري عليه ما جرى على القذافي أو يريد التحذلق بمسألة حقوق الإنسان فتثور ثائرته على ما جرى للقذافي الا أنه لم ينبس بكلمة على أفعال القذافي في السابق , ولو كان في زمان يزيد بن معاوية الطاغية أجهزة حديثة لتناقلت وسائل الإعلام كيفية هلاكه هلاكا شنيعا فكيف هلك هذا الفاجر ؟ يذكر البلاذري المتوفى سنة 279 في أنساب الأشراف , المجلد الثالث , تحقيق محمد محمد تامر , دار الكتب العلمية بيروت , الطبعة الأولى 2011 , ص 453 , : وذكر لي شيخ من أهل الشام أن سبب وفاة يزيد أنه حمل قرده على الأتان وهو سكران ثم ركض خلفها فاندقت عنقه أو أنقطع في جوفه شيء , ويذكر أيضا في نفس الصفحة : عن ابن عياش قال : خرج يزيد يتصيد بحوارين وهو سكران فركب وبين يديه أتان وحشية قد حمل عليها قردا وجعل يركض الأتان ويقول (أبا خلف احتل لنفسك حيلة فليس عليها إن هلكت ضمان) فسقط فاندقت عنقه , فهذا هو يزيد الطاغية حياته مجون ولهو وهلاكه على ما هو عليه , وقد ذكر البلاذري أيضا في ص 452 : حدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش وعوانة وعن هشام ابن الكلبي عن أبيه وأبي مخنف وغيرهما قالوا : كان يزيد بن معاوية أول من أظهر شرب الشراب والإستهتار بالغناء والصيد واتخاذ القيان والغلمان والتفكه بما يضحك منه المترفون من القرود والمعاقرة بالكلاب والديكة ثم جرى على يده قتل الحسين وقتل أهل الحرة ورمي البيت وإحراقه وكان مع هذا صحيح العقدة فيما يرى ماضي العزيمة لا يهم بشيء الا ركبه .. وعلى الرغم من فساد يزيد وطغيانه الا أنه وجد من يدافع عنه مثلما وجد بعض الطغاة من يدافع عنهم من مشايخ البلاط والعجيب أن بعضهم يطل علينا الآن من شاشات قنوات الفتنة فليفرق بين المسلمين مثلما دافع احدهم عن مبارك وآخر عن القذافي ومدحه مدحا عظيما وكذلك فعل بعضهم عندما هلك طاغية العراق صدام التكريتي لعنه الله , والتاريخ يعيد نفسه فهناك من العلماء من مدح يزيد ومنع ذمه وهو عبدالمغيث بن زهير بن علوي الحربي البغدادي المتوفى سنة 583 الذي صنف كتابا بعنوان فضائل يزيد!!إلا أن أحد علماء أهل السنة الشرفاء وهو جمال الدين أبي الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي الذي كتابا بعنوان الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد , والكتاب متوفر على شبكة الإنترنت وهو كتاب جميل جدا في الرد على أمثال هؤلاء الذين يريدون نقض كل أساس من الأسس المتفق عليها بين المسلمين لتحطيم التعايش السلمي ولبث التفرقة وشغل المسلمين بصراعات داخلية عبر تمجيد الطغاة , وفي هذا الكتاب ذكر ابن الجوزي أسماء العلماء الذين أفتوا بجواز لعن يزيد بن معاوية وجواز تكفيره وتفسيقه كما ذكر بعض مثالب يزيد بن معاوية , والمهم في هذا الكتاب أنه يعطينا دروسا أن في كل زمان ومكان من يريد أن يحارب الحسين عليه السلام خصوصا ان كان على شاكلة عبدالمغيث الحنبلي الذي وصفه بعض علماء اهل السنة كالذهبي في سير أعلام النبلاء وابن الجوزي وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة أنه قليل العلم , أي أن عبدالمغيث يدعي العلم فيهرف بما لا يعرف على الرغم من كتبه وخطبه وهذا ما هم حاصل في زماننا هذا فالذي يحارب الحسين عليه السلام لا علم له فيحاول أن يعوض النقص الذي فيه عبر توزيع منشورات مضحكة كأنها مجلة للأطفال من كثرة الألوان فيها واللمعة التي عليها التي تذكرني بلمعة ارضية دورة المياه عندما يتم غسلها جيدا وعبر الصراخ في المقبرة أن يوم عاشوراء يوم فرح وسرور وعبر تحويل عمارته إلى سيرك سخيف جدا مليء بالأضواء وحركات الأكشن التي تفوق الأفلام الهندية مخالفا بذلك نهج معظم علماء أهل السنة الذين نعرفهم مثل الشيخ حسن السقاف والشيخ حسن بن فرحان المالكي والدكتور عدنان إبراهيم وغيرهم من العلماء أصحاب الطرح الجميل , إلا أننا على ثقة أن كثير من علماء أهل العامة سيكون لهم موقفا حازما مع ما يقوم به هذا المخبول وسيكون هناك ألف ابن الجوزي ان شاء الله للتصدي لمن يقوم باهدار دم المهندس علي الشطي وتمزيق الوحدة الوطنية بجهله وحماقته مستغلا أمواله وعلاقاته واستغلال بعض من ينتفع من ورائه له ونفخه من قبل من يعمل معه وذلك بسبب خطورة ما وصل اليه الوضع والشحن الموجود عند أبناء الطائفة مما ينذر بردة فعل قوية ان لم يكن هناك موقف حازم من قبل العقلاء من أهل السنة وحمى الله الكويت وأهلها من الفكر اليزيدي وفكر عبدالمغيث الحنبلي مادح الطاغية يزيد