انّ عمر أعلم من النبي بتدبير الموحدين واصلاح حالهم
بتاريخ : 15-03-2009 الساعة : 03:09 PM
السلام علیکم
وعن أبي هريرة... فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم... فاذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة، والربيع الجدول فاحتفز) كما يحتفز الثعلب!، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم... فقال: «يا أبا هريرة اذهب بنعليّ هاتين ممّن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلاّ الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة، فكان أول من لقيت عمر... فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لاَستي!!، فقال: ارجع يا ابا هريرة، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشت بكاء... قال عمر: يا رسول الله... أبعثت أبا هريرة بنعليك... قال: «نعم» قال: فلا تفعل فانّي اخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فخل.
المستفاد من هذه الرواية امور:
1 ـ انهيار شخصية أبي هريرة عند نفسه حيث يشبه نفسه بالثعلب ويذكر استه واجهاشه بالبكاء، ومن يحقّر نفسه هكذا فلا يسلم من الكذب والدناءة لا محالة.
2 ـ اعطاء النعلين له للعلامة على صدقه، وهذه اهانة اخرى له كما لا يخفى، إنْ لم يكن قد كذب في خبره.
3 ـ كثرة اشفاق عمر على الدين والموحدين من اشفاق النبي صلى الله عليه و اله وسلم على الدين والاُمّة.
4 ـ انّ عمر أعلم من النبي صلى الله عليه و اله وسلم بتدبير الموحدين واصلاح حالهم.
أليس هذا منافيّاً لتوقير النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم واهانة له؟ وجعله محكوماً وجعل عمر حاكماً.
ثم انّ مضمون الحديث رواه غيره أيضاً، ولم ينقل عن السامعين أنّ أحداً منهم ترك العمل الصالح اتكالاً عليه، وقد خفي على الواضع انّ الشهادة بالتوحيد مستيقناً يمكن انفكاكها عن العمل الصالح والاجتناب عن المحرمات، فانّ اليقين بالله أعظم حاجز عن المعصية واكبر داع إلى الطاعة، وانّ منشأ العصيان هو الشكّ والنبي الاَكرم قيّد الشهادة باليقين، فكيف يعقل انصرافه عن أمره بقوله صلى الله عليه و اله وسلم: «فخلهم؟!» على انّ النبي الاَكرم ـ كما في قوله تعالى ـ: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى)، فيجب على كلّ مسلم الطاعة والقبول، فكيف صحّ لمسلم أن يقبل كون عمر آمراً والنبي صلى الله عليه و اله وسلم مأموراً مثلاً.
5 ـ انّ عمر ضرب أبا هريرة، وضرب المسلم بلا وجه حرام، فإمّا أن يكون عمر ارتكب محرّماً، وإمّا انّه يعرف انّ أبا هريرة مستحقاً للضرب. والثاني أولى عند أهل الخبرة
لاتستغرب عزيزي
فان نبيهم هو عمر بن الخطاب وليس نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم.
قبح الله وجوههم, حتى الرسول صلى الله عليه واله لم يسلم من افتراءاتهم.