وقعت حرب الجمل سنة 36 هـ ونصر الله سبحانه أمير المؤمنين عليه السلام على الناكثين
بدأت معركة الجمل بخروج طلحة والزبير من المدينة بذريعة العمرة ، والتحقوا بعائشة ، وجاء عبد الله بن عامر الذي كان عامل عثمان على البصرة وقد عزله عليّ عليه السلام إلى مكّة واشترى لعائشة جملاً بمئتي دينار ، فساروا إلى البصرة ، ولمّا وصلوها انهالوا على دار عثمان بن حنيف والي عليّ عليه السلام عليها وأوسعوه ضرباً ، ونتفوا لحيته وشعر رأسه وحاجباه
وسار إليهم أمير المؤمنين عليه السلام والحسنان عليهم السلام واخوهما محمّد بن الحنفية وعبد الله بن جعفر وأبناء عقيل وشبّان بني هاشم وعمّار وأبو أيّوب الأنصاري ومحمّد بن أبي بكر وعدّة من المهاجرين والأنصار : 80 فرداً من البدريّين ، و 250 فرداً ممّن بايعوا الرسول تحت الشجرة ، و 1500 فرداً من الصحابة عامّة
وأرسلوا مسلم المجاشعي للناكثين يدعوهم لحكم القرآن ، فرشقوه بالسهام وقتلوه ، وبعد موعظة عمّار وخطبة أمير المؤمنين عليه السلام استمروّا في إشعال الحرب التي بدأتها عائشة
وتقدّم أمير المؤمنين عليه السلام لمقابلتهم وجيشه في هذه المعركة 20 ألفاً استشهد منهم خمسة آلاف ، وجيش عائشة 30 ألفاً قتل منهم 13 ألفاً
وانتهت المعركة بالنصر لأمير المؤمنين عليه السلام فوقف على هودج عائشة ، وقال لها < " يا حميراء أو أمرك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن تخرجي لقتالي ؟ أما أمرك أن تقرّي في بيتك ولا تخرجي ؟ والله ما أنصفك الذين ستروا نساءهم خلف الستائر وأخرجوك " > وأخرج محمّد بن أبي بكر أخته من الهودج ، وأمر أمير المؤمنين عليه السلام أن يأخذوها إلى دار صفيّة بنت الحارث بن أبي طلحة ثمّ إلى مكّة ، ومنها إلى المدينة المنوّرة .
وفي هذه المعركة استشهد زين بن صوحان الذي كان من قادة الجيش وأعيان الشيعة ، فوقف أمير المؤمنين عليه السلام على رأسه ، وقال " رحمك الله يا زيد فقد كان تعلّقك بالدنيا قليلاً، وإمدادك للدين كثيرا"
2 - إيداع قميص الحسين عليه السلام
في هذا اليوم قدّمت الزهراء البتول عليها السلام لابنتها زينب الكبرى عليه السلام قميص إبراهيم الخليل عليه السلام وقالت لها : " متى طلب الحسين عليه السلام منك هذا القميص ، فإنه بفارقك بعد ساعة ، ولا يلبث أن يستشهد بأيدي أسوأ أبناء الزنا " وكان هذا الإيداع قبل شهادة الصدّيقة الطاهرة فاطمة عليه السلام بثلاث أيّام