عضو متواجد
|
رقم العضوية : 39477
|
الإنتساب : Jul 2009
|
المشاركات : 97
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
moiami
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 22-08-2015 الساعة : 03:52 PM
مرحبا
يقول طه حسين في كتابه المهدي المنتظر ,
على عكس محمد عليه الصلاة والسلام الذي هو المتحكم في تبليغ الرسالة بأمر من الله سبحانه وتعالى , وهو في المرتبة الأولى حيث لا يقوم التابعون بعمل يخص التبليغ إلا بأمره , نجد أن المهدي المنتظر هو في المرتبة الثانية تحت حكم المبايعين له فيما يخص قضية ظهوره للناس , أي أن المبايعون هم من يحددون وقت الإعلان عن المهدي المنتظر وهم من يأمرونه رغما عنه بالخروج إلى الناس , وهنا أيضا يكون ذلك بعد أمر من الله سبحانه وتعالى , أي بعد الصيحة . ينقسم هؤلاء المبايعون إلى فئتين , فئة عالمة بالله سبحانه وتعالى وتعرف جيدا من هو المهدي المنتظر لكنها في حالة سكون , وفئة مساعدة وغير عالمة , والحقيقة أن هته الفئة ألأخيرة هي التي تنتظر الصيحة حتى تستطيع التحرك ومن تم المبايعة .
للمهدي المنتظر مرحلتان , مرحلة ما قبل الإصلاح ومرحلة ما بعد الإصلاح , المرحلة الأولى تمتد من وقت مبايعته وخروجه للناس إلى ليلة الإصلاح , في هته المرحلة التي يرى فيها المهدي المنتظر نفسه غير قادر على قيادة والأمة ولا يستحق أن يكون له هذا الشرف العظيم حتى إن الناس يبايعونه وهو كاره , يرسل الله سبحانه وتعالى عيسى ابن مريم ليشجعه ويساعده على الثبات , وهذا جزء من شرف المهدي المنتظر , رجل غير كامل وناقص في كل الجوانب يقود الأمة بمساعدة الله سبحانه وتعالى , أليس هذا رائع ومدهش للغاية . إذن , إنقاذ البشرية وعودة الأمور إلى طبيعتها مرهون بنزول عيسى عليه السلام إلى الأرض , وعودة عيسى عليه السلام مرهون بظهور المهدي المنتظر , وظهور هذا الأخير مرهون بمبايعة المبايعون له , وهته المبايعة مرهونة باكتمال عدد المبايعين , واكتمال العدد مرهون بالصيحة , والصيحة مرهونة بمن ينادي بالاسم الحقيقي للمهدي المنتظر , أو بصيغة أخرى , ينادي المنادي بالاسم الحقيقي للمهدي المنتظر دون زيادة حرف أو نقصان حرف وذلك حتى تعرفه الفئة المبايعة الغير عالمة ليكتمل العدد وتحدث المبايعة رغما عن المهدي المنتظر لعدم قدرته على قيادة الأمة , ولا علاقة للرفض بالتواضع لأن القضية هي قضية أمة وقضية عودة عيسى عليه السلام لانقاذ البشرية وليس قضية شخص , ونظرا للشرف العظيم الذي يميز المهدي المنتظر سيضطر الله سبحانه وتعالى حينها لإنزال عيسى ابن مريم قصد إنقاذه ومساعدته في تنفيذ مهمته , ألا وهي الحكم بين الناس بالعدل .
الصيحة إذن هي أهم شيء في القصة , ومعناها أن ينادي المنادي بالاسم الحقيقي للمهدي المنتظر , لا يهم من يكون المنادي لأن الله سبحانه وتعالى قد يكلم الناس عن طريق الناس , لقد سمعنا الكثير ينادي بمحمد بن عبد الله ولم تتحرك أي فئة مبايعة , وسمعنا كذلك الكثير ينادي باسم محمد بن الحسن ورأينا المبايعون في كل مكان ولم نر عيسى عليه السلام ينزل من السماء , فعلينا أن نفهم جيدا أن اسم المهدي المنتظر غير معروف ومجهول تماما , فإذا سمعوا الناس باسمه بايعه المبايعون مباشرة لينزل بعدها بقليل عيسى عليه السلام , قال محمد عليه الصلاة والسلام , يخرج المهدي بعد الصيحة اسمه يواطئ اسمي واسم أبيه اسم أبي , فحتى محمد عليه الصلاة والسلام لم يذكر اسمه ليس جهلا منه ولكن لكي لا يخرج عن القاعدة التي ينبني عليها ظهور المهدي المنتظر , بمعنى أنه لو نطق محمد عليه الصلاة والسلام بالاسم الحقيقي للمهدي المنتظر لكانت تلك هي الصيحة ولكان من الضروري خروج المهدي المنتظر في عصر الرسول الكريم , وقد اختار محمد عليه الصلاة والسلام هذا الحديث ليجعل الناس يتيهون ولا يعرفون الاسم المقصود إلى حين تأتي الصيحة الصحيحة , فلا محمد بن عبد الله هو المهدي ولا محمد بن الحسن هو المهدي , ثم انه على الشيعة وأهل السنة أن يبينوا للناس إن كانوا ينتظرون المهدي المنتظر كشخص أو ينتظرون من يحكم بينهم بالعدل , فليعرفوا جيدا أن كل الملوك والأمراء والحكام ورؤساء الدول والوزراء والموظفون السامون وحتى الموظفون العاديون وبان كي مون وكبار القادة في الجيوش وكبار القادة في الأمن والعلماء أصحاب المال والجاه , كلهم بلا استثناء سواء كانوا مسلمين أو كفار سيكون المهدي المنتظر ضدهم وسينزلهم إلى أسفل سافلين لكي يذوقوا طعم الذل والفقر والقهر حتى إذا شبعوا وتعلموا الدرس جيدا بدأ بالحكم بين الناس بالعدل , يفرق المال بالتساوي بين الناس , يعطي مفهوما جديدا لمعنى الإنسانية , لهذا يعيد عيسى عليه السلام الطبيعة لعملها الأصلي حتى يكثر الخير الشيء الذي سيساعد المهدي المنتظر في تطبيق فكرته .
|