كانوا يستعدون للسفر لكن الى اين وجهتهم وماهو هدفهم من السفر؟ يحكي لكم ذلك أحدهم وهو التائب
يحكيها بعدما لم تكتمل السفرة إلى النهاية وهاهو يبدو القصة من بدايتها فيقول :
كنا قد عزمنا السفر من بلدنا الرياض إلى إحدى الدول العربية القريبة منا (( البحرين )) بهدف ممارسة الزنا (( الفاحشة ))
وذلك أن الفنادق لا تخلو تلك السلع الرخيصة البائعات أجسادهن من الدول الغربية
كنا متلهفين للوصل لهذا البلد وكنا نترقب لوحات الطريق
لتبين لنا كم بقي من مسافة لنصل إلى حيث ما تشتهيه أنفسنا
كنا ثلاثة خالد و سالم و عبد الله (أنا) وبدأت الرحلة
سالم : عبد الله ما وصل خالد ترانا تأخرنا
عبد الله : تون الناس توها الساعة 10 ((صباحا))
سالم : ايه نبيها ما تجي الساعة 3 إلا احنا في الفندق
عبدالله : انت خابر الفنادق زين يعني فيه شي عدل ومرتب ؟
سالم : على كيف كيفك
وماهي الا لحظات الا وقد جاء خالد بلبسه الغريب وقد ارتدى شورتاً وقبعة ((كبوس ))
سالم : وشفيك أخرتنا يا بو خلود
خالد : ما تبيني اتعدل وضبط نفسي
عبدالله : صج انك فاضي هذا وقته ثانيا لم نروح هناك تزين على كيفك
سالم : يالله يا بو خلود شغل السيارة ترانا تأخرنا
خالد : وشفيك طاير يا سويلم الا يسمعك يقول ما قط سافرت قبل هالمرة
سالم : أنا احب كل شي حامي هههه
عبدالله : ما عليك منه يا بو خلود المهم حط الرادو على إم بي سي أف أم
انطلقت السيارة بنا حتى وصلنا الى لوحة الدمام 300 كليو
عندها قال سالم : باقي على الدمام 300 كليو
عبدالله : تون الناس ريضين ((بدري))
وتابعنا الى وصلنا الى لوحة الدمام 150 كليو عندها رأيت عجباً كأنما الوحة تقول جنهم 150 أمعنت النظر والا هي كذالك
عندها قلت لهم: يا شباب اشوف اللوحة جنهم 150 خلونا نرجع
خالد : شكلك توك جالس من النوم يا بو عابد كمل نومك احسن لك يمكنك تحلم
عبدالله : اقول لكم بقى على جهنم 150 كليو تقولي توك جالس من النوم
سالم : وش قصدك يعني احنا عميان ما نشوف اقول تعوذ من ابليس
عندها قلت في نفسي ربما كنت قرأتها خطاً او أنه كنت نائما احلم
تابعنا المسير حتى وصلنا الى لوحة الدمام 100 كليو ((في نظرهم))
عندها فزعت وقلت : خلونا نرجع ما ابي اروح جهنم
سالم : وشفيك أكيد انت مصخن بو خلود شوف درجة حرارته
خالد : عبدالله فيك جني اللوحة تقول الدمام 100 كليو
عبدالله : وشفيكم انتو ما تصدقوني أنا أشوفها جهنم 100 كليو
خالد : تراك ازعجتنا الحين المفروض تفرح ما باقي شي ونوصل البحرين ونوصل الفندق واللي يحبه قلبك
سالم : خلك منه انت سق الوناسة تتنظرنا
وتابع خالد المسير وأنا خائف ارتجف من مما ينتظرنا من سوء المنقلب حتى وصلنا الى لوحة الدمام 50 كليو عندها قلت لهم : شباب بقي على جهنم 50 كليو خلونا نرجع صدقوني انا احس هذه ايامنا الأخيرة تكفون خلونا نرجع
خالد : اكيد مو صاحي الحين قطعنا كل هالمسافة وتبينا نرجع ومن الدمام الى البحرين ما هي الا دقائق وتقول نرجع
سالم : ما عليك منه
عندها كأن صوت من داخلي قال لي انزل ولا تكمل مو مجبور تروح معهم جهنم
عندها فعلا طلبت منهم النزول
فقلت : نزلوني هنا اذا بتروحون جنهم انا ما بروح جهنم واي سيارة توصلني البلد
خالد : عدال يا شيخ عبدالله الحين صرت علينا شيخ ثاني شي من صجك تبي تنزل هنا
عبدالله : ايه
سالم : خله بوخلود على كيفه وفكه منه
حينها نزلت حينها شعرت اني قد نجوت من جهنم
ومضوا الى حال سبيلهم وجعلت ألوح بيدي لعل سيارة تقف لي وانتظرت مدة نصف ساعة الى ان جائني سائق شاحنة وركبت معه لكني رأيت وجهه وقد امتلأت ملامحه بالكآبه ولون جلده حزن
سألته : وشفيك عسى ما شر اشوف وجهك حزين ومكتم
السائق : والله من الحادث اللي شفته قبل ما اوصل عندك
عيدالله : حادث وش هالحادث
السائق: شفت سيارة كامري اصطدمت بذاك الحاجز الى أن تقلبت ثم احترقت
وكان فيها شباب اثنين قد التفت النار حولهما بعدما حاولوا الخروج لكن النار ما قصرت فيهما.
عندها سألته عن اوصاف السيارة فأجابني بأنها نفس اوصاف سيارة زميلي خالد وفي هذه اللحظة حمدت الله على نجاتي بعد ان اخذتني الدهشة بالرغم اني كنت حاس بهذا المصير وعندها تذكرت عمري
وساعات حياتي حيث قضيتها في المعصية والبعد عن الله
وتذكرت فقرة من فقرات دعاء كميل ((ولا حجة لي فيما جري علي فيه قضاؤك والزمني حكمك وبلاؤك))
وفقرة اخرى تقول ((اللهم عظم بلائي وافرط بي سوء حالي وقصرت بي اعمالي وقعدت بي اغلالي وحبسني عن نفعي بعد آمالي وخدعتني الدنيا بغرورها ونفسي بخيانتها))
آه ٍ منذ متى لم أقرأ هذا الدعاء اذكر اني آخر مرة قرأته كان قبل خمس سنوات بالتحديد عندما صاحبت هذين المنحرفين
كيف طاوعتني نفسي أن ابعد عن هذا الدعاء الثمين
لقد عرفت سبب نجاتي لم انسى تلك الأيام أيام ما كنا نطفئ الأنوار ونشعل شمعة ً صغيرة نقرأ على ضوئها هذا الدعاء
وعزمت بعدها على التوبة النصوح وحق لمن قرأ هذا الدعاء أن يتأمل في فقراته الجميلة .