السلام عليكم
((ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النّاس)) آل عمران/ 112.
العياشي عن الصادق عليه السلام قال الحبل من الله كتاب الله والحبل من الناس علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.
اما ما جاء في كتاب غاية المرام وهو كتاب سني
روى العلاّمة البحراني (قده) عن محمد بن إبراهيم النعماني، في كتاب (الغيبة) من طريق النصاب قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني ـ وهو من النصاب ـ (بإسناده المذكور) عن مولى عبد الرحمن بن عوف، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أهل اليمن، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم):
جاءكم أهل اليمن يلبسون لبسيساً، فلمّا دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفاً، ينصر خلفي وخلف وصيي حمايل سيوفهم المسك.
فقالوا: يا رسول الله ومن وصيُّك؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عزّ وجلّ:
((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)).
فقالوا: يا رسول الله بيّن لنا ما هذا الحبل؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): هو قول الله:
((إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النّاس)).
فالحبل من الله كتابه، والحبل من النّاس وصيي.
فقالوا: يا رسول الله ومن وصيّك؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): هو الذي أنزل الله فيه:
((أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ)).
فقالوا: يا رسول الله وما جنب الله هذا؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): هو الذي يقول الله فيه:
((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)).
هو وصيي السبيل إليَّ من بعدي.
فقالوا: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق أرناه، فقد اشتقنا إليه.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): هو الذي جعله آية للمتوسّمين، فإنْ نظرتم إليه نظر من كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد، عرفتم أنّه وصيي، كما عرفتم أنّي نبيّكم.
فتخللوا الصفوف، وتصفّحوا الوجوه، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنّه هو، لأنّ الله جلّ وعزّ يقول في كتابه:
((فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاس تَهْوِي إِلَيْهِمْ)).
(يعني) إليه وإلى ذريته.
ثم قال: (يعني: جابر بن عبد الله الأنصاري): فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرة الخولي في الخولانيين، وظبيان وعثمان بن قيس، وعرثة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخلّلوا الصفوف وتصفّحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم).
فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلّم): أنتم نخبة الله حين عرفتم وصي رسول الله، قبل أنْ تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟
فرفعوا أصواتهم يبكون، وقالوا: يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم نبخس، ولمّا رأيناه رجفت قلوبنا، ثم اطمأنت نفوسنا، فانجاست أكبادنا وهملت أعيننا، وتبلجت صدورنا حتى كأنّه لنا أب، ونحن عنده بنون.
فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلّم):
(وما يعلم تأويله إلاّ الله، والراسخون في العلم).
أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى.
وأنتم من النّار مبعدون.
فقال (يعني: جابر): فبقي هؤلاء القوم المسلمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين الجمل، وصفيّن، فقُتلوا بصفيّن ـ رحمهم الله ـ.
وكان النبي (صلى الله عليه واله وسلّم) يبشّرهم بالجنّة، وأخبرهم أنّهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه)
المصدر كتاب [غاية المرام/ ص242]
منقول من كتاب علي عليه السلام في القران (من مصادر اهل السنة) للسيد الشيرازي