ثـورة الحُـب
من الكامل
صِلْ بالوريدِ جداولَ العـشاقِ
وامزجْ دمـاكَ بمائها الرقراقِ
فالحُبُ عهدٌ بالدماءِ مُعـمّـدٌ
والعشقُ جـرحٌ طاف بالآفاقِ
لا يصدقُ القلبُ المحبُ مقالةً
مِن غيـر أن تُفنيهِ بالإحراقِ
ويُدوّيْ في قمم الوجودِ نداءهُ
ويغـورُ نزفاً في مَدا الأحداقِ
قَدَرٌ هو الحبُ العظيـمُ ونَزفُـهُ
سَببٌ يُعيدُ الخلقَ في الأعمـاقِ
ياشُعلةَ الحُـبِ المُدمّـرِ عـانقي
فَجري المُوشّى بالهَوى الخَلاّقِ
مُدي لهيبُكِ في الفـؤادِ وَمَـزّقي
وَهَـني وشُدّي لوعـةَ المُشتاقِ
غوري بجرحي زمجـري بأنينهِ
وتَلَـذَّذي بِـدَمِ الفتـى التـوّاقِ
فأنا كفـرتُ بكلِ عشـقٍ لايثورُ
وينتهـي في قبضـةِ الأطـواقِ
وأنا كفـرتُ بكلِ عشقٍ مـات في
أحشـاءهِ ِ عُنفُ الهـوى الخلاّقِ
وأنا طـويتُ لواعجي ومحوتُها
من كلِ سطـرٍ مـاتَ في أوراقي
وطويتُ عشقَ الغانياتِ فلا مَهىً
بَقيَتْ بـهِ أو هندُ في أشـواقي
رحلَ الفـؤادُ بِدَربِهِـنَّ فما جنى
غيرَ الأسى والحـزن والإخفاقِ
وهَفـا لآلِ المصطفـه وبـدورهِ
عَـلَمُ الهُـدى في عالمِ الإشراقِ
ومُعلّـمُ الثـوارِ والغضـبُ الّذي
يُدمي عُجـولَ الكُفـرِ والمُـرّاقِ
أينَ المكـارمُ والعُـلا من فـاطمٍ
رَضعَ الإبـاءَ ورفعـةَ الأخـلاقِ
سَل مالحسين العارفينَ سَـلِ القنا
سَـتُجيبكِ الأصـداءُ بـالآفـاقِ
هذا الّذي زجـرَ الـردى ولِفعلـهِ
دانت نَـواميسُ العُـلا العمـلاقِ
هذا الّذي كُـلُ العظـام تسـاقطتْ
وَهْـوَ النزيفُ المستمـرُ البـاقي
هذا الّذي كـل البيـارقُ نُكِّـسَتْ
والطـفُ بـاقٍ كـالّلوا خفّـاقِِ
هذا الإمـامُ الخُـلـدُ كان بنحرهِ
والمَجدُ كـان بِدَمّـهِ الِمهـراقِ
ابو ياسر الكعبي