[الباحث الطائي]

اسيرٌ انا وآسري عندي اسيرُ . اسيرُ قلبي وهو في صدري اسيرُ . وصعبٌ فراقُنا وأنْ نبقى معاً عسيرُ . خُلِقنا هكذا اسيرينِ نسيرُ .
آه قلبي المنكسر الذي لا ينجبر . ضلمات ذنبٍ لم تبقي مني الا جسدٍ مندثرٍ .
سيدي كذبت عليك ان قلت لك اني مُنتظِر . ولو كنت حقا لكُنتُ أعتبِر .
انا المذنب الجاني . انا الكاذب العاصي . انا الخائن العهد . انا الناقض الوعد .
انا من عصى جبار السماوات . واكثر الزلات . وغرّهُ الحُلم . فتمادى في الظلم . حتى الجمه الشيطان . يقوده حيث يريد . ويستعمله كعفريتٍ مريد .
افبعد هذا ارتجي واكذب وادّعي اني انا الانسان . الذي يتمظهر بجميل اللسان . ويظهر الزهد . يوقره من لم يعرفه . وينزهه من لم يُخبره . ويزكيه من لم يعلمه .
شيطانٌ انا بلباس*انسان*إنْ لم اتّقي , ومن ماءٍ عذبٍ استقي . او اتوب واستغفر . بعد ان اوقعتني سوء افعالي في بئرٍ بعيد القعِر . بلا نورٍ استضيئُ به . ولا حبلٍ لاخرج منه .
إلا قلبً مكسورٍ حزين . ودمعةُ عينٍ تحرقُ الوجنتين . توجّهت لله بامام زمانها . الذي طال انتظاره وانتظارها . فمتى الفرج . فمتى سيدي نكتمل . لتكتمل الاسباب .
سيدي بحق جدك الرسول العظيم محمد . سيدي بحق امك الزهراء فاطمة . سيدي بحق جدك الشهيد الحسين .
انا الباحث الطائي . ان ابن فاطمة . انا ابن محمد . انا من امامه المنصور المؤيد .
انا اخو علي ع وانا اخو السبطين الحسن والحسين .
انا اخوك في الايمان . وعبدك في الاحسان . وصنيعك في اخرالزمان .
انا تراب نعليك واهون . واخجلتاه منك ومن الخلائق . يوم تبلى السرائر . فما لي من قوّةٍ ولا ناصر . وعيون العباد كُلها اليّ ناظِر .
تَرى سوء اعمالي حاضراً معروف . وما كنت استره اليوم مكشوف . وزري على ظهري حامله . مغلول اليدين . واعمى العينين . فلعلّه ضربني الزبانية بسوطٍ على الصراط فزلت قدمي . او تلاقفتني السنة الجحيم لتاخذني . فياغوثاه ثم واغوثاه . فهل ترى لي يا سيدي من شفاعة او عبادة او طاعة عند الله مقبولة ومنك مكفولة . حتى اتوسل لله بها واستنقذ ما مني بقى . فقد طال الصبر . والمذاق المُر . وقل البر. وزاد الشر . والعصر . انّ الانسان لفي خُسر . الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .